إياد الموسوي يعرض سردياته التشكيلية في "تناقض 24"
كل لوحة بمثابة فلسفة ورؤية تبدو غرائبية تعكس ما يحدث في العالم الحالي الذي حادت فيه البشرية عن إنسانيتها.
السبت 2024/11/09
ShareWhatsAppTwitterFacebook
سواد فحمي يصور لنا تناقضات العالم
الرباط – جال الفنان التشكيلي العراقي إياد الموسوي بلوحاته بين العديد من العواصم، وها هو يحط رحاله هذه المرة في العاصمة المغربية الرباط، حيث يقدم معرضه “تناقض 24” برواق محمد الفاسي.
هذا المعرض، الذي ينظم إلى غاية 22 نوفمبر الجاري، افتتح الخميس 7 نوفمبر برعاية سفارة جمهورية العراق لدى المملكة المغربية وبالتعاون مع وزارة الشباب والثقافة والتواصل، وفيه لوحات تعبيرية مرسومة بالفحم، تعكس صرخة جديدة في أسلوب الفنان في مخاطبته للبشرية والمتذوقين للفن.
وحسب ورقة تقديمية للمعرض، فإن “تناقض 24″، يعد بمثابة فضاء خصب للبحث والتقصي ومجالا رحبا للدراسات النفسية والاجتماعية ومدخلا واعدا لكشف الواقع السوسيولوجي المترتب عن الفعل السياسي ومعضلة التعاطي معه أو الانفلات من آثاره القبلية والبعدية على نفسية الفنان كفاعل في المجتمع برمته.
فضاء خصب للبحث والتقصي ومجالا رحبا للدراسات النفسية والاجتماعية
وحسب المصدر ذاته، فإن الموسوي “يسافر بزوار المعرض إلى مدارك لا تخطر على بال، حيث يخطو بتراتبية حثيثة إلى عوالم منفتحة على التأويل والاستقراء، من خلال فضاءات عولت على اللون الأسود واعتمدت عليه لتنقل مختلف تناقضات العالم”.
وفي كلمة بالمناسبة، أكد الفنان العراقي أن المعرض مناسبة للتعبير عن الاعتزاز بالروابط القوية التي تجمع بين العراق والمملكة المغربية في مختلف المجالات والميادين، لاسيما الثقافية والفنية، كما يشكل أيضا فرصة للالتقاء بالجمهور المغربي المثقف.
وأبرز الموسوي، أن المعرض يحتوي على سرديات تشكيلية فريدة، حيث “كل عمل له قصة”، وتعدّ كل لوحة بمثابة فلسفة ورؤية تبدو غرائبية تعكس ما يحدث في العالم الحالي “الذي حادت فيه البشرية عن إنسانيتها”، مسجلا أن هذا الحدث يشكل”دعوة للعودة إلى الأنسنة”.
وذكر بلاغ خاص أن في المعرض الكثير من اللوحات التعبيرية بالفحم، تعكس صرخة جديدة في أسلوب الفنان المعتاد، لوحات هذا المعرض تخاطب البشرية والمتذوقين للفن.
وكما يصفها في هذا المعرض الفنان والكاتب والناقد المغربي بوسيف طنان بالقول “عند إياد الموسوي التخطيط مبرمج عقلانيا وبصريا حسب الفكرة المراد خلقها والإقناع بمستجدها وجدانيا من العدم وكأنها مخلوق حي جديد يريد يحول الأحقية في التواجد والعيش، فإن نجحت الخلاصة حدث المبتغى المنشود وحصل التفاعل، ومن ثم الارتقاء باللوحة لمرتبة التحفة المفضي إلى الاعتراف التفاعلي المقرر الاحتفاظ بها ضمن التحف التي يجب إعمال العقل أمامها والاحتفاء بمدلولاتها الجمالية الفكرية والبصريةً”.
هناك إذن الكثير من السواد الفحمي في أعمال الموسوي يروي لنا قصصا ويحاورنا عن تناقضات العالم وما يشهده هذا العام من أحداث حزينة سوداء جعلت الإنسانية في تناقض مستمر خاصة أطفال غزة.
ومن يعرف الفنان عن قرب يعلم أن في مرسمه عالما آخر، عالما فنيا ساحرا جديدا من حياة جميلة. هناك تجد إمكانية السفر عبر الزمن، وتصوير عبق الماضي بجمالية اللحظة الحالية وربط الحضارات العريقة ببعض من وجهة نظر إنسانية معبّرة جدا ومؤثرة.
يشار إلى أن الفنان إياد الموسوي ولد في بغداد بأحد المنازل البغدادية الجميلة القابعة على نهر دجلة وسط عائلة تحتضن الفن والفنانين والأدباء والشعراء بمنطقة الكرادة في بغداد. والإحساس الفني المرهف كنز ورثه من عائلته. اضطرت عائلته إلى الهجرة خارج العراق، وإلى اليوم لا يزال الفنان يحمل شجون السنين العجاف في الغربة.
