لماذا يتعثر العلاج الجيني في مواجهة متلازمة خلايا الدم المنجلي

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • لماذا يتعثر العلاج الجيني في مواجهة متلازمة خلايا الدم المنجلي

    لماذا يتعثر العلاج الجيني في مواجهة متلازمة خلايا الدم المنجلي بعض المرضى يعتبرون الوقت الذي يستغرقه العلاج مخيفا لأي شخص حالته ليست حرجة. الاثنين 2024/09/3 تعديل الخلايا يستغرق شهورا رغم أن العلاجات الجينية الجديدة توفر راحة طويلة الأجل لبعض الأميركيين الذين يعانون من فقر الدم المنجلي، إلا أن الوقت الذي يستغرقه العلاج والذي قد يصل إلى سنة يجعلهم يؤجلون خوض التجربة. كما أنها تتطلب علاجا كيميائيا قد يزيد من خطر الإصابة بالسرطان والعقم. وقد يسبب فقر الدم المنجلي ألما مبرحا ويؤدي أحيانا إلى السكتات الدماغية وتلف الأعضاء والوفاة المبكرة. لوس أنجلس (الولايات المتحدة) - عادت الطالبة زوي ديفيس (التي تبلغ من العمر اليوم 20 عاما) إلى المستشفى خلال الشهر الحالي وهي تعاني من آلام حادة ناتجة عن فقر الدم المنجلي. وتفعل ما باستطاعتها لمنع الآلام الحادة في ذراعيها وساقيها وبطنها، حيث أصبحت أكثر تواترا. وتعلم الطالبة أن العلاجات الجينية الجديدة قد توفر راحة طويلة الأجل لبعض الأميركيين البالغ عددهم 100 ألف الذين يعانون مثلها من فقر الدم المنجلي. لكنها تؤجل التجربة. وقالت ديفيس، التي تدرس العلوم البيطرية في جامعة ولاية كارولينا الشمالية الزراعية والتقنية في مدينة غرينزبورو،”إنه أمر جديد جدا… أردت أن أرى المزيد من التجارب الناجحة قبل أن أجرب”. لقد عرفنا من خلال المقابلات التي أجريناها مع ستة أخصائيين أميركيين وستة مرضى بفقر الدم المنجلي أن ترددها ناتج عن سبب معروف يجعل الإقبال على العلاجات التي يحتمل أن تغير الحياة، والتي تكلف 2 مليون دولار إلى 3 ملايين دولار في الولايات المتحدة، ويحقق نتائج بنسق أبطأ مما هو متوقع. وقال الدكتور ليو وانغ، أخصائي أمراض الدم والأورام في مركز سيتي أوف هوب لسرطان الأطفال بالقرب من لوس أنجلس، إن المرضى الأصغر سنا، الذين يترددون في إضافة المزيد من العبء الطبي إلى حياتهم المدرسية، كانوا أقل حماسا مما كان متوقعا. وأشار إلى كون “بعض الأطفال غير مهتمين”، مضيفا أن المرضى الذين تتراوح أعمارهم بين 20 و40 عاما يدرسون الخيار، لكن البعض يعانون من المرض الشديد لدرجة أنهم لا يعتبرون مرشحين جيدين لهذا العلاج. ووافقت الولايات المتحدة في ديسمبر الماضي على استخدام هذه العلاجات الجديدة التي تمنح لمرة واحدة. وجرّبها حتى الآن حوالي 100 شخص على مستوى العالم، بما في ذلك في التجارب السريرية. وهي تتطلب علاجا كيميائيا قد يزيد من خطر الإصابة بالسرطان والعقم. ويعتبر بعض المرضى الوقت الذي يستغرقه العلاج (قد يصل إلى سنة) مخيفا لأي شخص ليست حالته حرجة. وتقدر معاهد الصحة الوطنية الأميركية أن 8 ملايين شخص في جميع أنحاء العالم مصابون بمرض فقر الدم المنجلي، وهو اضطراب وراثي، وأن جل المصابين في الولايات المتحدة هم من السود. ◙ لخلايا الدم الحمراء في أجسام المصابين شكل "منجلي" يمكن أن يمنع تدفقه عبر الأوعية الدموية، مما يسبب ألما ولخلايا الدم الحمراء