الشاعر العماني زاهر الغافري يرحل في المنفى طوعا
عاش حياة ثرية بين جغرافيات متباعدة ونقل تجربته في الترحال إلى الشعر
عبد الرحيم الخصار
الأحد 22 سبتمبر 2024م
الشاعر العماني زاهر الغافري رحل عن 67 سنة (صفحة الشاعر - فيسبوك)
ملخص
رحل الشاعر العماني زاهر الغافري في مدينة مالمو السويدية عن 67 عاما، وكان بحق شاعراً متفرداً في حياته وكتابته، عاش مترحلاً عبر أصقاع العالم وصولاً إلى مدينة مالمو، محل إقامته. وكان صدر له خلال استشفائه في أحد مستشفيات المدينة السويدية، ديوان جديد بعنوان "مدينة آدم" لم يتسن له التنعم بصدوره، وهو من ثمار تجربته الشعرية التي امتدت لأكثر من 40 عاماً، أصدر خلالها 12 ديواناً.
عاش الشاعر زاهر الغافري (مواليد 1956) "حياة واحدة"، لكنه ارتقى فيها "سلالم كثيرة"، انطلق باكراً من قريته العمانية "سرور" باتجاه العالم، موزعاً حياته على الأمكنة، محاولاً بالتالي أن تكون هذه الحياة عميقة وشاسعة وثرية. اللافت في ترحال صاحب "حياة واحدة سلالم كثيرة" أنه اختار العيش لأعوام متفرقة في جغرافيات متباعدة ومختلفة كلياً، إن على مستوى الطقس أو الثقافة أو أساليب العيش، لكنه كان يعيش في كل بلد بطريقته الخاصة، حيث الانغماس في الحياة والانخراط في مباهجها، والاحتفاء بتفاصيلها ودقائقها، والاغتراف من مياهها العذبة، بعيداً من كل ما يكدر صفو القصيدة.
كان يؤمن بأن إحداثيات الشعر تنتهي عند نقطتين هما المكان والزمان، فإذا كان المكان هو حاضنة الأحداث ومنبع الحنين ومصبه، ومضمار التفاعلات النفسية، فإن الزمان بالنسبة إليه لا يعني بالضرورة المدة التي استغرقتها الحياة في الأمكنة، بل الطريقة التي تشكلت بها هذه الحياة. لذلك قادته فلسفته الخاصة إلى قناعة مفادها أن حياة قصيرة بمزاج شاعري، وبعادات قد تبدو للآخرين سيئة، أطول من حياة أخرى تحكمها قواعد الجماعة ونصائح الأطباء. كان الغافري ينتقل شعرياً في الزمن بخفة أولمبية، فيجمع في النص الواحد بين تمجيد اللحظة الراهنة والعودة المباغتة إلى المنابع الدافئة للطفولة، محاولاً في الآن ذاته ضبط المسافة بين الأمكنة التي سكن فيها والأمكنة التي سكنت فيه.
دواوين شعرية (نيل وفرات)
خرج صاحب "أزهار في بئر" من قريته صغيراً، إذ لم يكن حينها قد تجاوز عامه الـ13. وكانت رحلته الأولى خارج السلطنة في بداية شبابه باتجاه العراق من أجل الدراسة، غير أن أثر المرحلة العراقية في تجربة الغافري الشعرية كان هائلاً، فهناك سيتماس مع تحولات القصيدة الحديثة، إذ تشكلت تجربة فريدة ورائدة في الشعر العربي، هي قصيدة الستينيات في العراق. وجد الشاعر العماني الشعر الذي يشبهه أو الشعر الذي يريده، حيث التخفف من إرث ثقافي خيمت ظلاله على ساحة القصيدة العربية في المراحل الأولى لحداثة الكتابة، وحيث الانطلاق في كتابة التجربة الذاتية بمختلف الدقائق التي تلتقطها الحواس بكامل طراوتها، بعيداً من الاشتغالات الذهنية وما يرافقها من تعتيم وغموض يرهق الشاعر والقارئ على السواء. لم يكن هذا التأثير مباشراً، فالغافري كان يعيش خلال تلك الحقبة طفولة الكتابة، غير أن ظلال الشعرية العراقية في الستينيات ظلت تلاحقه بعد مغادرة بغداد، حين كان يعكف في المنافي الأخرى على تطوير كتابته.
