هان كانغ أول روائية كورية جنوبية تفوز بنوبل للآداب

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • هان كانغ أول روائية كورية جنوبية تفوز بنوبل للآداب

    هان كانغ أول روائية كورية جنوبية تفوز بنوبل للآداب


    الأكاديمية السويدية الملكية: كانغ لديها وعي فريد بالصلة بين الجسد والروح.
    الجمعة 2024/10/11
    ShareWhatsAppTwitterFacebook

    روائية حازت على الكثير من الجوائز

    بفوزها بجائزة نوبل للآداب للعام 2024، كسرت الكورية الجنوبية هان كانغ الهيمنة الغربية على هذه الجائزة، فيما تسلط الضوء على تجربتها الروائية التي تكشف هشاشة الإنسان وتعيد فيها مواجهة الصدمات التاريخية منطلقة من أحداث مفصلية عاشها ويعيشها الإنسان الكوري الجنوبي.

    ستوكهولم - مُنحت جائزة نوبل للآداب لسنة 2024 الخميس للكاتبة الكورية الجنوبية هان كانغ البالغة 53 عاما، والتي أصبحت الأولى من بلدها تنال هذه المكافأة المرموقة، والمرأة الثامنة عشرة من بين 117 جائزة مُنحت منذ عام 1901.

    وقبل اليوم، لم تكن الفرصة كبيرة أمام اللغات الآسياوية لتدخل في منافسة على جائزة نوبل، رغم أن دور نشر كثيرة سعت للانفتاح على ترجمات تعكس ما يدور على أراضي تلك البلدان البعيدة ذات الثقافة الخاصة والتي تعيش أوضاعا سياسية واجتماعا وحراكا فكريا مختلفا لما اعتادت الأكاديمية السويدية الاطلاع عليه، وهي التي منحت أكبر نسبة من جوائزها لمفكرين غربيين يكتبون عن واقع يعرفه مديرو الأكاديمية جيدا.

    وحصلت كانغ على الجائزة عن “نثرها الشعري المكثف الذي يواجه الصدمات التاريخية ويكشف عن هشاشة الحياة البشرية”، بحسب بيان تُلي في مؤتمر صحفي، الخميس، عُقد بالأكاديمية الملكية السويدية للعلوم.

    وقال أندرس أولسون رئيس لجنة نوبل التابعة للأكاديمية في البيان إن هان “لديها وعي فريد بالصلة بين الجسد والروح والأحياء والأموات، وأصبح أسلوبها الشعري والتجريبي صانعا للابتكار في النثر المعاصر”.

    ولاحظت الأكاديمية السويدية أن “أعمال هان كانغ تتميز بهذا التعرض المزدوج للألم، والتوافق بين العذاب العقلي والعذاب الجسدي، في ارتباط وثيق بالفكر الشرقي”.

    هان كانغ حازت على الكثير من الجوائز الأدبية المحلية والدولية، منها "جائزة مان بوكر الدولية" عن روايتها "النباتية"

    وأضافت “في روايتها ‘أعمال إنسانية’ (2016)، تستخدم الكاتبة حدثا تاريخيا وقع في مدينة غوانغجو، حيث نشأت، وحيث قُتل مئات الطلاب والمدنيين العزل خلال مذبحة نفّذها الجيش الكوري الجنوبي عام 1980. في سعيها لإعطاء صوت لضحايا التاريخ، يواجه الكتاب هذه الحلقة بتحقيق وحشي، وبذلك يقترب من نوع أدب الشاهد”.

    وأشارت الأكاديمية إلى أن أسلوب هان كانغ “على الرغم من كونه رؤيويا بقدر ما هو مقتضب، ينحرف مع ذلك عن توقعاتنا لهذا النوع، ومن وسائلها الخاصة السماح لأرواح الموتى بالانفصال عن أجسادهم، وبالتالي السماح لهم بأن يشهدوا إبادتهم.. في لحظات معينة، عند رؤية الجثث غير المحددة والتي لا يمكن دفنها، يعود النص إلى الفكرة الأساسية لأنتيجون لسوفوكليس”، وهو أحد أعظم ثلاثة كتاب تراجيديا إغريقية، مع إسخيلوس ويوربيديس.

    وبذلك، كافأت جائزة نوبل للآداب شخصية أدبية من منطقة في العالم غير أوروبا أو أميركا الشمالية، مع أن كتّابا منتمين إلى الثقافة الغربية يهيمنون عادة عليها إلى حد كبير.

    وقال السكرتير الدائم للأكاديمية السويدية ماتس مالم “لقد تحدثت معها بالهاتف. كانت تقضي يوما عاديا، وانتهت للتو من تناول العشاء مع ابنها. لم تكن مستعدة حقا لهذا الأمر، لكننا بدأنا الحديث عن الاستعدادات لشهر ديسمبر”، موعد تسليم الجائزة.

    واعتبر الناقد الأدبي الألماني دينيس شيك أن اختيار هان كانغ للجائزة ممتاز. وقال شيك لوكالة الأنباء الألمانية بعد وقت قصير من الإعلان عن الجائزة، إن “الأكاديمية أظهرت لمسة موفقة”.

    والكاتبة المولودة عام 1970 بدأت مسيرتها في عام 1993 بنشر عدد من القصائد في مجلة أدبية وظهرت بواكير أعمالها النثرية في عام 1995 بمجموعة قصص قصيرة بعنوان “حب يوسو”.

