مؤيد محسن وتحولات الرؤيا... - مؤيد داود البصام
تظهر تمثلات الفنان الفكرية على ظهر اللوحة، بواسطة عناصر متعددة لاظهار القيم الجمالية بعد أن يخضعها إلى تشكل أجزاء بعضها إلى البعض الآخر مما أمتلكه من متراكمات الرؤية البصرية والتجربة الحسية والاحساس الوجودي بالأشياء والدراسة والاطلاع، نحن هنا نتحدث عن الفنان الذي أستطاع توظيف الموهبة وصقلها بالدراسة والتجربة، من أجل أن ينشئ علاقة بصرية بين الواقع والمخيال، وصولا إلى كشف حقائق ما توصل اليه من بنى فكرية تجاه الوجود وما يؤمن به في الواقع، تنقلنا إلى عوالم يبدو فيها الاحساس بالجمال والمتعة في اكثف حالاتها، لهذا يشكل التأمل بعداً وجودياً ينسحب على المتلقي فيبني ما هو قريباً من تجربته، وقد تبتعد هذه الرؤية عن رؤيا الفنان أو تقترب بمقدار الفهم المتبادل وقدرة اظهار الافكار التي وضعها الفنان على ظهر اللوحة، وكيف تعامل مع العناصر لاظهار القيم الجمالية، ولم تكن صرخة ميكائيل انجلو لتمثال (موسى) غير هذا البعد بين الداخل والخارج، لما تنطوي عليه الابعاد التي أشتغل عليها لهذا الاظهار، وبنفس الروح تضعنا المحاورة الفكرية أمام أعمال الفنان مؤيد محسن، فالدفع بقوة اللون والخط التي يمتلك فيها السيطرة الذوقية والحرفية، لأدراك ما لديه من مخزونات فكرية على أمتداد الاعوام التي قضاها في صقل التجربة والوصول إلى أظهار قيم جمالية تنفرد بخاصيتها في أعماله السابقة أو اللاحقة، وما يريد التأكيد عليه في إظهار مباشر، قاصدا الموازنة بين الرؤية البصرية المباشرة لواقعية الحدث وبين الابعاد الفكرية والارهاصات التي تبثها اللوحة مما تكون لديه من رصيد فكري، وبعد فلسفي في فهم الواقع ووجوده داخل المنظومة الكلية للحياة، وبدون العزيمة والاصرار، لايمكن أن يصل الفنان إلى ما يتطلع أن يكونه ويحقق الشئ الجديد الذي يكرس حياته لتحقيقه الا بواسطة الاصرار في البحث لاحداث التغيير.
الفكرة والتقنية....
لايمكن للفنان أن يعمل باي تقنية على أختلاف المناهج والاساليب لاظهار الجديد والمختلف، من دون أبعاد الصياغة الفكرية المترسخة في وجدانه، التي يبثها عبر اللوحة التي يشتغل عليها، والتي تنقسم باتجاهات متعددة، والا سيضعنا امام صانع لا يملك قدرة الخلق ووالأبداع وانما مقلد ومستنسخ، وهو ما يسعى المبدع الخلاق أن يضع لنفسه زاوية يشتغل عليها بعيدا ً عن البانوراما التي يعمل بها غيره، مختطاً نسقاً فيه من الفرادة أن يوقف حركة الرائي والاجبار على التأمل والانصياع لما يريد قوله، بهذه الابعاد تتكون اللوحة عند مؤيد محسن التي تنقسم في مناهجها إلى .
1- الواقعية: التي تقترب احياناً كثيراً من الفوتوغرافية أو الواقعية المفرطة.
2- البعد السريالي في الحركة الكلية للتشيئ، ولكنها لا تتمثل بالسريالية بقدر ما تنتج منها شكلا مقاربا للمفهوم.
3- الرمزية: تتشكل فيها مجموعة من البيانات والاشارات الرمزية ولكنها لا تمثل اللوحة بكاملها أنما ما يهمه من تمكين الرمز لترسيخ المفهوم الاساس للوحة.
4- التعبيرية: وهو المنهج المهم في تشييد لوحته، وما يسعى له للتأثير على المتلقي وما تشكله الرؤية البصرية في النهاية.
5- المسرح: بتقنيات السنوغراف الذي يأخذ أبعاداً مهمة في تشييد لوحته، فهو يؤسس بتقنية عالية لاظهار الفعل الدرامي لأشكاله، مستعيناً بتقنيات المسرح.
6- الرسم النحتي، لوحته تتسم بتشييد نحتي من خلال تلاعبه بالظل والنور والتجسيم.