أسفار في الجغرافيا والكتابة
ومن العراق اتجه الغافري أواسط السبعينيات إلى فرنسا، إذ قضى فترة من شبابه بين باريس ومونبيليه، وهناك تقاطع مع الحياة الثقافية الفرنسية، وعرفت حياته كما كتابته انفتاحاً على عوالم أكثر جدة وراهنية، ثم قادته الرغبة في دراسة الفلسفة إلى جامعة محمد الخامس بالرباط. قضى 10 سنوات من عمره في المغرب، منها خمس سنوات في طنجة باحثاً عن زمنها الأول، هناك التقى محمد شكري وجان جينيه وبول بولز، وتعقب أثر كتاب وفنانين عالميين عبروا عروس الشمال في زمن آخر لم يجده الغافري. أثمرت إقامته في المغرب عن زواجه بالإعلامية فاطمة الوكيلي التي سبقته إلى أرض الأبدية خلال الربيع الماضي، وأنجب منها يارا المحامية المقيمة في باريس. وحين كانت ترقد في باريس بسبب السرطان كتب لها على صفحته في "فيسبوك"، "هذه الطريق لك وحدك. خطاك ترفرف في المكان. انظر الآن إلى الكوخ في الغابة وقبل جبينها المعروق تلك التي كانت امرأة حياتك، النائمة المصابة بسرطان الرئة. أيتها الحقيقة المعجونة بالأعصاب تحت هذا الفجر تحت هذه الغيوم الراحلة لاأدري إلى أين! أين تلك الأيام الراعشة في باريس في البندقية وليليانو ويوغسلافيا تيتو وشاطئ الحمامات في تونس. سنوات عشر كانت الحياة معك كثمار الخليقة. تمهل أيها المرض وكن رحيماً بمن أحببت".
ديوان للشاعر (منشورات الجمل)
بعد المغرب واصل الغافري ترحاله لكن هذه المرة باتجاه القارة الجديدة، إذ قضى 10 سنوات في نيويورك، مستثمراً إيقاع الحياة الأميركية في تجربته الشعرية، كأنما سعى إلى إدخال الجاز والبلوز وأضواء الليل وهذيانات الشوارع الخلفية إلى نصوصه الشعرية التي باتت تعرف تحولاً بعد آخر وتتشكل فيها قطائع متعاقبة نحت بها إلى أن تصبح نصوصاً تتقاطع مع ما يكتب من شعر حي في أرجاء العالم، بعيداً من كل أشكال الضيق والانغلاق في الكتابة.
عاش الغافري أيضاً في لندن وغيرها، وانتهى به ترحاله إلى الإقامة في مالمو السويدية التي فارق فيها الحياة بعد أيام في قسم العناية المركزة إثر تفاقم وضعه الصحي.
شاعر ضد البؤس
عاش الغافري يدعو إلى الفرح ونبذ الضغائن والأحقاد، لذلك حظي بمكانة خاصة بين الشعراء والكتاب والأصدقاء. تجنب باكراً كل خطابات التذمر والشكوى والإحباط واليأس. كان يرى أن الإنسان لا يوجد مع الحياة على حلبة مصارعة، بل في مضمار للرقص، لذلك عليه أن يقبل عليها ويخاصرها ويعيش مباهجها، وأن يتخذ من أمراضها ومطباتها نقاطاً للتهكم والسخرية بغية تجاوزها. فحين كان ينصحه أطباؤه في السويد بالتوقف عن عاداته السيئة، خصوصاً حين استبد به مرض تليف الكبد، كان في المقابل يواصل جنونه الخاص، ويرقص في البيت على أنغام الموسيقى التي يحب، ويصور الفيديو ويبثه على صفحته، داعياً الجميع إلى الرقص والفرح في زمن يريد فيه البؤس واليأس أن يسرقا منا كل فرح.
