"بيرة الجرد".. نجمة الصبح في مصياف
----------------------------------------------------
في مشهد متفرد، تطل "نجمة الصبح" أو قرية "بيرة الجرد" بين جبال ريف مصياف الأربعة، فيأخذ جبل النبي "متى" نصيبه الأكبر من إطلالتها وهي بكامل ينابيعها وخضرتها.
تقع "بيرة الجرد" في محافظة "حماة" في الجهة الشمالية الغربية لمنطقة "مصياف"على بعد 18كم، وعلى بعد 50كم عن مركز المحافظة على طريق "مصياف"- "الدريكيش"، وعن مركز"طرطوس" 37كم، وتبعد عن مركز "حمص" 50كم..
وهي تتبع إدارياً لناحية "وادي العيون" منطقة "مصياف" محافظة "حماه"
.
ويحدها :
▪︎من الغرب جبل النبي "متى" وقرية "المحيلبة" التابعين لطرطوس،
▪︎ومن الشرق "كاف الحبش" و"المشرفة"،
▪︎وشمالاً قرية "عين البيضا"،
▪︎ومن الجنوب عين "الشمس" و"عين الذهب"
.
ومن يرغب في زيارتها من محافظتي "حمص وحماة" يسلك طريق "مصياف"، ومن "طرطوس" عبر طريق "الدريكيش".
.
ويرتبط اسم القرية بارتفاعها وتكوينها الطبيعي، فقد كان اسمها قديماً "نجمة الصبح" لتموضعها فوق الجبال المرتفعة، ولأن الصباح عندما يتنفس ينشر أبخرته في كل مكان ويظل أدنى من مستوى القمة، ثم أطلق عليها "بيرة الجرد" لأنها تشبه البئر المحاط بالجبال الجرداء ذات الكتل الصخرية،
ومما يذكره الأجداد أن القسم الغربي للقرية والمطل على جبل النبي "متى" كثير الينابيع والعيون المتفجرة من باطن الأرض، وأن الفرنسيين قاموا بإحصاء عدد الينابيع وقالوا إن عددها يقارب عدد أيام السنة، وترتفع القرية عن سطح البحر من 800-1100م، ما جعل مناخها معتدلاً صيفاً وبارداً شتاءً.
.
تعتبر قرية بيرة الجرد من القرى الفقيرة زراعياً بسبب طبيعة أرضها الجبلية الوعرة وعلى الرغم من ذلك هناك عدة مواسم فيها منها: القمح والشعير والحمص والجلبانةوبعض انواع الخضروات بالإضافة لزراعة الاشجار المثمرة: كالتين، التوت، العنب، التفاح، الكرز، الخوخ، المشمش، الدراق، الجوز، اللوز، وحديثاً الزيتون
كما يوجد في غابات القرية أشجار متنوعة مثل: السنديان، البلوط، الغار، القطلب، البطم، ...... الخ
.
واللافت ذكره أن قرية "بيرة الجرد" كانت تعتمد سابقاً على تربية دودة الحرير (الشرانق) كمصدر أساسي للرزق وكانت شجرة التوت هي الشجرة الأكثر انتشاراً فيها، ولكن مع ارتفاع تكاليف الانتاج وانخفاض المردود أدى لتوقف هذا العمل بشكل كامل.
.
تمتاز قرية "بيرة الجرد" بطقس بارد شتاءً، ويصل المعدل السنوي لتساقط الأمطار فيها تقريبا الى 1500مم، وتمتاز بتساقط الثلوج دائماً وقد سجل ارتفاع الثلج المتر، وتؤثر الرياح الشرقية على القرية بشكل كبير جدا.
وفي فصل الربيع والصيف تمتاز القرية بطقس معتدل، حيث ترتدي القرية ثوبها الأخضر البديع.
إن قرية "البيرة" قديمة منذ العصر الروماني، وعاصرت الاحتلال العثماني ، والاحتلال الفرنسي..
.