تابع دراسته بكلية الفنون الجميلة بجامعة كونكورديا بكندا. وحصل على جائزة الفنان المميز في ولاية كيبك الكندية عام 1992. وأقام 26 معرضا فرديا لأعماله على مدى رحلته الفنية التي تمتد لأكثر من أربعة عقود، إضافة إلى عدد كبير من المشاركات في معارض مشتركة في عدد من بلدان العالم.
وتقول الكاتبة رشا المالح في تقييم تجربة الفنان إنه “استلهم مواضيع أعماله من بيئة الريف العراقي وتراثه، بأجواء حالمة تعبّر عن الدفء والحنين إلى جماليات الطبيعة والمكان. تحمل لوحاته شحنات من التفاؤل والألوان البهيجة والحيوية التي تقترب من الصوفية أحياناً. وتتباين تلك الأجواء بين جماليات اللوحة، وحرفياتها المبدعة، وبين المجسمات، وعفويتها الفطرية، يُضاف إليها مفهوم الإضاءة المسرحية. وتضم مجسماته أربعة محاور هي: تلال القمر، والحي البهيج، وقلعة السماء، وحقول الحصاد”.
أما الكاتبة دنيا علي الحسني فتقول إن “الموسوي استخدم دلالية اللون لتوافق رؤيته في التعبير الرمزي على المضمون، إلى جانب الروحانية اللونية، واستخدم الألوان الحارة والباردة، وكان لكل تشكيل اتزان مدروس من التكنيك الإشارات إلى الطبيعة الخلابة والأفق الساكن البعيد يقدمها الفنان في معظم أعماله وتدفق روحية التجريد لعمق الدلالة اللونية، وأجرى ذلك الحوار بحرفية جمالية مع فن العمارة الشرقي المتوارث وعمق تاريخه النابع من بلاد الرافدين مهد الحضارات”.
وترى أن “الفنان الموسوي هو الباحث عن جماليات اللون في حرارة الروح وتلك اللوحات الغنائية التصورية الشاعرية بتفرد وتميز الفنان الحالم ليقول إن ضوء الألوان هو نبض المدينة المطلة على حكايات وتراث التاريخ الإنساني المشرق الذي حمله بشغف وشجن وقوافي وأبيات شعرية وأنغام موسيقية، في تلك المرسوم والأعمال الفنية المتميزة والفريدة بجمال عوالم إياد الموسوي”.
كل لوحة بمثابة فلسفة ورؤية تبدو غرائبية تعكس ما يحدث في العالم الحالي الذي حادت فيه البشرية عن إنسانيتها.
السبت 2024/11/09
ShareWhatsAppTwitterFacebook
سواد فحمي يصور لنا تناقضات العالم
الرباط – جال الفنان التشكيلي العراقي إياد الموسوي بلوحاته بين العديد من العواصم، وها هو يحط رحاله هذه المرة في العاصمة المغربية الرباط، حيث يقدم معرضه “تناقض 24” برواق محمد الفاسي.
هذا المعرض، الذي ينظم إلى غاية 22 نوفمبر الجاري، افتتح الخميس 7 نوفمبر برعاية سفارة جمهورية العراق لدى المملكة المغربية وبالتعاون مع وزارة الشباب والثقافة والتواصل، وفيه لوحات تعبيرية مرسومة بالفحم، تعكس صرخة جديدة في أسلوب الفنان في مخاطبته للبشرية والمتذوقين للفن.
وحسب ورقة تقديمية للمعرض، فإن “تناقض 24″، يعد بمثابة فضاء خصب للبحث والتقصي ومجالا رحبا للدراسات النفسية والاجتماعية ومدخلا واعدا لكشف الواقع السوسيولوجي المترتب عن الفعل السياسي ومعضلة التعاطي معه أو الانفلات من آثاره القبلية والبعدية على نفسية الفنان كفاعل في المجتمع برمته.
فضاء خصب للبحث والتقصي ومجالا رحبا للدراسات النفسية والاجتماعية
وحسب المصدر ذاته، فإن الموسوي “يسافر بزوار المعرض إلى مدارك لا تخطر على بال، حيث يخطو بتراتبية حثيثة إلى عوالم منفتحة على التأويل والاستقراء، من خلال فضاءات عولت على اللون الأسود واعتمدت عليه لتنقل مختلف تناقضات العالم”.
وفي كلمة بالمناسبة، أكد الفنان العراقي أن المعرض مناسبة للتعبير عن الاعتزاز بالروابط القوية التي تجمع بين العراق والمملكة المغربية في مختلف المجالات والميادين، لاسيما الثقافية والفنية، كما يشكل أيضا فرصة للالتقاء بالجمهور المغربي المثقف.