اقرأ المزيد
في أعماله الشعرية منذ "أظلاف بيضاء" إلى "مدينة آدم"، مروراً بـ"عزلة تفيض عن الليل" و"كلما ظهر ملاك في القلعة" و"في كل أرض بئر تحلم بالحديقة" و"العابر بلا كلمة" وغيرها، كتب الغافري أحلامه وأوهامه، كتب إشراقاته وإخفاقاته، كتب حيرته وفرحه وعزلته وملذاته، كتب حياته كما عاشها أو كما كان يريد أن يعيشها. وكانت نصوصه تشبهه، وكان هو أيضاً يشبه نصوصه، فهو مثال حي للشاعر الذي يعيش مصالحة مع ذاته على نحو يدهش الجميع.
في سنواته الأخيرة كان الغافري يعرف أنه ذاهب إلى لحظته الأخيرة بإيقاع متسارع، ربما لهذا السبب صار الموت إحدى تيماته الأثيرة في الكتابة، لكنه كان ينظر إلى الموت بهدوء وابتسامة، غير آبه بوقت سيطرق فيه بابه، وهو باب لم يكن مغلقاً على أية حال. في نصوصه الأخيرة نقرأ ما يشبه الوصية: "ميت في السرير/ لكنني أرى، لهذا سأترك لكم الشعر/ يكفيني أن أرى تلويحة اليد/من أعلى السحابة".
في منتصف الصيف كتب الغافري على صفحته في "فيسبوك" "مرعبة وثقيلة خطوة الزمن"، ومع مطلع الشهر الجاري نشر تدوينته الأخيرة، "زارني نسناس كأنه أبي يطاردني في الأزقة الضيقة. ولا مهرب أنا الواقف خلف هذا الباب لا أحد ينتظر مجيئي، كأنني يتيم في هذه اللحظة وقد تبخر من رأسي دخان الأزمنة".
عاش حياة ثرية بين جغرافيات متباعدة ونقل تجربته في الترحال إلى الشعر
عبد الرحيم الخصار
الأحد 22 سبتمبر 2024م
الشاعر العماني زاهر الغافري رحل عن 67 سنة (صفحة الشاعر - فيسبوك)
ملخص
رحل الشاعر العماني زاهر الغافري في مدينة مالمو السويدية عن 67 عاما، وكان بحق شاعراً متفرداً في حياته وكتابته، عاش مترحلاً عبر أصقاع العالم وصولاً إلى مدينة مالمو، محل إقامته. وكان صدر له خلال استشفائه في أحد مستشفيات المدينة السويدية، ديوان جديد بعنوان "مدينة آدم" لم يتسن له التنعم بصدوره، وهو من ثمار تجربته الشعرية التي امتدت لأكثر من 40 عاماً، أصدر خلالها 12 ديواناً.
عاش الشاعر زاهر الغافري (مواليد 1956) "حياة واحدة"، لكنه ارتقى فيها "سلالم كثيرة"، انطلق باكراً من قريته العمانية "سرور" باتجاه العالم، موزعاً حياته على الأمكنة، محاولاً بالتالي أن تكون هذه الحياة عميقة وشاسعة وثرية. اللافت في ترحال صاحب "حياة واحدة سلالم كثيرة" أنه اختار العيش لأعوام متفرقة في جغرافيات متباعدة ومختلفة كلياً، إن على مستوى الطقس أو الثقافة أو أساليب العيش، لكنه كان يعيش في كل بلد بطريقته الخاصة، حيث الانغماس في الحياة والانخراط في مباهجها، والاحتفاء بتفاصيلها ودقائقها، والاغتراف من مياهها العذبة، بعيداً من كل ما يكدر صفو القصيدة.
