الطيور المتأرجحة ( الهزازة ) .. الينبوع الساخن في منزلك .. الآلات التي نستخدمها كل يوم وكيف تؤدي عملها
الطيور المتأرجحة ( الهزازة ) :
اشتمل كلامنا في هذا الفصل على أنواع خاصة من أواني الطبخ ، ولكن الطائر الصغير الذى ترى صورته هنا لم يستعمل في الطهى بتاتاً ، كما أنه ليس طعاماً على الإطلاق ، بل هو طائر عجيب لا يذبح ولا يؤكل ، إلا أن الصلة بين هذا الطائر وبين الموضوع الذي نعالجه تنحصر في أنه يعمل بطريقة تجمع بين فكرتين وهما : فكرة جهاز صنع القهوة بالتفريغ ، وفكرة إناء الطهى بالضغط .
ربما أسعدك الحظ برؤية هذا الطائر الصغير وهو دائب الحركة إلى الأمام والى الخلف ، كما لو كان يرشف الماء من كوب .
ولننظر الآن فيما يحتويه جسم هذا الطائر فهو يشبه من الداخل إناء عمل القهوة بالتفريغ وإن كان يختلف عنه نوعاً ما .. فهناك وعاءان : أحدهما يمثل الرأس ، والثاني يمثل الجسم .. وتصل بينهما أنبوبة .. ويحتوى الجسم على سائل هو : كلوريد الميثيل - الذى يتحول بسرعة شديدة إلى بخار .
والنقط في الرسم تشير إلى البخار . ولكي نجعل الطائر يبدأ في عملية الشرب ...
نبلل رأسه بالماء الذي يتبخر فيبرد رأس الطائر .. وحينئذ يتكاثف بخار كلوريد الميثيل الموجود بداخل رأس الطائر ويتحول إلى سائل ، تماماً كما يحدث عندما نصب ماء بارداً على إناء الطهى بالضغط .
وعندما يتكاثف البخار إلى سائل يترك قدراً من الفراغ ، وذلك لأن السائل - كما نعرف - يشغل حيزاً من الفراغ أقل بكثير من حيز البخار .
وبما أنه توجد في الجزء السفلى من جسم الطائر كمية كبيرة من البخار تدفع السائل إلى أعلى خلال الأنبوبة تماماً .. كما فعل بخار الماء في جهاز صنع القهوة فحينئذ ينساب السائل إلى الرأس ويملأ المنقار .
وعندئذ يفقد الطائر توازنه .. فالمنقار المثقل بالسائل ، يدفع الطائر إلى الانغماس في الماء ، وعند ما ينغمس إلى حد كاف ، تصبح قاعدة الأنبوبة مكشوفة فتسمح للبخار بالاندفاع من الجسم إلى الرأس . وفى الوقت نفسه تسمح للسائل إن يعود مرة ثانية إلى الجسم .. وهذا يجعل الجسم أثقل ، والرأس أخف وزناً ، وهكذا يرفع الطائر منقاره من الماء ويعود ثانية إلى الوضع الرأسي .
والآن يصبح الطائر مستعدا للانغماس مرة ثانية .. فالمنقار والرأس مبتلان من أثر انغماسهما في المرة الأولى . وبمجرد تبخر الماء يبرد البخار الموجود بالرأس .. ثم يتكاثف ويتحول إلى سائل تاركاً فراغاً يندفع فيه السائل خلال الأنبوبة إلى رأس الطائر فيمتلىء المنقار بالسائل ، ويسبب انغماس رأس الطائر في الماء .. وهكذا ..
ومما يدعو للدهشة أن لعبة الطائر تعمل بنفس الطريقة التي يعمل بها جهاز عمل القهوة بالتفريغ ، وإناء الطهى بالضغط ؛ ولو أن الإنسان حاول التعرف على الأجهزة المماثلة وطريقة عملها لازداد دهشة وعجباً ، لأنه سيجد ملايين الأجهزة التى تعمل بنفس الطريقة ، وليس لها غير تفسير واحد ، إذ أن الكثير منها يؤدى عمله بالطريقة نفسها .
