الوقت ( Time )
☰ جدول المحتويات
قياس الوقت
وحدات قياس الوقت
قياس الوقت بوساطة الشمس
قياس الوقت بوساطة النجوم
نبائط قياس الوقت الوقت أو الزمن أحد أعمق ألغاز العالم. ولايستطيع أحد تحديد ماهيته بالضبط، ولكن إمكان قياس الوقت يجعل طريقنا في الحياة ممكناً. تتطلب معظم النشاطات الإنسانية مجموعات من الناس تعمل معا في المكان نفسه وفي الوقت نفسه، ولايستطيع الناس فعل ذلك إذا لم يقوموا جميعاً بقياس الوقت بالطريقة نفسها.
هناك طريقة للتفكير بخصوص الزمن هي تخيل عالم دون زمن. عندها سيكون العالم اللازمني في توقف تام. ولكن إذا حدث نوع من التغير فإن ذلك العالم اللازمني سيكون مختلفاً الآن عما كان سابقاً. والفترة ـ مهما كانت وجيزة ـ بين الماضي والحاضر فهي تشير إلى أن الوقت يجب أن يكون قد مضى. وهكذا فالوقت والتغير مرتبطان بعضهما ببعض، لأن مضي الوقت يعتمد على التغيرات الجارية. ولاتتوقف التغيرات عن الحدوث مطلقاً في العالم الحقيقي. ويبدو أن بعض التغيرات تحدث مرة واحدة فقط، مثل سقوط ورقة نبات مفردة. وبعضها الآخر يمكن أن يحدث مرة بعد مرة مثل تكسر الموجات قبالة الشاطئ.
وأي تغير من التغيرات التي تحدث مرة بعد مرة يختلف عن التغيرات الأخرى. ويعتبر شروق الشمس وغروبها أمثلة لمثل هذه التغيرات. وقد استطاع الأوائل جعل الوقت أساساً لحساب مثل هذه الحوادث الطبيعية المتكررة، واستعملوه لمتابعة الحوادث غير المتكررة، وأخيراً وضع الناس الساعات لتقليد نظامية الحوادث الطبيعية. وعندما بدأ الناس يعدون الحوادث المتكررة فإنهم قد بدأوا فعلاً بقياس الوقت.
قياس الوقت
وحدات قياس الوقت:
لقد كانت التغيرات النظامية الوحيدة ـ أي التي تعيد نفسها بانتظام ـ عند القدماء، هي حركات الأجسام في السماء، وكانت أكثر هذه التغيرات وضوحاً تناوب النهار والليل الذي يحصل نتيجة شروق الشمس وغروبها. وكلتا الدورتين في مجيء الشمس يسمى اليوم. وكان هناك تغير نظامي آخر في السماء، هو الشكل المرئي للقمر، إذ تأخذ كل دورة من تغيرات شكل القمر حوالي 29,5 يومًا، أو شهراً.
وقد أعطت دورة الفصول للناس وحدة أطول للوقت. فبمراقبة النجوم، قبل الفجر تماماً، وبعد غروب الشمس، رأى الناس أن الشمس تتحرك ببطء شرقاً بين النجوم، وبدا أن الشمس تدور دورة كاملة حول السماء في دورة واحدة للفصول. وتأخذ هذه الدورة حوالي 365,5 يوماً، أو سنة.
جرب الناس لمئات السنين أن يلائموا الأيام والأشهر بالتساوي لمدة سنة أو لفترة من عدة سنوات. ولكن لم يعمل أي نظام على نحو كامل. وحالياً يعتمد التقويم كلية على السنة. وكذلك قسمت السنة إلى 12 قسمًا سُميت بالأشهر، ولهذا التقسيم علاقة بالدورة الفعلية للقمر الذي يعتمد عليه التقويم الهجري. ★ تَصَفح: التقويم الهجري، ولكن ليس له علاقة بالتقويم الجريجوري. ★ تَصَفح: التقويم.
ومن المحتمل أن يكون تقسيم اليوم إلى 24 ساعة، والساعة إلى 60 دقيقة، والدقيقة إلى 60 ثانية قد أتى من البابليين القدماء، إذ قسم البابليون المسار الدائري الظاهري للشمس إلى 12 قسماً متساوياً. ومن ثم قسموا فترات ضوء النهار والظلام إلى 12 قسماً لكل منهما، بحيث ينتج عن ذلك 24 ساعة في اليوم.
