مهرجان الرياض للمسرح يحتفي بالأديب والمؤرخ أحمد السباعي
المهرجان يقدم في دورته الجديدة 20 عرضا مسرحيا علاوة على عدد من الورشات والندوات النقدية والفعاليات الثقافية.
الثلاثاء 2024/12/17
ShareWhatsAppTwitterFacebook
أحمد السباعي أبو المسرح السعودي
الرياض- انطلق مساء الأحد مهرجان الرياض للمسرح في دورته الثانية، بإشراف هيئة المسرح والفنون الأدائية، ويستمر 12 يوما حتى 26 ديسمبر الجاري، وذلك في مركز المؤتمرات بجامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن بمدينة الرياض.
وقال الرئيس التنفيذي للهيئة سلطان البازعي “يمثل مهرجان الرياض للمسرح في دورته الثانية إنجازا جديدا لمسيرة المسرح السعودي، وانطلاقة نحو آفاق مسرحية مشرقة.”
وأضاف “يجسد المهرجان قيمنا المشتركة، ونهدف إلى أن يكون المسرح السعودي مسرحا يعكس هويتنا وثقافتنا ونسعى إلى تحقيق المزيد من النجاحات.”
وقال البازعي في الافتتاح “هذا اليوم ليس احتفالا فقط بما حققه المسرح السعودي، بل هو انطلاقة جديدة نحو آفاق مسرحية ممتدة، وأمل متجدد لمستقبل مسرحي نصنعه معا.”
وأضاف “هذا الحدث يجسد قيمنا المشتركة وأهدافنا السامية في أن يكون مسرحنا السعودي ’مسرح خالد’ يعكس هويتنا الثقافية الممتدة لآلاف السنين، وتنوعنا.”
وأفاد أن المهرجان سيشهد مشاركة 20 عملا مسرحيا، وتتوزع العروض المشاركة على مسارين أحدهما للمسرح المعاصر ويضم 11 عرضا والآخر للمسرح الاجتماعي ويضم تسعة عروض.
إضافة إلى العروض المسرحية يقدم المهرجان 3 ندوات حوارية، 3 ورش عمل، و20 قراءة نقدية، خلال 10 أيام من الإبداع المسرحي في تجربة ثرية واستثنائية.
من جهته ألقى مدير المهرجان الدكتور راشد الشمراني، كلمة أشار فيها إلى أن مهرجان الرياض للمسرح يمثل خطوة نوعية لتعزيز مكانة المسرح في المشهد الثقافي السعودي، موضحا أن “المهرجان يهدف إلى اكتشاف الطاقات الإبداعية ودعمها، إلى جانب تطوير المحتوى المسرحي وتوسيع قاعدة الجمهور، بما يُعزز دور المسرح كمنصة للحوار والتواصل الإنساني، ويسهم في بناء مجتمع واعٍ بفنون الأداء والمسرح.”
ثم جرى تكريم لجنة الفرز والمشاهدة في المهرجان التي كان لها دور بارز في الدورة الحالية، وضمت نخبة من الأسماء وهم: حمد الرميحي، وعبدالناصر الزاير، وعبدالله ملك، والدكتور عزيز خيون، والدكتور خالد أمين.
راشد الشمراني: المهرجان يهدف إلى اكتشاف الطاقات الإبداعية ودعمها
وتمثل الدورة الثانية للمهرجان امتدادا للنجاح الذي حققته الدورة الأولى، مع تطلعات طموحة لتقديم المزيد من الإبداع والتميز في السنوات المقبلة.
ويشهد المهرجان عرض مسرحيات الفرق المتأهلة في مسابقة المهرجان والقادمة من 8 مدن، بالإضافة إلى مجموعة من الفعاليات الثقافية؛ منها ندوات وقراءات نقدية وورشة عمل.
وكرم المهرجان في الافتتاح اسم الأديب والصحفي والمؤرخ الراحل أحمد السباعي الذي اشتهر بلقب “أبو المسرح السعودي”، وذلك نظيرَ إسهاماته في إدخال المسرح للسعودية وتطوير الفنون في المملكة.
ولد السباعي عام 1905 وعمل بقطاع التعليم ثم بدأ الكتابة في صحيفة “صوت الحجاز” التي تولى رئاسة تحريرها لاحقا، وأسس صحيفة “الندوة” ومن بعدها مجلة “قريش” الأدبية.
كان أول من سعى إلى إنشاء مسرح في السعودية بداية الستينيات من القرن العشرين، واستقدم مدربين للتمثيل من مصر وجهز عرض الافتتاح، لكن محاولته لم تكلل بالنجاح وقتها، وتوفي عام 1984.
ويرى متابعون أن مشروع السباعي ينهض على أهمية نشر الوعي بين صفوف المجتمع وبث المعرفة في الزوايا المظلمة وضرورة تقديم جرعات من العلم والثقافة للأفراد والجماعات التي تشكل المرحلة المهمة في القضاء على العادات الاجتماعية البالية والخرافات السائدة بين الناس في تلك الحقبة ومقته للخزعبلات التي لا تعرف للحقيقة طريقاً، بل أخذ على كاهله أيضاً أهمية التعليم وردم منابع الجهل للقضاء على الكثير من المشكلات التي كان يعيشها المجتمع المكي صباح مساء ولن يستطيع الإفلات من شبح الجهل إلا باتخاذ العلم سبيلاً لها.
كما سيقدم المهرجان عروضا يومية متنوعة وثقافية تعكس التنوع والإبداع ما يجعله تظاهرة فنية ثقافية متكاملة، تؤسس لمستقبل مختلف للفن المسرحي في السعودية.