مزيل بقع الحرب
في السيرة ومفارقاتها
ح6مزيل بقع الحرب
في السيرة ومفارقاتها
ح6
قرأت نص بستان الكرز لتشيخوف وسحرني
كان النص طويلا ومليئا بالتفاصيل وشخصياته كثيرة لكن هناك جملة تتكرر في النص ظلت تتردد
اين الموسيقيين
هل جاء الموسيقيون
هل وصل الموسيقيون ....
انهم قادمون
اعددت النص
وكأن تشيخوف كان يقول
وين راحوا الموسيقين الحقيقيين لخاطر الحمزة
او وينهم اللباسة كما تقول الروايات التاريخية
كثفت النص وابقيت 5شخصيات فقط هم السيدة العائدة لمنزلها واخوها جاييف وابنتها والطالب والتاجر الذي يفوز بشراء البستان اخيرا بالمزاد بعد ان اعتبره ثأرا مؤجلا
لكني بنيت فرضية العرض على انهم فرقة موسيقية يحملون الات موسيقية يعزفون نشازا
وبانتظار العازفين الحقيقيين
تلك كانت البؤرة المركزية للعرض
اجواء العرض والمعالجة انعشت مخيال الجمهور وفاجئت من على معرفة بمرجعيات النص وجمالياته
قدم العرض في منتدى المسرح عام 97
وكتبت عنه عشرات المقالات وحاز تلقيا حارا
قبل العرض
كانت شخصية البنت قد تعثرت ولم نجد ممثلة مناسبة انذاك لتمثل مع الراحلة (نغم فؤاد ) الام
فدخل شخص لا اعرفه على بروفات العرض وقال لي
جبتلك بنية ......
فقلت له
لاعيني عزلنا الكوفي شوب ...مانحتاج بنية
وقلت له نحن نحتاج الى ممثلة وليست بنت
قصة شحة الممثلات في البلاد قديمة منذ فترة دولة الخروف الاسود اق قوينلو
لم ينتج المسرح العراقي ممثلات مهمات الا كل عقد ممثلة واحدة او اثنتين اوثلاثة في احسن الاحوال
كانت مرحلة التسعيينيات تشكل جيلا جديدا خرج للتو من حرب مدمرة وغطس في حصار طويل
حصار يضرب ايضا في العظم المعرفي
كنا اشبه بطائرة مخطوفة لانعرف اين ستهبط او ستنفجر ...ردود افعال مختلفة
رويدا رويدا بدات تقاليد المسرح تتهاوى
انه الجوع ياابا سندس
والمكتبات كلها في الشارع للبيع
والساعات اليدوية لا زبائن لها
هرع المسرح بقضه وقضيضه الى ابتكار فرجة استهلاكية غطت مساحة بغداد
ولم يبقى لنا من ضوء سوى منتدى المسرح بشناشيله وبرودته التضرب بالعظم
مرة وقفت في طابور طويل للتبرع لامي المريضة بالدم فاكتشفت ان هذا الدور الطويل هو لبيع الكلى ....يا للهول
لايستطيع استاذ جامعي راتبه 11الف دينار ان يشتري طبقة بيض واحدة
اما نحن فنضع اقدامنا في الفراغ ونذهب لبيوتنا مشيا على الاقدام في اخرة الليل الدامس
كل 400 يوما تحدث مفاجأة صغيرة مثل احدهم يدعوك لتناول نصق دجاجة فتنقض عليها كما لو كنا في قناة نيوشينال جغرافي
عدا هذا كان حنفي القادم من ارض النيل الى الصالحية مجاور بناية التلفزيون هو الحل فناكل بالاجل عنده
مرقة هواء ورز بمقدار نصف كف لايكفي لعصفور ...وحنفي يبتسم على هذا الفلم المتكرر
ولكنه الحصار يا ابا سندس ....
