اشتر نخعي
Al-Ashtar Al-Nakha’i - Al-Achtar Al-Nakha’i
الأشتر النَخَعي
(... ـ 38هـ/ ... ـ 658م)
الأشتر النخعي، مالك بن الحارث النخعي، أحد الأشراف الفرسان، تابعي، حدَّث عن عمر وعلي وخالد بن الوليد وأبي ذرّ الغفاري. وكان ذا فصاحة وبلاغة، فقئت عينه يوم اليرموك، ثم توجه إلى العراق مع هاشم بن عتبة بن أبي وقاص حين قدم كتاب عمر بن الخطاب على أبي عبيدة، بأن يصرف جند العراق إلى العراق.
كان الأشتر من أشد المعارضين لسياسة الخليفة عثمان ومن المدافعين عن حقوق المقاتلة في الفيء، أُخرج مع من أخرج من الكوفة حين كتب الوالي سعيد بن العاص إلى عثمان في إخراجهم، فكتب إليه أن يلحقهم بمعاوية. وكتب إلى معاوية أن يحاول إصلاحهم، فإن آنس منهم رشداً فليقبل منهم، وإن أعيوه فليرددهم عليه، وقد ردهم معاوية حين أعياه أمرهم، فلم يكونوا بعد عودتهم إلا أكثر انتقاداً وتهجماً على الخليفة وواليه، فضج منهم سعيد، وسيرهم إلى عبد الرحمن بن خالد بن الوليد أمير حمص، فأنزلهم الساحل وأجرى عليهم رزقاً.
عاد الأشتر إلى الكوفة في أثناء سفر سعيد بن العاص إلى المدينة للاجتماع بعثمان الذي كان قد دعا ولاته على الأمصار للبحث في الفتنة التي استشرى أمرها. فلما عاد سعيد إلى الكوفة، كان الأشتر بين الذين تلقوا سعيد بن العاص ومنعوه من الدخول إليها. ومع أن الأشتر كان على رأس الوفد الذي توجه إلى المدينة في شوال سنة 35هـ/ 655م وقابل عثمان وبيّن مطالب أهل الكوفة، فإنه اعتزل ولم يشترك في حصار عثمان أو قتله؛ وحين انتخب علي بن أبي طالب خليفة، أصبح من أشد المتحمسين لخلافته وبيعته، وأراد أن يجبر بعض الصحابة الذين تخلفوا عن بيعته على مبايعته، فمنعه علي وأمره أن يدعهم ورأيهم الذي هم عليه.
اشترك الأشتر في معركة الجمل إلى جانب علي، كما كان على ميسرته في معركة صفين. وقاتل أهل الشام قتالاً شديداً، وحين دعا أهل الشام أهل العراق إلى كتاب الله رفض في بادئ الأمر أن يمسك عن الحرب، ثم امتثل لأمر علي حين أدرك أن استمراره في الحرب سيؤدي إلى فتنة في صفوف مقاتلة العراق، ويذكر أنه رفض أن يوقع على صحيفة التحكيم قائلاً : «لاصحبتني يميني، ولانفعتني بعدها شمالي إن خط لي في هذه الصحيفة اسم...».
عاد الأشتر بعد صفين إلى عمله بالجزيرة، فلما بلغ علياً ضعف محمد بن أبي بكر والي مصر، وممالأة اليمانية فيها معاوية وعمرو بن العاص، وجه الأشتر إليها، وكتب إلى أهل مصر، «إني بعثت إليكم سيفاً من سيوف الله، لا نابي الضربة ولا كليل الحد، فإن استنفركم فانفروا، وإن أمركم بالمقام فأقيموا، فإنه لا يقدم ولا يحجم إلا بأمري، وقد آثرتكم به على نفسي». ولكن الأشتر لم يصل إلى مصر وإنما مات بالقلزم (مدينة قرب العقبة على البحر الأحمر) ويقال إنه مات مسموماً من شربة من عسل قد جعل فيه سم.
نجدة خماش
ـ البلاذري، أنساب الأشراف، الجزء الخامس (مؤسسة الدراسات الشرقية، القدس 1936).
ـ الدينوري، الأخبار الطوال، تحقيق عبد المنعم عامر (وزارة الثقافة والإرشاد القومي، القاهرة).
ـ الطبري، تاريخ الرسل والملوك، تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم.
ـ اليعقوبي، تاريخ اليعقوبي، الجزء الثاني (دار بيروت للطباعة والنشر 1379هـ/ 1960م).
