ابشيهي (بهاء دين)
Al-Abshihi (Bahaa ed Din) - Al-Abshihi (Bahaa ed Dine)
الأبشيهي (بهاء الدين -)
(790 - 850هـ/1388 - 1446م)
الأبشيهي أو الإبشيهي: نسبة إلى قرية أبشُويه من قرى محافظة الغربية بمصر، وقد لقب به طائفة من الأدباء والعلماء، وبهاء الدين، أبو الفتح، محمد بن أحمد منصور الأبشيهي المحلّي الشافعي.
كاتب وشاعر، ولد في أبشُويه، وحفظ القرآن وهو صغير ثم درس النحو والفقه. وولي الخطابة في بلدته بعد وفاة أبيه فكان خطيباً مسموع الكلمة مهيب المحضر، ووصف بالورع والتقوى.
تردد على القاهرة مرات، واستمع إلى دروس جلال الدين البُلقيني، وجالس علماء عصره وأئمتهم ونقل عنهم، وأخذ عنه طائفة من العلماء. وقف حياته على الأدب والتأليف فيه وفي غيره، أشهر تصانيفه كتاب «المستطرف في كل فن مستظرف»، وقد جمع فيه موضوعات في العلم والأدب وأحاديث نبوية وأمثالاً شعرية ومسائل لغوية وحكايات هزلية وجدية وأساطير شعبية، كما جمع فيه حكماً ومواعظ دينية وأخلاقية، وفوائد علمية وتاريخية وجغرافية ومنتخبات من الشعر والنثر، وكانت غايته أن يجمع طرفاً من كل فنٍ وعلم بالمعنى الواسع.
وتبدو شخصية الأبشيهي متميزة في كتابه المستطرف، وقد كشف عن دراية واسعة بالحديث والتشريع والأدب وفقه اللغة، وكان له أسلوبه الواضح في التعبير الأدبي الذي اتسم بالإيجاز غير المخل، غير أنه كان بيِّن التأثر بكتاب «العقد الفريد» لابن عبد ربه، فحاكاه في ترتيب الأبواب واختيار المواد، وفي النقل وإيراد المعارف والأخبار، وإن كان قصّر عنه في ذلك، كما ذكر أنه أخذ كثيراً مما أودعه الزمخشري في كتابه «ربيع الأبرار» والدميري في كتابه «حياة الحيوان» وابن سبع في كتابه «شفاء الصدور»، إضافة إلى مصادر أخرى ذكر أنه أخذ عنها.
قسّم الأبشيهي كتابه إلى أربعة وثمانين باباً، كما قسم بعض الأبواب إلى فصول، وكان في كتابه جامعاً ومعلقاً أكثر منه مؤلفاً. ومع ذلك فقد كان كتابه جزيل الفائدة في تثقيف الناشئة وتعريفهم فنون الأدب حتى أصبح الكتاب، على الرغم مما أخذ عليه من الهنات، ذا قيمة كبيرة. وقد توالت طبعات الكتاب في مصر، ونقله إلى الفرنسية المستشرق رات G. Rat سنة 1899م، وله ترجمة تركية طبعت سنة 1263هـ/1847م، واختصره كثيرون.
وقد نسب إليه السخاوي كتابين، الأول عنوانه: «أطواق الأزهار على صدور الأنهار»، في الوعظ، في مجلدين، وكتاب «صناعة الترسل والكتابة» الذي لم يتمّه.
على الرغم من تقدير السخاوي للأبشيهي فقد انتقد لغته ووقوعه في اللحن، وعزا ذلك إلى عدم إلمامه بشيء من النحو.
نسب إليه حبيب الزيات صاحب كتاب خزائن الكتب في دمشق وضواحيها تأليفه لكتاب «تذكرة العارفين وتبصرة المستبصرين».
للأبشيهي مقطوعات شعرية أوردها في كتبه، وهو شعر فيه ضعف، تسوده عقلية عصر الدول المتتابعة وأنماط الصوفية المتأخرة.