    الكاتبة تصف نفسها بأنها "تضحك وتبكي مع الكتب" وأنها في الرابعة عشرة من عمرها قررت أن تصبح كاتبة، وهذا ما فعلته

    ومن بين أعمالها “الكتاب الأبيض” و”أفعال البشرية” و”دروس يونانية”، في حين جاء صعودها الأساسي على المسرح العالمي بروايتها “النباتية” عام 2007. ويصور الكتاب المؤلّف من ثلاثة أجزاء العواقب العنيفة لرفض بطلة الرواية يونغ هاي أكل اللحوم، مما جعل محيطها ينبذها بقساوة.

    وتروي الكاتبة في هذه القصة كيفية استغلال يونغ هاي “شهوانيا” من قبل صهرها فنان الفيديو.

    ويتبع القارئ بعد ذلك الانزلاق التدريجي للشخصية الرئيسية إلى الذهان الذي سيقودها إلى مصحّة للمصابين بأمراض نفسية.

    وحازت الروائية على الكثير من الجوائز الأدبية المحلية والدولية، منها “جائزة مان بوكر الدولية” عام 2016 عن روايتها “النباتية”.

    وتتحدث كانغ دائما عن علاقتها المبكرة مع الكتب، فهي ابنة الروائي سونغ وون هان، واعتادت أن تكون محاطة بالكتب، وأن تقرأ بنهم منذ الطفولة.

    وتصف الكاتبة نفسها بأنها “تضحك وتبكي مع الكتب” وأنها في الرابعة عشرة من عمرها قررت أن تصبح كاتبة، وهذا ما فعلته.

    وكرّست كانغ نفسها للفن والموسيقى أيضا، إلى جانب الكتابة، وهو ما ينعكس في مجمل نتاجها الأدبي.

    وتطرح الكثير من أعمال هان السؤال الذي عبرت عنه شخصية في روايتها “أوروبا” الصادرة عام 2019، والتي تعاني بطلتها من الكوابيس، “إذا كنت قادرا على العيش كما تريد، فماذا ستفعل بحياتك؟”.

    ورأت عضو الأكاديمية آنا كارينا بالم أن “ثمة استمرارية لافتة في المواضيع التي تتناولها” هان كانغ، لكنها رصدت “في الوقت نفسه تنوعا هائلا في الأسلوب يجعل من كل كتاب بُعدا جديدا أو تعبيرا جديدا عن هذه المواضيع الأساسية”.

    ووفقا لشبكة “سي.أن.أن” الأميركية، رغم أن العديد من بطلات هان من النساء، إلا أن أعمالها النثرية غالبا ما تُروى من منظور الرجال.


    وتتميز هان كانغ أيضا بكونها امرأة ملتزمة، وكانت مدرجة في “قائمة سوداء” تضم نحو عشرة آلاف شخصية ثقافية في كوريا الجنوبية متهمة بانتقاد الرئيسة بارك غن هاي التي تولت السلطة بين عامي 2013 و2017.

    واتُهم عدد من المقربين من السلطة بأنهم أرادوا حرمان هؤلاء الفنانين من أي مساعدة عامة أو أي تمويل خاص، فضلا عن وضعهم تحت المراقبة.

    وكان الرئيس السابق كيم داي جونغ الذي تولى السلطة بين 1998 و2003 الكوري الجنوبي الوحيد الذي سبق هان كانغ عام 2000 إلى نيل جائزة نوبل، ولكن تلك المخصصة للسلام، عن “جهوده من أجل السلام والمصالحة مع كوريا الشمالية”.

    وهيمنت على جائزة نوبل للآداب منذ إنشائها رؤية غربية وذكورية، إذ من بين 121 فائزا بها، اقتصر عدد النساء على 18. وتستخدم أقلية من المؤلفين الفائزين بها لغات دول آسيا أو أفريقيا أو الشرق الأوسط، أي تلك التي تشذ عن نطاقات الإنجليزية والفرنسية والأسكندنافية والألمانية والسلافية والإسبانية والإيطالية.

    ولم يفز بالجائزة إلا كاتب واحد بالعربية هو المصري نجيب محفوظ عام 1988، مقابل 16 مؤلفا بالفرنسية.

    وفي العام الماضي، نال نوبل للآداب الكاتب المسرحي النروجي يون فوسه.

    وكان من بين المرشحين المفضلين لدى المراهنين قبل الإعلان عن جوائز نوبل الكاتبة الصينية كان شيويه وعدد من المرشحين المحتملين الدائمين الآخرين مثل الكيني نغوغي وا ثيونغو والأسترالي جيرالد مورنان والكندية آن كارسون.

    ويرى كثيرون أن جائزة الآداب ضمن جوائز نوبل هي الأكثر سهولة في الحصول عليها ومن ثم يلاحق اختيارات الأكاديمية ثناء وانتقادات بالقدر نفسه غالبا.

    وترك إغفال الأكاديمية لقمم أدبية مثل الروسي ليو تولستوي والفرنسي إميل زولا والإيرلندي جيمس جويس كثيرين من قراء الأدب يتساءلون عن السبب على مدار القرن الماضي.

    وحظي فوز المغني والمؤلف الموسيقي الأميركي بوب ديلان بجائزة نوبل للآداب عام 2016 بإشادة واسعة باعتبار فوزه يمثل انقلابا جذريا لرؤية ماهية الأدب، لكن الفوز اعتبر تجاهلا لمؤلفي الأنواع الأدبية الأكثر تقليدية.

    وتُمنح جوائز مؤسسة نوبل التي أنشئت في التاسع من يونيو عام 1900، تنفيذا لوصية السويدي المهندس المخترع ألفريد نوبل، لمن يقدمون خدمات للإنسانية.

    وتقدر قيمة جائزة نوبل في الآداب بـ11 مليون كرون سويدية (1.06 مليون دولار).

    ShareWhatsAppTwitterFacebook
يعمل...
X