تويت
تدركُ في أعماقِكَ أنك مثقلٌ جدا
فمنذ الطفولةِ حتى اليوم ، وفي كل يومٍ يحدثُ أن شيئا ما يُرغمك على ارتداء قميصٍ آخر، دون أن يكون ثمة فرصة لخلع القميص الذي ارتديتَهُ بالأمس..
تصل إلى اليومِ بعد الكثير من السنين وقد بدوتَ ضخمًا جدا، أنت منتفخٌ وهم لا ينتبهون أنك
تشعرُ بالتعب، ولكنك لا تملِكُ وقتًا تقضيه بمفردِكَ لتخلع بعض القمصان عنك وترمي بها من نافذة الحياة، نحو النسيان..
تشعر بأنك تختنقُ تحت كل هذه القمصان والمعاطف، تشعر بأنكَ مشتت بين ذاكرة كل قميص منها..
القميصُ الأصفرُ ذو اللطخةِ ، له ياقةٌ خشنة، لقد مضى على ارتدائه أكثر من ثلاثين عامًا
ومنذ ذلك الحين ورقبتكَ تحكك، وأنت تريد أن تحكها ولكن يدك لا تصل إلى رقبتك، وعليك
دائما أن تطلب من أحدهم أن يحكها، لكنهم يخدشونها بدلا من ذلك، بأظفارهم المدببة حينًا والمتسخة أحيانًا..
القميص المخطط بالأبيض والأسودِ يأخذك لليلةٍ كنتَ فيها سجينَ فكرةٍ (تافهةٍ) جدا، لكنها كانت تأكلك ببطء كلما خلوتَ إلى نفسِك، كنت تحاول الفرار منها إلى أصدقائك، ولكنها كانت تجدك دائما كلما عدتَ وحيدًا..
القميص البني، كان الأسوأ على الإطلاق، كان سميكًا وعريضًا، ألبسكَ إياهُ أبوكَ لسبب ما، ولم تتمكن من الاعتراضِ أو التعبير عن رغبتكَ بخلعه، كان الأمر مفروضًا عليك، بشكلٍ تعسفي.. وأنت تخاف جدا من أن يغضب والدك!
القميص الأحمرُ كان جميلا، وناعمًا، وسهلَ الارتداء جدا، ولكنه كان باهظًا جدا، وكان عليكَ أن تضحي مقابل الحصول عليه بكل ما ادخرته من أثمان، وبعد أن ارتديته وظننت أنك رائع إلى الحد الذي لا يتفوق فيه أحدٌ عليك، وجدت عيبًا فيه، وكأن فأرا قامَ بعضِّه، وكنت مضطرًا أن تستر ذلك العيب دائما بكفَّكَ حتى لا يراه أحد!
ثمة قمصانُ قديمة ارتديتَها دون إرادتك، كنتَ تصحو من النوم لتجد أنك ترتدي المزيد منها، يا إلهي كيف حدث هذا، ولا تجد تفسيرًا لذلك! سوى أنها كانت من مُخلَّفات الأحلام!
بعض القمصانِ كانت إرثًا من أبناء عمومتك الذين تركوها لك كذكرى أو كعطية!
بعضها كانت ملقاةً في السقيفةِ وتبدو بحالةٍ جيدةٍ فارتديتها لتجدد مظهركَ..
المشكلة أنك ارتديتها كلها فوق بعضها دون أن تخلع قميصًا واحدا أو تتخفف منه!
واليوم تشعر بالاختناق..
تتجمعُ الياقاتُ أسفل ذقنكَ بشكلٍ لا يسمح لك برؤية عنقك!
تأخذ قراركَ بخلعها كلها لو استغرق ذلك الكثير من الوقت،
ولكنك حين تريد أن تفك الأزرار التي فيها، لا تجد أصابعك!
٢٠ نوفمبر ٢٠٢٤م
فمنذ الطفولةِ حتى اليوم ، وفي كل يومٍ يحدثُ أن شيئا ما يُرغمك على ارتداء قميصٍ آخر، دون أن يكون ثمة فرصة لخلع القميص الذي ارتديتَهُ بالأمس..
تصل إلى اليومِ بعد الكثير من السنين وقد بدوتَ ضخمًا جدا، أنت منتفخٌ وهم لا ينتبهون أنك
تشعرُ بالتعب، ولكنك لا تملِكُ وقتًا تقضيه بمفردِكَ لتخلع بعض القمصان عنك وترمي بها من نافذة الحياة، نحو النسيان..
تشعر بأنك تختنقُ تحت كل هذه القمصان والمعاطف، تشعر بأنكَ مشتت بين ذاكرة كل قميص منها..
القميصُ الأصفرُ ذو اللطخةِ ، له ياقةٌ خشنة، لقد مضى على ارتدائه أكثر من ثلاثين عامًا
ومنذ ذلك الحين ورقبتكَ تحكك، وأنت تريد أن تحكها ولكن يدك لا تصل إلى رقبتك، وعليك
دائما أن تطلب من أحدهم أن يحكها، لكنهم يخدشونها بدلا من ذلك، بأظفارهم المدببة حينًا والمتسخة أحيانًا..
القميص المخطط بالأبيض والأسودِ يأخذك لليلةٍ كنتَ فيها سجينَ فكرةٍ (تافهةٍ) جدا، لكنها كانت تأكلك ببطء كلما خلوتَ إلى نفسِك، كنت تحاول الفرار منها إلى أصدقائك، ولكنها كانت تجدك دائما كلما عدتَ وحيدًا..
القميص البني، كان الأسوأ على الإطلاق، كان سميكًا وعريضًا، ألبسكَ إياهُ أبوكَ لسبب ما، ولم تتمكن من الاعتراضِ أو التعبير عن رغبتكَ بخلعه، كان الأمر مفروضًا عليك، بشكلٍ تعسفي.. وأنت تخاف جدا من أن يغضب والدك!
القميص الأحمرُ كان جميلا، وناعمًا، وسهلَ الارتداء جدا، ولكنه كان باهظًا جدا، وكان عليكَ أن تضحي مقابل الحصول عليه بكل ما ادخرته من أثمان، وبعد أن ارتديته وظننت أنك رائع إلى الحد الذي لا يتفوق فيه أحدٌ عليك، وجدت عيبًا فيه، وكأن فأرا قامَ بعضِّه، وكنت مضطرًا أن تستر ذلك العيب دائما بكفَّكَ حتى لا يراه أحد!
ثمة قمصانُ قديمة ارتديتَها دون إرادتك، كنتَ تصحو من النوم لتجد أنك ترتدي المزيد منها، يا إلهي كيف حدث هذا، ولا تجد تفسيرًا لذلك! سوى أنها كانت من مُخلَّفات الأحلام!
بعض القمصانِ كانت إرثًا من أبناء عمومتك الذين تركوها لك كذكرى أو كعطية!
بعضها كانت ملقاةً في السقيفةِ وتبدو بحالةٍ جيدةٍ فارتديتها لتجدد مظهركَ..
المشكلة أنك ارتديتها كلها فوق بعضها دون أن تخلع قميصًا واحدا أو تتخفف منه!
واليوم تشعر بالاختناق..
تتجمعُ الياقاتُ أسفل ذقنكَ بشكلٍ لا يسمح لك برؤية عنقك!
تأخذ قراركَ بخلعها كلها لو استغرق ذلك الكثير من الوقت،
ولكنك حين تريد أن تفك الأزرار التي فيها، لا تجد أصابعك!
٢٠ نوفمبر ٢٠٢٤م