ج.ت
Al-Abshihi (Bahaa ed Din) - Al-Abshihi (Bahaa ed Dine)
الأبشيهي (بهاء الدين -)
(790 - 850هـ/1388 - 1446م)
الأبشيهي أو الإبشيهي: نسبة إلى قرية أبشُويه من قرى محافظة الغربية بمصر، وقد لقب به طائفة من الأدباء والعلماء، وبهاء الدين، أبو الفتح، محمد بن أحمد منصور الأبشيهي المحلّي الشافعي.
كاتب وشاعر، ولد في أبشُويه، وحفظ القرآن وهو صغير ثم درس النحو والفقه. وولي الخطابة في بلدته بعد وفاة أبيه فكان خطيباً مسموع الكلمة مهيب المحضر، ووصف بالورع والتقوى.
تردد على القاهرة مرات، واستمع إلى دروس جلال الدين البُلقيني، وجالس علماء عصره وأئمتهم ونقل عنهم، وأخذ عنه طائفة من العلماء. وقف حياته على الأدب والتأليف فيه وفي غيره، أشهر تصانيفه كتاب «المستطرف في كل فن مستظرف»، وقد جمع فيه موضوعات في العلم والأدب وأحاديث نبوية وأمثالاً شعرية ومسائل لغوية وحكايات هزلية وجدية وأساطير شعبية، كما جمع فيه حكماً ومواعظ دينية وأخلاقية، وفوائد علمية وتاريخية وجغرافية ومنتخبات من الشعر والنثر، وكانت غايته أن يجمع طرفاً من كل فنٍ وعلم بالمعنى الواسع.
وتبدو شخصية الأبشيهي متميزة في كتابه المستطرف، وقد كشف عن دراية واسعة بالحديث والتشريع والأدب وفقه اللغة، وكان له أسلوبه الواضح في التعبير الأدبي الذي اتسم بالإيجاز غير المخل، غير أنه كان بيِّن التأثر بكتاب «العقد الفريد» لابن عبد ربه، فحاكاه في ترتيب الأبواب واختيار المواد، وفي النقل وإيراد المعارف والأخبار، وإن كان قصّر عنه في ذلك، كما ذكر أنه أخذ كثيراً مما أودعه الزمخشري في كتابه «ربيع الأبرار» والدميري في كتابه «حياة الحيوان» وابن سبع في كتابه «شفاء الصدور»، إضافة إلى مصادر أخرى ذكر أنه أخذ عنها.
قسّم الأبشيهي كتابه إلى أربعة وثمانين باباً، كما قسم بعض الأبواب إلى فصول، وكان في كتابه جامعاً ومعلقاً أكثر منه مؤلفاً. ومع ذلك فقد كان كتابه جزيل الفائدة في تثقيف الناشئة وتعريفهم فنون الأدب حتى أصبح الكتاب، على الرغم مما أخذ عليه من الهنات، ذا قيمة كبيرة. وقد توالت طبعات الكتاب في مصر، ونقله إلى الفرنسية المستشرق رات G. Rat سنة 1899م، وله ترجمة تركية طبعت سنة 1263هـ/1847م، واختصره كثيرون.
وقد نسب إليه السخاوي كتابين، الأول عنوانه: «أطواق الأزهار على صدور الأنهار»، في الوعظ، في مجلدين، وكتاب «صناعة الترسل والكتابة» الذي لم يتمّه.
على الرغم من تقدير السخاوي للأبشيهي فقد انتقد لغته ووقوعه في اللحن، وعزا ذلك إلى عدم إلمامه بشيء من النحو.
نسب إليه حبيب الزيات صاحب كتاب خزائن الكتب في دمشق وضواحيها تأليفه لكتاب «تذكرة العارفين وتبصرة المستبصرين».
للأبشيهي مقطوعات شعرية أوردها في كتبه، وهو شعر فيه ضعف، تسوده عقلية عصر الدول المتتابعة وأنماط الصوفية المتأخرة.
ج.ت
مراجع للاستزادة: ـ السخاوي، الضوء اللامع لأهل القرن التاسع (دار مكتبة الحياة، بيروت). |
الموضوعات ذات الصلة: الأدب العربي (عصر الدول المتتابعة). |