"نوار خليل".. رسومات تتقافز داخل اللوحة
- نجوى عبد العزيز محمود
دمشق
بخطوطه الدقيقة ورسوماته المبتكرة، استطاع أن يرسم لنفسه بصمة خاصة في عالم الكاريكاتور؛ من خلال إبداع لوحات تنبض بالواقعية والحياة، باستخدام تقنية ثلاثي الأبعاد التي طبقها بكل مهارة وحرفية؛ مكنته من الحصول على عدة جوائز.
مدونة وطن "eSyria" وبتاريخ 5 آب 2016، التقت الفنان "نوار خليل" من مواليد "دمشق" عام 1993؛ ليحدثنا عن بداياته بالقول: «الفنّ موهبة تخلق مع الإنسان بالفطرة، فمنذ الصغر كنت أرسم وأنحت على الصابون، وكانت رسوماتي تعلّق على جدران المدرسة؛ هذا الشيء كان يشعرني بسعادة بالغة، وخصوصاً أنني حظيت بدعم وتشجيع أهلي الدائم لإغناء موهبتي وصقلها بالتدريب الدائم، فبدأت أولى خطواتي بنشر رسوماتي في مكتبة قرب منزلي، وكانت الطريق لنشرها في إحدى الصحف الفلسطينية في عام 2009».
«تعتمد تقنية ثلاثي الأبعاد رؤية كل عين بشكل مختلف للمشهد نفسه؛ ويستخدم فرق المسافة بين زاويتي النظر لإيجاد نوع من العمق للصورة، وبذلك تعكس صورة فريدة ومختلفة للوحة»؛ هذا ما قاله "نوار خليل" عن هذه التقنية، وأضاف: «حاولت من خلال تطبيق تقنية ثلاثي الأبعاد في رسوماتي رسم خط خاص بي في عالم الكاريكاتور، فكنت أوّل فنان في العالم يدخل هذا النوع من التقنيات إلى فنّ الكاريكاتور، التي أضفت على اللوحة الواقعية، إضافة إلى وضوح الصورة، ونوعاً من البيئة التفاعلية بين المشاهد واللوحة، حيث تشعره وكأنّ الصور تتقافز داخل اللوحة بطريقة تضفي متعة لا يمكن مضاهاتها، وتجعله جزءاً منها. وعلى الرغم من أن هذه التقنية استخدمت في السينما والتلفزيون، إلا أنني أحببت أن أطبقها برسوماتي؛ بهدف الخروج عن النمطية التقليدية وتحقيق عنصر الغرابة نوعاً ما، فهي ليست مجرّد صورة فقط، بل هي نوع جديد من الفن الذي ساهم بدور كبير في النهوض بعالم الكاريكاتور. وتعتمد هذه التقنية إظهار المحيط للّوحة من طاولة وجدار، وأغلب الأحيان تكون المساحة المخصصة للكاريكاتور صغيرة، وتعتمد الدقة والدراسة الجيدة للوحة. ولتطبيق هذه التقنية، اطلعت على فن التجسيم ذي الأبعاد الثلاثة من خلال الإنترنت، وعرفت المبدأ وطبّقته؛ ففي البداية كان هناك صعوبة في تطبيق أول لوحة وقد أخذت مني وقتاً حتى أنجزتها».
لوحة بتقنية 3D
يعدّ الكاريكاتور من الفنون المحببة لعقول وقلوب الناس؛ لأنّه -على حدّ تعبيره- يتميّز بالرقي في التعبير عن الواقع، وعلى الرغم من وصفه بالعمق، فهو سهل القراءة، ويقدم رسومات تجذب عين ونظر كل من يشاهدها، وأضاف: «الكاريكاتور هو رسالة موجهة إلى المجتمع بهدف إيصال فكرة معينة عن واقع اجتماعي معين، أو توصيل الواقع البائس بطريقة فنية محببة وفكاهية. وتكمن أهميته في قدرته الفائقة على تلخيص قضايا المجتمع في جمل بسيطة تعززها رسوم جذابة تلفت الأنظار بأسلوب نقدي حسب القضية التي يطرحها وتفاعل المجتمع معها، وبتطبيق تقنية ثلاثي الأبعاد أضفت إلى الرسومات عنصر الجذب والغرابة والواقعية، وهو فن يمنحني فرصة أن أكون كاتباً أو ناقداً أو مسرحياً، وهو الطريق للتعبير وإيصال الأفكار إلى الناس بشكل ناقد فيه دعابة؛ فأنا أجد نفسي بالرسومات التي تعالج الواقع الإنساني أكثر من غيره من الفنون. أما بالنسبة لرسم الوجوه "البورتريه"، فهو عبارة عن رسم لشخصية محددة تعتمد تضخيم العيوب على حساب الملامح لإعطاء صورة الشخصية طابعاً محدداً، ومن خلال رسمي للوجوه أعبّر عن الشخصية بأكثر سمة تتمتع بها، وعلى الرغم من التقنيات التي استخدمتها في رسوماتي، أجد اللوحة الصامتة هي أقوى وأبلغ في التأثير؛ لأنّ الرسام الموهوب قادر أن يوصل فكرته من دون أي شرح إضافي، لذا يترك المجال للقارئ في حرية التأويل والتفسير».
"محمد عبد اللطيف الخطيب" المدير العام ورئيس تحرير مجلة "سوريانا" والجريدة الرياضية، حدّثنا عن أعمال "خليل" بالقول: «"نوار" شاب مبدع ومتفانٍ في عمله، نشر رسوماته على صفحات مجلتنا، فأثبت جدارته وتفوقه، وقد تطوّر مستواه إلى درجة كبيرة خلال السنتين الماضيتين، وهو من الأشخاص القادرين على إضافة شيء مهم في عالم الكاريكاتور العربي، وأحترم فيه حبّه لعمله والتزامه وتفانيه الدائم فيه».
إحدى رسوماته
الجدير بالذكر، أن "نوار" طالب سنة رابعة في كلية الاقتصاد اختصاص البنوك والمصارف، بدأ رسم الكاريكاتور بالشكل المهني عام 2013؛ عبر مجلة "سوريانا"، وحاصل على جائزة "الكاريكاتير العربي" لمشاركته بمعرض في "الدوحة" عام 2013، وجائزة "الصحافة العربية" لمشاركته بمعرض في "دبي" عام 2013، وحاصل على الجائزة الفضية العالمية من مسابقة محترف "لبنان" الدولية لعام 2014؛ بمشاركة عدد كبير من الفنانين من 31 دولة حول العالم، وحاصل على شهادة PDH من جمعية الفكاهة البولندية العالمية، وحاصل على شهادة تقدير من مركز المحترف اللبناني 2015، وشهادة مشاركة من معرض "الطفل إيلان" عام 2015، وعضو موقع "كرياتيف" العالمي للإبداع، كما شارك في عام 2014 بمعرض "سورية" الدولي، إضافة إلى عدة مشاركات في العديد من المعارض والمسابقات الدولية التي أقيمت في عدة دول، منها: "ألمانيا، والبرتغال، وإيطاليا، وإسبانيا، وبريطانيا، وفرنسا".
الشهادات والجوائز