درنة تجمع عشاق المسرح العرب بمهرجان يعيد الأمل بعد الدمار
عروض فنية ومسرحية متنوعة تجسد روح الإبداع والأمل.
السبت 2024/11/23
الحياة تستمر والإبداع موجود
استعادت مدينة درنة الليبية نشاطها المسرحي بعد الفيضانات المدمرة التي عاشتها، وقدمت مهرجانا يختصر معنى الأمل بعد الألم، من خلال فعاليات وعروض فنية من عدة دول عربية أبرزت مواهب شابة وتم تكريم أسماء كبيرة في عالم المسرح.
درنة (ليبيا) - مع حفلات للموسيقى الشعبية الليبية والأغاني التقليدية، استقطب افتتاح مهرجان درنة المسرحي أعدادا كبيرة من الجمهور، من سكان المدينة وفنانين وممثلين ليبيين وغيرهم من الضيوف الفنانين من بعض الدول العربية، أبرزها سورية والأردن ومصر وتونس.
ومدينة درنة في شرق ليبيا التي اجتاحتها فيضانات مدمرة تسببت قبل عام في مقتل آلاف الأشخاص، تألقت بمهرجان مسرحي طوال الأسبوع تحت شعار “الأمل”.
ويهدف المهرجان إلى تعزيز الفن المسرحي وإبراز المواهب المحلية والعربية، حيث يجمع بين الفنانين والمبدعين الذين يشاركون من مختلف أنحاء الوطن العربي. متضمناً عروضاً فنية ومسرحية متنوعة تجسد روح الإبداع والأمل، وورش عمل، وندوات حوارية مع كبار الفنانين والمخرجين.
وتحت شعار “درنة عادت، درنة الأمل”، دعا المهرجان سبع فرق: خمس من ليبيا، وفرقة من مصر، وأخرى من تونس.
وأوضحت عضو لجنة التحكيم حنان الشوهيدي أنه على هامش المهرجان، “تُنظم العديد من الندوات وورش العمل التدريبية المهمة للممثلين والكتاب المسرحيين الشباب.”
وقالت الشويهدي “الصورة التي تقدمها درنة اليوم تفرح القلب، رغم الموت والدمار”، معتبرة أن المدينة المنكوبة تظهر “بوجه جديد درنة تستحق أن تكون جميلة كما يستحق سكانها أن يفرحوا.”
عرض “مشاحنات” لفرقة محطة مصر أمتع الحضور بأداء استثنائي يعكس براعة الفنانين في تقديم مواقف درامية
وتضمنت فعاليات اليوم الأول، عرض لفرقة درنة للرقص الشعبي، وهو عرض تاريخي عن المسرح وبداية المسرح الليبي من التاريخ الإغريقي مروراً بمن كانوا يسكنون ليبيا، وصولاً لمرحلة الإعمار الذي شهدتها المدينة مؤخراً.
كما تم خلال الفعاليات تكريم عمالقة المسرح الذين كانت لهم بصمة في الساحة الفنية بأعمالهم المميزة وإبداعاتهم التي لا تنسى. وكان افتتاح المهرجان مناسبة لتسليط الضوء على إنجازاتهم وإسهاماتهم في عالم الفن.
وضمن فعاليات اليوم الثاني للمهرجان، انطلقت مدرسة السينوغرافيا تحت إشراف علي السوداني، حيث تهدف إلى تعزيز مهارات الفنانين والمصممين في مجال السينوغرافيا، وتقديم رؤية جديدة ومبتكرة للفن المسرحي.
وجمعت المدرسة مجموعة من الخبراء والفنانين الذين قدموا ورش عمل ومحاضرات تفاعلية، ما يتيح للمشاركين فرصة التعلم والتفاعل مع أبرز الأسماء في هذا المجال.
واختتم مساء الخميس، المهرجان الذي استهل أعماله بحفل غنائي أحياه الفنان صابر الرباعي، على مسرح المدينة الرياضية، وسط حضور جماهيري وفني، محلي ومن دول عربية من بينها مصر وتونس.
المهرجان يهدف إلى تعزيز الفن المسرحي وإبراز المواهب المحلية والعربية ويجمع بين المبدعين من عدة دول
وقالت الممثلة المسرحية التونسية عبير الصميدي التي حضرت لتقديم مسرحية “الباب 52″، “هذه أول مرة آتي فيها إلى هنا. بالنسبة لي، درنة اكتشاف. كنت متشوقة للمجيء. عندما نصل إلى هنا، نشعر بالألم، وفي الوقت نفسه، نشعر بالفرح وبأن الشعب كله لديه أمل.”
