"فاماغوستا" مسلسل عن الغزو التركي لقبرص يثير حفيظة أنقرة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • "فاماغوستا" مسلسل عن الغزو التركي لقبرص يثير حفيظة أنقرة


    "فاماغوستا" مسلسل عن الغزو التركي لقبرص يثير حفيظة أنقرة


    الخارجية التركية تستنكر عرض المسلسل معتبرة أنه "دعاية سوداء".
    الجمعة 2024/09/13
    ShareWhatsAppTwitterFacebook

    تركيا ترفض أي رواية تنبش ماضي غزوها قبرص

    لندن - أثار مسلسل “فاماغوستا” التلفزيوني جدلا واسعًا وانتقادات حادة من الجانب التركي، إذ اعتبرت تركيا أنه يشوه الحقائق التاريخية لتدخلها في قبرص عام 1974.

    وجاءت الانتقادات بعدما أعلن المخرج والممثل الرئيسي في المسلسل اليوناني أندرياس جورجيو عن موعد عرض السلسلة على منصة نتفليكس العالمية، عبر حسابه على إنستغرام، موضحا أن السلسلة تسرد قصة مستوحاة من أحداث الغزو التركي لمدينة فاماغوستا القبرصية.
    المسلسل عُرض لأول مرة على قناة “ميغا” في يناير الماضي، وحقق نجاحًا كبيرًا أدى إلى عرض الموسم الثاني منه في منتصف العام، ومن المتوقع أن يتم عرض الموسم الثالث قريبًا. كما سيبدأ عرض المسلسل على منصة نتفليكس انطلاقا من 20 سبتمبر الجاري.

    يروي المسلسل قصة عائلة مكونة من زوجين شابين وطفلهما البالغ من العمر ثلاثة أشهر، يتسبب الغزو التركي الذي تعرضت له قبرص عام 1974 في تشتتها فجأة، حيث يفقد الزوجان ابنهما الرضيع وسط الحرب ويضطران إلى الفرار من منزلهما، كما فر أغلب سكان المنطقة، ويعيشان عقودا طويلة يسكنهما هاجس معرفة المصير الغامض لطفلهما.

    بعد عقود يقرر رجل يعيش في لندن ويبلغ من العمر 50 عامًا أن يخوض رحلة العودة إلى قبرص، فيغوص في ماضي الجزيرة المضطرب محاولا إعادة توثيق ما حصل، وتفتح عودته فصولا جديدة من الأحداث التي ستغير حياة الجميع في الفيلم، وتعيد في خطوة رئيسية البحث في ماضي العائلة.

    المسلسل يروي قصة عائلة مكونة من زوجين وطفلهما يتسبب الغزو التركي لقبرص عام 1974 في تشتتها

    وصنف البعض هذا المسلسل بأنه شهادة درامية على تعقيدات الصراع القبرصي في تلك الفترة، وتلمس القصة المقترحة حكايات مشابهة وجروحا لم تشف تعاني منها عائلات قبرصية هربت من الغزو التركي الذي حول المدينة تدريجيا إلى مكان أشبه بـ”مدينة أشباح”.

    وجزيرة قبرص مقسمة منذ الغزو التركي لشطرها الشمالي في الـ20 من يوليو 1974، ردا على انقلاب قام به قوميون قبارصة يونانيون بهدف توحيد البلاد مع اليونان.

    وتمارس جمهورية قبرص، المعترف بها دوليا، سلطتها فقط على النصف الجنوبي من الجزيرة الذي تفصله منطقة عازلة، تسيطر عليها الأمم المتحدة، عن جمهورية شمال قبرص التركية المعلنة من طرف واحد ولا تعترف بها سوى أنقرة.

    واستنكرت الخارجية التركية عرض المسلسل معتبرة أنه “دعاية سوداء”، وقالت إن “المسلسل الذي سيعرض على إحدى المنصات الرقمية يمثل إهانة للضحايا من القبارصة الأتراك الذين قتلوا على يد عصابات قبرص الرومية بين عامي 1963 و1974”.



