تأثير التوابل المغربية في الثقافة الجزائرية يثير الجدل على مواقع التواصل
الأربعاء، 16 أكتوبر، 2024
عقد التاريخ والجغرافيا
كشف اليوتيوبر الأردني جو حطاب عن الجدل الذي أثاره فيلم وثائقي صوره سابقا، والهجمة التي تعرض لها بعد إشادته بالمغرب وتأثيره في الثقافة الجزائرية ما أجبره على حذف الفيديو.
عمان - جدد اليوتيوبر الأردني جو حطاب الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي بشأن التأثير المغربي في الثقافة الجزائرية، حيث كشف لأول مرة كواليس فيلم وثائقي أنجزه في مايو 2023 عن الحدود المغربية – الجزائرية، والذي أظهر تأثر الأخيرة بالثقافة المغربية، بناء على تصريحات مصورة له مع تجار جزائريين.
وقام اليوتيوبر جهاد حطاب، الملقب بـ”جو حطاب”، وهو صاحب قناة يوتيوب يتجاوز عدد المشتركين بها 11 مليونا، بإعداد تحقيق عن الجزائر، بعد أن دعي لزيارة البلاد من قبل وزارة السياحة والصناعة التقليدية الجزائرية للترويج للسياحة، وبلغت مشاهداته الملايين فور نشره. وظهر خلال مقطع فيديو من الحدود المغربية – الجزائرية، متحدثا عن تأثير الثقافة المغربية على غرب الجزائر. ووصفها بالحدود الأكثر تعقيدا بالعالم.
وعلق حطاب في “بودكاست بدون ورق”، على كواليس الفيلم قائلا إن هناك مشهدين أزعجا الجزائريين في الفيديو الذي أثار جدلا واسعا ما دفعه إلى حذفه من قناته على موقع يوتيوب.
ويتعلق الأمر الأول حينما وصل رفقة عدد من الجزائريين إلى الحدود مع المغرب، لوح لهم مواطن مغربي من الجانب الآخر بيده وصرخ “تحيا الجزائر”، ليرد عليه جزائري بـ”يحيا المغرب”. أما المشهد الثاني فهو حينما صرح تجار في أحد الأسواق الشعبية في مدينة “مغنية” بالجزائر بأنهم يستوردون بعض البهارات والأواني الطينية من المغرب.
وأضاف جو حطاب أنه تلقى العديد من الاتصالات من الجزائر فور نشره للفيديو، بينها اتصال من السفير الجزائري في الإمارات الذي عاتبه قائلا “وثقنا بك ومنحناك تأشيرة الدخول إلى الجزائر، الفيديو سياسي موجه”.
وتابع اليوتيوبر الأردني أنه لم يكن على علم بعمق الخلاف بين الجزائر والمغرب، وكان هدفه من التوجه إلى الحدود هو تسليط الضوء على الجانب الإنساني بين الشعبين اللذين تربط بينهما أواصر القرابة، مشيرا إلى أنه وعلى غرار العشرات من أعماله السابقة توجه للسكان من أجل استفسارهم عن ثقافتهم.
وأوضح جو حطاب أنه اضطر بعد 3 ساعات على طرح الوثائقي إلى حذفه من قناته على يوتيوب خوفا من تعرض الضيوف الجزائريين الذين شاركوا في الحلقة للضرر، لأن عددا منهم اشتكوا له من تعرضهم للأذى وعدم تحملهم للعنف الذي مورس عليه في مواقع التواصل الاجتماعي، لافتا إلى أن أحدهم وصل إلى حد مطالبته بحذف جميع الرسائل التي تجمع بينهما.
وتفاعل ناشطون على الشبكات الاجتماعية مع ما كشفه حطاب وجاء في تعليق:
اضطر جو حطاب إلى حذف الفيديو خوفا من أن يتعرض الجزائريون الذين ظهروا في الفيديو إلى المشاكل (السجن).
أبو التوابل في الجزائر: تعلمنا استعمال التوابل في الطبخ من المغاربة، وهكذا دخلت التوابل إلى الجزائر.