في احد العروض كنا ستة اشخاص نتقاسم سندويج فلافل واحدة في مشهد لايحصل حتى في الافلام الهندية
لم يكن احدا منا متهىء لهذا الافلاس العالمي ونوبات القلب المتتالية بسبب السوق وتداعياته ....وتدهور العملة وانشاء مطابع محلية لطبعها
لم اكن اسمح لنفسي ان انزلق في متاهة وجنون مايحدث فاشد صخرة على جسدي وانتظر انتظارا مريرا ليس امامي غير المسرح الحقيقي ... لقد درسني قديسون .وقدمي ظلت على الارض بجسد نحيل وارتدي معطفا طويلا وثقيلا لا اجد مبررا كافيا اليوم لارتدائه.... ثمة خوف مبهم ..لكن كان هناك املا
ثمة شيء سيحصل في قابل الايام
عام 99
صدرت مجموعتي الشعرية الوحيدة
قبعات الارامل ترفرف عاليا
وهي مستلة من وجع الامهات وترملهن في هذه الحروب العبثية
بعدها بقليل طلقت الشعر بالثلاثة
وانغمست في البحث عن اسرار العرض وسحره وميكانيكيته وعناصره
كنت اريد ان اصرخ مدويا
فالمسرح اسرع الخطابات استجابة للمتغيرات
وكيف لا
والحرب على الابواب
حصلت على جريدة عربية
كانت صفحتها الاولى تقول ان دبابات رامسفيلد على ابواب حدود العراق تجري بروفات تعبوية
لكن عبارة
عمي انفلكنا
عمي اندهرنا
عمي راح اشك هدومي لم تكن قد دخلت في فضاء التلقي
كان تويتر وفيس بوك وسناب شات ويوتيوب وتيك توك وفصيلة دمهما
يجرون تجارب وبروفات تحت الارض تمهيدا لتحويل المعارك
من صواريخ عابرة للقارات
الى طائرات بدون طيار
مشفوعة بتغريدة تويترية قابلة
لاحداث حرب عالمية ثالثة
لاندري من سيكون بطلها
ربما شهد ارناؤؤط
البقية في الحلقة القادمة
قرأت نص بستان الكرز لتشيخوف وسحرني
كان النص طويلا ومليئا بالتفاصيل وشخصياته كثيرة لكن هناك جملة تتكرر في النص ظلت تتردد
اين الموسيقيين
هل جاء الموسيقيون
هل وصل الموسيقيون ....
انهم قادمون
اعددت النص
وكأن تشيخوف كان يقول
وين راحوا الموسيقين الحقيقيين لخاطر الحمزة
او وينهم اللباسة كما تقول الروايات التاريخية
كثفت النص وابقيت 5شخصيات فقط هم السيدة العائدة لمنزلها واخوها جاييف وابنتها والطالب والتاجر الذي يفوز بشراء البستان اخيرا بالمزاد بعد ان اعتبره ثأرا مؤجلا
لكني بنيت فرضية العرض على انهم فرقة موسيقية يحملون الات موسيقية يعزفون نشازا
وبانتظار العازفين الحقيقيين
تلك كانت البؤرة المركزية للعرض
اجواء العرض والمعالجة انعشت مخيال الجمهور وفاجئت من على معرفة بمرجعيات النص وجمالياته
قدم العرض في منتدى المسرح عام 97
وكتبت عنه عشرات المقالات وحاز تلقيا حارا
قبل العرض
كانت شخصية البنت قد تعثرت ولم نجد ممثلة مناسبة انذاك لتمثل مع الراحلة (نغم فؤاد ) الام
فدخل شخص لا اعرفه على بروفات العرض وقال لي
جبتلك بنية ......