مجموع هذه المناهج والاساليب التي يستعين بها للوصول إلى الواقعية السحرية المعاصرة، خاضعاً أياها إلى قدرته في الابداع في الخط وفهم أبعاد اللون التي تظهر لنا عمق الدراسة وفهم العلاقة بين لون وآخر، ومتطلبات الثبات والحركة في توازن العمل، ولوحته خالية من التضاد اللوني فيها وحدة تماثل الدرجات اللونية التي تنتقل بانتقالات هادئة، ويظهر التشييد للوحة التي ينم أظهارها على القدرات التي يمتلكها لتجعله يناكد المناهج والمذاهب الفنية السالفة من دون أن يأخذها كاسلوب في عمله، لأنه يخضعها إلى متطلبات البناء الفكري الذي يعمل عليه من دون أن ينغمس فيها، أنما يستعين بالمناهج والاساليب لاكمال التشييد، وهنا نقف عند السؤال المهم، هل أستطاعت لوحته عبر كل هذه التقنية التي أستخدمها في توظيف الفكرة التي يعاني منها والقلق المترسب في الأعماق، من إنتاج ما يروم أن يظهره لنا عبر اللوحة ؟، بالتأكيد أستطاع من أن يهزم وقائع القلق الذي يتراكم في داخله جراء الإحساس المرهف لواقع يرفضه، ويحاول أن يدمرهذه القوى التي تمارس أضطهادها لابناء شعبه، من خلال انبثاق فكرة تحطيم أوجه الصراع، بانتصار الخير وهزيمة قوى الشر بهذه البساطة التي يقدمها في فهم المترديات وأحداث الواقع المرير، وهنا تكمن قدرة الفنان الفاعلة (أذا جاز لنا استعارة التعبير) في الاندماج مع متطلبات الواقع بقيم جمالية، ترسي العلاقة بين العمل الفني والجمهور وحالة الصراع بين قوى الشر والخير.
الموقف الفلسفي...
وعندما يحيلنا إلى المؤثرات فانه لا يدعي ولا يخجل من البوح لإيمانه أنه لا يستنسخ أو يقلد أنما يصوغ توحيد الفكر الإنساني المنبثق من نفس المعاني التي يناضل من أجلها الفن والأدب والثقافة، فالفن رؤيا تعكس الحركة المتواصلة في حياة الإنسان والبشرية، فأي موقف بالخير والشر ينعكس على صفحة حياة وواقع الإنسان، وإذا وقفنا أمام أعمال مؤيد فأنها تعكس لنا الاضطراب والجنون والمأساة التي لفت عالمنا وخصوصاً ما بعد الاحتلال للعراق، وهنا يمنحنا برؤياه التي تحمل المعاناة الانسانية والمشاعر التي تصب في قالب الاندماج بالمجتمع والعالم والنضال من أجل شعبه ووطنه، فهو يعمل بثقة النفس المجربة من دون تكليف ،حينما يعلن في إحدى مقابلاته أنه تأثر بأعمال (رينيه ماغريت الفرنسي وريمبرانت)(1) فماذا يعني هذا؟ .
موقع الفكرة والتقنية...
هنا يحيلنا إلى فهم الفنان رينيه ماغريت لاعماله السريالية كونها وضحت له شكل العالم بعد الحرب العالمية عبر مجموعة الفلاسفة الذين وضعوا اسسها "إيمانويل كانت"، "آرثر شوبنهاور"، "فريدريك نيتشه" و"سيغموند فرويد". وهو بهذا يضع اسس عمله بناء على أستعارة الرؤية المدعومة بتقنية اللون التي أبدع فيها الفنان رامبرانت والصور لمعاناة الانسان، أنه يقدم لنا رؤية في الصدمة التي يحدثها للمتلقي ويجذبه باللون من خلال إتقانه الأكاديمي، وتغيير نمط الفكرة الواقعية إلى أيقونة رمزية تحمل دلائل ومعاني كثيرة تعبر عن عالم يرفضه ويتعايش معه، وتعطي مفاهيم جديدة ما بين التشئ الساكن الذي نتعايش معه بصورة مستمرة، وبين الرؤية الفلسفية لطرح موضوع لفكرة تشغل ذهن المتلقي ولا يستطيع من البوح بها .
التحولات والصدمة....