في أجسام المصابين شكل “منجلي” غير طبيعي يمكن أن يمنع تدفقها عبر الأوعية الدموية، مما يسبب ألما مبرحا ويؤدي أحيانا إلى السكتات الدماغية وتلف الأعضاء والوفاة المبكرة. وتعدّ الطفرة التي تسبب فقر الدم المنجلي أكثر انتشارا في الأماكن التي تتوطن فيها الملاريا، حيث ثبت أن نسخة واحدة من الجين تحمي من عدوى الملاريا. وأكدت شركتا الأدوية اللتان لقيت علاجاتهما موافقة في أميركا انطلاق ما لا يقل عن 30 شخصا في جميع أنحاء العالم في تلقي العلاج الجيني لمرة واحدة خارج التجارب بحلول سبتمبر. ويتضمن العلاجان عملية تستغرق شهورا لإزالة الخلايا الجذعية لنخاع العظم للمريض وتعديلها وراثيا في المختبر. ويُمنح المرضى العلاج الكيميائي ويبقون تحت المراقبة لأسابيع في المستشفى بعد إعادة حقن الخلايا. ويقول الأطباء إن استخدام العلاجات قد يزداد مع ظهور المزيد من البيانات بشأن السلامة والفعالية، لكن العديد من المرضى يؤجلون العلاج لأسباب تشمل محاولات الحمل، أو مخاطره على الخصوبة أو مدته. يسعى آخرون إلى الحصول على موافقة التأمين حيث تطلب المستشفيات تأكيد المدفوعات مقدما. كما لا تزال حالات بعض المرضى الأصغر سنا تحت السيطرة مع الأدوية العادية. وقال أطباء أمراض الدم إن كبار السن هم الأكثر عرضة للمضاعفات. كما أن الذين يعانون من تلف كبير في الأعضاء أو تاريخ من الجلطات أو العدوى مثل فايروس نقص المناعة البشرية أو التهاب الكبد قد لا يكونون مؤهلين لهذه التجربة العلاجية الطويلة. وقال الدكتور أندرو كامبل، مدير البرنامج الوطني الشامل لمرض فقر الدم المنجلي لدى الأطفال في واشنطن العاصمة، “يجب أن تكون مريضا، لكن ليس مريضا جدا”. تقول الشركات والأطباء والمحللون إن أكثر من 80 في المئة من المرضى الأميركيين ليسوا مؤهلين لتلقي العلاجات التي لاقت موافقة تقتصر على أولئك الذين تزيد أعمارهم عن 12 عاما ويعانون تاريخا من أزمات الألم الشديدة. ويتبع الأطباء وشركات التأمين معايير أكثر صرامة. وخفضت شركة بلوبيرد بيو للأدوية في أغسطس توقعاتها لاستخدام منتجاتها الثلاثة للعلاج الجيني هذا العام من 105 منتجات إلى 85 على الأكثر. وقالت خلال الأسبوع الحالي إن 10 مرضى حتى الآن انطلقوا في رحلة علاج فقر الدم المنجلي. وقالت الشركة الأخرى، فيرتكس فارماسيوتيكالز، في أغسطس إن 20 مريضا في جميع أنحاء العالم بدأوا عملية علاجها. ووصفته بأنه “فرصة محتملة بمليارات الدولارات” لنحو 58 ألف مريض في الولايات المتحدة وأوروبا والمملكة العربية السعودية والبحرين. وانخفضت أسهم بلوبيرد بنحو 64 في المئة هذا العام إلى نحو 50 سنتا. وارتفع سهم فيرتكس بنحو 14 في المئة إلى حوالي 463 دولارا، تماشيا مع المكاسب في مؤشر تصنيفات إس آند بي غلوبال للرعاية الصحية. ويتوقع محللو وول ستريت استنادا إلى مجموعة بورصات لندن أن تصل مبيعات كاسجيفي من فيرتكس إلى 500 مليون دولار بحلول 2026. ويغيب الإجماع في توقعات البيانات الخاصة بعلاج بلوبيرد، ليفجينيا. وقالت الشركة هذا الأسبوع إنها ستخفض 25 في المئة من قوتها العاملة، جلها من قسم الأبحاث، لتخصيص المزيد من الموارد في بيع منتجاتها الحالية. وقال توماس كليما، الرئيس التنفيذي