نبذة تاريخية
التقاويم القديمة:
كانت نوعًا من التوفيق بين السنوات الشمسية والقمرية مع وجود بعض السنين المكونة من 12 شهرًا وبعضها الآخر من 13 شهرًا.
البابليون الذين عاشوا في الجزء الجنوبي بين نهري دجلة والفرات طوروا تقويمًا يُمثل عمليات بدائية كثيرة. فقد أدرجوا شهرا إضافيًا إلى سنواتهم على فترات غير منتظمة. وعندما اكتشف فلكيوهم أن التقويم لم يعد متطابقًا مع الفصول، أصدروا مرسومًا بإدراج شهر في التقويم. فالتقويم المكون من تبادل 29 و 30 يوماً في الشهر يبقى متطابقًا تقريبًا مع السنة القمرية المكونة من 354 يومًا. وحتى يربط البابليون تقويمهم بالسنة الشمسية فقد أضافوا شهراً ثلاث مرات في الدورة المكونة من ثماني سنوات. ولم تُعوض هذه التعديلات بدقة كافية الفروق المتراكمة، ومن ثم كان التقويم البابلي مشوّشًا.
المصريون. يُحتمل أن يكونوا أول من تبنَّى تقويمًا شمسيًا بشكل رئيسي. فقد لاحظوا أن الشِّعْرى اليمانية في مجموعة الكلب الكبير تعود للظهور من الشرق قبل طلوع الشمس بعد عدة أشهر من اختفائها. اكتشفوا أيضًا أن الفيضان السنوي لنهر النيل يحدث مباشرة بعد ظهور الشِّعرى اليمانية. استعملوا هذه الحادثة لتثبيت تقويمهم، وتعرفوا إلى سنة مكونة من 365 يومًا وبها 12 شهرًا كل منها يتكون من 30 يوما،ً وخمسة أيام زائدة تُضاف إلى آخر السنة. لكنهم لم يُدخلوا في الحساب ربع اليوم الباقي فانحرف تقويمهم. وطبقًا لأقوال عَالم المصريات المشهور ج.هـ بِرِسْتِدْ فإن أقدم تاريخ معروف في التقويم المصري يُعادل 4236 ق.م. حسب نظامنا الحالي.
الرومان. يبدو أنهم استعاروا تقويمهم الأول من الإغريق. كان التقويم الروماني المبكر مكونًا من 10 أشهر وكانت سنتهم 304 أيام. ويبدو أيضًا أنهم قد تجاهلوا الستين يومًا الباقية التي تقع في منتصف الشتاء. وكانت الأشهر العشرة تٌدعى: ماتيوس وإبريليس وجونيوس وكونتيلس وسكتليس وسبتمبر وأكتوبر ونوفمبر وديسمبر. ويُفترض أن رومولوس حاكم روما الأول الأسطوري هو أول من أدخل هذا التقويم نحو عام 738ق.م.
وطبقًا لما تناقلته الأجيال، فإن الحاكم الروماني نوما بُومْبِلْيُوس قد أضاف للتقويم شهري يناير وفبراير، وقد جَعَل ذلك السنة الرومانية 355 يومًًا. وحتى يُصبح التقويم متسقًا مع السنة الشمسية، أمر نوما بإضافة شهر إلى التقويم مرة كل سنتين ودعاه مرسيدنٍس وطوله 22 أو 23 يومًا. ووضع شهر مرسيدنس بعد يوم 23 أو 24 من شهر فبراير ثم نقلت الأيام الأخيرة من فبراير إلى نهاية مرسيدنس.
