الممثلة العراقية سمر محمد: تجسيد دور الملكة زنوبيا حلم لم يعد ممكنا

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الممثلة العراقية سمر محمد: تجسيد دور الملكة زنوبيا حلم لم يعد ممكنا

    الممثلة العراقية سمر محمد: تجسيد دور الملكة زنوبيا حلم لم يعد ممكنا


    سمر محمد واحدة من أهم الفنانات العراقيات التي قادتها الصدفة نحو عالم الفن.
    الاثنين 2024/09/16
    ShareWhatsAppTwitterFacebook

    ممثلة نجحت في إثبات موهبتها

    بغداد - قادتها الصدفة نحو طرق الفن، فوقفت على خشبة المسرح وهي لا تزال بنت التسع سنوات في مسرحية “رجال وفئران”، ثم توالت التجارب بين المسرح والدراما والتقديم الإذاعي، حتى أصبحت اليوم سمر محمد، واحدة من أهم الفنانات العراقيات.

    وفي استعادة لتفاصيل الخطوات الأولى في عالم الفن تقول الفنانة “الصدفة قادتني نحو طريق الفن حيث لم أكن أخطط أو أتوقع بأنني سأكون ممثلة في يوم ما، على الرغم من أن لدي شغف تقليد الفنانين منذ الصغر. الحكاية بدأت عندما كنت أرافق أخي الموسيقي في نادي الفنون في الموصل، حيث كنت أشاهد التمارين المسرحية التي كانت تجري في النادي.. وعمري يكاد لا يتجاوز التسع سنوات، حينها كانت تعرض مسرحية بعنوان ‘رجال وفئران’، من حسن الحظ في أحد الأيام غابت إحدى الفنانات في المسرحية وأنا كنت حافظة دورها لمتابعتي الخفية المستمرة للمسرحية، فما كان للقائمين على المسرحية خيار آخر إلا أنا فتم اختياري لأداء الدور بمساعدة الفنان الراحل أستاذي شفاء العمري”.

    وتكشف أن “المنعطف الفني الآخر المهم في حياتي كان حين انتقلنا للسكن من الموصل إلى بغداد عام 1957، وبعد سنوات على تجربتي المسرحية الأولى جاء الفنان الراحل شفاء العمري قاصدا بيتنا ليتحدث مع أخي عن إمكانية مشاركتي في مسرحية جديدة في الموصل اسمها ‘أوديب ملكا’، فوافق أخي لكنني واجهت رفضا من قبل أفراد أسرتي، بعدها وافقوا بشرط أن ترافقني والدتي إلى الموصل إلى حين انتهاء العرض المسرحي وكان عمري حينها 13 سنة، عرضت المسرحية ونلت قبول الجمهور”.

    المخرجون وضعوني في قالب معين من الأدوار المكررة في الدراما، فغالبا أظهر بدور الأم المسالمة المغلوب على أمرها

    وتدين الفنانة للفنان شفاء العمري الذي تقول إنه “قدم لي الدعم الكامل وعلمني كل الأساليب والنظريات التي كانت تدرس في كليات ومعاهد الفنون الجميلة من حيث الإلقاء والصوت وتاريخ المسرح والتكنيك وإعداد الممثل إلى آخره كوني لم أدرس الفن أكاديميا”.

    الصدفة لعبت معها دورا آخر في دخولها عالم التلفزيون، حيث تقول “حينما شاهدني المخرج الراحل كارلو هارتيون قرب مبنى الإذاعة والتلفزيون في الصالحية، سألني عن أعمالي المسرحية التي قدمتها في الموصل، ورشحني للعمل في التمثيلية العراقية ‘السنطور’. كانت أول أعمالي التلفزيونية عام 1974 في بغداد، بعدها توالت الأعمال التلفزيونية وانتميت إلى الفرقة القومية للتمثيل عام 1981”.

    وفي حوار لها مع وكالة الأنباء العراقية، تؤكد سمر محمد أن للموصل دورا كبيرا في تكوين ملامح شخصيتها الفنية، حيث تقول “الموصل علمتني الالتزام والتقاليد وكيفية أداء الشخصية بكل شغف وحرص، لذلك الموصل لها الفضل الكبير علي”.

    لكنها توضح أن والدها لو كان حيا “لن يقبل ظهوري في التلفزيون، لكن لو يعرف حب الناس الكبير واحترام الجمهور لي أكيد سيكون فخورا بي”.

