عندما أقرر الكتابة عن فنان ما أو عن أعماله لا تكون هناك صيغةٌ تقليدية جاهزة أقوم بإسقاطها على شخص ٍ أو عمل أو مسيرة بعينها،بل إن شخصيته وأعماله وخطواته ومسيرته وهويته هي التي تفرض الكلمات والشعور بها وطريقة كتابتها..ولا شك أن لكل فنان وثقافة هوية خاصة وخط يميزه عن الآخرين،وعندما نتحدث عن العراق وهو أحد أهم وأعظم البلدان والثقافات والحضارات في الدول العربية والعالم بغض النظر عن الظروف السياسية التي عاشها منذ عقود فإننا نتذكر العلم والمعرفة والثقافة والرقي والتحضر والتقدم،وعرفنا ذلك جميعاً من خلال بصمات مبدعيه في شتى المجالات والتي حملت جزءًا من هويتهم الوطنية العراقية كل بحسب بيئته وخلفيته الثقافية التي يزخر العراق بها وبتنوعه الهائل على كافة الأصعدة،وأحاول التحدث اليوم عن تجربة الفنان العراقي جلال علوان..
وهو فنان عراقي متميز عرفت أعماله ببصمتها الإنسانية والواقعية وان كانت تبدو سوريالية للوهلة الأولى،لكنك بمجرد النظر إليها والتمعن فيها ستجد حضوراً قوياً للإنسان ومأساته بشكل عام وللعراق وشعبه بشكل خاص،واللافت برغم تخرج فناننا من كلية الفنون الجميلة في بغداد عام ١٩٨٨ وإقامته العديد من المعارض حول العالم هو أن أعماله التي نرى فيها نزعةً عالمية تذكرنا كثيراً بلوحات الرسام البلجيكي رينيه ماجريت إلا أن بصمتها المحلية واضحة بشكل جلي لا تخطأه العين بين رموزٍ ونقوشٍ وخطوطٍ عربية تذكرنا بالتراث العراقي الثري إلى جانب أعمالٍ تتناول في رمزيتها ويلات الحرب خصوصاً بعد الغزو الأمريكي الغاشم للعراق،وتتحدث عن مخاوف الإنسان وواقعه في مزاوجة ٍ قد تبدو مؤلمةً في كثير من الأحيان بين الماضي والحاضر،عدا عن حالة الترقب والانتظار والتوجس التي يعيشها الإنسان والتي تكتسب غموضاً خاصاً لا يمكننا فصله عن تاريخ وحضارة العراق الحافل على مر العصور بالحكايات والأساطير الساحرة والجذابة والمبهرة والتي عرفناها منذ طفولتنا جميعاً في حكايات سندباد وقصص ألف ليلة وليلة،اضافةً إلى قصص الرحالة والمستشرقين الذين مروا بالعراق وبلاد الشام..
كما ونلحظ نزعةً ساخرة بشكل لاذع في بعض أعماله توصل الحالة بعمق وسلاسة وذكاء،وتقدم أحياناً بصيص أمل مشوباً بالحذر رغبة ً في التفاؤل مع أخذ تجارب الماضي بعين الإعتبار لتعبر عن قراءة ورؤية ناضجة وواقعية للمشهد الحالي بطريقة ٍ فنية راقية تميل إلى البساطة دون سطحية وإلى الحقيقة دون تعقيد..لتنقل صوتاً عراقياً يسافر عبر أعماله إلى مختلف البلاد بنفسٍ محملٍ بالأساطير والمواويل التي اشتهرت بها بغداد وكأنه لم يغادرها لأنها فعلاً تسكن قلبه وروحه..
كل الحب إلى العراق الحبيب وأهله والى كل بلادنا وشعوبنا التي تستحق الحياة والفرح..
خالد جهاد..
وهو فنان عراقي متميز عرفت أعماله ببصمتها الإنسانية والواقعية وان كانت تبدو سوريالية للوهلة الأولى،لكنك بمجرد النظر إليها والتمعن فيها ستجد حضوراً قوياً للإنسان ومأساته بشكل عام وللعراق وشعبه بشكل خاص،واللافت برغم تخرج فناننا من كلية الفنون الجميلة في بغداد عام ١٩٨٨ وإقامته العديد من المعارض حول العالم هو أن أعماله التي نرى فيها نزعةً عالمية تذكرنا كثيراً بلوحات الرسام البلجيكي رينيه ماجريت إلا أن بصمتها المحلية واضحة بشكل جلي لا تخطأه العين بين رموزٍ ونقوشٍ وخطوطٍ عربية تذكرنا بالتراث العراقي الثري إلى جانب أعمالٍ تتناول في رمزيتها ويلات الحرب خصوصاً بعد الغزو الأمريكي الغاشم للعراق،وتتحدث عن مخاوف الإنسان وواقعه في مزاوجة ٍ قد تبدو مؤلمةً في كثير من الأحيان بين الماضي والحاضر،عدا عن حالة الترقب والانتظار والتوجس التي يعيشها الإنسان والتي تكتسب غموضاً خاصاً لا يمكننا فصله عن تاريخ وحضارة العراق الحافل على مر العصور بالحكايات والأساطير الساحرة والجذابة والمبهرة والتي عرفناها منذ طفولتنا جميعاً في حكايات سندباد وقصص ألف ليلة وليلة،اضافةً إلى قصص الرحالة والمستشرقين الذين مروا بالعراق وبلاد الشام..
كما ونلحظ نزعةً ساخرة بشكل لاذع في بعض أعماله توصل الحالة بعمق وسلاسة وذكاء،وتقدم أحياناً بصيص أمل مشوباً بالحذر رغبة ً في التفاؤل مع أخذ تجارب الماضي بعين الإعتبار لتعبر عن قراءة ورؤية ناضجة وواقعية للمشهد الحالي بطريقة ٍ فنية راقية تميل إلى البساطة دون سطحية وإلى الحقيقة دون تعقيد..لتنقل صوتاً عراقياً يسافر عبر أعماله إلى مختلف البلاد بنفسٍ محملٍ بالأساطير والمواويل التي اشتهرت بها بغداد وكأنه لم يغادرها لأنها فعلاً تسكن قلبه وروحه..
كل الحب إلى العراق الحبيب وأهله والى كل بلادنا وشعوبنا التي تستحق الحياة والفرح..
خالد جهاد..