قرية بنَّصْرَة
==============
تقع قرية "بنّصرة" شمالي جبل "الوسطاني"، أحد جبال الكتلة الكلسية الواقعة في شمال غرب سورية،بالقرب من مدينة "ادلب" ويمتد الموقع على مسافة تقدر بنحو 300م، على حافتي الوادي الذي ينحدر غرباً باتجاه نهر العاصي.
.
ويعود الاستيطان في هذا الموقع إلى العصرين (الروماني والبيزنطي)، وقد دلّ على ذلك وجود مبان ذات علاقة بالحياة الدينية والعبادة الوثنية،
ويعتقد وجود تعايش بين أفراد هذه المجموعات الدينية مع تطور المسيحية، ولذا يعدّ هذا الموقع من المواقع المتميزة في شمالي سورية، وذلك بسبب وجود آثار مهمة من العصر الروماني بصورة واضحة إلى جانب آثار من العصر البيزنطي.
.
وتتمثل آثار الديانة الوثنية بالمغاور المكرسة لعبادة آلهة المجتمع السوري، ومصليات نذرية، ومعابد ريفية، أو مكان مقدس في حالة استثنائية من الحفظ. وهكذا يعطي هذا الموقع معلومات واضحة عن طبيعة الديانة في شمالي سورية خلال العصر الروماني.
.
ويبدو من خلال دراسة المعطيات الأثرية أن المسيحية دخلت إلى "بنّصرة"نحو منتصف القرن الرابع الميلادي.
.
وتوجد من العصر البيزنطي آثار مهمة في هذا الموقع، متمثلة بوجود مجمع ديني مزدوج يتألف من الكنيستين الشمالية والجنوبية اللتين تشتركان بساحة في الوسط. ويعطي هذا المجمع الديني تفصيلاً فريداً، حيث تعدّ هذه الكنيسة المزدوجة مع كنيسة "الفاسوق" في شمالي سورية نموذجين فريدين لهذا النوع من العمارة.
.
تتضمن بنصرة كنيستين مزدوجتين مهمتين:
☆ الكنيسة الجنوبية:
من خلال دراسة السمات المعمارية لهذه الكنيسة فإنه من المفترض أنها تعود إلى القرن الرابع للميلاد.
تبلغ أبعادها نحو 14×12.50م، وقد بنيت وفق المخطط البازيليكي، وتم فصل المجاز المركزي عن الأجنحة من خلال صفين من الأعمدة ذات الطرازين الكورنثي والمركب. وفي وسط المجاز المركزي عنصر "البيما" (كرسي المواعظ)
تحتوي على محراب وغرفتين للطقوس الدينية، وأرضيتها مغطاة بالفسيفساء.
.
☆ الكنيسة الشمالية:
تعود إلى القرن السادس الميلادي، حيث تم بناء هذه الكنيسة عندما ازداد عدد السكان في القرية، وبسبب زيادة عدد الزائرين إلى هذه الكنيسة من المناطق المجاورة، كان لابد من بناء كنيسة جديدة إلى شمال الكنيسة السابقة تبلغ أبعادها نحو 17×12.10م، وقد بنيت وفق المخطط البازيليكي المتميز بوجود غرفتين إلى جانبي المحراب.. الا انها تتميز بمساحة أكبر وتخطيط مشابه،
تفتقر الكنيسة الشمالية إلى عنصر البيما (كرسي المواعظ)
.
تشترك الكنيستان في ساحة مركزية، مما يعكس تصميمًا فريدًا في العمارة البيزنطية.
وكانت الساحة التي تتوسط هاتين الكنيستين مغلقة من جهة الشرق، وتتميز بوجود ثلاث غرف يعتقد أنها كانت تستخدم في أثناء الطقوس الدينية.
.
في كنائس بنصرة، وُجدت عدة أدوات وتحف تعكس الحياة الدينية والثقافية في المنطقة، منها:
¤ أرضيات مغطاة بالفسيفساء: تحتوي على نقوش معقدة تعكس جمال الفنون البيزنطية.
¤ أعمدة ذات طراز كورنثي: تُستخدم في هيكل الكنائس، مما يدل على التأثير المعماري الروماني.
¤ محراب وغرف للطقوس: تشير إلى الاستخدامات الدينية المختلفة.
¤ معاصر زيتون ونبيذ: تعكس النشاط الزراعي والاقتصادي في المنطقة.
.
تتميز بنصرة بعدد من المعالم الأثرية المهمة، منها:
▪︎بازيليك مزدوج: يعود إلى القرن الرابع والخامس الميلادي، ويُعتبر فريدًا في شمال سوريا بتاجه الكورنثي.
▪︎مغاور ومصليات نذرية: تعكس عبادة الآلهة الوثنية القديمة وتاريخ الحياة الدينية في المنطقة.
▪︎أبنية سكنية: تشمل هياكل من طابقين، مبنية بأحجار كبيرة، تعود إلى الفترات الرومانية والبيزنطية.
▪︎معاصر زيتون ونبيذ: تعود لفترات سابقة، مما يدل على النشاط الزراعي القديم
▪︎ إضافة إلى مقبرة تتألف من عدد من القبور الفردية والجماعية منحوتة في الصخر أو مبنية من الحجر.
.
كان استعمال المياه في موقع بنصرة الأثري متطور نسبيًا، حيث استند الاهالي على مصادر مائية طبيعية. فالموقع يقع بالقرب من نهر عفرين، مما ساهم في توفير المياه للسكان.
.
¤نقاط رئيسية حول ادارة الموارد المائية:
☆ الأنظمة المائية: استخدم السكان أنظمة لجمع المياه من الينابيع القريبة.
☆ البنية التحتية: وجود قنوات وأحواض لتخزين المياه، مما يدل على فهمهم لإدارة الموارد المائية.
☆ الزراعة: ساعدت هذه الأنظمة في دعم الزراعة وتربية الحيوانات، مما يعكس أهمية المياه في حياتهم اليومية
.
وقد استخدم سكان موقع "بنصرة" الأثري أدوات متنوعة للاستفادة من المياه، منها:
▪︎حلاقيم فخارية: لنقل المياه من الآبار إلى الخزانات.
▪︎أحواض تخزين: لتجميع المياه لاستخدامها في الشرب والزراعة.
▪︎قنوات مائية: لنقل المياه من المصادر الطبيعية.
هذه الأدوات تعكس مستوى متقدم من المعرفة في إدارة المياه، مما ساعد في دعم الحياة اليومية والزراعة في المنطقة
************************************************** **
الموسوعة العربية - مأمون عبد الكريم
ومصادر اخرى
+7