الالتزام غير المشروط - التعبير عن المحبة .. كتاب عندما تكسب قلب طفلك
الالتزام غير المشروط
أحد أهم الطرق للتعبير عن محبتنا وحناننا لأطفالنا هي الالتزام غير المشروط طيلة الحياة ذلك الالتزام الذي يجعلك تشعر أطفالك بأنهم هامون جداً لك اليوم وغداً ، وفي كل الأوقات ومهما حدث لك ولهم.
أكاد أذكر كل أفراد عائلتي بالتزامي غير المشروط كل يوم ولتأكيد ذلك ، فقد خططت لافتة صغيرة علقتها في مدخل بيتنا، وقد كتبت على هذه اللافتة (( إلى نورما ، وكاري، وغريغ وميشيل أؤكد لكم التزامي المطلق تجاهكم طيلة حياتي)).
نورما وأنا ، غالباً ما نخبر أطفالنا بأننا نحبهم وذلك بشكل مباشر وبوسائل غير مباشرة كثيرة نعبر عن التزامنا نحوهم وحرصنا على سعادتهم في جميع الأحوال والظروف. فنحن ملتزمون بمساعدتهم لأن ينجحوا في جميع الأعمال التي يودون القيام بها . وسوف نكون ملتزمين بهم حتى لو تزوجوا ، وغادروا المنزل. وسنكون ملتزمين بهم مهما حدث لهم في حياتهم الزوجية، وسنكون ملتزمين بأطفالهم وبهم. ونحن ملتزمون بتوفير وقت السماعهم وسماع مشاكلهم. وحتى لو واجهوا المتاعب، أو تورطوا في أمر سنكون معهم لمساعدتهم للنهوض من كبوتهم. وهذا لا يعني بأي حال من الأحوال أن نشجعهم على فعل ما يتعبهم ويتعبنا. وإنما يعني فقط بأننا جاهزون لمد يد العون لهم وأن محبتنا لهم غير مشروطة بأي سبب أو استثناء، وأنه لا يوجد شيء مطلقاً سيمنعنا من محبتهم والحرص عليهم.
أعلمني ( Mark Frazie) وهو ملاكم محترف يلقبونه بالولد الذهبي)) كيف عاش في كنف أبوين التزما به التزاماً صادقاً ومخلصاً . وعندما سألت مارك: (( من كان الأكثر تشجيعاً لك في كل حياتك؟)).
أجاب بلا تردد : ((أبي، إنه أبي)). وأضاف لقد كان أبي أهم وأفضل صديق لي وسيبقى دائماً كذلك.
وقد شرح مارك لي أسباب هذه الاحترام لأبيه قائلاً : ((كنت في التاسعة عشرة من عمري عندما تورطت في مشكلة قادتني إلى المحكمة.
وعدد كبير من أفراد أسرتي وأقاربي بدأ يتجنبني، وينظر إلي نظرات اتهامية. لكن أبي هو الوحيد الذي صارحني، وأخبرني بأنه على الرغم من أن تصرفاتي قد جرحته والمته، لكنني أبقى ابنه، وهو سيثابر دائماً على محبتي وسيكون دائماً بجانبي لانتشالي من أية مشكلة أقع فيها .
وعلى العكس من المثال السابق، فإن قلة الالتزام غير المشروط أو انعدامه سيقود إلى نتائج وخيمة. أذكر أنني شاهدت محاكمة لشاب عمره ثمانية عشر عاماً يقف في قفص الاتهام مرعوباً أمام قاض عبوس قاس ، وكان هذا القاضي صديقاً لوالد الطفل. وقد أسهب القاضي في تأنيب الطفل وإهانته قائلاً : يجب أن تكون خجلاً من نفسك، تحط من كرامة عائلتك واسمها ، وتسبب لأبويك الذل والعار والحزن العميق. فأبوك رجل محترم في المدينة، ولديه فرص لأن يترفع في مناصبه، وقد خدمت معه في كثير من اللجان أعرف كم هو متفان في عمله وملتزم بخدمة المدينة. أنا أعد أباك صديقاً حميماً لي كم كان حزني عميقاً لرؤيتك في قفص الاتهام مرتكباً هذه الجريمة)).