Al-Ashtar Al-Nakha’i - Al-Achtar Al-Nakha’i
الأشتر النَخَعي
(... ـ 38هـ/ ... ـ 658م)
الأشتر النخعي، مالك بن الحارث النخعي، أحد الأشراف الفرسان، تابعي، حدَّث عن عمر وعلي وخالد بن الوليد وأبي ذرّ الغفاري. وكان ذا فصاحة وبلاغة، فقئت عينه يوم اليرموك، ثم توجه إلى العراق مع هاشم بن عتبة بن أبي وقاص حين قدم كتاب عمر بن الخطاب على أبي عبيدة، بأن يصرف جند العراق إلى العراق.
كان الأشتر من أشد المعارضين لسياسة الخليفة عثمان ومن المدافعين عن حقوق المقاتلة في الفيء، أُخرج مع من أخرج من الكوفة حين كتب الوالي سعيد بن العاص إلى عثمان في إخراجهم، فكتب إليه أن يلحقهم بمعاوية. وكتب إلى معاوية أن يحاول إصلاحهم، فإن آنس منهم رشداً فليقبل منهم، وإن أعيوه فليرددهم عليه، وقد ردهم معاوية حين أعياه أمرهم، فلم يكونوا بعد عودتهم إلا أكثر انتقاداً وتهجماً على الخليفة وواليه، فضج منهم سعيد، وسيرهم إلى عبد الرحمن بن خالد بن الوليد أمير حمص، فأنزلهم الساحل وأجرى عليهم رزقاً.
عاد الأشتر إلى الكوفة في أثناء سفر سعيد بن العاص إلى المدينة للاجتماع بعثمان الذي كان قد دعا ولاته على الأمصار للبحث في الفتنة التي استشرى أمرها. فلما عاد سعيد إلى الكوفة، كان الأشتر بين الذين تلقوا سعيد بن العاص ومنعوه من الدخول إليها. ومع أن الأشتر كان على رأس الوفد الذي توجه إلى المدينة في شوال سنة 35هـ/ 655م وقابل عثمان وبيّن مطالب أهل الكوفة، فإنه اعتزل ولم يشترك في حصار عثمان أو قتله؛ وحين انتخب علي بن أبي طالب خليفة، أصبح من أشد المتحمسين لخلافته وبيعته، وأراد أن يجبر بعض الصحابة الذين تخلفوا عن بيعته على مبايعته، فمنعه علي وأمره أن يدعهم ورأيهم الذي هم عليه.
اشترك الأشتر في معركة الجمل إلى جانب علي، كما كان على ميسرته في معركة صفين. وقاتل أهل الشام قتالاً شديداً، وحين دعا أهل الشام أهل العراق إلى كتاب الله رفض في بادئ الأمر أن يمسك عن الحرب، ثم امتثل لأمر علي حين أدرك أن استمراره في الحرب سيؤدي إلى فتنة في صفوف مقاتلة العراق، ويذكر أنه رفض أن يوقع على صحيفة التحكيم قائلاً : «لاصحبتني يميني، ولانفعتني بعدها شمالي إن خط لي في هذه الصحيفة اسم...».
عاد الأشتر بعد صفين إلى عمله بالجزيرة، فلما بلغ علياً ضعف محمد بن أبي بكر والي مصر، وممالأة اليمانية فيها معاوية وعمرو بن العاص، وجه الأشتر إليها، وكتب إلى أهل مصر، «إني بعثت إليكم سيفاً من سيوف الله، لا نابي الضربة ولا كليل الحد، فإن استنفركم فانفروا، وإن أمركم بالمقام فأقيموا، فإنه لا يقدم ولا يحجم إلا بأمري، وقد آثرتكم به على نفسي». ولكن الأشتر لم يصل إلى مصر وإنما مات بالقلزم (مدينة قرب العقبة على البحر الأحمر) ويقال إنه مات مسموماً من شربة من عسل قد جعل فيه سم.
نجدة خماش
مراجع للاستزادة |
ـ الدينوري، الأخبار الطوال، تحقيق عبد المنعم عامر (وزارة الثقافة والإرشاد القومي، القاهرة).
ـ الطبري، تاريخ الرسل والملوك، تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم.
ـ اليعقوبي، تاريخ اليعقوبي، الجزء الثاني (دار بيروت للطباعة والنشر 1379هـ/ 1960م).