هل هناك تحولات دراماتيكية على أسلوبه خلال مسيرته الفنية، عند دراستنا لاعماله المتاخرة والمتقدمة، لم يحدث تحول صادم ولكنه طور رؤياه الفكرية في التشيئ، فبينما كان التشخيص في حالة حركة كلية أو جزئية، بدت أعماله المتاخرة للشخوص في حالة سكون تام بعض الاحيان وتتحرك الاجزاء المعبرة عن الفكرة فقط، من أجل أحداث الصدمة، أعمال مؤيد تحقق أبعاد فكرتها من اللحظة الاولى، ثم يأتي بعدها التأمل للوصول إلى البعد الفكري بعد أن يتخلص المتلقي من الصدمة الاولى التي تحدثها اللوحة، وهنا ياتي دور السنوغرافيا ، اللوحة عنده مسرح اوقفه على لقطة بانورامية، وأخذ في الاشتغال عليها، وهذا هو سر قوة الاشعاع الذي تبثه لوحته، فهل يمكن أن نضعها في خانة (الواقعية السحرية)، فهي لوحة تمتلك كل مقومات الابعاد الفنية ولكنها لاتلتزم بالواقع الماخوذ منه الفكرة، لانها عندما تكتمل تصبح الصياغة مختلفة فلا تعود البقرة بقرة ولا المشحوف مشحوف، وتتكون عناصر متنافرة لايجاد وحدة أنسجام لآظهار مسرح الحياة بكل تفاعلاته. أنها تحقق فعلا أنسجاما بين عناصرها لتوصلنا بطروحاتها الفكرية إلى (المدرسة الواقعية السحرية المعاصرة).
1- فان رين رامبرانت 1606 – 1669
رسام هولندي غزير الانتاج، يصنف من الفنانين العباقرة، تميزت أعماله على المقدرة على تحويل الاحاسيس الانسانية إلى أشكال لونية وأظهر براعة في تجسيد الظل والنور على ظهر اللوحة، مهتماً بوجه الانسان ونقل التعابير والاحاسيس التي تظهرعليه.
رينيه فرانسوا غِزلان ماغريت
)1898 - 15 أغسطس،1967)
سرياليا بلجيكيا. فنانا
أصبح مشهورا نظرا لأعماله الفنيّة المتمثلة في عدد من الصّور الذكية والمثيرة للفكر، كان الهدف المقصود من أعماله هو تحدي تصورات المراقبين والمتابعين حول مفهوم الواقع واجبار مشاهدي لوحاته لكي يصبحوا شديدي الحساسية تجاه ما يحيط بهم.
تظهر تمثلات الفنان الفكرية على ظهر اللوحة، بواسطة عناصر متعددة لاظهار القيم الجمالية بعد أن يخضعها إلى تشكل أجزاء بعضها إلى البعض الآخر مما أمتلكه من متراكمات الرؤية البصرية والتجربة الحسية والاحساس الوجودي بالأشياء والدراسة والاطلاع، نحن هنا نتحدث عن الفنان الذي أستطاع توظيف الموهبة وصقلها بالدراسة والتجربة، من أجل أن ينشئ علاقة بصرية بين الواقع والمخيال، وصولا إلى كشف حقائق ما توصل اليه من بنى فكرية تجاه الوجود وما يؤمن به في الواقع، تنقلنا إلى عوالم يبدو فيها الاحساس بالجمال والمتعة في اكثف حالاتها، لهذا يشكل التأمل بعداً وجودياً ينسحب على المتلقي فيبني ما هو قريباً من تجربته، وقد تبتعد هذه الرؤية عن رؤيا الفنان أو تقترب بمقدار الفهم المتبادل وقدرة اظهار الافكار التي وضعها الفنان على ظهر اللوحة، وكيف تعامل مع العناصر لاظهار القيم الجمالية، ولم تكن صرخة ميكائيل انجلو لتمثال (موسى) غير هذا البعد بين الداخل والخارج، لما تنطوي عليه الابعاد التي أشتغل عليها لهذا الاظهار، وبنفس الروح تضعنا المحاورة الفكرية أمام أعمال الفنان مؤيد محسن، فالدفع بقوة اللون والخط التي يمتلك فيها السيطرة الذوقية والحرفية، لأدراك ما لديه من مخزونات فكرية على أمتداد الاعوام التي قضاها في صقل التجربة والوصول إلى أظهار قيم جمالية تنفرد بخاصيتها في أعماله السابقة أو اللاحقة، وما يريد التأكيد عليه في إظهار مباشر، قاصدا الموازنة بين الرؤية البصرية المباشرة لواقعية الحدث وبين الابعاد الفكرية والارهاصات التي تبثها اللوحة مما تكون لديه من رصيد فكري، وبعد فلسفي في فهم الواقع ووجوده داخل المنظومة الكلية للحياة، وبدون العزيمة والاصرار، لايمكن أن يصل الفنان إلى ما يتطلع أن يكونه ويحقق الشئ الجديد الذي يكرس حياته لتحقيقه الا بواسطة الاصرار في البحث لاحداث التغيير.