فقلت له
لاعيني عزلنا الكوفي شوب ...مانحتاج بنية
وقلت له نحن نحتاج الى ممثلة وليست بنت
قصة شحة الممثلات في البلاد قديمة منذ فترة دولة الخروف الاسود اق قوينلو
لم ينتج المسرح العراقي ممثلات مهمات الا كل عقد ممثلة واحدة او اثنتين اوثلاثة في احسن الاحوال
كانت مرحلة التسعيينيات تشكل جيلا جديدا خرج للتو من حرب مدمرة وغطس في حصار طويل
حصار يضرب ايضا في العظم المعرفي
كنا اشبه بطائرة مخطوفة لانعرف اين ستهبط او ستنفجر ...ردود افعال مختلفة
رويدا رويدا بدات تقاليد المسرح تتهاوى
انه الجوع ياابا سندس
والمكتبات كلها في الشارع للبيع
والساعات اليدوية لا زبائن لها
هرع المسرح بقضه وقضيضه الى ابتكار فرجة استهلاكية غطت مساحة بغداد
ولم يبقى لنا من ضوء سوى منتدى المسرح بشناشيله وبرودته التضرب بالعظم
مرة وقفت في طابور طويل للتبرع لامي المريضة بالدم فاكتشفت ان هذا الدور الطويل هو لبيع الكلى ....يا للهول
لايستطيع استاذ جامعي راتبه 11الف دينار ان يشتري طبقة بيض واحدة
اما نحن فنضع اقدامنا في الفراغ ونذهب لبيوتنا مشيا على الاقدام في اخرة الليل الدامس
كل 400 يوما تحدث مفاجأة صغيرة مثل احدهم يدعوك لتناول نصق دجاجة فتنقض عليها كما لو كنا في قناة نيوشينال جغرافي
عدا هذا كان حنفي القادم من ارض النيل الى الصالحية مجاور بناية التلفزيون هو الحل فناكل بالاجل عنده
مرقة هواء ورز بمقدار نصف كف لايكفي لعصفور ...وحنفي يبتسم على هذا الفلم المتكرر
ولكنه الحصار يا ابا سندس ....
في احد العروض كنا ستة اشخاص نتقاسم سندويج فلافل واحدة في مشهد لايحصل حتى في الافلام الهندية
لم يكن احدا منا متهىء لهذا الافلاس العالمي ونوبات القلب المتتالية بسبب السوق وتداعياته ....وتدهور العملة وانشاء مطابع محلية لطبعها
لم اكن اسمح لنفسي ان انزلق في متاهة وجنون مايحدث فاشد صخرة على جسدي وانتظر انتظارا مريرا ليس امامي غير المسرح الحقيقي ... لقد درسني قديسون .وقدمي ظلت على الارض بجسد نحيل وارتدي معطفا طويلا وثقيلا لا اجد مبررا كافيا اليوم لارتدائه.... ثمة خوف مبهم ..لكن كان هناك املا
ثمة شيء سيحصل في قابل الايام
عام 99
صدرت مجموعتي الشعرية الوحيدة
قبعات الارامل ترفرف عاليا
وهي مستلة من وجع الامهات وترملهن في هذه الحروب العبثية
بعدها بقليل طلقت الشعر بالثلاثة
وانغمست في البحث عن اسرار العرض وسحره وميكانيكيته وعناصره
كنت اريد ان اصرخ مدويا
فالمسرح اسرع الخطابات استجابة للمتغيرات
وكيف لا
والحرب على الابواب
حصلت على جريدة عربية
كانت صفحتها الاولى تقول ان دبابات رامسفيلد على ابواب حدود العراق تجري بروفات تعبوية
لكن عبارة
عمي انفلكنا
عمي اندهرنا
عمي راح اشك هدومي لم تكن قد دخلت في فضاء التلقي
كان تويتر وفيس بوك وسناب شات ويوتيوب وتيك توك وفصيلة دمهما
يجرون تجارب وبروفات تحت الارض تمهيدا لتحويل المعارك
من صواريخ عابرة للقارات
الى طائرات بدون طيار
مشفوعة بتغريدة تويترية قابلة
لاحداث حرب عالمية ثالثة
لاندري من سيكون بطلها
ربما شهد ارناؤؤط
البقية في الحلقة القادمة
في السيرة ومفارقاتها
ح6مزيل بقع الحرب
في السيرة ومفارقاتها
ح6
قرأت نص بستان الكرز لتشيخوف وسحرني
كان النص طويلا ومليئا بالتفاصيل وشخصياته كثيرة لكن هناك جملة تتكرر في النص ظلت تتردد
اين الموسيقيين
هل جاء الموسيقيون
هل وصل الموسيقيون ....