كان رأس الفتى منخفضاً ذليلاً، وهو يستمع لكلمات القاضي القاسية. وقبل أن يتم النطق بالحكم، طلب الفتى الإذن بالكلام، وبصوت متحشرج قال : ((سيدي القاضي لم أكن أعني مطلقاً إهانة عائلتي، ولم يكن بودي مطلقاً أن أقدم الأعذار عما اقترفته بداي. ولكني أستميحك العذر سيدي، فأنا أحسدك جداً على علاقتك مع أبي أنت تعلم بأنني حاولت جاهداً يوماً بعد يوم وليلة بعد ليلة أن أكون صديقاً سوياً لأبي.
كنت بحاجة إليه كثيراً . كنت بحاجة له لمساعدتي في بعض أعمالي المدرسية، وكنت بحاجة له للنصح في كثير من مشاكلي مع الفتيات اللواتي في سني كمراهق يحتاج لمن بقف بجانبه، وكنت بحاجة إليه لتجاوز العديد من الظروف الصعبة التي واجهتني . ولكن أبي كان دائماً بعيداً عني. ربما كان يقضي جل وقته في اجتماعات تلك اللجان التي تحدثت عنها معك ومع غيرك أو ربما كان يلعب الغولف، لا أدري. لقد شعرت بأن كل شيء سواي هام له ويعطيه من وقته ومن عقله . ولا أقول ما أقول جاحداً لأبي أو مقللاً من احترامي له ، ولكنني أتمنى من كل قلبي أن أرى أبي كما تراه أنت.
صعق القاضي لما سمعه من الفتى ، وفهم مغزاه في الحال، فحكم عليه حكماً مخففاً بوضعه تحت المراقبة لفترة من الزمن، وأمر بأن يجتمع الفتى مع أبيه أسبوعياً لمناقشة ما بينهما ولتمتين علاقتهما بعضها ببعض. ومن الواضح أن الأب قد شعر بالتقصير والإهانة من ملاحظات القاضي، ولكنه أدرك أيضاً عاقبة عدم التزامه بابنه، وأشعره ذلك أن عليه أن يبدأ بتمتين علاقته بابنه ومعرفة رغباته وهواجسه بشكل أفضل، وهذا شكل نقطة تحول إيجابية في حياة الفتى.
الالتزام غير المشروط
أحد أهم الطرق للتعبير عن محبتنا وحناننا لأطفالنا هي الالتزام غير المشروط طيلة الحياة ذلك الالتزام الذي يجعلك تشعر أطفالك بأنهم هامون جداً لك اليوم وغداً ، وفي كل الأوقات ومهما حدث لك ولهم.
أكاد أذكر كل أفراد عائلتي بالتزامي غير المشروط كل يوم ولتأكيد ذلك ، فقد خططت لافتة صغيرة علقتها في مدخل بيتنا، وقد كتبت على هذه اللافتة (( إلى نورما ، وكاري، وغريغ وميشيل أؤكد لكم التزامي المطلق تجاهكم طيلة حياتي)).
نورما وأنا ، غالباً ما نخبر أطفالنا بأننا نحبهم وذلك بشكل مباشر وبوسائل غير مباشرة كثيرة نعبر عن التزامنا نحوهم وحرصنا على سعادتهم في جميع الأحوال والظروف. فنحن ملتزمون بمساعدتهم لأن ينجحوا في جميع الأعمال التي يودون القيام بها . وسوف نكون ملتزمين بهم حتى لو تزوجوا ، وغادروا المنزل. وسنكون ملتزمين بهم مهما حدث لهم في حياتهم الزوجية، وسنكون ملتزمين بأطفالهم وبهم. ونحن ملتزمون بتوفير وقت السماعهم وسماع مشاكلهم. وحتى لو واجهوا المتاعب، أو تورطوا في أمر سنكون معهم لمساعدتهم للنهوض من كبوتهم. وهذا لا يعني بأي حال من الأحوال أن نشجعهم على فعل ما يتعبهم ويتعبنا. وإنما يعني فقط بأننا جاهزون لمد يد العون لهم وأن محبتنا لهم غير مشروطة بأي سبب أو استثناء، وأنه لا يوجد شيء مطلقاً سيمنعنا من محبتهم والحرص عليهم.