الفكرة والتقنية....
لايمكن للفنان أن يعمل باي تقنية على أختلاف المناهج والاساليب لاظهار الجديد والمختلف، من دون أبعاد الصياغة الفكرية المترسخة في وجدانه، التي يبثها عبر اللوحة التي يشتغل عليها، والتي تنقسم باتجاهات متعددة، والا سيضعنا امام صانع لا يملك قدرة الخلق ووالأبداع وانما مقلد ومستنسخ، وهو ما يسعى المبدع الخلاق أن يضع لنفسه زاوية يشتغل عليها بعيدا ً عن البانوراما التي يعمل بها غيره، مختطاً نسقاً فيه من الفرادة أن يوقف حركة الرائي والاجبار على التأمل والانصياع لما يريد قوله، بهذه الابعاد تتكون اللوحة عند مؤيد محسن التي تنقسم في مناهجها إلى .
1- الواقعية: التي تقترب احياناً كثيراً من الفوتوغرافية أو الواقعية المفرطة.
2- البعد السريالي في الحركة الكلية للتشيئ، ولكنها لا تتمثل بالسريالية بقدر ما تنتج منها شكلا مقاربا للمفهوم.
3- الرمزية: تتشكل فيها مجموعة من البيانات والاشارات الرمزية ولكنها لا تمثل اللوحة بكاملها أنما ما يهمه من تمكين الرمز لترسيخ المفهوم الاساس للوحة.
4- التعبيرية: وهو المنهج المهم في تشييد لوحته، وما يسعى له للتأثير على المتلقي وما تشكله الرؤية البصرية في النهاية.
5- المسرح: بتقنيات السنوغراف الذي يأخذ أبعاداً مهمة في تشييد لوحته، فهو يؤسس بتقنية عالية لاظهار الفعل الدرامي لأشكاله، مستعيناً بتقنيات المسرح.
6- الرسم النحتي، لوحته تتسم بتشييد نحتي من خلال تلاعبه بالظل والنور والتجسيم.
مجموع هذه المناهج والاساليب التي يستعين بها للوصول إلى الواقعية السحرية المعاصرة، خاضعاً أياها إلى قدرته في الابداع في الخط وفهم أبعاد اللون التي تظهر لنا عمق الدراسة وفهم العلاقة بين لون وآخر، ومتطلبات الثبات والحركة في توازن العمل، ولوحته خالية من التضاد اللوني فيها وحدة تماثل الدرجات اللونية التي تنتقل بانتقالات هادئة، ويظهر التشييد للوحة التي ينم أظهارها على القدرات التي يمتلكها لتجعله يناكد المناهج والمذاهب الفنية السالفة من دون أن يأخذها كاسلوب في عمله، لأنه يخضعها إلى متطلبات البناء الفكري الذي يعمل عليه من دون أن ينغمس فيها، أنما يستعين بالمناهج والاساليب لاكمال التشييد، وهنا نقف عند السؤال المهم، هل أستطاعت لوحته عبر كل هذه التقنية التي أستخدمها في توظيف الفكرة التي يعاني منها والقلق المترسب في الأعماق، من إنتاج ما يروم أن يظهره لنا عبر اللوحة ؟، بالتأكيد أستطاع من أن يهزم وقائع القلق الذي يتراكم في داخله جراء الإحساس المرهف لواقع يرفضه، ويحاول أن يدمرهذه القوى التي تمارس أضطهادها لابناء شعبه، من خلال انبثاق فكرة تحطيم أوجه الصراع، بانتصار الخير وهزيمة قوى الشر بهذه البساطة التي يقدمها في فهم المترديات وأحداث الواقع المرير، وهنا تكمن قدرة الفنان الفاعلة (أذا جاز لنا استعارة التعبير) في الاندماج مع متطلبات الواقع بقيم جمالية، ترسي العلاقة بين العمل الفني والجمهور وحالة الصراع بين قوى الشر والخير.
الموقف الفلسفي...