انهم قادمون
اعددت النص
وكأن تشيخوف كان يقول
وين راحوا الموسيقين الحقيقيين لخاطر الحمزة
او وينهم اللباسة كما تقول الروايات التاريخية
كثفت النص وابقيت 5شخصيات فقط هم السيدة العائدة لمنزلها واخوها جاييف وابنتها والطالب والتاجر الذي يفوز بشراء البستان اخيرا بالمزاد بعد ان اعتبره ثأرا مؤجلا
لكني بنيت فرضية العرض على انهم فرقة موسيقية يحملون الات موسيقية يعزفون نشازا
وبانتظار العازفين الحقيقيين
تلك كانت البؤرة المركزية للعرض
اجواء العرض والمعالجة انعشت مخيال الجمهور وفاجئت من على معرفة بمرجعيات النص وجمالياته
قدم العرض في منتدى المسرح عام 97
وكتبت عنه عشرات المقالات وحاز تلقيا حارا
قبل العرض
كانت شخصية البنت قد تعثرت ولم نجد ممثلة مناسبة انذاك لتمثل مع الراحلة (نغم فؤاد ) الام
فدخل شخص لا اعرفه على بروفات العرض وقال لي
جبتلك بنية ......
فقلت له
لاعيني عزلنا الكوفي شوب ...مانحتاج بنية
وقلت له نحن نحتاج الى ممثلة وليست بنت
قصة شحة الممثلات في البلاد قديمة منذ فترة دولة الخروف الاسود اق قوينلو
لم ينتج المسرح العراقي ممثلات مهمات الا كل عقد ممثلة واحدة او اثنتين اوثلاثة في احسن الاحوال
كانت مرحلة التسعيينيات تشكل جيلا جديدا خرج للتو من حرب مدمرة وغطس في حصار طويل
حصار يضرب ايضا في العظم المعرفي
كنا اشبه بطائرة مخطوفة لانعرف اين ستهبط او ستنفجر ...ردود افعال مختلفة
رويدا رويدا بدات تقاليد المسرح تتهاوى
انه الجوع ياابا سندس
والمكتبات كلها في الشارع للبيع
والساعات اليدوية لا زبائن لها
هرع المسرح بقضه وقضيضه الى ابتكار فرجة استهلاكية غطت مساحة بغداد
ولم يبقى لنا من ضوء سوى منتدى المسرح بشناشيله وبرودته التضرب بالعظم
مرة وقفت في طابور طويل للتبرع لامي المريضة بالدم فاكتشفت ان هذا الدور الطويل هو لبيع الكلى ....يا للهول
لايستطيع استاذ جامعي راتبه 11الف دينار ان يشتري طبقة بيض واحدة
اما نحن فنضع اقدامنا في الفراغ ونذهب لبيوتنا مشيا على الاقدام في اخرة الليل الدامس
كل 400 يوما تحدث مفاجأة صغيرة مثل احدهم يدعوك لتناول نصق دجاجة فتنقض عليها كما لو كنا في قناة نيوشينال جغرافي
عدا هذا كان حنفي القادم من ارض النيل الى الصالحية مجاور بناية التلفزيون هو الحل فناكل بالاجل عنده
مرقة هواء ورز بمقدار نصف كف لايكفي لعصفور ...وحنفي يبتسم على هذا الفلم المتكرر
ولكنه الحصار يا ابا سندس ....