أعلمني ( Mark Frazie) وهو ملاكم محترف يلقبونه بالولد الذهبي)) كيف عاش في كنف أبوين التزما به التزاماً صادقاً ومخلصاً . وعندما سألت مارك: (( من كان الأكثر تشجيعاً لك في كل حياتك؟)).
أجاب بلا تردد : ((أبي، إنه أبي)). وأضاف لقد كان أبي أهم وأفضل صديق لي وسيبقى دائماً كذلك.
وقد شرح مارك لي أسباب هذه الاحترام لأبيه قائلاً : ((كنت في التاسعة عشرة من عمري عندما تورطت في مشكلة قادتني إلى المحكمة.
وعدد كبير من أفراد أسرتي وأقاربي بدأ يتجنبني، وينظر إلي نظرات اتهامية. لكن أبي هو الوحيد الذي صارحني، وأخبرني بأنه على الرغم من أن تصرفاتي قد جرحته والمته، لكنني أبقى ابنه، وهو سيثابر دائماً على محبتي وسيكون دائماً بجانبي لانتشالي من أية مشكلة أقع فيها .
وعلى العكس من المثال السابق، فإن قلة الالتزام غير المشروط أو انعدامه سيقود إلى نتائج وخيمة. أذكر أنني شاهدت محاكمة لشاب عمره ثمانية عشر عاماً يقف في قفص الاتهام مرعوباً أمام قاض عبوس قاس ، وكان هذا القاضي صديقاً لوالد الطفل. وقد أسهب القاضي في تأنيب الطفل وإهانته قائلاً : يجب أن تكون خجلاً من نفسك، تحط من كرامة عائلتك واسمها ، وتسبب لأبويك الذل والعار والحزن العميق. فأبوك رجل محترم في المدينة، ولديه فرص لأن يترفع في مناصبه، وقد خدمت معه في كثير من اللجان أعرف كم هو متفان في عمله وملتزم بخدمة المدينة. أنا أعد أباك صديقاً حميماً لي كم كان حزني عميقاً لرؤيتك في قفص الاتهام مرتكباً هذه الجريمة)).
كان رأس الفتى منخفضاً ذليلاً، وهو يستمع لكلمات القاضي القاسية. وقبل أن يتم النطق بالحكم، طلب الفتى الإذن بالكلام، وبصوت متحشرج قال : ((سيدي القاضي لم أكن أعني مطلقاً إهانة عائلتي، ولم يكن بودي مطلقاً أن أقدم الأعذار عما اقترفته بداي. ولكني أستميحك العذر سيدي، فأنا أحسدك جداً على علاقتك مع أبي أنت تعلم بأنني حاولت جاهداً يوماً بعد يوم وليلة بعد ليلة أن أكون صديقاً سوياً لأبي.
كنت بحاجة إليه كثيراً . كنت بحاجة له لمساعدتي في بعض أعمالي المدرسية، وكنت بحاجة له للنصح في كثير من مشاكلي مع الفتيات اللواتي في سني كمراهق يحتاج لمن بقف بجانبه، وكنت بحاجة إليه لتجاوز العديد من الظروف الصعبة التي واجهتني . ولكن أبي كان دائماً بعيداً عني. ربما كان يقضي جل وقته في اجتماعات تلك اللجان التي تحدثت عنها معك ومع غيرك أو ربما كان يلعب الغولف، لا أدري. لقد شعرت بأن كل شيء سواي هام له ويعطيه من وقته ومن عقله . ولا أقول ما أقول جاحداً لأبي أو مقللاً من احترامي له ، ولكنني أتمنى من كل قلبي أن أرى أبي كما تراه أنت.
صعق القاضي لما سمعه من الفتى ، وفهم مغزاه في الحال، فحكم عليه حكماً مخففاً بوضعه تحت المراقبة لفترة من الزمن، وأمر بأن يجتمع الفتى مع أبيه أسبوعياً لمناقشة ما بينهما ولتمتين علاقتهما بعضها ببعض. ومن الواضح أن الأب قد شعر بالتقصير والإهانة من ملاحظات القاضي، ولكنه أدرك أيضاً عاقبة عدم التزامه بابنه، وأشعره ذلك أن عليه أن يبدأ بتمتين علاقته بابنه ومعرفة رغباته وهواجسه بشكل أفضل، وهذا شكل نقطة تحول إيجابية في حياة الفتى.
تعليق