ربوتات التلقيح الاصطناعي تتفوق على الأطباء

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ربوتات التلقيح الاصطناعي تتفوق على الأطباء

    ربوتات التلقيح الاصطناعي تتفوق على الأطباء


    الروبوت حسّن الدقة ومقاييس النتائج للآباء والأمهات المحتملين.


    عملية دقيقة

    يؤكد خبراء الصحة أهمية الذكاء الاصطناعي في علاجات الخصوبة بعد أن تفوقت روبوتات التلقيح الاصطناعي على الأطباء، حيث حسّنت الدقة ومقاييس النتائج للآباء والأمهات المحتملين. ويشير الخبراء إلى أن استخدام نظام آلي لإعداد أطباق زراعة الأجنة قد يقلل من الحاجة إلى موظفين مدربين، ما قد يساهم في خفض تكاليف علاجات التلقيح الاصطناعي، التي غالبا ما تكون باهظة الثمن.

    كولومبيا (الولايات المتحدة) ـ أثبت فريق من الباحثين أن الروبوتات المستخدمة في المصانع يمكن أن تساهم في تعزيز تكاثر البشر من خلال التلقيح الاصطناعي، بدقة تتفوق بعشر مرات على الأطباء البشريين.

    وكشف الباحثون أن الروبوت الجديد، اسمه أبريل، يعتمد على ذراع ميكانيكية مبرمجة مسبقا، مزودة بأداة تشبه القطارة، محمية داخل حاوية زجاجية. وتم تصميم هذا الروبوت لإعداد مزارع الأجنة بكفاءة، من خلال حضانة وتغذية بويضات بشرية مخصبة في أطباق زراعة دقيقة.

    وأظهرت التجارب التي أجراها فريق الدكتور زيف ويليامز، من مركز الخصوبة بجامعة كولومبيا، أن استخدام أبريل زاد من عدد الأجنة البشرية القابلة للاستخدام بنسبة 4.2 في المئة.

    وأشار فريق البحث إلى أن الروبوت حسّن الدقة ومقاييس النتائج للآباء والأمهات المحتملين، الذين واجهوا مشكلات في الخصوبة.

    ومع ذلك، قال ويليامز إن الروبوت يقتصر على بعض الجوانب الأقل تعقيدا في العلاج، بينما تظل الخطوات الحساسة، مثل الإخصاب الفعلي للبويضة، من اختصاص الأطباء المدربين.

    وأضاف: “البشر أفضل بكثير من الآلة في هذه المراحل الحساسة”، مشيرا إلى أهمية اللمسة البشرية لتقليل الصدمة عند نقل الحيوان المنوي إلى البويضة بدقة.

    وفي الوقت نفسه، اقترح الفريق في مقال نُشر في المجلة الطبية “الخصوبة والعقم”، أن استخدام نظام آلي لإعداد أطباق زراعة الأجنة قد يقلل من الحاجة إلى موظفين مدربين، ما قد يساهم في خفض تكاليف علاجات التلقيح الاصطناعي، التي غالبا ما تكون باهظة الثمن.

    ما يزال تغير المناخ والتلوث يشكلان أكبر التهديدات على صحة الإنسان، والتكاثر البشري ليس محصنا ضد ذلك

    وأفادت التجارب بتحسينات ملحوظة في نتائج الروبوت مقارنة بالعلاجات البشرية، حيث ساعدت التقنية في الحفاظ على توازن درجة الحموضة المناسبة في السائل المحيط بالجنين، ما يعزز النمو والتطور.

    ولكن، ينبغي إجراء المزيد من الاختبارات على عدد أكبر من الأجنة للتأكد من إمكانية تكرار النتائج.

    ويشير الخبراء، إلى أن الممارسات السريرية الحالية لتقييم مورفولوجيا (علم التشكّل) الحيوانات المنوية، تتطلب تحليلا بشريا وتلوينا كيميائيا لخلايا الحيوانات المنوية، ما قد يسبب الضرر.

    والآن، طوّر باحثون في قسم الهندسة الميكانيكية والفضائية بجامعة موناش، بالتعاون مع مركز موناش للتلقيح الصناعي، تقنية تعمل بالذكاء الاصطناعي “تقيّم جودة الحيوانات المنوية الحية في ثوان بدقة تزيد عن 93في المئة”، ما يلغي الحاجة إلى الإجراءات التي تؤثر على قابلية الحيوانات المنوية للحياة في علاجات التلقيح الصناعي.

    وقال الدكتور رزا نصراتي: “إن اتساق وموثوقية نموذج الذكاء الاصطناعي الخاص بنا يوفر دقة غير مسبوقة في تصنيف مورفولوجيا الحيوانات المنوية الحية. ومن خلال توفير تحليل واضح ودقيق لجودة الحيوانات المنوية، فإنه يقدم فرصا واعدة لتعزيز ممارسات اختيار الحيوانات المنوية السريرية. ونأمل في تحسين نتائج علاجات الخصوبة ومنح أمل جديد للأزواج الذين يكافحون من أجل الإنجاب”.

