مصدر السعادة الحقيقية _ عش بحكمة تعش طويلاً
عقل سليم في جسم سليم بركة من بركات الحياة يحكى عن احد الملوك القدماء انه كان أتعس رجل في العالم كان له مايريد من المقتنيات والطعام ولكنه بقي على تعاسته احضر له أغلى المآكل وأشهاهافأصابه سوء الهضم وفي احد الأيام اقترح عليه أحد المقربين اليه ان يلبس قميصةأسعد رجل في المملكة مدة ليلة واحدة فقط فيصبح سعيداً فأخذو يفتشون عن أسعد رجل الى أن وجدوه طافح الوجه حبورا وذا صحة جيدة فأحضروه الى الملك الذي استغرب أن يجده فقيراً إلى درجة أنه لم يكن لديه قميص يلبسه ان السعادة الحقيقية لاتقوم على ماتقتنيه بل على تناغم العقل مع الجسم معا حين يكون كل واحد منهما في أفضل حالاته
لا زالَ يبحثُ الإنسانُ منذ القدم عن السّعادة، ويتحرّى طُرقها وكيفيّة تحقيقها، ويبذُل كلّ وسعه في ذلك، ساعياً بكلّ ما لديه من عقلٍ وفكرٍ ومادّة لإيجادها، لكنّها تَبقى سرّاً لم يدرك ماهيّته إلّا القليل؛ فهي شُعورٌ داخليّ يَشعرُ به الإنسان ليمنحه راحة النفس، والضمير، وانشراح الصدر، وطمأنينة القلب.تكمُنُ مشكلة الإنسانُ الأساسيّة مع السعادة التي يُعانيها منذ الأزل بكونه لا يعلمُ أدوات تحقيقها، فيُحاول أن يُجرّب المادّة والأمور الماديّة الملموسة ليَصل للسعادة فتجده لا يصل،[] فما هي السعادة؟ وأين تكمن؟ وهل هي قرارٌ أم قدرٌ محتوم؟ وما نظرة الإسلام لها؟
السعادة الحقيقية يَختلفُ النّاس في تحديد السّعادة الحقيقية باختلاف اهتماماتهم واحتياجاتهم؛ فمنهم من يَظنُّ أنّ السّعادة الحقيقية تكمنُ في امتلاكِ الأموال الطّائلة، ومنهم من يتصوّرها في بيتٍ فخمٍ وسيّارة فارهة، ومنهم من يراها في المناصب المرموقة أو في التمتُّع بجمالٍ أخّاذ، أو في تحقيق غرائز الجسد وشهوات النفس، أو في كثرة الأولاد.[٥] يقولُ الرّازي في ذلك: (إن الإنسان يشاركه في لذة الأكل والشرب جميع الحيوانات، حتى الخسيسة منها، فلو كانت هي السعادة والكمال، لوجب ألا يكون للإنسان فضيلة في ذلك على الحيوانات)، ويُكمل في سياقٍ آخر: (إن هذه اللذات الحسية، إذا بحث عنها، فهي ليست لذات، بل حاصلها يرجع إلى دفع الآلام، والدليل عليه أن الإنسان كلما كان أكثر جوعاً كان الالتذاذ بالأكل أتم، وكلما كان الجوع أقل كان الالتذاذ بالأكل أقل). يَعدُّ الفلاسفة المسلمون السّعادة الحقيقية في إشباع لذّة العقل والذّهن بالمعارف والعلوم، بالإضافة لتقدير ورفع قيمة الأعمال المرتكزة على الجهدِ الذّهنيّ، ويتّفق هُنا الكنديّ وابن مسكويه، والفارابي، وابن رشدُ في كون السّعادة الحقيقية تتجلّى في طلب علوم الحكمة والفلسفة والعمل بالعلوم المنطقية والنظريّة بهدفِ الوصول لنتائج وحقائق صادقة، ومن الجدير ذكره أنّ الفلاسفة المسلمين واليونانيين القدماء قد اتّفقوا على كونِ السّعادة الحقيقة تتجلّى في الإيمان، والعمل السليم البنّاء، وإعمال العقل والفكر لإكمال إرواء الملذّات الدنيوية، وهذه الطريقة الأفضل للارتِقاء بالأمم والوصول أخيراً للسعادة.[] إنّ بذور السّعادة وأساسها يكمنُ في دواخل البشر جميعاً، إلّا أنهم دائمُو البحثِ عنها خارج روحهم ونفسهم، ممّا يستنزف طاقاتهم من عملٍ وعائلةٍ وأموال وطعام، ليستشعروها لفترةٍ صَغيرةٍ وخاطفة، ويسعون بعدها في دوّامة للحصول عليها مرّة أخرى، ولذلك على الإنسانِ البحثُ عن السّعادة الحقيقية في أعماق داخله فقط، وإلّا فلن يجدها في أيّ شيء خارجيّ بشكلٍ حقيقيّ
