تُسمى "مدينة الشعراء والمجانين.. نصفاً بنصف"
عامودا جزيرة الحب والسلام على مدار التاريخ
.................................................. ...........
#عامودا، جوهرة سورية، تتألق في قلب الطبيعة الخلابة. مع أسواقها النابضة بالحياة وتراثها العريق، تقدم تجربة فريدة تمزج بين الأصالة والترحاب، في مدينة تنبض بالحياة والثقافة
.
تقع قرية "عامودا" السورية في محافظة (الحسكة) شمال شرق سوريا، قرب الحدود التركية..وهي مركز ناحية تتبع منطقة (القامشلي). يبلغ عدد سكانها حوالي70 الف نسمة.. وهم خليط من الكرد والعرب مسيحيين واسلام
والجميع يعيش في تعايش سلمي، ما يضفي على المدينة الثراء الثقافي والمجتمعي، وتهتم عامودا بشكل متساوٍ باللغات الرئيسية، وهي: العربية، والكردية، والسريانية، والأرمنية.
.
▪︎تبعد عن "الحسكة" مركز المحافظة 80 كم إلى الشمال..
▪︎كما تبعد 27كم عن مدينة "القامشلي" من الشرق
▪︎و 25كم عن مدينة "الدرباسية" من الغرب
▪︎و68كم عن مدينة "الحسكة" من الجنوب
.
تُقدّر مساحتها الإجمالية بنحو /6/ كم2 بطول 3.27 km
(من الشرق للغرب) وعرض 1.96 km (من الشمال للجنوب)
وترتفع 470 متر عن سطح البحر..
.
أسست المدينة على يد مهاجرين سريان أتوا من تركيا في أوائل العقد الثالث من القرن العشرين في أعقاب مذابح السريان والآشوريين هناك.
.
تعد المدينة نموذجاً للسلم في المنطقة، فبينما تربى معظم أبنائها على الفقه الإسلامي والطرق النقشبندية والقادرية، تحتفظ بمجموعة من أقدم الكنائس التاريخية.
.
تتميز المدينة بموقعها الاستراتيجي، حيث كان يمر فيها نهر صغير يُدعى (نهر الخنزير) ولكنه جاف حاليا، وتحيط بها أراضٍ زراعية خصبة.
.
تتبع "عامودا" إداريًا (ناحية عامودا) التي تضم حوالي 160 قرية ومزرعتين..
وتبلغ مساحة الناحية حوالي 1,034.86 كم²، مما يوفر مساحة كافية للزراعة والسكن
.
ويوجد بها ثلاث تلال أثرية تدل على تاريخها القديم و هي:
♣︎ تل المال (موزان) أو كما يعرف “أوركيش” وهو من أهم مواقع الجزيرة العليا، إذ إنه يضم أطلال أول عاصمة للحوريين تعود إلى أربعة آلاف سنة قبل الميلاد.
.
◆ و تل حطين (جاغر بازار) على مسافة 35 كم من مدينة عامودا، وأظهرت المكتشفات فيه 15 طبقة حضارية تعود إلى ما بين 1500-3000 ق .م،
وتشير المكتشفات فيه إلى أن سكان التل مارسوا الزراعة والصناعة ووصلت تجارتهم حتى الساحل السوري وبحر إيجة غرباً، والهند شرقاً. قسم من آثار هذا التل العريق موجود حالياً في المتحف البريطاني..
.
◆ تل شرمولا: يُعتبر مركز البلدة القديمة، حيث تم الكشف عن آثار تعود لأكثر من ثلاثة آلاف سنة.
.
وهذه التلال تم الكشف والتنقيب فيها عن الآثار، فكانت تعود لحضارات قديمة عمرها يتجاوز ثلاثة آلاف سنة
.
تنتشر في عامودا دور العبادة المختلفة، نظراً لكثرة الديانات والطوائف التي تقطنها، أو هاجرت إليها في الآونة الأخيرة، ما يشكل مدى التسامح والتآخي بين كافة الأديان والطوائف.
.
ويعتبر (الجامع الكبير) أقدم جامع في عامودا والمنطقة برمّتها، وهو عنوان بارز لسكانها، وله مئذنة عالية يصل ارتفاعها إلى 35 متراً، وهو يتوسط المدينة تقريباً..
وكان يتبع له في بدايات القرن الماضي، وحتى منتصف الستينيات، مدرسة دينية عرفت بـ"حجرة عامودا" يتوافد إليها الطلبة، وتخرج منها العشرات في مجالات مختلفة، كالفقه والشريعة وعلوم التفسير والنحو.
.
كما توجد أربع كنائس في عامودا، تتبع لطوائف مختلفة مثل السريان والأرمن. ومع تراجع عدد المسيحيين في المدينة، أغلقت بعض هذه الكنائس، مما أثر على التنوع الديني في المنطقة. ومع ذلك، هناك جهود لإعادة فتح الكنائس المغلقة، مثل كنيسة مار الياس الحي التي تم ترميمها مؤخرا
.