في احد العروض كنا ستة اشخاص نتقاسم سندويج فلافل واحدة في مشهد لايحصل حتى في الافلام الهندية
لم يكن احدا منا متهىء لهذا الافلاس العالمي ونوبات القلب المتتالية بسبب السوق وتداعياته ....وتدهور العملة وانشاء مطابع محلية لطبعها
لم اكن اسمح لنفسي ان انزلق في متاهة وجنون مايحدث فاشد صخرة على جسدي وانتظر انتظارا مريرا ليس امامي غير المسرح الحقيقي ... لقد درسني قديسون .وقدمي ظلت على الارض بجسد نحيل وارتدي معطفا طويلا وثقيلا لا اجد مبررا كافيا اليوم لارتدائه.... ثمة خوف مبهم ..لكن كان هناك املا
ثمة شيء سيحصل في قابل الايام
عام 99
صدرت مجموعتي الشعرية الوحيدة
قبعات الارامل ترفرف عاليا
وهي مستلة من وجع الامهات وترملهن في هذه الحروب العبثية
بعدها بقليل طلقت الشعر بالثلاثة
وانغمست في البحث عن اسرار العرض وسحره وميكانيكيته وعناصره
كنت اريد ان اصرخ مدويا
فالمسرح اسرع الخطابات استجابة للمتغيرات
وكيف لا
والحرب على الابواب
حصلت على جريدة عربية
كانت صفحتها الاولى تقول ان دبابات رامسفيلد على ابواب حدود العراق تجري بروفات تعبوية
لكن عبارة
عمي انفلكنا
عمي اندهرنا
عمي راح اشك هدومي لم تكن قد دخلت في فضاء التلقي
كان تويتر وفيس بوك وسناب شات ويوتيوب وتيك توك وفصيلة دمهما
يجرون تجارب وبروفات تحت الارض تمهيدا لتحويل المعارك
من صواريخ عابرة للقارات
الى طائرات بدون طيار
مشفوعة بتغريدة تويترية قابلة
لاحداث حرب عالمية ثالثة
لاندري من سيكون بطلها
ربما شهد ارناؤؤط
البقية في الحلقة القادمة
قرأت نص بستان الكرز لتشيخوف وسحرني
كان النص طويلا ومليئا بالتفاصيل وشخصياته كثيرة لكن هناك جملة تتكرر في النص ظلت تتردد
اين الموسيقيين
هل جاء الموسيقيون
هل وصل الموسيقيون ....
انهم قادمون
اعددت النص
وكأن تشيخوف كان يقول
وين راحوا الموسيقين الحقيقيين لخاطر الحمزة
او وينهم اللباسة كما تقول الروايات التاريخية
كثفت النص وابقيت 5شخصيات فقط هم السيدة العائدة لمنزلها واخوها جاييف وابنتها والطالب والتاجر الذي يفوز بشراء البستان اخيرا بالمزاد بعد ان اعتبره ثأرا مؤجلا
لكني بنيت فرضية العرض على انهم فرقة موسيقية يحملون الات موسيقية يعزفون نشازا
وبانتظار العازفين الحقيقيين
تلك كانت البؤرة المركزية للعرض
اجواء العرض والمعالجة انعشت مخيال الجمهور وفاجئت من على معرفة بمرجعيات النص وجمالياته
قدم العرض في منتدى المسرح عام 97
وكتبت عنه عشرات المقالات وحاز تلقيا حارا
قبل العرض
كانت شخصية البنت قد تعثرت ولم نجد ممثلة مناسبة انذاك لتمثل مع الراحلة (نغم فؤاد ) الام
فدخل شخص لا اعرفه على بروفات العرض وقال لي
جبتلك بنية ......