للعمليات في بلوبيرد، لرويترز إن مرضى فقر الدم المنجلي “متحمسون” بشأن ليفجينيا لكن الحصول على الموافقة على دفع التكاليف وخطوات الاستعداد السريري تستغرق وقتا أطول من العلاج الدوائي المعتاد. وقال ستيوارت آرباكل، مدير العمليات في شركة فيرتكس، في رسالة بالبريد الإلكتروني، إن الشركة كانت سعيدة باستجابة الدافعين والأطباء والمرضى. ◙ العلاج الوحيد المحتمل لمرض فقر الدم المنجلي حتى الآن هو زرع نخاع العظم، لكن يصعب العثور على متبرعين متطابقين لهذا الإجراء وحقق علاج واحد فقط، من بين العلاجات الجينية الأخرى التي حظيت بالموافقة عليها خلال السنوات الأخيرة، مبيعات ضخمة تزيد عن 1 مليار دولار سنويا، وهو زولجنسمامن نوفارتيس لضمور العضلات الشوكي عند الأطفال. وكان استيعاب الباقي، بما في ذلك علاجات الهيموفيليا لمرة واحدة، بطيئا. وكما قالت كريس باردون، الشريكة الإدارية المشاركة لشركة الاستثمار في التكنولوجيا الحيوية إم بي إم بيو إمباكت التي تشمل أعمالها شركات العلاج الجيني، إن علاجات فقر الدم المنجلي “رائعة جدا من وجهة نظر علمية”. لكنها لا تتوقع أن “تباع مثل الكعك الساخن”، مع قصر الاستخدام المبكر رئيسيا على المرضى الذين يعانون من مرض شديد. ويمكن أن تصيب آلام الخلايا المنجلية المنهكة أي جزء من الجسم. ولكنها شائعة في اليدين والقدمين والصدر والظهر. ويمكن أن تستمر لبضع ساعات إلى عدة أسابيع. وتشمل العلاجات الحالية عمليات نقل الدم والمضادات الحيوية للعدوى والمواد الأفيونية للألم الشديد وعقار هيدروكسي يوريا العام، وهو حبوب مضادة للسرطان تساعد خلايا الدم الحمراء على العودة إلى شكلها الطبيعي. وقالت شركة فايزر هذا الأسبوع إنها ستسحب علاجها لمرض فقر الدم المنجلي (أوكسبريتا)، مشيرة إلى مخاطر حدوث مضاعفات مؤلمة ووفيات. وكان العلاج الوحيد المحتمل لمرض فقر الدم المنجلي حتى الآن هو زرع نخاع العظم. ولكن يصعب العثور على متبرعين متطابقين لهذا الإجراء، الذي يتطلب أيضا العلاج الكيميائي. وتشمل هذه العملية نفسها خطر رفض الزرع. ويُنصح الأشخاص المصابون بالمرض بتجنب التغيرات المفاجئة في درجات الحرارة أو الكحول أو التدخين أو الارتفاعات العالية أو المجهود الشاق والابتعاد عن مخاطر العدوى. ويمكن أن يسبب إجهادهم نوبة حادة توصلهم إلى غرفة الطوارئ. وقالت الطالبة ديفيس إن الانتقال إلى الكلية من منزلها في فرجينيا زاد من تطور المرض بصفة يشهدها الكثيرون مع تقدمهم في العمر. وتتناول هيدروكسي يوريا وحمض الفوليك يوميا، لكنها لا تزال تعاني من الألم الذي يفرض عليها في كثير من الأحيان العلاج في المستشفى. وتقرر قبول كايلا سميث أوينز، البالغة من العمر 25 عاما والتي تصف ألمها بأنه “ثابت”، في تجربة زرع نخاع العظم خلال سنة 2020 لكن المتبرع تراجع في اللحظة الأخيرة. وأصبحت مهتمة بتلقي العلاج الجيني، الذي أوصى به أطباؤها نظرا لأنها شابة ولا تعاني من تلف كبير في الأعضاء، لكن تغطيتها التأمينية غير مؤكدة. وقالت سميث أوينز “سأبلغ من العمر 26 عاما في نوفمبر مما سيفصلني عن تأمين أمي”. وتأمل هي وفريقها الطبي أن تمنح شركة التأمين تمديدا. وقالت جينيفر كاميرون، المديرة التنفيذية لوصول المرضى