دانيال (محمد)
Daniel (Mohammad ibn-) - Daniel (Mohammad ibn-)
ابن دانيال (محمد -)
(647-710هـ/1249-1310م)
شمس الدين محمد بن دانيال بن يوسف الخزاعي نسبة إلى قبيلة خزاعة، الموصلي الحكيم. طبيب، شاعر، ناثر، رقيق العبارة قصصي، سريع البديهة حاضر النكتة، عاش ردحاً من الزمن في مسقط رأسه بالموصل التي غادرها إلى مصر واستوطن القاهرة. وبها مارس مهنة الكحل وتطبيب العيون في دكان اتخذها في أحد أحياء القاهرة الشعبية هو باب الفتوح، كانت دكانه أو عيادته تزدحم بالمرضى، وذاعت شهرته بين سكان القاهرة ولاسيما الطبقات الشعبية في معالجة رمد العيون الذي كان منتشراً في هذه الأحياء وفي غيرها، كما ذاعت شهرته بقصصه الشعبية ورواياته التي كان يكتبها ويؤلف فكاهاتها ويخرجها للناس، ثم يعرضها في خيال الظل أو طيف الخيال الذي ابتكره للترويح عن النفس، وكان هو الذي يمثلها بمفرده ويتفحص كل الشخصيات التي يمثلها ويعرضها بصوته الذي كان يتلاعب بنبراته بحسب الشخصية التي ابتكرها ويريد إظهارها على شاشة خيال الظل، كما كان يضع أغانيها ويلحنها ويغنيها إضافة إلى حوارات شخصياتها، ولذلك يعد أول من ابتكر هذه الطريقة، وسماها خيال الظل التي كانت محببة وذائعة بين معظم الشرائح الشعبية وقد انتشرت بعده في معظم البلاد العربية ولا تزال يمارسها بعض المحترفين من طليقي اللسان، الأذكياء، ولاسيما في مناطق الريف ونادراً في المدن وأحيائها الشعبية.
يتصف شعره بالعذوبة والفكاهة والحس المرهف، تناول فيه معظم فنون الشعر من مدح وقدح وغزل ووصف.
من رقيق شعره وأشهره موشح قال فيه:
صنف محمد بن دانيال من الكتب: «طيف الخيال في مصرفة الظلال»: شرح فيه طريقة خيال الظل، وكيفية عرض قصصه فيها وإخراجها وتمثيلها. ثلاث روايات لخيال الظل وهي مطبوعة. أرجوزة «عقود النظام فيمن ولي مصر من الحكام».
وقد أهلته بديهته وحسن معشره وذكاؤه لحضور مجالس الأمراء وبعض الحكام في القاهرة الذين كانوا يأنسون إلى صحبته ودعاباته.
توفي ابن دانيال عن عمر يناهز (63) عاماً في القاهرة و دفن بها.
زهير حميدان
ـ ابن تغري بردي، النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة ( طبعة دار الكتب، وزارة الثقافة والإرشاد القومي، المؤسسة المصرية العامة للتأليف والترجمة والنشر).
ـ الصفدي، الوافي بالوفيات (س. ديدريتغ 1394هـ/1974م).
ـ ابن حجر العسقلاني، الدرر الكامنة (دار الجيل، بيروت).
Daniel (Mohammad ibn-) - Daniel (Mohammad ibn-)
ابن دانيال (محمد -)
(647-710هـ/1249-1310م)
شمس الدين محمد بن دانيال بن يوسف الخزاعي نسبة إلى قبيلة خزاعة، الموصلي الحكيم. طبيب، شاعر، ناثر، رقيق العبارة قصصي، سريع البديهة حاضر النكتة، عاش ردحاً من الزمن في مسقط رأسه بالموصل التي غادرها إلى مصر واستوطن القاهرة. وبها مارس مهنة الكحل وتطبيب العيون في دكان اتخذها في أحد أحياء القاهرة الشعبية هو باب الفتوح، كانت دكانه أو عيادته تزدحم بالمرضى، وذاعت شهرته بين سكان القاهرة ولاسيما الطبقات الشعبية في معالجة رمد العيون الذي كان منتشراً في هذه الأحياء وفي غيرها، كما ذاعت شهرته بقصصه الشعبية ورواياته التي كان يكتبها ويؤلف فكاهاتها ويخرجها للناس، ثم يعرضها في خيال الظل أو طيف الخيال الذي ابتكره للترويح عن النفس، وكان هو الذي يمثلها بمفرده ويتفحص كل الشخصيات التي يمثلها ويعرضها بصوته الذي كان يتلاعب بنبراته بحسب الشخصية التي ابتكرها ويريد إظهارها على شاشة خيال الظل، كما كان يضع أغانيها ويلحنها ويغنيها إضافة إلى حوارات شخصياتها، ولذلك يعد أول من ابتكر هذه الطريقة، وسماها خيال الظل التي كانت محببة وذائعة بين معظم الشرائح الشعبية وقد انتشرت بعده في معظم البلاد العربية ولا تزال يمارسها بعض المحترفين من طليقي اللسان، الأذكياء، ولاسيما في مناطق الريف ونادراً في المدن وأحيائها الشعبية.
يتصف شعره بالعذوبة والفكاهة والحس المرهف، تناول فيه معظم فنون الشعر من مدح وقدح وغزل ووصف.
من رقيق شعره وأشهره موشح قال فيه:
غصن من البان مثمر قمرا | يكاد يُعقَد في لينه إذا خطرا | ||
أسمر مثل القناة معتدل | |||
ولحظه كالسنان منصقل | |||
نشوان من خمرة الصبا ثمل | |||
ويقول في صنعته في الكحل: | |||
يا سائلي عن صنعتي في الورى | |||
وصنعتي فيهم وإفلاسي | |||
ما حالي مـن درهم إنفاقـه | |||
يأخذه من أعين النـاس | |||
وقد أهلته بديهته وحسن معشره وذكاؤه لحضور مجالس الأمراء وبعض الحكام في القاهرة الذين كانوا يأنسون إلى صحبته ودعاباته.
توفي ابن دانيال عن عمر يناهز (63) عاماً في القاهرة و دفن بها.
زهير حميدان
مراجع للاستزادة: |
ـ الصفدي، الوافي بالوفيات (س. ديدريتغ 1394هـ/1974م).
ـ ابن حجر العسقلاني، الدرر الكامنة (دار الجيل، بيروت).