فقلت له
لاعيني عزلنا الكوفي شوب ...مانحتاج بنية
وقلت له نحن نحتاج الى ممثلة وليست بنت
قصة شحة الممثلات في البلاد قديمة منذ فترة دولة الخروف الاسود اق قوينلو
لم ينتج المسرح العراقي ممثلات مهمات الا كل عقد ممثلة واحدة او اثنتين اوثلاثة في احسن الاحوال
كانت مرحلة التسعيينيات تشكل جيلا جديدا خرج للتو من حرب مدمرة وغطس في حصار طويل
حصار يضرب ايضا في العظم المعرفي
كنا اشبه بطائرة مخطوفة لانعرف اين ستهبط او ستنفجر ...ردود افعال مختلفة
رويدا رويدا بدات تقاليد المسرح تتهاوى
انه الجوع ياابا سندس
والمكتبات كلها في الشارع للبيع
والساعات اليدوية لا زبائن لها
هرع المسرح بقضه وقضيضه الى ابتكار فرجة استهلاكية غطت مساحة بغداد
ولم يبقى لنا من ضوء سوى منتدى المسرح بشناشيله وبرودته التضرب بالعظم
مرة وقفت في طابور طويل للتبرع لامي المريضة بالدم فاكتشفت ان هذا الدور الطويل هو لبيع الكلى ....يا للهول
لايستطيع استاذ جامعي راتبه 11الف دينار ان يشتري طبقة بيض واحدة
اما نحن فنضع اقدامنا في الفراغ ونذهب لبيوتنا مشيا على الاقدام في اخرة الليل الدامس
كل 400 يوما تحدث مفاجأة صغيرة مثل احدهم يدعوك لتناول نصق دجاجة فتنقض عليها كما لو كنا في قناة نيوشينال جغرافي
عدا هذا كان حنفي القادم من ارض النيل الى الصالحية مجاور بناية التلفزيون هو الحل فناكل بالاجل عنده
مرقة هواء ورز بمقدار نصف كف لايكفي لعصفور ...وحنفي يبتسم على هذا الفلم المتكرر
ولكنه الحصار يا ابا سندس ....
في احد العروض كنا ستة اشخاص نتقاسم سندويج فلافل واحدة في مشهد لايحصل حتى في الافلام الهندية
لم يكن احدا منا متهىء لهذا الافلاس العالمي ونوبات القلب المتتالية بسبب السوق وتداعياته ....وتدهور العملة وانشاء مطابع محلية لطبعها
لم اكن اسمح لنفسي ان انزلق في متاهة وجنون مايحدث فاشد صخرة على جسدي وانتظر انتظارا مريرا ليس امامي غير المسرح الحقيقي ... لقد درسني قديسون .وقدمي ظلت على الارض بجسد نحيل وارتدي معطفا طويلا وثقيلا لا اجد مبررا كافيا اليوم لارتدائه.... ثمة خوف مبهم ..لكن كان هناك املا
ثمة شيء سيحصل في قابل الايام
عام 99
صدرت مجموعتي الشعرية الوحيدة
قبعات الارامل ترفرف عاليا
وهي مستلة من وجع الامهات وترملهن في هذه الحروب العبثية
بعدها بقليل طلقت الشعر بالثلاثة
وانغمست في البحث عن اسرار العرض وسحره وميكانيكيته وعناصره
كنت اريد ان اصرخ مدويا
فالمسرح اسرع الخطابات استجابة للمتغيرات
وكيف لا
والحرب على الابواب
حصلت على جريدة عربية
كانت صفحتها الاولى تقول ان دبابات رامسفيلد على ابواب حدود العراق تجري بروفات تعبوية
لكن عبارة
عمي انفلكنا
عمي اندهرنا
عمي راح اشك هدومي لم تكن قد دخلت في فضاء التلقي
كان تويتر وفيس بوك وسناب شات ويوتيوب وتيك توك وفصيلة دمهما
يجرون تجارب وبروفات تحت الارض تمهيدا لتحويل المعارك
من صواريخ عابرة للقارات
الى طائرات بدون طيار
مشفوعة بتغريدة تويترية قابلة
لاحداث حرب عالمية ثالثة
لاندري من سيكون بطلها
ربما شهد ارناؤؤط
البقية في الحلقة القادمة