كذلك قسم البابليون الدائرة إلى 360 قسماً سميت درجات. وأكثر من ذلك قسم الفلكيون القدماء الآخرون كل درجة إلى 60 دقيقة. وأصبحت الساعات أخيراً على درجة عالية من الدقة بسبب الحاجة إلى وحدات أصغر من الساعة.
قام صانعو الساعات باتباع تقسيمات الفلكيين للدرجة، إذ قَسَّموا الساعة إلى 60 دقيقة، والدقيقة إلى 60 ثانية. وبهذه الطريقة يظهر وجه الساعة الساعات والدقائق بسهولة، ولوجه الساعة 12 تقسيمة، وكل واحدة من هذه التقسيمات تساوي ساعة واحدة بالنسبة لمؤشر الساعة، وخمس دقائق بالنسبة لمؤشر الدقيقة، وخمس ثوان بالنسبة لمؤشر الثانية.
وقسمت بعض أوجه الساعات إلى 24 ساعة وعلى هذه الساعة، ترى الساعة 9 صباحاً:900. والساعة 3 بعد الظهر: 1500. ويمنع هذا النموذج الخلط بين ساعات الصباح وساعات المساء.
قياس الوقت بوساطة الشمس:
يمر خط وهمي منحن عبر السماء مباشرة فوق كل نقطة على الأرض، يدعى خط الزوال السماوي. وأثناء دوران الأرض حول محورها، تعبر الشمس خط الزوال السماوي هذا مرة كل يوم. وعند عبور الشمس هذا الخط فوق مكان معين يكون الوقت فيه ظهراً. وبعد 12 ساعة يصبح الوقت في ذلك المكان منتصف الليل. وتدعى الفترة من منتصف ليل واحد إلى آخر، اليوم الشمسي. يتغير طول اليوم الشمسي بسبب ميل محور الأرض، والشكل الإهليلجي ـ البيضي ـ لمدارها وتغير سرعتها عبر المدار.
ولجعل كل الأيام الشمسية بطول واحد، فإن الفلكيين لايقيسون التوقيت الشمسي بالشمس الظاهرة ـ الحقيقية ـ بل يستعملون عوضاً عن ذلك شمساً وسطية ـ خيالية ـ تتحرك بسرعة ثابتة حول السماء. يحدث الظهر الشمسي الوسطي المحلي عندما تَعبر الشمس الوسطية خط الزوال السماوي فوق مكان محدد ويكون الوقت بين ظهر شمسي وسطي واحد وبين الآخر هو دائماً ذاته. وهكذا فكل الأيام الشمسية الوسطية تكون بالطول نفسه.
قياس الوقت بوساطة النجوم:
كذلك يقيس الفلكيون الوقت بوساطة دوران الأرض بالنسبة للنجوم. ويدعى هذا التوقيت التوقيت الفلكي أو التوقيت النجمي. وبدوران الأرض يومياً حول محورها تعبر خط الزوال السماوي فوق كل مكان على الأرض نقطة خيالية بين النجوم تدعى الاعتدال الربيعي. ويكون الوقت عندما يحدث ذلك الظهر النجمي. ويكون الوقت بين ظهر نجمي واحد والذي يليه هو يوم نجمي. واليوم النجمي أقصر من اليوم الشمسي الوسطي بـ3 دقائق و56 ثانية. ★ تَصَفح: النجمة.
نبائط قياس الوقت:
كانت المزولة (الساعة الشمسية) واحدة من أقدم نبائط قياس الوقت. ولكن لايمكن العمل بها إلا في ضوء الشمس. استخدم القدماء حبالاً ذات عقد مربوطة إلى فسحات منتظمة، أو شموعاً معلمة بخطوط متباعدة بنحو نظامي. وعند احتراق هذه النبائط فإنها تقيس الوقت. وتقوم الساعة الرملية بإعطاء الوقت عن طريق انسياب الرمل من خلال فتحة ضيقة. وتقيس الساعة المائية الوقت بسماحها للماء بالتنقيط ببطء من وعاء معلم إلى آخر. وقد طور الناس في القرن السابع عشر ساعات للدلالة على الوقت حتى الدقيقة. ويمكن للساعات الإلكترونية الحديثة والساعات الذرية أن تقيس الوقت بدقة أكثر. ★ تَصَفح: القياس.
☰ جدول المحتويات
قياس الوقت
وحدات قياس الوقت
قياس الوقت بوساطة الشمس
قياس الوقت بوساطة النجوم
نبائط قياس الوقت الوقت أو الزمن أحد أعمق ألغاز العالم. ولايستطيع أحد تحديد ماهيته بالضبط، ولكن إمكان قياس الوقت يجعل طريقنا في الحياة ممكناً. تتطلب معظم النشاطات الإنسانية مجموعات من الناس تعمل معا في المكان نفسه وفي الوقت نفسه، ولايستطيع الناس فعل ذلك إذا لم يقوموا جميعاً بقياس الوقت بالطريقة نفسها.