وعُرضت أعمال عديدة من بينها مسرحية “خرف” لفرقة الركح الدولي من بنغازي، التي أثنى عليها الجمهور، من حيث الأداء المميز لجميع الفنانين المشاركين، كما عرضت مسرحية “صاحب الخطوة” لفرقة المسرح القوريني من مدينة شحات، وجاء العرض مليئاً بالرسائل العميقة، وقد نال إعجاب الحضور.
وأمتع عرض “مشاحنات” لفرقة محطة مصر الحضور بأداء استثنائي يعكس براعة الفنانين في تقديم مواقف درامية مليئة بالتوتر والكوميديا.
وشهدت الدورة السادسة من المهرجان الذي يقام برعاية صندوق التنمية وإعادة إعمار ليبيا على مدار الأيام الماضية حضورا كبيرا وفعاليات مميزة، كما حملت الدورة اسم الفنان الراحل أنور الطرابلسي.
وأعلنت إدارة المهرجان عن توزيع جوائز للأعمال المشاركة، بالإضافة لتكريم عدد من نجوم الفن في ليبيا ودول عربية.
وحاز جائزة أفضل نص دنيا مناصرية من تونس، عن مسرحية “البوابة 52″، بينما حصلت الفنانة عبير الصميدي من تونس على جائز أفضل ممثلة عن العمل نفسه.
ومن ليبيا حاز الفنان إبراهيم خيرالله، من “المسرح الوطني” بمدينة الخمس، جائزة أفضل ممثل عن مسرحية “عرض مسرحي للبيع”، وذهبت جائزة أفضل إخراج للمخرج منير باعور، من المسرح الوطني الخمس عن مسرحية “عرض مسرحي للبيع”.
كما كرمت إدارة المهرجان الفنان المصري أحمد سلامة، والفنانة عبير عيسى، والإعلامية صفاء البيلي؛ تقديراً “لإسهاماتهم القيمة في مجال الفن والمسرح”. وقالت إدارة المهرجان إن هذا التكريم “يعكس التقدير والاحترام للفنانين الذين ساهموا في إثراء الثقافة والفنون، ويعزّز من أهمية دعم المواهب الفنية في المجتمع.
وأكد رئيس المهرجان رمضان الطيري، حرص إدارة المهرجان على إقامة الدورة السادسة من المهرجان، “بعد توقفه عاما بسبب كارثة درنة” بمثابة رسالة بأن “”درنة لا تموت.. درنة الأمل”. مشيرا إلى أن جميع المسرحيات التي شاركت في الدورة الحالية جرى اختيارها وفقا لشروط وأحكام المسابقة التي تم الإعلان عنها سابقا.
بدورها، لاحظت الفنانة خدوجة صبري بهجة الحضور برغم الألم، ولكن الحياة تستمر والإبداع موجود، وبالإبداع تستمر الحياة، وأضافت أن المهرجان بمثابة “عرس ليبي”، وتمنت لليبيا الازدهار، وأعربت عن سعادتها بحضورها الفعاليات، وتواجدها في “درنة”.
يذكر أن الدورة السادسة لمهرجان “درنة الزاهرة”، وهو اللقب الذي يُطلق على المدينة المعروفة بأشجار الياسمين والورد، قد ألغيت العام الماضي بسبب الدمار الذي طال معظم مبانيها التاريخية جراء الكارثة “دانيال” حيث ضربت العاصفة الساحل الشرقي لليبيا، في ليلة 10 إلى 11 سبتمبر 2023، ما تسبب في فيضانات مفاجئة تفاقمت بسبب انهيار سدين في أعلى مدينة درنة.
وخلفت المأساة ما لا يقل عن أربعة آلاف قتيل وآلاف المفقودين وأكثر من 40 ألف نازح، بحسب الأمم المتحدة.
وترى الممثلة والمخرجة الليبية كريمان جبر أن درنة بعدما خيم عليها الحزن، عادت إلى عهدها في “زمن قياسي”.
ومن الكنوز المعمارية الشاهدة على الماضي الفني والأدبي الذي فقدته درنة في الفيضانات، “بيت الثقافة” وخصوصا “دار المسرح” أول مسرح جرى افتتاحه في ليبيا في بداية القرن العشرين.
وفي انتظار إعادة بنائه، اختارت الجهة المنظمة إقامة المهرجان على خشبات “المسرح الصغير” بجامعة درنة. وقال المدير الفني للمهرجان نزار العنيد “كلنا نعرف ما حدث في درنة العام الماضي، أصرينا على أن يقام المهرجان (هذا العام) حتى لو كان المسرح لا يزال قيد الإنشاء.”