كان يؤمن بأن إحداثيات الشعر تنتهي عند نقطتين هما المكان والزمان، فإذا كان المكان هو حاضنة الأحداث ومنبع الحنين ومصبه، ومضمار التفاعلات النفسية، فإن الزمان بالنسبة إليه لا يعني بالضرورة المدة التي استغرقتها الحياة في الأمكنة، بل الطريقة التي تشكلت بها هذه الحياة. لذلك قادته فلسفته الخاصة إلى قناعة مفادها أن حياة قصيرة بمزاج شاعري، وبعادات قد تبدو للآخرين سيئة، أطول من حياة أخرى تحكمها قواعد الجماعة ونصائح الأطباء. كان الغافري ينتقل شعرياً في الزمن بخفة أولمبية، فيجمع في النص الواحد بين تمجيد اللحظة الراهنة والعودة المباغتة إلى المنابع الدافئة للطفولة، محاولاً في الآن ذاته ضبط المسافة بين الأمكنة التي سكن فيها والأمكنة التي سكنت فيه.
دواوين شعرية (نيل وفرات)
خرج صاحب "أزهار في بئر" من قريته صغيراً، إذ لم يكن حينها قد تجاوز عامه الـ13. وكانت رحلته الأولى خارج السلطنة في بداية شبابه باتجاه العراق من أجل الدراسة، غير أن أثر المرحلة العراقية في تجربة الغافري الشعرية كان هائلاً، فهناك سيتماس مع تحولات القصيدة الحديثة، إذ تشكلت تجربة فريدة ورائدة في الشعر العربي، هي قصيدة الستينيات في العراق. وجد الشاعر العماني الشعر الذي يشبهه أو الشعر الذي يريده، حيث التخفف من إرث ثقافي خيمت ظلاله على ساحة القصيدة العربية في المراحل الأولى لحداثة الكتابة، وحيث الانطلاق في كتابة التجربة الذاتية بمختلف الدقائق التي تلتقطها الحواس بكامل طراوتها، بعيداً من الاشتغالات الذهنية وما يرافقها من تعتيم وغموض يرهق الشاعر والقارئ على السواء. لم يكن هذا التأثير مباشراً، فالغافري كان يعيش خلال تلك الحقبة طفولة الكتابة، غير أن ظلال الشعرية العراقية في الستينيات ظلت تلاحقه بعد مغادرة بغداد، حين كان يعكف في المنافي الأخرى على تطوير كتابته.
أسفار في الجغرافيا والكتابة
ومن العراق اتجه الغافري أواسط السبعينيات إلى فرنسا، إذ قضى فترة من شبابه بين باريس ومونبيليه، وهناك تقاطع مع الحياة الثقافية الفرنسية، وعرفت حياته كما كتابته انفتاحاً على عوالم أكثر جدة وراهنية، ثم قادته الرغبة في دراسة الفلسفة إلى جامعة محمد الخامس بالرباط. قضى 10 سنوات من عمره في المغرب، منها خمس سنوات في طنجة باحثاً عن زمنها الأول، هناك التقى محمد شكري وجان جينيه وبول بولز، وتعقب أثر كتاب وفنانين عالميين عبروا عروس الشمال في زمن آخر لم يجده الغافري. أثمرت إقامته في المغرب عن زواجه بالإعلامية فاطمة الوكيلي التي سبقته إلى أرض الأبدية خلال الربيع الماضي، وأنجب منها يارا المحامية المقيمة في باريس. وحين كانت ترقد في باريس بسبب السرطان كتب لها على صفحته في "فيسبوك"، "هذه الطريق لك وحدك. خطاك ترفرف في المكان. انظر الآن إلى الكوخ في الغابة وقبل جبينها المعروق تلك التي كانت امرأة حياتك، النائمة المصابة بسرطان الرئة. أيتها الحقيقة المعجونة بالأعصاب تحت هذا الفجر تحت هذه الغيوم الراحلة لاأدري إلى أين! أين تلك الأيام الراعشة في باريس في البندقية وليليانو ويوغسلافيا تيتو وشاطئ الحمامات في تونس. سنوات عشر كانت الحياة معك كثمار الخليقة. تمهل أيها المرض وكن رحيماً بمن أحببت".