هناك طريقة للتفكير بخصوص الزمن هي تخيل عالم دون زمن. عندها سيكون العالم اللازمني في توقف تام. ولكن إذا حدث نوع من التغير فإن ذلك العالم اللازمني سيكون مختلفاً الآن عما كان سابقاً. والفترة ـ مهما كانت وجيزة ـ بين الماضي والحاضر فهي تشير إلى أن الوقت يجب أن يكون قد مضى. وهكذا فالوقت والتغير مرتبطان بعضهما ببعض، لأن مضي الوقت يعتمد على التغيرات الجارية. ولاتتوقف التغيرات عن الحدوث مطلقاً في العالم الحقيقي. ويبدو أن بعض التغيرات تحدث مرة واحدة فقط، مثل سقوط ورقة نبات مفردة. وبعضها الآخر يمكن أن يحدث مرة بعد مرة مثل تكسر الموجات قبالة الشاطئ.
وأي تغير من التغيرات التي تحدث مرة بعد مرة يختلف عن التغيرات الأخرى. ويعتبر شروق الشمس وغروبها أمثلة لمثل هذه التغيرات. وقد استطاع الأوائل جعل الوقت أساساً لحساب مثل هذه الحوادث الطبيعية المتكررة، واستعملوه لمتابعة الحوادث غير المتكررة، وأخيراً وضع الناس الساعات لتقليد نظامية الحوادث الطبيعية. وعندما بدأ الناس يعدون الحوادث المتكررة فإنهم قد بدأوا فعلاً بقياس الوقت.
قياس الوقت
الوقت والتأريخ يتغيران في أي مكان على الأرض أثناء دوران الأرض حول محورها. وعندما يكون خط التأريخ الدولي على جانب الأرض غير المقابل للشمس (المخطط العلوي) يكون الوقت هناك منتصف الليل و 9 مساء في طوكيو. وفي هذه اللحظة يكون لكل مكان على الأرض التأريخ نفسه. وبعد 6 ساعات من ذلك (المخطط السفلي) تتغير مواقع الأماكن على الأرض بالنسبة للشمس بدرجة ملموسة. ويكون الوقت عندئذ 6 صباحًا عند خط التأريخ الدولي و 3 صباحًا في طوكيو. وبذا يبدأ يوم جديد (يرى بالأحمر) في المنطقة بين خط التأريخ الدولي وخط الزوال (خط الطول) بالنسبة لليل. |
لقد كانت التغيرات النظامية الوحيدة ـ أي التي تعيد نفسها بانتظام ـ عند القدماء، هي حركات الأجسام في السماء، وكانت أكثر هذه التغيرات وضوحاً تناوب النهار والليل الذي يحصل نتيجة شروق الشمس وغروبها. وكلتا الدورتين في مجيء الشمس يسمى اليوم. وكان هناك تغير نظامي آخر في السماء، هو الشكل المرئي للقمر، إذ تأخذ كل دورة من تغيرات شكل القمر حوالي 29,5 يومًا، أو شهراً.
وقد أعطت دورة الفصول للناس وحدة أطول للوقت. فبمراقبة النجوم، قبل الفجر تماماً، وبعد غروب الشمس، رأى الناس أن الشمس تتحرك ببطء شرقاً بين النجوم، وبدا أن الشمس تدور دورة كاملة حول السماء في دورة واحدة للفصول. وتأخذ هذه الدورة حوالي 365,5 يوماً، أو سنة.
جرب الناس لمئات السنين أن يلائموا الأيام والأشهر بالتساوي لمدة سنة أو لفترة من عدة سنوات. ولكن لم يعمل أي نظام على نحو كامل. وحالياً يعتمد التقويم كلية على السنة. وكذلك قسمت السنة إلى 12 قسمًا سُميت بالأشهر، ولهذا التقسيم علاقة بالدورة الفعلية للقمر الذي يعتمد عليه التقويم الهجري. ★ تَصَفح: التقويم الهجري، ولكن ليس له علاقة بالتقويم الجريجوري. ★ تَصَفح: التقويم.