    وردا على أنباء عرض المسلسل على منصة نتفليكس العالمية قررت هيئة الإذاعة والتلفزيون التركية حظر عرض الأفلام والمسلسلات المسيئة لتركيا.

    وقال المجلس الأعلى للإعلام السمعي والبصري التركي إن “العمل المعني سيدرج فقط في فهرس نتفليكس للدولة التي بُث فيها سابقا (اليونان)، ولن يتم تضمينه في فهرس تركيا، ولا أية دولة أخرى”، مضيفاً “توصلنا إلى توافق مع المنصة الأميركية حول هذا الموضوع”.

    وتصف تركيا الغزو بأنه “عملية سلام” في قبرص هدفها حماية القبارصة الأتراك.

    ونددت وزارة الخارجية التركية الأسبوع الماضي بمسلسل “فاماغوستا”، وقالت في بيان إنه “يخدم الدعاية السوداء للإدارة القبرصية اليونانية في جنوب قبرص”.

    كما أعرب نائب وزير الثقافة التركي باتوهان مامجو عن قلقه بشأن عرض المسلسل، مشيرًا إلى أنه “يحكي قصة مشوهة لعام 1974 ويتجاهل الحقائق التاريخية ويشهّر بالجنود الأتراك الذين جلبوا السلام إلى الجزيرة”.

    ورأى نائب الوزير أنه “من غير المقبول لمنصة مثل نتفليكس، التي تستهدف جمهورًا واسعًا، أن تقدم الأحداث التاريخية بهذه الطريقة المشوهة. مثل هذا المحتوى المضلل وغير الحقيقي يشكل خطرًا على تكوين تصورات خاطئة، خاصةً في أذهان الأجيال الشابة”.

    تركيا تستثمر القوى الناعمة وتوظف الدراما التلفزيونية كسلاح لتوسيع نفوذها والتعريف بثقافتها

    والمثير للانتباه أن تركيا تستثمر القوى الناعمة وتوظف الدراما التلفزيونية كسلاح لتوسيع نفوذها والتعريف بثقافتها، وإعادة سرد أحداث تاريخية وفق روايتها الخاصة، وتحقق مسلسلاتها انتشارا خاصة في دول البلقان والدول العربية، وروسيا والصين وكوريا وفي دول أميركا الجنوبية أيضا. ورغم ذلك استنكرت أنقرة عرض رواية مخالفة لما حصل في غزوها قبرص، رغم أن الحكاية تظل عملا دراميا خياليا.

    وسبق لأنقرة أيضا أن تطرقت إلى الأزمة القبرصية في عمل درامي تركي بعنوان ” ذات مرة في قبرص”، والذي عرف بأنه مسلسل درامي تاريخي، بثته قناة “تي أر تي 1″، وتم تغيير اسمه إلى “قبرص حتى النصر”.

    وتدور أحداث المسلسل في قبرص خلال الستينات، ويستند إلى قصة “مقاومة القبارصة الأتراك ضد منظمة القبارصة اليونانيين إيوكا – بي”، وهو مبني على أعمال العنف على مستوى الجزيرة، والتي أدت إلى الحرب الأهلية بين القبارصة الأتراك واليونانيين وانتهت بالغزو التركي للجزيرة في عام 1974. ولم يلق المسلسل متابعة كبيرة، وقوبل بانتقادات حادة من شخصيات قبرصية عديدة.

    ويشار إلى أن شبكة “تي.آر.تي”، التي عرضت مسلسل “قبرص حتى النصر”، كانت مهتمة عبر إنتاجاتها الدرامية الأولى بإضفاء الطابع الأسطوري على الإمبراطورية العثمانية، بعد ذلك اختار المسؤولون الأتراك التركيز على رواية حكايات من العصر الحديث لتركيا وليس ماضيها فقط.

يعمل...
X