ديوان للشاعر (منشورات الجمل)
بعد المغرب واصل الغافري ترحاله لكن هذه المرة باتجاه القارة الجديدة، إذ قضى 10 سنوات في نيويورك، مستثمراً إيقاع الحياة الأميركية في تجربته الشعرية، كأنما سعى إلى إدخال الجاز والبلوز وأضواء الليل وهذيانات الشوارع الخلفية إلى نصوصه الشعرية التي باتت تعرف تحولاً بعد آخر وتتشكل فيها قطائع متعاقبة نحت بها إلى أن تصبح نصوصاً تتقاطع مع ما يكتب من شعر حي في أرجاء العالم، بعيداً من كل أشكال الضيق والانغلاق في الكتابة.
عاش الغافري أيضاً في لندن وغيرها، وانتهى به ترحاله إلى الإقامة في مالمو السويدية التي فارق فيها الحياة بعد أيام في قسم العناية المركزة إثر تفاقم وضعه الصحي.
شاعر ضد البؤس
عاش الغافري يدعو إلى الفرح ونبذ الضغائن والأحقاد، لذلك حظي بمكانة خاصة بين الشعراء والكتاب والأصدقاء. تجنب باكراً كل خطابات التذمر والشكوى والإحباط واليأس. كان يرى أن الإنسان لا يوجد مع الحياة على حلبة مصارعة، بل في مضمار للرقص، لذلك عليه أن يقبل عليها ويخاصرها ويعيش مباهجها، وأن يتخذ من أمراضها ومطباتها نقاطاً للتهكم والسخرية بغية تجاوزها. فحين كان ينصحه أطباؤه في السويد بالتوقف عن عاداته السيئة، خصوصاً حين استبد به مرض تليف الكبد، كان في المقابل يواصل جنونه الخاص، ويرقص في البيت على أنغام الموسيقى التي يحب، ويصور الفيديو ويبثه على صفحته، داعياً الجميع إلى الرقص والفرح في زمن يريد فيه البؤس واليأس أن يسرقا منا كل فرح.
اقرأ المزيد
في أعماله الشعرية منذ "أظلاف بيضاء" إلى "مدينة آدم"، مروراً بـ"عزلة تفيض عن الليل" و"كلما ظهر ملاك في القلعة" و"في كل أرض بئر تحلم بالحديقة" و"العابر بلا كلمة" وغيرها، كتب الغافري أحلامه وأوهامه، كتب إشراقاته وإخفاقاته، كتب حيرته وفرحه وعزلته وملذاته، كتب حياته كما عاشها أو كما كان يريد أن يعيشها. وكانت نصوصه تشبهه، وكان هو أيضاً يشبه نصوصه، فهو مثال حي للشاعر الذي يعيش مصالحة مع ذاته على نحو يدهش الجميع.
في سنواته الأخيرة كان الغافري يعرف أنه ذاهب إلى لحظته الأخيرة بإيقاع متسارع، ربما لهذا السبب صار الموت إحدى تيماته الأثيرة في الكتابة، لكنه كان ينظر إلى الموت بهدوء وابتسامة، غير آبه بوقت سيطرق فيه بابه، وهو باب لم يكن مغلقاً على أية حال. في نصوصه الأخيرة نقرأ ما يشبه الوصية: "ميت في السرير/ لكنني أرى، لهذا سأترك لكم الشعر/ يكفيني أن أرى تلويحة اليد/من أعلى السحابة".
في منتصف الصيف كتب الغافري على صفحته في "فيسبوك" "مرعبة وثقيلة خطوة الزمن"، ومع مطلع الشهر الجاري نشر تدوينته الأخيرة، "زارني نسناس كأنه أبي يطاردني في الأزقة الضيقة. ولا مهرب أنا الواقف خلف هذا الباب لا أحد ينتظر مجيئي، كأنني يتيم في هذه اللحظة وقد تبخر من رأسي دخان الأزمنة".