وأبرز الموسوي، أن المعرض يحتوي على سرديات تشكيلية فريدة، حيث “كل عمل له قصة”، وتعدّ كل لوحة بمثابة فلسفة ورؤية تبدو غرائبية تعكس ما يحدث في العالم الحالي “الذي حادت فيه البشرية عن إنسانيتها”، مسجلا أن هذا الحدث يشكل”دعوة للعودة إلى الأنسنة”.
وذكر بلاغ خاص أن في المعرض الكثير من اللوحات التعبيرية بالفحم، تعكس صرخة جديدة في أسلوب الفنان المعتاد، لوحات هذا المعرض تخاطب البشرية والمتذوقين للفن.
وكما يصفها في هذا المعرض الفنان والكاتب والناقد المغربي بوسيف طنان بالقول “عند إياد الموسوي التخطيط مبرمج عقلانيا وبصريا حسب الفكرة المراد خلقها والإقناع بمستجدها وجدانيا من العدم وكأنها مخلوق حي جديد يريد يحول الأحقية في التواجد والعيش، فإن نجحت الخلاصة حدث المبتغى المنشود وحصل التفاعل، ومن ثم الارتقاء باللوحة لمرتبة التحفة المفضي إلى الاعتراف التفاعلي المقرر الاحتفاظ بها ضمن التحف التي يجب إعمال العقل أمامها والاحتفاء بمدلولاتها الجمالية الفكرية والبصريةً”.
هناك إذن الكثير من السواد الفحمي في أعمال الموسوي يروي لنا قصصا ويحاورنا عن تناقضات العالم وما يشهده هذا العام من أحداث حزينة سوداء جعلت الإنسانية في تناقض مستمر خاصة أطفال غزة.
ومن يعرف الفنان عن قرب يعلم أن في مرسمه عالما آخر، عالما فنيا ساحرا جديدا من حياة جميلة. هناك تجد إمكانية السفر عبر الزمن، وتصوير عبق الماضي بجمالية اللحظة الحالية وربط الحضارات العريقة ببعض من وجهة نظر إنسانية معبّرة جدا ومؤثرة.
يشار إلى أن الفنان إياد الموسوي ولد في بغداد بأحد المنازل البغدادية الجميلة القابعة على نهر دجلة وسط عائلة تحتضن الفن والفنانين والأدباء والشعراء بمنطقة الكرادة في بغداد. والإحساس الفني المرهف كنز ورثه من عائلته. اضطرت عائلته إلى الهجرة خارج العراق، وإلى اليوم لا يزال الفنان يحمل شجون السنين العجاف في الغربة.
تابع دراسته بكلية الفنون الجميلة بجامعة كونكورديا بكندا. وحصل على جائزة الفنان المميز في ولاية كيبك الكندية عام 1992. وأقام 26 معرضا فرديا لأعماله على مدى رحلته الفنية التي تمتد لأكثر من أربعة عقود، إضافة إلى عدد كبير من المشاركات في معارض مشتركة في عدد من بلدان العالم.
وتقول الكاتبة رشا المالح في تقييم تجربة الفنان إنه “استلهم مواضيع أعماله من بيئة الريف العراقي وتراثه، بأجواء حالمة تعبّر عن الدفء والحنين إلى جماليات الطبيعة والمكان. تحمل لوحاته شحنات من التفاؤل والألوان البهيجة والحيوية التي تقترب من الصوفية أحياناً. وتتباين تلك الأجواء بين جماليات اللوحة، وحرفياتها المبدعة، وبين المجسمات، وعفويتها الفطرية، يُضاف إليها مفهوم الإضاءة المسرحية. وتضم مجسماته أربعة محاور هي: تلال القمر، والحي البهيج، وقلعة السماء، وحقول الحصاد”.
أما الكاتبة دنيا علي الحسني فتقول إن “الموسوي استخدم دلالية اللون لتوافق رؤيته في التعبير الرمزي على المضمون، إلى جانب الروحانية اللونية، واستخدم الألوان الحارة والباردة، وكان لكل تشكيل اتزان مدروس من التكنيك الإشارات إلى الطبيعة الخلابة والأفق الساكن البعيد يقدمها الفنان في معظم أعماله وتدفق روحية التجريد لعمق الدلالة اللونية، وأجرى ذلك الحوار بحرفية جمالية مع فن العمارة الشرقي المتوارث وعمق تاريخه النابع من بلاد الرافدين مهد الحضارات”.
وترى أن “الفنان الموسوي هو الباحث عن جماليات اللون في حرارة الروح وتلك اللوحات الغنائية التصورية الشاعرية بتفرد وتميز الفنان الحالم ليقول إن ضوء الألوان هو نبض المدينة المطلة على حكايات وتراث التاريخ الإنساني المشرق الذي حمله بشغف وشجن وقوافي وأبيات شعرية وأنغام موسيقية، في تلك المرسوم والأعمال الفنية المتميزة والفريدة بجمال عوالم إياد الموسوي”.