الصورة المتناقلة بالمزاعم الخاطئة (اكس).
هذه الصورة ليست لوميض شوهد في سماء البقاع اللبناني وسوريا FactCheck#
07-09-2024- المصدر: النهار
هالة حمصي
المتداول: صورة تظهر، وفقاً للمزاعم، "وميضا شوهد في سماء البقاع ال#لبناني ومناطق في سوريا" خلال الساعات الماضية.
الا أنّ هذا الزعم لا اساس له.
الحقيقة: الصورة قديمة، اذ تعود الى 12 تموز 2020، وفقا لملتقطها المصور الفرنسي نيكولا لوفودو Nicolas Lefaudeux، الذي كتب انها تظهر المذنب نيو وايز Comet NEOWISE في لقطة من الساحل الشمالي لمدينة فينيستير غرب بريتاني في أقصى شمال غرب فرنسا. FactCheck#
"النّهار" دقّقت من أجلكم
تظهر الصورة نقطة مضيئة في السماء تشعبت منها اذيال بألوان مختلفة. وقد نشرتها خلال الساعات الماضية حسابات عربية وأجنبية بمزاعم انها تظهر "لحظة سقوط نيزك كبير فوق البقاع اللبناني"، وايضا "وميض قوي ووهج أضاء قبل دقائق السماء في أجزاء من سوريا".
حقيقة الصورة
الا ان هذه المزاعم لا اساس لها، وفقا لما يتوصل اليه تقصي حقيقتها.
فالبحث العكسي عن الصورة يوصلنا الى مصدرها الاصلي، مهندس البصريات الفرنسي المصور نيكولا لوفودو Nicolas Lefaudeux، الذي نشرها في موقعه الالكتروني، بعنوان: Comet NEOWISE C/2020 F3، اي المذنب نيو وايز سي/2020 إف 3.
وكتب لوفودو مع الصورة: "12 تموز 2020، عند الصباح. مجموعة صور ممتازة. تم إجراء الرصد من الساحل الشمالي لمدينة فينيستير Finistère (غرب بريتاني في أقصى شمال غرب فرنسا) مع المذنب فوق المحيط، ولم يكن هناك أي تلوث ضوئي على الإطلاق. كان المنظر مذهلاً للعين، وبواسطة منظار بفتحة عدسة 100 مم. تخرج ذيول المذنب نيو وايز من الإطار، الامر الذي يعني أن الذيل أطول من 10 درجات".
وخصص لوفودو الصورة بشرح تقني موسع لكيفية التقاطها واظهار الوانها.
ونشر لوفودو الصورة في حسابه في اكس في 11 تشرين الثاني 2020، مرفقة بالشرح ذاته اعلاه.
يشار الى ان صورة لكسوف التقطها لوفودو عام 2017 فازت بجائزة أفضل مصور العام في مسابقة Insight 2018. كذلك فاز بجائزة مصور علم الفلك لعام 2020 وفقا لما اعلن المرصد الملكي في غرينتش.
نيو وايز
والمذنب نيو وايز المعروف رسميًا باسم سي/2020 إف 3 اكتُشِف في 27 آذار 2020 بواسطة مهمة نيو وايز، مستكشف الكويكبات للمسح بالأشعة تحت الحمراء واسع النطاق، وفقا لما يذكر موقع "ناسا بالعربي".
والمذنبات "أجسامٌ جليدية مكونةٌ من الجليد والصخور والغبار، تطلق عليها غالبًا تسمية كرات الثلج الكونية. وتدور هذه الأجسام حول الشمس. وعندما تقترب أكثر منها، تسخن ويبدأ ذيلان بالتدفق منها، الأول مكوّنٌ من الغاز والغبار، والثاني مكونٌ من جزيئات الغاز المشحونة كهربائيًا أو الأيونات، وهو الذيل الأيوني".
قالت إيميلي كرامر Emily Kramer، الباحثة المشاركة في الفريق العلمي لمهمة نيو وايز في مختبر الدفع النفاث، خلال مؤتمر صحافي في 15 تموز 2020، إنّ هناك "نحو 13 مليون بركة سباحة أولمبية من الماء" في مذنب نيو وايز. لذا، فإنّ هناك الكثير من الماء. وأضافت: "معظم المذنبات نصفها ماء ونصفها غبار".
"يمتلك مذنب نيو وايز ذيلين يرافقان أيّ مذنبٍ في العادة. وعندما يقترب المذنب من الشمس، يسخن، وتتدفق مواده من السطح وتتحول ذيلا. عادةً، ينسحب الغبار مع الغازات من الجليد المتسامي (الانتقال مباشرة من الحالة الصلبة إلى الحالة الغازية). وذيل الغبار هو الأثر الذي يُرى في معظم صور المذنبات. تمتلك المذنبات ذيلًا أيونيًا أيضًا مكونًا من غازٍ مؤَّينٍ منتفخٍ يُدفَع بفعل الرياح الشمسية. ويعتقد الباحثون الذين درسوا المذنب أنه قد يمتلك ذيل صوديوم أيضًا".
وقالت كرامر: "يبلغ قطر مذنب نيو وايز نحو 3 أميال (5 كيلومترات)، وهو مذنبٌ كبيرٌ بشكلٍ معتدلٍ، لكنّه ذو حجمٍ متوسطٍ تقريبًا".
وأضافت: "من النادر رؤية شيءٍ بهذا السطوع. هناك مذنباتٌ بهذا الحجم نراها بانتظام، ولكنّ أغلبها بعيدٌ عن الأرض، ولا تتميز بهذا السطوع، إنها بعيدةٌ جدًا عن الشمس والأرض لدرجةٍ تمنعنا من رصدها بالطريقة التي نرى فيها المذنب نيو وايز".
"يسافر المذنب بسرعة 40 ميلا في الثانية تقريبًا (نحو 144,000 ميل في الساعة، أو 231 الف كيلومتر في الساعة). قال جو ماسييرو Joe Masiero، نائب الباحث الرئيسي لمهمة نيو وايز، إنّ المذنب يتحرك بضعفي سرعة حركة دوران الأرض حول الشمس، ولكنّه لا يتوقع أن تستمر هذه السرعة".
النتيجة: اذاً، لا صحة للمزاعم ان الصورة المتناقلة تظهر "وميضا شوهد في سماء البقاع اللبناني ومناطق في سوريا" خلال الساعات الماضية". في الواقع، الصورة قديمة، اذ تعود الى 12 تموز 2020، وفقا لملتقطها المصوّر الفرنسي نيكولا لوفودو Nicolas Lefaudeux، الذي كتب انها تظهر المذنب نيو وايز Comet NEOWISE في لقطة من الساحل الشمالي لمدينة فينيستير غرب بريتاني في أقصى شمال غرب فرنسا