عروض فنية ومسرحية متنوعة تجسد روح الإبداع والأمل.
السبت 2024/11/23
الحياة تستمر والإبداع موجود
استعادت مدينة درنة الليبية نشاطها المسرحي بعد الفيضانات المدمرة التي عاشتها، وقدمت مهرجانا يختصر معنى الأمل بعد الألم، من خلال فعاليات وعروض فنية من عدة دول عربية أبرزت مواهب شابة وتم تكريم أسماء كبيرة في عالم المسرح.
درنة (ليبيا) - مع حفلات للموسيقى الشعبية الليبية والأغاني التقليدية، استقطب افتتاح مهرجان درنة المسرحي أعدادا كبيرة من الجمهور، من سكان المدينة وفنانين وممثلين ليبيين وغيرهم من الضيوف الفنانين من بعض الدول العربية، أبرزها سورية والأردن ومصر وتونس.
ومدينة درنة في شرق ليبيا التي اجتاحتها فيضانات مدمرة تسببت قبل عام في مقتل آلاف الأشخاص، تألقت بمهرجان مسرحي طوال الأسبوع تحت شعار “الأمل”.
ويهدف المهرجان إلى تعزيز الفن المسرحي وإبراز المواهب المحلية والعربية، حيث يجمع بين الفنانين والمبدعين الذين يشاركون من مختلف أنحاء الوطن العربي. متضمناً عروضاً فنية ومسرحية متنوعة تجسد روح الإبداع والأمل، وورش عمل، وندوات حوارية مع كبار الفنانين والمخرجين.
وتحت شعار “درنة عادت، درنة الأمل”، دعا المهرجان سبع فرق: خمس من ليبيا، وفرقة من مصر، وأخرى من تونس.
وأوضحت عضو لجنة التحكيم حنان الشوهيدي أنه على هامش المهرجان، “تُنظم العديد من الندوات وورش العمل التدريبية المهمة للممثلين والكتاب المسرحيين الشباب.”
وقالت الشويهدي “الصورة التي تقدمها درنة اليوم تفرح القلب، رغم الموت والدمار”، معتبرة أن المدينة المنكوبة تظهر “بوجه جديد درنة تستحق أن تكون جميلة كما يستحق سكانها أن يفرحوا.”
عرض “مشاحنات” لفرقة محطة مصر أمتع الحضور بأداء استثنائي يعكس براعة الفنانين في تقديم مواقف درامية
وتضمنت فعاليات اليوم الأول، عرض لفرقة درنة للرقص الشعبي، وهو عرض تاريخي عن المسرح وبداية المسرح الليبي من التاريخ الإغريقي مروراً بمن كانوا يسكنون ليبيا، وصولاً لمرحلة الإعمار الذي شهدتها المدينة مؤخراً.
كما تم خلال الفعاليات تكريم عمالقة المسرح الذين كانت لهم بصمة في الساحة الفنية بأعمالهم المميزة وإبداعاتهم التي لا تنسى. وكان افتتاح المهرجان مناسبة لتسليط الضوء على إنجازاتهم وإسهاماتهم في عالم الفن.
وضمن فعاليات اليوم الثاني للمهرجان، انطلقت مدرسة السينوغرافيا تحت إشراف علي السوداني، حيث تهدف إلى تعزيز مهارات الفنانين والمصممين في مجال السينوغرافيا، وتقديم رؤية جديدة ومبتكرة للفن المسرحي.
وجمعت المدرسة مجموعة من الخبراء والفنانين الذين قدموا ورش عمل ومحاضرات تفاعلية، ما يتيح للمشاركين فرصة التعلم والتفاعل مع أبرز الأسماء في هذا المجال.
واختتم مساء الخميس، المهرجان الذي استهل أعماله بحفل غنائي أحياه الفنان صابر الرباعي، على مسرح المدينة الرياضية، وسط حضور جماهيري وفني، محلي ومن دول عربية من بينها مصر وتونس.
المهرجان يهدف إلى تعزيز الفن المسرحي وإبراز المواهب المحلية والعربية ويجمع بين المبدعين من عدة دول
وقالت الممثلة المسرحية التونسية عبير الصميدي التي حضرت لتقديم مسرحية “الباب 52″، “هذه أول مرة آتي فيها إلى هنا. بالنسبة لي، درنة اكتشاف. كنت متشوقة للمجيء. عندما نصل إلى هنا، نشعر بالألم، وفي الوقت نفسه، نشعر بالفرح وبأن الشعب كله لديه أمل.”