وأبدى ناشط استغرابه قائلا:
وشارك ناشط مقطع الفيديو معلقا:
وعلقت ناشطة مغربية:
وأشار اليوتيوبر الأردني إلى أن الشعبين المغربي والجزائري أحبا الفيديو المثير، إذ حصد في حدود 3 ساعات 700 ألف مشاهدة و70 ألف إعجاب، إلا أن هناك فئة سياسية هي من هاجمته. وأشار إلى أنه بعد الانتهاء من العمليات الفنية أرسله إلى شباب يعرفهم من كلا البلدين بمن فيهم صانع محتوى جزائري شهير وكلهم أشادوا به ومنحوه الموافقة على نشره.
وأردف جو حطاب أن حجم الموقف الذي تعرض له بسبب فيديو الحدود المغربية – الجزائرية لم يسبق أن تعرض له طيلة مسيرته في المجال التي تشهد على عشرات الفيديوهات من مختلف دول العالم، لافتا إلى أنه اضطر بعد حوالي ساعتين على نشره إلى حظر دخول الجزائريين إلى صفحته على فيسبوك بسب الكم الهائل من السب والشتم الذي تعرض له بتحريض من سياسي مشهور بتدويناته على تويتر.
وكان المؤثر الأردني جو حطاب قد رد على جدل وثائقي “الحدود المغربية – الجزائرية”، الذي أثار استفزاز الجزائريين على شبكات التواصل الاجتماعي، بعدما كشف تأثرهم بالثقافة المغربية، وفق شهادات التجار في الأسواق المحلية.
◙ اليوتيوبر الأردني أشار إلى أن الشعبين المغربي والجزائري أحبا الفيديو إلا أن هناك فئة سياسية هاجمته
وقدم جو حطاب، عبر حسابه على إنستغرام، اعتذاره على حذف الفيديو، موضحا أن “الفيديو خرج عن هدفه المتمثل في نشر الأخوة والمحبة والتقارب والتعريف بالحدود، على اعتبار أنه يقدم سلسلة عن الحدود عبر العالم”. وأضاف أن “الفيديو تم تحليله بطريقة سياسية من بعض الناس، وعندما رأى أنه من الممكن أن يتسبب في ضرر بدلا من نشر مشاعر المودة، حذف الفيديو بعد ساعات على نشره على يوتيوب”.
وبخصوص مدينة مغنية، أوضح “دخلت السوق لإظهار تقارب الشعبين، وأن هناك تداولا للبضائع الجزائرية حتى بالمغرب في وجدة”، كاشفا أن “رحلته كانت بدون أي دعوة من أي جهة”. وختم المؤثر الأردني الذي يتابعه حوالي 12 مليون شخص على يوتيوب، رسالته بالقول “شكرا لكل شخص فهم الفيديو بالهدف المطلوب من محبة وأخوة، إنما المؤمنون أخوة والسلام”.
وأطلق نشطاء مغاربة وعرب حملة تضامن واسعة على شبكات التواصل الاجتماعي مع المؤثر الأردني جو حطاب، بعد تعرضه لانتقادات بسبب إنجاز وثائقي مصور عن الحدود المغربية – الجزائرية وتأثير الثقافة المغربية على غرب الجزائر.
وكان جو حطاب قد نشر فيديو حول الحدود المغربية – الجزائرية، حيث كشف تأثر الجزائر بالثقافة المغربية، إلا أن هذه الحقائق المدعومة بأدلة واقعية، أثارت استفزاز الجزائريين، مما اضطر الرحالة الأردني إلى حذف الفيديو.
ومن وسط أحد أشهر أسواق مدينة مغنية الجزائرية، وثق حطاب بيع التجار المحليين لبهارات وأوان طينية مستوردة من المغرب، قبل أن ينتقل إلى “تلسمان” ويبرز أوجه التشابه في الهندسة المعمارية بينها وبين فاس. وقال جو حطاب في الوثائقي الذي حصد الملايين من المشاهدات إن “المغرب والجزائر أكثر دولتين متقاربتين في اللغة واللهجة والثقافة والتاريخ والحاضر والماضي”، واصفا "الحدود بين البلدين بالأكثر تعقيدا".