يوجد في القرية طاحونة قديمة جدا تعمل على الماء، وهي من أقدم الطواحين في المنطقة ومازالت تعمل حتى الآن. وفيها أيضا أقدم محل للحدادة في المنطقة ومازال يعمل حتى الآن..
.
وأهم من كل هذا كانت المدرسة القديمة من أولى واقدم المدارس في منطقة مصياف يعود تاريخها إلى العشرينيات من القرن الماضي، حيث كانت المدرسة الوحيدة في تلك المنطقة، وكان رجال الدين في القرية هم الداعون والمؤسسون لهذه المدرسة وهم المدرسون أيضا مع مشاركة بعض رجالات القرية المثقفين في تلك الفترة،
وقد تعرضت القرية خلال الاحتلال الفرنسي لضغوط من أجل إغلاق المدرسة كي يبقى اهالي المنطقة بعيدين عن العلم والمعرفة، ولكن بعون من الله ورجال الدين الاتقياء تابعت المدرسة عملها في التعليم ، وبسبب حرص أبناءها على بقاء حالة التعليم قائمة ومستمرة، وبالفعل انعكس هذا الامر بطريقة ايجابية على مستوى التعليم ومستوى الثقافة والوعي على اهالي القرية ودليل ذلك وجود خريجي الجامعات بشهادات علمية عدّة (طب، هندسة، أساتذه، ضباط، الخ)،
رغم تعدد العائلات والكثافة السكانية نسبياً فالجميع تربطه صلة القرابة مع الآخرين وحب التعلم والثقافة، ويبلغ عدد السكان نحو 4700 نسمة، ومكونة من عدة عائلات وأغلبية الأهالي يكرسون اهتمامهم بتعليم أبنائهم في المدارس والجامعات والمعاهد، فيوجد في كل بيت ما لا يقل عن ثلاث إجازات جامعية أو أكثر حسب عدد أفراد الأسرة، وهذه الميزة التي تنفرد بها القرية عن باقي القرى المجاورة، وساهم في ذلك وجود اربع مدارس ابتدائية وإعدادية وثانوية، كما أن العديد من الطلبة خارج القرية يأتون لتلقي التعليم في القرية منذ فترة طويلة..
.
و كانت القرية مسكونة منذ مئات بل آلاف السنين، حيث تبين وجود لقى أثرية من قطع فخارية وبعض الآنية النحاسية مدفونة تحت الأرض، كشفت عنها حفريات الصرف الصحي منذ سنوات، لكن لم تجد من يهتم بها أو يتابع الكشف عما تحت تراب هذه القرية.
ويعتمد أهالي القرية لتحسين وضعهم المعيشي على نشاطات مختلفة، إضافة للوظائف الحكومية كالزراعة وتربية المواشي وتقوم الجمعية والوحدة الإرشادية بتقديم المستلزمات، ، كما تزرع أشجار الجوز والتين والعنب والتفاح ومختلف الأصناف التي تتحمل الطقس البارد.
وتبلغ مساحة المخطط التنظيمي للقرية /161/ هكتار .
تتميز القرية بامتهان بعض الحرف على مستوى المنطقة كـ"الحداد" العربي ، إضافة إلى الطاحونة القديمة لطحن الحبوب وجرش البرغل؛ حيث كانت مقصداً من جميع القرى المحيطة، ويعمل العديد بالمحال التجارية.
تم إنجاز مشاريع الصرف الصحي، وشق الطرق الزراعية وتعبيد بعضها لتسهيل دخول الآليات إليها، وشارك الأهالي في تقديم التبرعات المالية والأيدي العاملة، كما تهتم البلدية بالنظافة بشكل شبه يومي وصيانة شبكات الإنارة والمياه.
وتعدّ القرية مقصداً سياحياً للزائرين من مختلف المناطق،اذ تتنوع أماكن الاستجمام الطبيعية من غابات البلوط والسنديان وتربعها على المرتفعات الجبلية، ووجود المغارات كمغارة "الدرة" المباركة ذات الطابع الديني للمصطافين.
◘ اهم معالم فرية بيرة الجرد
جبل النبي متى, مغارة الدرة, غابة الديدبان, غابة الخريبة