وعندما يحيلنا إلى المؤثرات فانه لا يدعي ولا يخجل من البوح لإيمانه أنه لا يستنسخ أو يقلد أنما يصوغ توحيد الفكر الإنساني المنبثق من نفس المعاني التي يناضل من أجلها الفن والأدب والثقافة، فالفن رؤيا تعكس الحركة المتواصلة في حياة الإنسان والبشرية، فأي موقف بالخير والشر ينعكس على صفحة حياة وواقع الإنسان، وإذا وقفنا أمام أعمال مؤيد فأنها تعكس لنا الاضطراب والجنون والمأساة التي لفت عالمنا وخصوصاً ما بعد الاحتلال للعراق، وهنا يمنحنا برؤياه التي تحمل المعاناة الانسانية والمشاعر التي تصب في قالب الاندماج بالمجتمع والعالم والنضال من أجل شعبه ووطنه، فهو يعمل بثقة النفس المجربة من دون تكليف ،حينما يعلن في إحدى مقابلاته أنه تأثر بأعمال (رينيه ماغريت الفرنسي وريمبرانت)(1) فماذا يعني هذا؟ .
موقع الفكرة والتقنية...
هنا يحيلنا إلى فهم الفنان رينيه ماغريت لاعماله السريالية كونها وضحت له شكل العالم بعد الحرب العالمية عبر مجموعة الفلاسفة الذين وضعوا اسسها "إيمانويل كانت"، "آرثر شوبنهاور"، "فريدريك نيتشه" و"سيغموند فرويد". وهو بهذا يضع اسس عمله بناء على أستعارة الرؤية المدعومة بتقنية اللون التي أبدع فيها الفنان رامبرانت والصور لمعاناة الانسان، أنه يقدم لنا رؤية في الصدمة التي يحدثها للمتلقي ويجذبه باللون من خلال إتقانه الأكاديمي، وتغيير نمط الفكرة الواقعية إلى أيقونة رمزية تحمل دلائل ومعاني كثيرة تعبر عن عالم يرفضه ويتعايش معه، وتعطي مفاهيم جديدة ما بين التشئ الساكن الذي نتعايش معه بصورة مستمرة، وبين الرؤية الفلسفية لطرح موضوع لفكرة تشغل ذهن المتلقي ولا يستطيع من البوح بها .
التحولات والصدمة....
هل هناك تحولات دراماتيكية على أسلوبه خلال مسيرته الفنية، عند دراستنا لاعماله المتاخرة والمتقدمة، لم يحدث تحول صادم ولكنه طور رؤياه الفكرية في التشيئ، فبينما كان التشخيص في حالة حركة كلية أو جزئية، بدت أعماله المتاخرة للشخوص في حالة سكون تام بعض الاحيان وتتحرك الاجزاء المعبرة عن الفكرة فقط، من أجل أحداث الصدمة، أعمال مؤيد تحقق أبعاد فكرتها من اللحظة الاولى، ثم يأتي بعدها التأمل للوصول إلى البعد الفكري بعد أن يتخلص المتلقي من الصدمة الاولى التي تحدثها اللوحة، وهنا ياتي دور السنوغرافيا ، اللوحة عنده مسرح اوقفه على لقطة بانورامية، وأخذ في الاشتغال عليها، وهذا هو سر قوة الاشعاع الذي تبثه لوحته، فهل يمكن أن نضعها في خانة (الواقعية السحرية)، فهي لوحة تمتلك كل مقومات الابعاد الفنية ولكنها لاتلتزم بالواقع الماخوذ منه الفكرة، لانها عندما تكتمل تصبح الصياغة مختلفة فلا تعود البقرة بقرة ولا المشحوف مشحوف، وتتكون عناصر متنافرة لايجاد وحدة أنسجام لآظهار مسرح الحياة بكل تفاعلاته. أنها تحقق فعلا أنسجاما بين عناصرها لتوصلنا بطروحاتها الفكرية إلى (المدرسة الواقعية السحرية المعاصرة).
1- فان رين رامبرانت 1606 – 1669
رسام هولندي غزير الانتاج، يصنف من الفنانين العباقرة، تميزت أعماله على المقدرة على تحويل الاحاسيس الانسانية إلى أشكال لونية وأظهر براعة في تجسيد الظل والنور على ظهر اللوحة، مهتماً بوجه الانسان ونقل التعابير والاحاسيس التي تظهرعليه.
رينيه فرانسوا غِزلان ماغريت
)1898 - 15 أغسطس،1967)
سرياليا بلجيكيا. فنانا
أصبح مشهورا نظرا لأعماله الفنيّة المتمثلة في عدد من الصّور الذكية والمثيرة للفكر، كان الهدف المقصود من أعماله هو تحدي تصورات المراقبين والمتابعين حول مفهوم الواقع واجبار مشاهدي لوحاته لكي يصبحوا شديدي الحساسية تجاه ما يحيط بهم.