    ورغم أنها جسدت الكثير من الأدوار التلفزيونية التي مازالت راسخة في ذاكرة الجمهور، إلا أن معظم أدوارها كانت ثانوية، لكنها ترى أن ذلك لا يهمها إطلاقا، بل المهم “كون أدواري الثانوية كانت مؤثرة وقريبة من الناس وحققت نجاحا وتركت بصمة في خارطة الفن العراقي، من منا لا يتذكر دوري في مسلسل ‘عالم الست وهيبة’ ودوري في مسلسل ‘ذئاب الليل’، وكذلك مسلسل ‘الأماني الضالة’ وغيرها من الأعمال، ليست الغاية أن يجسد الفنان دورا رئيسا بل ما يمكن أن يحققه من تأثير من ذلك الدور حتى وإن كان دورا بسيطا”، لكنها ترجح أن تكون ظلمت في هذا الجانب، كما تعتقد أن المخرجين وضعوها في قالب متكرر من الأدوار.

    وتوضح ذلك بالقول “المخرجون وضعوني في قالب معين من الأدوار المكررة المحددة في الدراما، فغالبا أظهر بدور الأم المسالمة المغلوب على أمرها، فلم أجسد مثلا دور الشريرة إلا قليلا، لربما الجمهور لم يتقبلني بأدوار سلبية مغايرة عن أدواري التي عرفت بها، لكن لا أخفيك أتمنى أن أخرج من نمطية أدواري وأجسد دورا مغايرا سلبيا”.

    وفي حديث عن أكثر الأدوار التي تحلم بتجسيدها، تقول سمر محمد “كنت أتمنى أن أجسد شخصية الملكة زنوبيا ملكة تدمر، قرأت كثيرا عن هذه الشخصية التاريخية، لكن لا أعتقد أن عمري الآن يسمح بأداء الشخصية، لو كان سابقا لكان ممكنا”.

    أما أكثر دور لعبته ويشبهها كثيرا في الواقع، فأوضحت أنه دورها في مسلسل “قميص من حلك الذيب” للمخرج علي أبوسيف الذي أنتج عام 2007.

    سمر محمد: الموصل علمتني الالتزام والتقاليد وكيفية أداء الشخصية بكل شغف وحرص، لذلك الموصل لها الفضل الكبير علي

    وفي أحد حواراتها التلفزونية سابقا، تطرقت الفنانة إلى داء التعالي والنرجسية لدى بعض الفنانات العراقيات، وهي ترى أن “الحالة مازالت موجودة لاسيما بين الجيل الفني الجديد، يبدو أن المنافسة شرسة ما بين الجيل الجديد داخل أسوار الفن”.

    وفي تقييمها للإنتاج الدرامي العراقي تقول الفنانة “بدأنا نضع قدمنا على أولى خطوات النجاح، لكن للأسف إنتاجنا الغزير أفرز لنا كما وليس نوعا في الأعمال الدرامية العراقية في الموسم الأخير، إلا بعض الأعمال التي تميزت وحققت النوع في الدراما لكن النسبة الأكبر لم تكن ضمن مستوى الطموح والحلم الذي ننشده”.

    وتتفق سمر محمد مع كلام الفنان الراحل نور الشريف الذي قال ذات يوم “إن نهاية أي فنان تتجسد في تأمينه لمستقبل أولاده في مقابل التنازل عن فنه وتقديم أعمال غير مقتنع بها”، فهي ترى أن “الفنان يضطر أحيانا إلى أن يقدم أعمالا غير مقتنع بها ولا تروق له من الناحية الفنية من أجل تأمين لقمة العيش لأسرته، أنا مثلا اشتركت في أعمال لم تكن دون المقبول بل كانت متوسطة بسبب الوضع المادي، وأرفض أن أشترك في عمل سيئ من ناحية الدور والفكرة، لذلك رفضت عروض 4 مسلسلات في رمضان الماضي بسبب الأدوار التي اقترحت علي وكانت دون المقبول ولا تليق باسمي وتاريخي الفني”.

    وإلى جانب أدوارها في المسرح والدراما، كانت الفنانة سمر محمد أول الأصوات الفنية التي انطلقت عبر إذاعة جمهورية العراق من الموصل عام 2017، مع بدء عمليات “قادمون يا نينوى” وواجهت الإرهاب من خلال البرامج والإبداعات التمثيلية الموجهة ضد داعش، وتصف ذلك بالقول “كانت لحظات لا توصف في فترة حرجة جدا، الإرهاب يهدد الأبرياء في مدينة الموصل ونحن نواجهه من خلال إذاعة جمهورية العراق، ونفضح ونندد ببشاعتهم.. بمساندة مدير الإذاعة آنذاك الأستاذ عباس عبود. المفارقة المضحكة أنني كنت الشخصية المعروفة الوحيدة التي تقدم البرامج فكنت في مرمى الإرهاب دائما، بكينا كثيرا حين كان أهالي الموصل يتصلون بنا ويناشدون مساعدتهم وبعضهم ساعدونا، أتذكر أم أحمد وأم لؤي كانتا تزوداننا ببعض الإحداثيات ومكان تواجد داعش وكنا نوصل المعلومات إلى الأمن الوطني والقوات الأمنية، ويوم إعلان تحرير الموصل رقصنا وبكينا من شدة الفرح”.
يعمل...
X