عرفت "عامودا" قديماً بين سكانها باسم "ده شتا ماردين" أي (سهل ماردين)، بينما سماها العثمانيون "تل الكمالية"؛ لأنها كانت امتداداً لجبال ماردين، حيث لم يكن هناك حد فاصل بينهما، إلا بعد رسم الحدود بين الدولتين، -التركية والسورية- فهي من أقدم المدن في المنطقة.
.كما انها تتمتع بمكانة خاصة فمن المعروف عنها أنها مدينة الثقافة والمثقفين، فيها يتمازج الشعر مع الفن والفكر بميادينه المختلفة،
وهي مدينة الخبرة الزراعية والصناعية والتجارية ضمن الحدود التي تتيحها الإمكانات المادية المقننة ، فان أكثر أدواتهم وآلاتهم الصناعية مصنوعة محلياً، لذلك تشكل هذه المدينة ظاهرة فريدة ظلت محل تساؤل الكثيرين عن سر تميزها.
.
ورد ذكرها في عدة كتب وعصور مختلفة، مثل:
▪︎ كتاب "نشوة المدام في العودة إلى دار السلام" للعلامة محمود الآلوسي،
،
▪︎و "ابن خلكان":الذي قال ان اسمها (دُنَيْسَر)، وهي مجمع الطرقات، وهي لفظ مركب عجمي، وأصله (دنيا سر)، ومعناه (رأس الدنيا)،
،
▪︎و "ياقوت الحموي"
.
ولأن عامودا مدينة ضاربة في القدم، فإن لأصل تسميتها روايات متعددة أيضاً:
◆ فكما يتحدث المسنون بالمدينة فأصل التسمية، يرجع إلى أسطورة حول ولادة طفل على هيئة سفاح في العائلة المالكة بمدينة "ماردين"، فأمرت والدته بتعليقه على عامود لاتقاء شره، وأخذت القوافل المارة من المكان بتناقل قصص شفهية عن الطفل والعامود، وهو ذات المكان الذي بنيت فيه قرية عامودا فيما بعد.
.
♥︎ والرواية الأخرى تتحدث عن أصل كردي للاسم يعود لأيام امبراطورية (ميديا) الكردية، التي كانت قائمة قبل الميلاد بقرون عديدة.
.
و يعمل أغلب سكان عامودا بالزراعة بشكل أساسي ، كزراعة القمح والشعير والعدس والقطن، ومعظم الخضار الشتوية والصيفية، وكذلك الاشجار المثمرة كالتفاح والكرز..
وهناك مجموعة كبيرة من الأهالي، يعملون بالحرف اليدوية مثل: النجارة والحدادة والخراطة، إضافة إلى تربية المواشي.
.
تعتبر المدينة مركزًا ثقافيًا وتعليميًا مهمًا.
وتتعدد فيها اللغات التعليمية، حيث تُدرس المواد بالعربية والكردية والسريانية، مع إضافة اللغة الإنجليزية في المراحل المتقدمة.
.
وعلى الرغم من التحديات السياسية والاجتماعية، الا ان عامودا حافظت على نسبة تعليمية مرتفعة، مما جعلها معروفة بوجود عدد كبير من الأدباء والمثقفين..
.
تحتوي عامودا على حوالي 50 مدرسة، تشمل مراحل التعليم الأساسي والثانوي.
.
وتسمى عامودا:
☆ "مدينة الشعراء والمجانين.. نصفاً بنصف"..
☆ كما يطلقون عليها، مدينة الثقافة والتاريخ والطرافة،
☆ ومدينة المجانين والشعراء والأدباء،
☆ ومدينة المليون شاعر،
☆ وأيضاً المليون مجنون (والجنون هنا يعني مسّ العبقرية ومحبة الأدب والثقافة)، حتى قيل:
《مجانين عامودا من أعقل العقلاء》،
.
وسبب ذيوع مصطلح "مجانين عامودا" يرجع، إلى كثرة الثقافة والاطلاع الذي انكب عليه سكانها، حتى وصفوا بالمجانين، وهم في الحقيقة، خلاف ذلك.
وكلنا يعلم أن ما بين الجنون والعبقرية شعرة، ومعظم (مجانين عامودا) يمتازون بذكاء خارق وسرعة بداهة، وكانت لهم مواقف تمتاز بالرجولة والمروءة، ومعظمهم ينتمون إلى عائلات معروفة بعراقتها وأصالتها ووطنيتها،
وللأدباء والمثقفين في عامودا مكانة عالية، وقد سجلت نسبة المتعلمين والمثقفين فيها نسبة عالية، إذا ما قورنت بباقي المناطق المجاورة لها، وقد امتازت بكثرة الأدباء والشعراء على مر التاريخ، فهي مدينة مكتظة بالشعراء حتى قيل فيها ما قيل في السلمية:
(كل شخصين في عامودا عبارة عن ثلاثة شعراء)،
*ومن المعروف عن السلمية أنها مسقط رأس الأديب الساخر "محمد الماغوط".
☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆
الرافد - محمد عبد الرحمن
ومصادر اخرى