زيادي حضرمي (عبد الله اسحاق)
Al-Ziyadi al-Hadrami (Abdullah ibn abi Issac-) - Al-Ziyadi al-Hadrami (Abdullah ibn abi Issac-)
الزيادي الحضرمي (عبد الله ابن أبي إسحاق ـ)
(29 ـ 117هـ/649 ـ 735م)
أبو بحر، عبد الله بن زيد «أبي إسحاق» بن الحارث الزيادي البصري ويقال له أيضاً «الحضرمي» لأنه كان مولى آل الحضرمي حلفاء بني عبد شمس بن عبد مناف.
من أهل البصرة، أحد الأئمة المشهورين في العربية والقراءات القرآنية، قال البغدادي: «وكان يقال: عبد الله أعلم أهل الأرض بالبصرة وأعقلهم.. » ووصفه ابن رشيق صاحب «العمدة» بقوله: «عالم ناقد متقدم مشهور».
وهو في الطبقة الرابعة من النحاة، لأنه أقدم أخذاً فيمن شاركه في الطبقة، وأقدمهم موتاً.
روى عن أنس بن مالك، وعثمان بن مَوْهَب، كما روى أيضاً عن أبيه عن جده عن علي. وقرأ على ميمون الأقرن، ويحيى بن يعمر، وقرأ أيضاً ـ هو وأبو عمرو بـن العلاء ـ على نصر بن عاصم، وكانا رفيقين في طلب العلم.
وأخذ عنه النحو كبار النحاة من أمثال يونس بن حبيب، وأبي عمرو بن العلاء نفسه، وعيسى بن عمر الثقفي، وأبي الخطاب الأخفش، وحفيده يعقوب بن زيد الحضرمي (ت129هـ).
ومن ذريته يعقوب بن إسحاق الحضرمي، أقرأ القراء في عصره (ت205هـ).
وكان بين ابن سيرين (ت110هـ) والزيادي مساجلات في النحو واللغة والفقه، وكانت حلقتاهما في المسجد متجاورتين، وكان ابن سيرين يبغض النحويين.
وللزيادي أيضاً أخبار مع الفرزدق، الشاعر الأموي، وكان الزيادي يتكلم كثيراً في شعره، ويعيبه وينسبه إلى اللحن، ويردّ عليه شيئاً من إعراب شعره، حتى ضاق به الفرزدق ذرعاً، وقال له: والله لأهجونك ببيتٍ يكون شاهداً على ألسنة النحويين أبداً. وهجاه بقوله:
فلو كان عبدُ الله مولىً هجوتُـه
ولكنَّ عبدَ الله مولى مَواليـا
فقال له ابن أبي إسحق: ولقد لحنت أيضاً في قولك: «مولى مواليا» وكان ينبغي أن تقـول: «مولى موالٍ».
توفي الزيادي بالبصرة في خلافة هشام بن عبد الملك، وهو في الثامنة والثمانين من عمره (في بعض المصادر أنه توفي سنة مئة وسبع وعشرين وبالعمر نفسه أي 88سنة وهو خلاف الإجماع)، وصلى عليه أمير البصرة بلال بن أبي بردة.
كان الزيادي يميل إلى القياس في النحو، وقد اتفق من ترجموا له على أنه » أول من بعج النحو، ومدّ القياس، وشرح العلل » يريدون بذلك أنه أول من شقّ النحو وفرّعه، ووسع أصول قياس العربية وأحكامها، وبيّن علل النحو. وقالوا فيه أيضاً: » كان شديد التجريد للقياس » يعني الاجتهاد فيه، من قولهم: تجرّد زيد للأمر: جدّ فيه.
وخير ما يمثل اتجاهه جوابه حين سأله يونس: «هل يقول أحد (الصَّوِيق ـ يعني السَّويق؟) قال: نعم، عمرو بن تميم تقولها، وما تريد إلى هذا؟ عليك بباب من النحو يطّرد وينقاس ». وهذه عناية بالقياس تلفت النظر إلى الذهنية القياسية التي وجدت لدى ابن أبي إسحق الزيادي الحضرمي، الذي قال فيه يونس: «لو كان في الناس اليوم أحد لا يعلم إلا علم ابن أبي إسحاق يومئذٍ لضُحِك منه، ولو كان فيهم من له ذهنه ونفاذه ونظر نظره لكان أعلم الناس».
محمود فاخوري
ـ القفطي، إنباه الرواة، تح. محمد أبو الفضل إبراهيم (القاهرة 1950ـ 1974م).
ـ ابن سلام الجمحي، طبقات فحول الشعراء، تح. محمود محمد شاكر (القاهرة 1974م).
ـ أبو بكر الزبيدي، طبقات النحويين واللغويين، تح. محمد أبو الفضل إيراهيم (مصر 1973م).