التقويم الجولياني:
أدى الخطأ المتراكم حتى أيام يوليوس قيصر الذي نشأ عن الحساب الخاطئ في السنة الرومانية ـ وعدم إضافة الأيام الزائدة أحيانًا ـ إلى أن أصبح التقويم متقدمًا على الفصول نحو ثلاثة أشهر تقريبًا. فحل الشتاء في شهر سبتمبر، وجاء الخريف في الشهر المسمى الآن يوليو. وفي عام 46 ق.م، وبنصيحة من سُوسِيجِنَسْ، أمر يوليوس قيصر الرومان بغض النظر عن القمر في حسابات تقاويمهم. وقسم السنة إلى 12 شهرًا مكونة من 30 أو 31 يومًا بالتبادل، عدا فبراير ـ شباط 29 يومًا. ويصبح 30 يوماً كل أربع سنوات. وقد نقل بداية السنة من أول مارس إلى الأول من يناير. وحتى يبدأ ضبط التقويم مع الفصول، قضى قيصر بأن سنة 46 ق.م. يجب أن تساوي 445 يوماً. ويدعو الرومان هذه السنة سنة التشويش.
غيَّر الرومان تسمية شهر كونتيلس تكريمًا ليوليوس قيصر فسموه يوليو. وأعاد مجلس الشيوخ الروماني تسمية شهر سكتليس إلى أغسطس تكريمًا للإمبراطور أوغسطس. وهذا الأخير نقل يومًا من شهر فبراير إلى أغسطس.
استعمل التقويم الجولياني على نطاق واسع لأكثر من 1,500 سنة. وقد عمل على أساس أن السنة مكونة من ¼ 365 يومٍ. ولكنه في حقيقة الأمر كان أطول 11 دقيقة و14 ثانية من السنة الشمسية. وقد أدى هذا الفرق إلى تغير تدريجي في تواريخ بداية الفصول. فقد حدث الاعتدال الربيعي عام 1580م في 11 مارس.
التقويم الجريجوري:
صُمّم لتصحيح أخطاء التقويم الجيولياني. ففي عام 1582م وعملا بنصيحة الفلكيين، صَحّح البابا جريجوري الثالث عشر الخطأ بين الشمس والتقويم بإسقاط 10 أيام من أكتوبر ، وهو الشهر الذي به أقل الأعياد المقدسة عند الروم الكاثوليك. فأصبح 15 أكتوبر اليوم الذي كان يجب أن يكون 5 أكتوبر. وبهذه العملية أُعيد وضع الاعتدال الربيعي التالي في تاريخه الصحيح. ولتصحيح التقويم الجولياني أمر البابا بإضافة يوم إلى شهر فبراير في السنة النهائية من القرن الذي يقبل القسمة على 400 مثل 1600 و 2000 وليس 1700 و 1800 و 1900. وبهذا أصبح الفرق بين السنة في التقويم الجريجوري والسنة الشمسية نحو 26 ثانية. وسيزداد هذا الفرق 0,53 ثانية في كل 100 عام لأن السنة الشمسية تقْصُر بالتدريج.
تبنَّت الشعوب الأُوروبية التي تدين بالمذهب الكاثوليكي التقويم الجريجوري مباشرة. وقد احتفظت مختلف دول ألمانيا بالتقويم الجولياني حتى عام 1700م. وقد تحولت بريطانيا والمستعمرات الأمريكية إلى التقويم الجريجوري عام 1752م. ولم تأخذ به روسيا إلا عام 1918م بينما فعلت تركيا ذلك عام 1927م.
إصلاح التقويم:
سيؤدي إلى تبسيط التقويم الحالي. فقد حَظيت ثلاثة تقاويم مقترحة بدعم كبير. وفي كل منها تبدأ الشهور والسنين في اليوم نفسه من الأسبوع، كما أن عدد أيام الشهور ستكون متساوية أو تقريبًا متساوية. وسيزودنا تقويم الثلاثة عشر شهرًا بثلاثة عشر شهرًا في كل منها 4 أسابيع تمامًا. وسيوضع الشهر الزائد الذي يُدعى سول قبل يوليو. أما يوم السنة الذي سيكون في آخر العام فلن ينتمي إلى أسبوع أو إلى شهر معين. يضاف يوم السنة الكبيسة مرة كل أربع سنوات مباشرة قبل 1 يوليو.
ويختلف التقويم العالمي عن التقويم الدائم قليلاً ولكن كلاً منهما فيه 12 شهرًا، طولها 30 أو 31 يوماً، بالإضافة إلى يوم سنوي في نهاية كل عام، ويوم سنة كبيسي في كل أربع سنوات.
