معيارُ القابليَّةِ للتكّذيبِ عند كارل بوبر

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • معيارُ القابليَّةِ للتكّذيبِ عند كارل بوبر

    معيارُ القابليَّةِ للتكّذيبِ عند كارل بوبر
    - لقد أوضح بوبر أن النظريات العلمية فروض، قد تأتي بأية طريقة، مثلما تأتي الفكرة الفنية، أو الخرافة، أو الأسطورة؛ بأية طريقة. لكن مايُميِّز العلم عن أي نشاط عقلي آخر؛ هو قابليته المستمرة للتكذيب بواسطة الخبرة التجريبية. إذ تعطينا العبارة معلومات عن العالم التجريبي الذي نحيا فيه، أي تكون علمية؛ فقط إذا كان من الممكن أن تتصـ ــادم مع الخبرة. فالفكرة آتية أساساً من عبقرية الدِّماغ العلمي المُستعينة بالحصيلة المعرفية، لكن ليس هناك علم إلاّ إذا قام تكامل بين الفكرة والواقع، ذلك التوافق الذي لا يُنتـــ. هَك بين اليد والدماغ، ذلك التكامل المفروض والمُحقَّق بمقابلة دائمة بين النظرية ومحاضر الملاحظة الحسية بالمقارنة والتقريب الدقيقين، بتفصيل كل إعلام للفرضية، وتفصيل كل نتيجة للتجربة.

    - ويؤكد بوبر أن هذه المقارنة والمقابلة؛ هي إمكانية الإخضاع لاختبارات نسقية منهجية، قد تؤدي في النهاية إلى التفنيد. فالخضوع للاختبار وإمكانية التفنيد التجريبي _ أي التكذيب، هو مايميز الصورة المنطقية للقضية العلمية، عن بقية الصور المنطقية لسائر القضايا التركيبية، أي التي تتخذ الشكل المنطقي ( أ هي ب ).

    - إن القابلية للتكذيب هي المعيار الذي يحدد مفهوم العلم التجريبي الطبيعي، أي العلم الذي يعطينا مضمونا إخبارياً ومحتوى معرفياً وقوة شارحة عن العالم التجريبي الواحد والوحيد. فتعتمد الخاصية العلمية للقضية على إمكان إثبات كذبها، بواسطة أدلة تجريبية من وقائع الحسّ المُلاحَظَة. أي الإمكانية التجريبية، وليس فقط الإمكانية المنطقية، إذ إن المُحـــــا كـــ ــمة العلمية لا تفترض إمكانية الملاحظة فحسب، بل وإنجازها أيضاً. على هذا يمكن تمييز العلم التجريبي بأن العبارة العلمية على قدر ما تتحدث عن الواقع؛ فإنها يجب أن تكون قابلة للتكذيب، وعلى قدر ما لايمكن تكذيبها؛ فإنها لا تتحدث عن الواقع.

    _____________

    فلسفة كارل بوبر، يمنى طريف الخولي، الهيئة المصرية العامة للكتاب، 1989.
يعمل...
X