وعُرضت أعمال عديدة من بينها مسرحية “خرف” لفرقة الركح الدولي من بنغازي، التي أثنى عليها الجمهور، من حيث الأداء المميز لجميع الفنانين المشاركين، كما عرضت مسرحية “صاحب الخطوة” لفرقة المسرح القوريني من مدينة شحات، وجاء العرض مليئاً بالرسائل العميقة، وقد نال إعجاب الحضور.
وأمتع عرض “مشاحنات” لفرقة محطة مصر الحضور بأداء استثنائي يعكس براعة الفنانين في تقديم مواقف درامية مليئة بالتوتر والكوميديا.
وشهدت الدورة السادسة من المهرجان الذي يقام برعاية صندوق التنمية وإعادة إعمار ليبيا على مدار الأيام الماضية حضورا كبيرا وفعاليات مميزة، كما حملت الدورة اسم الفنان الراحل أنور الطرابلسي.
وأعلنت إدارة المهرجان عن توزيع جوائز للأعمال المشاركة، بالإضافة لتكريم عدد من نجوم الفن في ليبيا ودول عربية.
وحاز جائزة أفضل نص دنيا مناصرية من تونس، عن مسرحية “البوابة 52″، بينما حصلت الفنانة عبير الصميدي من تونس على جائز أفضل ممثلة عن العمل نفسه.
ومن ليبيا حاز الفنان إبراهيم خيرالله، من “المسرح الوطني” بمدينة الخمس، جائزة أفضل ممثل عن مسرحية “عرض مسرحي للبيع”، وذهبت جائزة أفضل إخراج للمخرج منير باعور، من المسرح الوطني الخمس عن مسرحية “عرض مسرحي للبيع”.
كما كرمت إدارة المهرجان الفنان المصري أحمد سلامة، والفنانة عبير عيسى، والإعلامية صفاء البيلي؛ تقديراً “لإسهاماتهم القيمة في مجال الفن والمسرح”. وقالت إدارة المهرجان إن هذا التكريم “يعكس التقدير والاحترام للفنانين الذين ساهموا في إثراء الثقافة والفنون، ويعزّز من أهمية دعم المواهب الفنية في المجتمع.
وأكد رئيس المهرجان رمضان الطيري، حرص إدارة المهرجان على إقامة الدورة السادسة من المهرجان، “بعد توقفه عاما بسبب كارثة درنة” بمثابة رسالة بأن “”درنة لا تموت.. درنة الأمل”. مشيرا إلى أن جميع المسرحيات التي شاركت في الدورة الحالية جرى اختيارها وفقا لشروط وأحكام المسابقة التي تم الإعلان عنها سابقا.
بدورها، لاحظت الفنانة خدوجة صبري بهجة الحضور برغم الألم، ولكن الحياة تستمر والإبداع موجود، وبالإبداع تستمر الحياة، وأضافت أن المهرجان بمثابة “عرس ليبي”، وتمنت لليبيا الازدهار، وأعربت عن سعادتها بحضورها الفعاليات، وتواجدها في “درنة”.
يذكر أن الدورة السادسة لمهرجان “درنة الزاهرة”، وهو اللقب الذي يُطلق على المدينة المعروفة بأشجار الياسمين والورد، قد ألغيت العام الماضي بسبب الدمار الذي طال معظم مبانيها التاريخية جراء الكارثة “دانيال” حيث ضربت العاصفة الساحل الشرقي لليبيا، في ليلة 10 إلى 11 سبتمبر 2023، ما تسبب في فيضانات مفاجئة تفاقمت بسبب انهيار سدين في أعلى مدينة درنة.
وخلفت المأساة ما لا يقل عن أربعة آلاف قتيل وآلاف المفقودين وأكثر من 40 ألف نازح، بحسب الأمم المتحدة.
وترى الممثلة والمخرجة الليبية كريمان جبر أن درنة بعدما خيم عليها الحزن، عادت إلى عهدها في “زمن قياسي”.
ومن الكنوز المعمارية الشاهدة على الماضي الفني والأدبي الذي فقدته درنة في الفيضانات، “بيت الثقافة” وخصوصا “دار المسرح” أول مسرح جرى افتتاحه في ليبيا في بداية القرن العشرين.
وفي انتظار إعادة بنائه، اختارت الجهة المنظمة إقامة المهرجان على خشبات “المسرح الصغير” بجامعة درنة. وقال المدير الفني للمهرجان نزار العنيد “كلنا نعرف ما حدث في درنة العام الماضي، أصرينا على أن يقام المهرجان (هذا العام) حتى لو كان المسرح لا يزال قيد الإنشاء.”