التقاويم القديمة:
كانت نوعًا من التوفيق بين السنوات الشمسية والقمرية مع وجود بعض السنين المكونة من 12 شهرًا وبعضها الآخر من 13 شهرًا.
البابليون الذين عاشوا في الجزء الجنوبي بين نهري دجلة والفرات طوروا تقويمًا يُمثل عمليات بدائية كثيرة. فقد أدرجوا شهرا إضافيًا إلى سنواتهم على فترات غير منتظمة. وعندما اكتشف فلكيوهم أن التقويم لم يعد متطابقًا مع الفصول، أصدروا مرسومًا بإدراج شهر في التقويم. فالتقويم المكون من تبادل 29 و 30 يوماً في الشهر يبقى متطابقًا تقريبًا مع السنة القمرية المكونة من 354 يومًا. وحتى يربط البابليون تقويمهم بالسنة الشمسية فقد أضافوا شهراً ثلاث مرات في الدورة المكونة من ثماني سنوات. ولم تُعوض هذه التعديلات بدقة كافية الفروق المتراكمة، ومن ثم كان التقويم البابلي مشوّشًا.
المصريون. يُحتمل أن يكونوا أول من تبنَّى تقويمًا شمسيًا بشكل رئيسي. فقد لاحظوا أن الشِّعْرى اليمانية في مجموعة الكلب الكبير تعود للظهور من الشرق قبل طلوع الشمس بعد عدة أشهر من اختفائها. اكتشفوا أيضًا أن الفيضان السنوي لنهر النيل يحدث مباشرة بعد ظهور الشِّعرى اليمانية. استعملوا هذه الحادثة لتثبيت تقويمهم، وتعرفوا إلى سنة مكونة من 365 يومًا وبها 12 شهرًا كل منها يتكون من 30 يوما،ً وخمسة أيام زائدة تُضاف إلى آخر السنة. لكنهم لم يُدخلوا في الحساب ربع اليوم الباقي فانحرف تقويمهم. وطبقًا لأقوال عَالم المصريات المشهور ج.هـ بِرِسْتِدْ فإن أقدم تاريخ معروف في التقويم المصري يُعادل 4236 ق.م. حسب نظامنا الحالي.
الرومان. يبدو أنهم استعاروا تقويمهم الأول من الإغريق. كان التقويم الروماني المبكر مكونًا من 10 أشهر وكانت سنتهم 304 أيام. ويبدو أيضًا أنهم قد تجاهلوا الستين يومًا الباقية التي تقع في منتصف الشتاء. وكانت الأشهر العشرة تٌدعى: ماتيوس وإبريليس وجونيوس وكونتيلس وسكتليس وسبتمبر وأكتوبر ونوفمبر وديسمبر. ويُفترض أن رومولوس حاكم روما الأول الأسطوري هو أول من أدخل هذا التقويم نحو عام 738ق.م.
وطبقًا لما تناقلته الأجيال، فإن الحاكم الروماني نوما بُومْبِلْيُوس قد أضاف للتقويم شهري يناير وفبراير، وقد جَعَل ذلك السنة الرومانية 355 يومًًا. وحتى يُصبح التقويم متسقًا مع السنة الشمسية، أمر نوما بإضافة شهر إلى التقويم مرة كل سنتين ودعاه مرسيدنٍس وطوله 22 أو 23 يومًا. ووضع شهر مرسيدنس بعد يوم 23 أو 24 من شهر فبراير ثم نقلت الأيام الأخيرة من فبراير إلى نهاية مرسيدنس.