في مستشفى الأطفال الوطني، التي تتطلب وظيفتها التواصل مع شركات التأمين، إن هذه المؤسسات التي حددت الشروط تلتزم بها جدا. وأضافت “إذا قالوا إن هناك 10 نقاط يجب على المريض الوفاء بها، فإنهم سيدققون في كل تلك النقاط العشر”. وأكدت أن شركات التأمين رفضت تغطية العلاج الجيني الذي يحتاجه بعض مرضى فقر الدم المنجلي رغم توصيات الأطباء. ويعتمد ليفجينيا من بلوبيرد مغلفا فيروسيا لتوصيل جين صحي منتج للهيموغلوبين. ولا تبيع الشركة العلاج الذي تبلغ تكلفته 3.1 مليون دولار إلا في الولايات المتحدة. وأبرزت بيانات تجربة كاسجيفي أن 36 مريضا من أصل 39 لم يعانوا من أزمة ألم شديدة لمدة 12 شهرا متتاليا على الأقل. وأظهرت دراسة بلوبيرد أن 32 مريضا من أصل 34 لم يعانوا من أزمة ألم شديدة بعد حوالي ثلاث سنوات. ◙ العلاجات الحالية تشمل عمليات نقل الدم والمضادات الحيوية للعدوى والمواد الأفيونية للألم الشديد وعقار هيدروكسي يوريا العام ويقول الأطباء إنهم يزنون مخاطر العلاجين الجينيين مقابل فوائدهما المحتملة. وشكك الدكتور مايكل ديبون، مدير مركز فاندربيلتميهاري للتميز في مرض فقر الدم المنجلي بناشفيل، في منطق التوصية بعلاج جيني جديد غير منتشر على نطاق واسع إذا كان العلاج الحالي مناسبا للمرضى. وقال "لم تكن ستستطيع أن تتخذ نفس النهج لوكنا نتحدث هنا عن السرطان، ولما أمكنك اقتراحه سوى للأشخاص الذين يعانون من أشد الأمراض ويحتمل أن يموتوا". ويتوقع الدكتور مارك والترز من مستشفى يو سي إس إفبينيوف للأطفال في أوكلاند بكاليفورنيا اعتماد العلاجات في البداية لحوالي 10 في المئة من مرضى فقر الدم المنجلي، مشيرا إلى أن المجال يتحرك بسرعة حيث يهدف الباحثون إلى تطوير العلاجات التي قد لا تتطلب العلاج الكيميائي. وأضاف أن "دواء العلاج الكيميائي الذي نستخدمه يسبب العقم في جل الحالات". ووفقا للتحالف غير الربحي للحفاظ على الخصوبة، يمكن أن تكلف دورة تجميد البويضات ما يصل إلى 15 ألف دولار، ويصل تخزينها إلى 500 دولار في السنة. ويمكن أن يكلف بنك المَنِيّ ما يصل إلى ألف دولار مع مدفوعات تصل إلى 400 دولار أخرى للتخزين سنويا. وقالت دومينيك غودسون، البالغة من العمر 38 عاما وهي مريضة بفقر الدم المنجلي وحامل بطفلها الأول، إنها ترغب في تلقي العلاج الجيني بعد سنة من ولادتها في ديسمبر لكنها تحتاج إلى التأكد من قدرتها على الحفاظ على خيارات الخصوبة لإنجاب طفل ثان. وتطرح فيرتكسوبلوبيرد برامج للمساعدة في الدفع مقابل خدمات الخصوبة. لكن هذه البرامج غير متاحة للمرضى المسجلين في خطة ميديكيد التابعة للحكومة الفيدرالية والمخصصة للأفراد ذوي الدخل المنخفض، والتي تغطي أكثر من نصف مرضى فقر الدم المنجلي في الولايات المتحدة. واقترح تميديكيد برنامجا تجريبيا يبدأ العام المقبل يتضمن بعض خدمات الخصوبة، لكن فيرتكس تتحدى سياسة الحكومة في المحكمة. وتعمل غودسون مع اتحاد فقر الدم المنجلي غير الربحي، وتركز على احتياجات مجتمع فقر الدم المنجلي. وشاركت في مجموعات التركيز التي أجرتها فيرتكس وبلوبيرد. وقالت "أريد أن أكون قادرة على عيش حياة طبيعية.. وأن أجرب مجرد القدرة على الاستمتاع بالأشياء البسيطة".
يعمل...
X