ريما قواص..فنانة تروي حكايات البشر وملامحهم بالريشة وقلم الرصاص.

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ريما قواص..فنانة تروي حكايات البشر وملامحهم بالريشة وقلم الرصاص.

    ريما قواص لـ"العرب": أتطلع إلى قراءة الحكايات وتفاصيل الوجوه وتجاعيدها


    فنانة تروي حكايات البشر وملامحهم بالريشة وقلم الرصاص.
    الثلاثاء 2024/10/29
    ShareWhatsAppTwitterFacebook

    محاولة لترجمة المشاعر

    تتبع الفنانة التشكيلية السورية ريما قواص الوجوه وتعبيراتها لتروي حكاياتها على أسطح لوحاتها، محولة تجربتها الفنية إلى تشكيل روائي يختصر الآلاف من العبارات والكلمات والأوصاف في ملامح شديدة الواقعية يسهل بوحها ببواطن من ترسمهم وهم عادة شخوص تلمحهم هنا وهناك يسيرون في هذه الحياة التي نقلتها من دمشق إلى فيينا.

    تقيم المهندسة المعمارية الفنانة التشكيلي ريما قواص في النمسا منذ أكثر من خمسة وثلاثين عاما، بعد اعتزالها التدريس في كلية الهندسة المعمارية بجامعة دمشق لتتفرغ بصورة نهائية للعمل الذي شغفت به، وهو الرسم، وتحاول جاهدة خلق نمط تربية وحياة وإحساس خاص بها، وما ينقله الفنان من خلال أعماله ووجدانه ومشاعره ليضعه بأمانة بين يدي البشر مجسدا ما يرغب في طرحه والكشف عنه، والتعريف به من خلال وجهة نظره الخاصة به.

    هذا ما يجعل هناك ذائقة قائمة بين الفنان والجمهور الذي يتابع ويتأمل ما سيبوح به، ويظهره بشكل لافت للعلن برؤيته الفنية، عارضا عليه ما تشتمل عليه الصورة التي يحاول باستمرار إظهارها، كما يحسّ هو، وهذا ما تحاول أن تقوله وتسعى إليه ريما قوّاص من خلال اهتمامها وشغفها به.

    عن الشخصيات التي تقف عندها وتحاول الخوض في تجربتها، تقول ريما قوّاص في حديثها مع صحيفة “العرب”، “أعيش مع شخصيات لوحاتي في حالة تقمص لظروف الشخصية وما يحيط بها، والتي أريد أن أكتب عنها ملحمة تجربتها، دون أن تتكلم عن نفسها، إنما هي مدرسة الإحساس الخاص التي تُسير ريشتي إلى مسار وروح تلك اللوحة وصاحبها”.

    وتوضح “قد لا أفشي سرا، فأنا لا أرسم البشر فقط، ولا أتكلم عن قضاياهم فحسب من خلال الخطوط، وإنما أيضا أجسد حياة كل حيوان في هذه الطبيعة، وقصص حياته ومشاعره حتى مع أبنائه ومحيطه وبيئته القاسية التي تحكم عليه بأسلوب حياة مختلف، قد يقيّد به طول حياته وقد يكون ظالما أو مظلوما، نافعا أو منتفعا كما البشر تترتب عليه أفعال ترسم واقع حياته”.


    وجوه تبوح بمشاعرها بسلاسة


    وتضيف “سبق أن اشتغلت الكثير من الأعمال المهمة التي تتكلم عن عالم الحيوان الآدمي، وعن الكائنات الحيوانية الأليفة والشرسة الذي تكون أحيانا أرقى بتصرفاتها من بعض البشر الذين لا يريدون أن يُخرجوا أنفسهم من وهم أنهم يعيشون في غابة! القوي منهم يأكل الضعيف، للأسف!”.

    وتشرح “بعد أن حصلت على علامة عالية في مشرع التخرج في كلية الهندسة المعمارية بدمشق كُرِّمْت بعد حصول أحد التصاميم التي اجتهدت عليها بمادة الفنون الجميلة على نوع وشكل جديد من مادة البلوك المفرّغ المستعمل في الزينة الخارجية للأدراج، الذي استعمل لاحقا واعتمد فيما بعد في فن البناء، كبراءة اختراع لتصميم جديد، حيث أعجب به أساتذتي في الكلية وعلى رأسهم عميد الكلية آنذاك الدكتور طلال عقيلي”.

    عن عشقها لمادة التصميم المعماري، التي أصبحت لاحقا مدرسة لها في الكلية والجامعة نفسها، تقول ريما قوّاص “الدخول إلى عالم الهندسة التي أحبها سمح لي بطرق هذا الباب من أوسع أبوابه، وببلوغ هذا العمق في التخيّل والتحليل في إبداع تصاميم الكثير من اللوحات الفنية التي تليق بفن العمارة العربية والإسلامية، مع إدخال التحديث عليها بما يتناسب وروح العمارة الشرقية، والتي أخذت من روحها فنون العمارة العالمية لما تحتويه من تفاصيل هي بحد ذاتها فن وكيان قائم وله عشاقه ومعجبوه ومحبوه”.

    ◄ أتطلع إلى قراءة الحكايات من خلال تفاصيل الوجوه ولغة العيون وما هي اللحظة الواقعية المعيشة للشخصية

    وتضيف “أعتزّ وأفخر أنني كنت من الكادر التدريسي الذي عمل بكل جهد لتطوير فن العمارة بأساليب ورؤى حديثة ومبتكرة اعتمدت لاحقا في العديد من الدول، عربية وأجنبية”.

    وتؤكد “كان دائما لدي هاجس كبير وهو كيف أستطيع أن أكون روائية وكاتبة من نوع مختلف، ولكن ليس بالكتابة إنما بالريشة وقلم الرصاص والفحم، وأتطلع إلى قراءة الحكايات من خلال تفاصيل الوجوه وتجاعيدها، ولغة العيون وما تخفي وراءها، والابتسامة والدمعة وما هي اللحظة الواقعية المعيشة لتلك الشخصية”.

    وتضيف “كل ذلك دفعني إلى الخروج عن النمطية المعتادة، رغم المستوى الاجتماعي الممتاز الذي يحتله مدرسو الجامعات في الفترة ذاتها التي كنت أدْرُس وأدرِّسْ فيها، لكن ثمّة شيئا كان دائما يأخذني في الاتجاه المعاكس، أي في اتجاه التفرغ لفن الرسم ضمن طقوس خاصة أعشق العمل بها في ركني الخاص الذي صممته لنفسي، والذي يشعرني باحتواء خاص لمشاعري في أثناء الرسم وتجسيد الواقع الذي أتخيله”.

    وتقول “قد ساعدني كثيرا على التفرغ للفن انتقالي من دمشق العشق الأبدي إلى العيش في فيينا مدينة الهدوء والجمال والتخيل والإبداع، حيث كانت العوامل البيئية وجمال وهدوء الطبيعة لها الأثر الأكبر في عودة اهتمامي برسم حكايا الناس والوجوه، وقراءتها على طريقتي، وترجمتها بإحساس عال من خلال معايشتي لظروف الشخصية التي أرغب في رسمها. ولكل لوحة قصة معيشة ممتعة، رغم ظروف بعض الشخصيات القاسية والمؤلمة والحزينة”.

    ◄ كان دائما لدي هاجس كبير وهو كيف أستطيع أن أكون روائية من نوع مختلف بالريشة وقلم الرصاص



    ShareWhatsAppTwitterFacebook

    عبدالكريم البليخ
    صحافي سوري
يعمل...
X