التقويم الجولياني:
أدى الخطأ المتراكم حتى أيام يوليوس قيصر الذي نشأ عن الحساب الخاطئ في السنة الرومانية ـ وعدم إضافة الأيام الزائدة أحيانًا ـ إلى أن أصبح التقويم متقدمًا على الفصول نحو ثلاثة أشهر تقريبًا. فحل الشتاء في شهر سبتمبر، وجاء الخريف في الشهر المسمى الآن يوليو. وفي عام 46 ق.م، وبنصيحة من سُوسِيجِنَسْ، أمر يوليوس قيصر الرومان بغض النظر عن القمر في حسابات تقاويمهم. وقسم السنة إلى 12 شهرًا مكونة من 30 أو 31 يومًا بالتبادل، عدا فبراير ـ شباط 29 يومًا. ويصبح 30 يوماً كل أربع سنوات. وقد نقل بداية السنة من أول مارس إلى الأول من يناير. وحتى يبدأ ضبط التقويم مع الفصول، قضى قيصر بأن سنة 46 ق.م. يجب أن تساوي 445 يوماً. ويدعو الرومان هذه السنة سنة التشويش.
غيَّر الرومان تسمية شهر كونتيلس تكريمًا ليوليوس قيصر فسموه يوليو. وأعاد مجلس الشيوخ الروماني تسمية شهر سكتليس إلى أغسطس تكريمًا للإمبراطور أوغسطس. وهذا الأخير نقل يومًا من شهر فبراير إلى أغسطس.
استعمل التقويم الجولياني على نطاق واسع لأكثر من 1,500 سنة. وقد عمل على أساس أن السنة مكونة من ¼ 365 يومٍ. ولكنه في حقيقة الأمر كان أطول 11 دقيقة و14 ثانية من السنة الشمسية. وقد أدى هذا الفرق إلى تغير تدريجي في تواريخ بداية الفصول. فقد حدث الاعتدال الربيعي عام 1580م في 11 مارس.
التقويم الجريجوري:
صُمّم لتصحيح أخطاء التقويم الجيولياني. ففي عام 1582م وعملا بنصيحة الفلكيين، صَحّح البابا جريجوري الثالث عشر الخطأ بين الشمس والتقويم بإسقاط 10 أيام من أكتوبر ، وهو الشهر الذي به أقل الأعياد المقدسة عند الروم الكاثوليك. فأصبح 15 أكتوبر اليوم الذي كان يجب أن يكون 5 أكتوبر. وبهذه العملية أُعيد وضع الاعتدال الربيعي التالي في تاريخه الصحيح. ولتصحيح التقويم الجولياني أمر البابا بإضافة يوم إلى شهر فبراير في السنة النهائية من القرن الذي يقبل القسمة على 400 مثل 1600 و 2000 وليس 1700 و 1800 و 1900. وبهذا أصبح الفرق بين السنة في التقويم الجريجوري والسنة الشمسية نحو 26 ثانية. وسيزداد هذا الفرق 0,53 ثانية في كل 100 عام لأن السنة الشمسية تقْصُر بالتدريج.
تبنَّت الشعوب الأُوروبية التي تدين بالمذهب الكاثوليكي التقويم الجريجوري مباشرة. وقد احتفظت مختلف دول ألمانيا بالتقويم الجولياني حتى عام 1700م. وقد تحولت بريطانيا والمستعمرات الأمريكية إلى التقويم الجريجوري عام 1752م. ولم تأخذ به روسيا إلا عام 1918م بينما فعلت تركيا ذلك عام 1927م.
إصلاح التقويم:
سيؤدي إلى تبسيط التقويم الحالي. فقد حَظيت ثلاثة تقاويم مقترحة بدعم كبير. وفي كل منها تبدأ الشهور والسنين في اليوم نفسه من الأسبوع، كما أن عدد أيام الشهور ستكون متساوية أو تقريبًا متساوية. وسيزودنا تقويم الثلاثة عشر شهرًا بثلاثة عشر شهرًا في كل منها 4 أسابيع تمامًا. وسيوضع الشهر الزائد الذي يُدعى سول قبل يوليو. أما يوم السنة الذي سيكون في آخر العام فلن ينتمي إلى أسبوع أو إلى شهر معين. يضاف يوم السنة الكبيسة مرة كل أربع سنوات مباشرة قبل 1 يوليو.
ويختلف التقويم العالمي عن التقويم الدائم قليلاً ولكن كلاً منهما فيه 12 شهرًا، طولها 30 أو 31 يوماً، بالإضافة إلى يوم سنوي في نهاية كل عام، ويوم سنة كبيسي في كل أربع سنوات.