الطيور المتأرجحة ( الهزازة ) :
اشتمل كلامنا في هذا الفصل على أنواع خاصة من أواني الطبخ ، ولكن الطائر الصغير الذى ترى صورته هنا لم يستعمل في الطهى بتاتاً ، كما أنه ليس طعاماً على الإطلاق ، بل هو طائر عجيب لا يذبح ولا يؤكل ، إلا أن الصلة بين هذا الطائر وبين الموضوع الذي نعالجه تنحصر في أنه يعمل بطريقة تجمع بين فكرتين وهما : فكرة جهاز صنع القهوة بالتفريغ ، وفكرة إناء الطهى بالضغط .
ربما أسعدك الحظ برؤية هذا الطائر الصغير وهو دائب الحركة إلى الأمام والى الخلف ، كما لو كان يرشف الماء من كوب .
ولننظر الآن فيما يحتويه جسم هذا الطائر فهو يشبه من الداخل إناء عمل القهوة بالتفريغ وإن كان يختلف عنه نوعاً ما .. فهناك وعاءان : أحدهما يمثل الرأس ، والثاني يمثل الجسم .. وتصل بينهما أنبوبة .. ويحتوى الجسم على سائل هو : كلوريد الميثيل - الذى يتحول بسرعة شديدة إلى بخار .
والنقط في الرسم تشير إلى البخار . ولكي نجعل الطائر يبدأ في عملية الشرب ...
نبلل رأسه بالماء الذي يتبخر فيبرد رأس الطائر .. وحينئذ يتكاثف بخار كلوريد الميثيل الموجود بداخل رأس الطائر ويتحول إلى سائل ، تماماً كما يحدث عندما نصب ماء بارداً على إناء الطهى بالضغط .
وعندما يتكاثف البخار إلى سائل يترك قدراً من الفراغ ، وذلك لأن السائل - كما نعرف - يشغل حيزاً من الفراغ أقل بكثير من حيز البخار .
وبما أنه توجد في الجزء السفلى من جسم الطائر كمية كبيرة من البخار تدفع السائل إلى أعلى خلال الأنبوبة تماماً .. كما فعل بخار الماء في جهاز صنع القهوة فحينئذ ينساب السائل إلى الرأس ويملأ المنقار .
وعندئذ يفقد الطائر توازنه .. فالمنقار المثقل بالسائل ، يدفع الطائر إلى الانغماس في الماء ، وعند ما ينغمس إلى حد كاف ، تصبح قاعدة الأنبوبة مكشوفة فتسمح للبخار بالاندفاع من الجسم إلى الرأس . وفى الوقت نفسه تسمح للسائل إن يعود مرة ثانية إلى الجسم .. وهذا يجعل الجسم أثقل ، والرأس أخف وزناً ، وهكذا يرفع الطائر منقاره من الماء ويعود ثانية إلى الوضع الرأسي .
والآن يصبح الطائر مستعدا للانغماس مرة ثانية .. فالمنقار والرأس مبتلان من أثر انغماسهما في المرة الأولى . وبمجرد تبخر الماء يبرد البخار الموجود بالرأس .. ثم يتكاثف ويتحول إلى سائل تاركاً فراغاً يندفع فيه السائل خلال الأنبوبة إلى رأس الطائر فيمتلىء المنقار بالسائل ، ويسبب انغماس رأس الطائر في الماء .. وهكذا ..
ومما يدعو للدهشة أن لعبة الطائر تعمل بنفس الطريقة التي يعمل بها جهاز عمل القهوة بالتفريغ ، وإناء الطهى بالضغط ؛ ولو أن الإنسان حاول التعرف على الأجهزة المماثلة وطريقة عملها لازداد دهشة وعجباً ، لأنه سيجد ملايين الأجهزة التى تعمل بنفس الطريقة ، وليس لها غير تفسير واحد ، إذ أن الكثير منها يؤدى عمله بالطريقة نفسها .
تعليق