عقل سليم في جسم سليم بركة من بركات الحياة يحكى عن احد الملوك القدماء انه كان أتعس رجل في العالم كان له مايريد من المقتنيات والطعام ولكنه بقي على تعاسته احضر له أغلى المآكل وأشهاهافأصابه سوء الهضم وفي احد الأيام اقترح عليه أحد المقربين اليه ان يلبس قميصةأسعد رجل في المملكة مدة ليلة واحدة فقط فيصبح سعيداً فأخذو يفتشون عن أسعد رجل الى أن وجدوه طافح الوجه حبورا وذا صحة جيدة فأحضروه الى الملك الذي استغرب أن يجده فقيراً إلى درجة أنه لم يكن لديه قميص يلبسه ان السعادة الحقيقية لاتقوم على ماتقتنيه بل على تناغم العقل مع الجسم معا حين يكون كل واحد منهما في أفضل حالاته
لا زالَ يبحثُ الإنسانُ منذ القدم عن السّعادة، ويتحرّى طُرقها وكيفيّة تحقيقها، ويبذُل كلّ وسعه في ذلك، ساعياً بكلّ ما لديه من عقلٍ وفكرٍ ومادّة لإيجادها، لكنّها تَبقى سرّاً لم يدرك ماهيّته إلّا القليل؛ فهي شُعورٌ داخليّ يَشعرُ به الإنسان ليمنحه راحة النفس، والضمير، وانشراح الصدر، وطمأنينة القلب.تكمُنُ مشكلة الإنسانُ الأساسيّة مع السعادة التي يُعانيها منذ الأزل بكونه لا يعلمُ أدوات تحقيقها، فيُحاول أن يُجرّب المادّة والأمور الماديّة الملموسة ليَصل للسعادة فتجده لا يصل،[] فما هي السعادة؟ وأين تكمن؟ وهل هي قرارٌ أم قدرٌ محتوم؟ وما نظرة الإسلام لها؟
السعادة الحقيقية يَختلفُ النّاس في تحديد السّعادة الحقيقية باختلاف اهتماماتهم واحتياجاتهم؛ فمنهم من يَظنُّ أنّ السّعادة الحقيقية تكمنُ في امتلاكِ الأموال الطّائلة، ومنهم من يتصوّرها في بيتٍ فخمٍ وسيّارة فارهة، ومنهم من يراها في المناصب المرموقة أو في التمتُّع بجمالٍ أخّاذ، أو في تحقيق غرائز الجسد وشهوات النفس، أو في كثرة الأولاد.[٥] يقولُ الرّازي في ذلك: (إن الإنسان يشاركه في لذة الأكل والشرب جميع الحيوانات، حتى الخسيسة منها، فلو كانت هي السعادة والكمال، لوجب ألا يكون للإنسان فضيلة في ذلك على الحيوانات)، ويُكمل في سياقٍ آخر: (إن هذه اللذات الحسية، إذا بحث عنها، فهي ليست لذات، بل حاصلها يرجع إلى دفع الآلام، والدليل عليه أن الإنسان كلما كان أكثر جوعاً كان الالتذاذ بالأكل أتم، وكلما كان الجوع أقل كان الالتذاذ بالأكل أقل). يَعدُّ الفلاسفة المسلمون السّعادة الحقيقية في إشباع لذّة العقل والذّهن بالمعارف والعلوم، بالإضافة لتقدير ورفع قيمة الأعمال المرتكزة على الجهدِ الذّهنيّ، ويتّفق هُنا الكنديّ وابن مسكويه، والفارابي، وابن رشدُ في كون السّعادة الحقيقية تتجلّى في طلب علوم الحكمة والفلسفة والعمل بالعلوم المنطقية والنظريّة بهدفِ الوصول لنتائج وحقائق صادقة، ومن الجدير ذكره أنّ الفلاسفة المسلمين واليونانيين القدماء قد اتّفقوا على كونِ السّعادة الحقيقة تتجلّى في الإيمان، والعمل السليم البنّاء، وإعمال العقل والفكر لإكمال إرواء الملذّات الدنيوية، وهذه الطريقة الأفضل للارتِقاء بالأمم والوصول أخيراً للسعادة.[] إنّ بذور السّعادة وأساسها يكمنُ في دواخل البشر جميعاً، إلّا أنهم دائمُو البحثِ عنها خارج روحهم ونفسهم، ممّا يستنزف طاقاتهم من عملٍ وعائلةٍ وأموال وطعام، ليستشعروها لفترةٍ صَغيرةٍ وخاطفة، ويسعون بعدها في دوّامة للحصول عليها مرّة أخرى، ولذلك على الإنسانِ البحثُ عن السّعادة الحقيقية في أعماق داخله فقط، وإلّا فلن يجدها في أيّ شيء خارجيّ بشكلٍ حقيقيّ
تعليق