    وقالت سحر شاهالي، المعدة الرئيسية للدراسة: “تم اختبار التقنية، وثبت أنها تعمل بشكل فعال مع صور ذات دقة مختلفة. وهذا يعني أنه يمكن دمجها بسهولة في بيئات سريرية مختلفة، ما يوفر نتائج موثوقة بغض النظر عن المعدات المستخدمة”.

    الروبوت حسّن الدقة ومقاييس النتائج للآباء والأمهات المحتملين الذين واجهوا مشكلات في الخصوبة

    كما أوضحت البروفيسورة ديدري زاندر فوكس، كبيرة مسؤولي العلوم في مركز موناش للتلقيح الصناعي، أن التقنية لديها القدرة على جعل عملية اختيار الحيوانات المنوية أسرع، مع تحسين النتائج.

    مضيفة: “في بعض الأحيان، يحتاج علماء الأجنة في التلقيح الصناعي إلى حقن حيوان منوي واحد مباشرة في البويضة لزيادة فرص الإخصاب. وفي حين أنهم خبراء في العثور على أفضل حيوان منوي لهذه العملية (الحيوان المنوي بالشكل والحجم المناسبين ويتحرك بحرية)، فقد يستغرق الأمر أحيانا ساعات لفحص العينة والعثور على أفضل حيوان منوي للحقن”.

    وتابعت: “نعتقد أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يجعل العملية أسرع بكثير ويمنح المرضى نتائج أفضل. في أعقاب هذا البحث، يأمل مركز موناش للتلقيح الصناعي في إنشاء خوارزمية ذكاء اصطناعي يمكن استخدامها لتشغيل جهاز اختيار الحيوانات المنوية، لتوجيه عالم الأجنة لدينا بشأن الحيوان المنوي الذي يجب اختياره في وقت الحقن المجهري، للمساعدة في تحسين نتائج التلقيح الصناعي”.

    من جهة أخرى، أظهرت دراسة جديدة أن التعرض لتلوث الهواء يمكن أن يقلل من فرص نجاح الإنجاب من خلال الإخصاب في المختبر (أو التلقيح الصناعي) بنحو 40 في المئة.

    ويعرف الإخصاب في المختبر بأنه تقنية مساعدة على الإنجاب تستخدم الأدوية والإجراءات الجراحية لتخصيب البويضة خارج الجسم وزرع هذه البويضة المخصبة فيما بعد في رحم المرأة الراغبة في الحمل.

    تلوث الهواء يسبب نحو أربعة ملايين حالة وفاة مبكرة سنويا على مستوى العالم

    وفي هذه الدراسة، قام الباحثون بتحليل تأثير تلوث الهواء على نحو 3600 عملية نقل أجنة مجمدة أجريت في مدينة بيرث الأسترالية على مدى ثماني سنوات.

    وكان متوسط أعمار النساء 34.5 سنة في وقت استخراج البويضات و36.1 سنة في وقت نقل الأجنة المجمدة.

    وفحصت الدراسة تركيزات ملوثات الهواء، الجسيمات الدقيقة “بي إم 10 ” و”بي إم 2.5″، خلال أربع فترات تعرض قبل سحب البويضات من المبيض (24 ساعة، أسبوعين، أربعة أسابيع، وثلاثة أشهر). ووجدوا أن احتمالات تحقيق ولادة حية انخفض بنسبة 38 في المئة.

    وقال سيباستيان ليذرسيتش، المؤلف الرئيسي للدراسة: “هذه هي الدراسة الأولى التي تستخدم دورات نقل الأجنة المجمدة لتحليل تأثيرات التعرض للملوثات بشكل منفصل أثناء نمو البويضات وفي وقت نقل الأجنة والحمل المبكر. وبالتالي يمكننا تقييم ما إذا كان التلوث له تأثير على البويضات نفسها، أو على المراحل المبكرة من الحمل”.

    وأشار الباحثون إلى أنه لوحظ التأثير السلبي لتلوث الهواء على الرغم من جودة الهواء “الممتازة” بشكل عام خلال فترة الدراسة.

    وتوضح النتائج أن التلوث يؤثر سلبا على نوعية البويضات، وليس فقط في المراحل الأولى من الحمل، وهو تمييز لم يتم الإبلاغ عنه سابقا.

    وتشير التقديرات إلى أن تلوث الهواء يسبب نحو أربعة ملايين حالة وفاة مبكرة سنويا على مستوى العالم. ويمكن أن يسبب مجموعة من الحالات الصحية الضارة مثل أمراض القلب والرئة.

    وتؤكد الدراسة الأخيرة، التي نشرت في مجلة “هيومن ربرودكشن”، على خطر تلوث الهواء على الصحة الإنجابية.

    وأضاف الدكتور ليذرسيتش: “ما يزال تغير المناخ والتلوث يشكلان أكبر التهديدات على صحة الإنسان، والتكاثر البشري ليس محصنا ضد ذلك. ويجب أن يكون تقليل التعرض للملوثات أولوية رئيسية للصحة العامة”.
يعمل...
X