ـ أبو البركات الأنباري، نزهة الألباء، تح. محمد أبو الفضل إبراهيم (القاهرة 1967م).
Al-Ziyadi al-Hadrami (Abdullah ibn abi Issac-) - Al-Ziyadi al-Hadrami (Abdullah ibn abi Issac-)
الزيادي الحضرمي (عبد الله ابن أبي إسحاق ـ)
(29 ـ 117هـ/649 ـ 735م)
أبو بحر، عبد الله بن زيد «أبي إسحاق» بن الحارث الزيادي البصري ويقال له أيضاً «الحضرمي» لأنه كان مولى آل الحضرمي حلفاء بني عبد شمس بن عبد مناف.
من أهل البصرة، أحد الأئمة المشهورين في العربية والقراءات القرآنية، قال البغدادي: «وكان يقال: عبد الله أعلم أهل الأرض بالبصرة وأعقلهم.. » ووصفه ابن رشيق صاحب «العمدة» بقوله: «عالم ناقد متقدم مشهور».
وهو في الطبقة الرابعة من النحاة، لأنه أقدم أخذاً فيمن شاركه في الطبقة، وأقدمهم موتاً.
روى عن أنس بن مالك، وعثمان بن مَوْهَب، كما روى أيضاً عن أبيه عن جده عن علي. وقرأ على ميمون الأقرن، ويحيى بن يعمر، وقرأ أيضاً ـ هو وأبو عمرو بـن العلاء ـ على نصر بن عاصم، وكانا رفيقين في طلب العلم.
وأخذ عنه النحو كبار النحاة من أمثال يونس بن حبيب، وأبي عمرو بن العلاء نفسه، وعيسى بن عمر الثقفي، وأبي الخطاب الأخفش، وحفيده يعقوب بن زيد الحضرمي (ت129هـ).
ومن ذريته يعقوب بن إسحاق الحضرمي، أقرأ القراء في عصره (ت205هـ).
وكان بين ابن سيرين (ت110هـ) والزيادي مساجلات في النحو واللغة والفقه، وكانت حلقتاهما في المسجد متجاورتين، وكان ابن سيرين يبغض النحويين.
وللزيادي أيضاً أخبار مع الفرزدق، الشاعر الأموي، وكان الزيادي يتكلم كثيراً في شعره، ويعيبه وينسبه إلى اللحن، ويردّ عليه شيئاً من إعراب شعره، حتى ضاق به الفرزدق ذرعاً، وقال له: والله لأهجونك ببيتٍ يكون شاهداً على ألسنة النحويين أبداً. وهجاه بقوله:
فلو كان عبدُ الله مولىً هجوتُـه
ولكنَّ عبدَ الله مولى مَواليـا
فقال له ابن أبي إسحق: ولقد لحنت أيضاً في قولك: «مولى مواليا» وكان ينبغي أن تقـول: «مولى موالٍ».
توفي الزيادي بالبصرة في خلافة هشام بن عبد الملك، وهو في الثامنة والثمانين من عمره (في بعض المصادر أنه توفي سنة مئة وسبع وعشرين وبالعمر نفسه أي 88سنة وهو خلاف الإجماع)، وصلى عليه أمير البصرة بلال بن أبي بردة.
كان الزيادي يميل إلى القياس في النحو، وقد اتفق من ترجموا له على أنه » أول من بعج النحو، ومدّ القياس، وشرح العلل » يريدون بذلك أنه أول من شقّ النحو وفرّعه، ووسع أصول قياس العربية وأحكامها، وبيّن علل النحو. وقالوا فيه أيضاً: » كان شديد التجريد للقياس » يعني الاجتهاد فيه، من قولهم: تجرّد زيد للأمر: جدّ فيه.
وخير ما يمثل اتجاهه جوابه حين سأله يونس: «هل يقول أحد (الصَّوِيق ـ يعني السَّويق؟) قال: نعم، عمرو بن تميم تقولها، وما تريد إلى هذا؟ عليك بباب من النحو يطّرد وينقاس ». وهذه عناية بالقياس تلفت النظر إلى الذهنية القياسية التي وجدت لدى ابن أبي إسحق الزيادي الحضرمي، الذي قال فيه يونس: «لو كان في الناس اليوم أحد لا يعلم إلا علم ابن أبي إسحاق يومئذٍ لضُحِك منه، ولو كان فيهم من له ذهنه ونفاذه ونظر نظره لكان أعلم الناس».
محمود فاخوري
مراجع للاستزادة: |
ـ ابن سلام الجمحي، طبقات فحول الشعراء، تح. محمود محمد شاكر (القاهرة 1974م).
ـ أبو بكر الزبيدي، طبقات النحويين واللغويين، تح. محمد أبو الفضل إيراهيم (مصر 1973م).
ـ أبو البركات الأنباري، نزهة الألباء، تح. محمد أبو الفضل إبراهيم (القاهرة 1967م).