ومن المحتمل أن يكون تقسيم اليوم إلى 24 ساعة، والساعة إلى 60 دقيقة، والدقيقة إلى 60 ثانية قد أتى من البابليين القدماء، إذ قسم البابليون المسار الدائري الظاهري للشمس إلى 12 قسماً متساوياً. ومن ثم قسموا فترات ضوء النهار والظلام إلى 12 قسماً لكل منهما، بحيث ينتج عن ذلك 24 ساعة في اليوم.
كذلك قسم البابليون الدائرة إلى 360 قسماً سميت درجات. وأكثر من ذلك قسم الفلكيون القدماء الآخرون كل درجة إلى 60 دقيقة. وأصبحت الساعات أخيراً على درجة عالية من الدقة بسبب الحاجة إلى وحدات أصغر من الساعة.
قام صانعو الساعات باتباع تقسيمات الفلكيين للدرجة، إذ قَسَّموا الساعة إلى 60 دقيقة، والدقيقة إلى 60 ثانية. وبهذه الطريقة يظهر وجه الساعة الساعات والدقائق بسهولة، ولوجه الساعة 12 تقسيمة، وكل واحدة من هذه التقسيمات تساوي ساعة واحدة بالنسبة لمؤشر الساعة، وخمس دقائق بالنسبة لمؤشر الدقيقة، وخمس ثوان بالنسبة لمؤشر الثانية.
وقسمت بعض أوجه الساعات إلى 24 ساعة وعلى هذه الساعة، ترى الساعة 9 صباحاً:900. والساعة 3 بعد الظهر: 1500. ويمنع هذا النموذج الخلط بين ساعات الصباح وساعات المساء.
قياس الوقت بوساطة الشمس:
يمر خط وهمي منحن عبر السماء مباشرة فوق كل نقطة على الأرض، يدعى خط الزوال السماوي. وأثناء دوران الأرض حول محورها، تعبر الشمس خط الزوال السماوي هذا مرة كل يوم. وعند عبور الشمس هذا الخط فوق مكان معين يكون الوقت فيه ظهراً. وبعد 12 ساعة يصبح الوقت في ذلك المكان منتصف الليل. وتدعى الفترة من منتصف ليل واحد إلى آخر، اليوم الشمسي. يتغير طول اليوم الشمسي بسبب ميل محور الأرض، والشكل الإهليلجي ـ البيضي ـ لمدارها وتغير سرعتها عبر المدار.
ولجعل كل الأيام الشمسية بطول واحد، فإن الفلكيين لايقيسون التوقيت الشمسي بالشمس الظاهرة ـ الحقيقية ـ بل يستعملون عوضاً عن ذلك شمساً وسطية ـ خيالية ـ تتحرك بسرعة ثابتة حول السماء. يحدث الظهر الشمسي الوسطي المحلي عندما تَعبر الشمس الوسطية خط الزوال السماوي فوق مكان محدد ويكون الوقت بين ظهر شمسي وسطي واحد وبين الآخر هو دائماً ذاته. وهكذا فكل الأيام الشمسية الوسطية تكون بالطول نفسه.
قياس الوقت بوساطة النجوم:
كذلك يقيس الفلكيون الوقت بوساطة دوران الأرض بالنسبة للنجوم. ويدعى هذا التوقيت التوقيت الفلكي أو التوقيت النجمي. وبدوران الأرض يومياً حول محورها تعبر خط الزوال السماوي فوق كل مكان على الأرض نقطة خيالية بين النجوم تدعى الاعتدال الربيعي. ويكون الوقت عندما يحدث ذلك الظهر النجمي. ويكون الوقت بين ظهر نجمي واحد والذي يليه هو يوم نجمي. واليوم النجمي أقصر من اليوم الشمسي الوسطي بـ3 دقائق و56 ثانية. ★ تَصَفح: النجمة.
نبائط قياس الوقت:
كانت المزولة (الساعة الشمسية) واحدة من أقدم نبائط قياس الوقت. ولكن لايمكن العمل بها إلا في ضوء الشمس. استخدم القدماء حبالاً ذات عقد مربوطة إلى فسحات منتظمة، أو شموعاً معلمة بخطوط متباعدة بنحو نظامي. وعند احتراق هذه النبائط فإنها تقيس الوقت. وتقوم الساعة الرملية بإعطاء الوقت عن طريق انسياب الرمل من خلال فتحة ضيقة. وتقيس الساعة المائية الوقت بسماحها للماء بالتنقيط ببطء من وعاء معلم إلى آخر. وقد طور الناس في القرن السابع عشر ساعات للدلالة على الوقت حتى الدقيقة. ويمكن للساعات الإلكترونية الحديثة والساعات الذرية أن تقيس الوقت بدقة أكثر. ★ تَصَفح: القياس.