الخزف الإسلامي والزجاج من أهم تراث المدينة… مدينة الرقة وعبق تاريخها وأصالة جوهرها في «الرقة.. الأوابد والآثار»
الإثنين, 02-09-2024
| مصعب أيوب
بعد تعثر تقييم الوضع الراهن للمواقع الأثرية في مدينة الرقة إلا ما كانت تورده مصادر أهلية ومحلية للمديرية العامة للآثار والمتاحف لاسيما أن المنطقة لا تزال غير آمنة تماماً، صدر حديثاً عن الهيئة العامة السورية للكتاب دراسة علمية للباحث الآثاري الدكتور عمار عبد الرحمن بعنوان «الرقة _الأوابد والآثار» مقدماً من خلاله أهم الاكتشافات الأثرية التي توصلت إليها البعثات العالمية في منطقة الرقة في فترة ما قبل الحرب.
أهمية عالية
الموقع الإستراتيجي لمحافظة الرقة جعلها ذات أهمية عالية، لاسيما أنها تقع على مفترق طرق تجارة العالم القديم المتجهة من بلاد الرافدين إلى البحر المتوسط ومن سورية إلى الأناضول وهو ما جعلها مركزاً حضارياً ومحطة تجارية مهمة، وذلك بعد توافر التربة الخصبة والمياه الوفيرة.
كما عرفت الرقة باحتضانها لكثير من الأوابد منذ العصور القديمة وخلال العصر الإسلامي، ولعل ما دفع مؤلف هذه الدراسة إلى تقديمها هو ما أحدثته الحرب القذرة من فوضى وتدمير وسرقة ونهب لآثار تلك المنطقة ما أحدث الكثير من الأضرار الجسيمة.
أضرار ونهب
اقتصرت الدراسة على المواقع التي أجريت فيها أعمال تنقيب منهجي وتوفرت عنها تقارير ودراسات لها أهميتها البحثية والعلمية بمعطياتها ومعلوماتها بالغة الأهمية، فقدم الكتاب المواقع وفقاً لموقعها الجغرافي بدءاً من الحدود الإدارية للرقة، عند دخول النهر إليها من محافظة حلب، من ثم مواقع حوض البليخ، بدءاً من الحدود التركية وصولاً إلى مصبه بالفرات.
كما أشار الكتاب إلى تعرض التراث الثقافي المادي السوري للأضرار والتدمير، فاندثر بعضها نتيجة خروجه عن سيطرة الدولة السورية فأصاب الأذى مواقع المحافظة ومتحفها الوطني بعد أن نهبت محتوياته بالكامل، إضافة إلى نهب محتويات متحف جعبر، موضحاً أن هذه المواقع لا تزال تتعرض للتخريب والتدمير والنهب الممنهج حتى اليوم، في الوقت الذي لا يوجد فيه مسح شامل ودقيق لحجم الأذى والضرر، لتقوم هذه الدراسة بدورها بتوثيق جزء مهم وغني من تراثنا الثقافي السوري في الرقة والتعريف به، والاعتماد عليه في تقويم حال المواقع الأثرية، ومعرفة ما اندثر ونهب، وما بقي سليماً، وما يحتاج إلى أعمال ترميم وصيانة وإعادة تأهيل.
مرجع بحثي مهم
وقد استعرض الكتاب مجموعة مواقع المحافظة التي وضع بعضها على الخريطة المرفقة وفق موقعها الجغرافي، وليس وفق العصر الذي ينتمي له كل موقع، وهي كما يأتي: نهر الفرات، نهر البليخ، جبل بشري، الشويحات، تل شمس الدين، تل ممباقة، تل العبد، تل عناب السفينة، تل الشيخ حسن، تل خلاوة، تل مريبط، موقع دبسي فرج، تل فراي، تل أبو هريرة، قلعة جعبر، تل سورا، موقع هرقلة، الرقة، تل البيعة، تل جدلة، تل أسود، تل سخلان، موقع مدينة الفار، تل صبي أبيض، خربة الشنف، تل الدامشلية، تل حمام التركمان، تل مفيش، تل خويرة، موقع خراب سيار، موقع الرصافة.
وقد ذاعت شهرة المدينة بصناعة الخزف وإليها ينسب نوع معروف ومهم من الخزف الإسلامي، إضافة إلى رواج صناعة الزجاج، وهو ما جعل صناعها في المدينة يتنافسون في الإتقان والإبداع في رسوماتهم وكتاباتهم وألوانهم وأشكالهم، وللخزف أنواع عديدة منها ذو البريق المعدني وذو الزخارف والأواني.
يبرز الكتاب الأهمية التاريخية والأثرية للرقة ويعتبر بمنزلة مرجع للمهتمين والباحثين، مؤكداً مساهمة الكثير من الجهات في إنقاذ التراث السوري وحمايته وصونه، وتأتي أهمية هذه الدراسة من كون الإنسان الأول استقر بداية في منطقة الرقة وتأسست القرى الزراعية فيها منذ نشأت التاريخ، كما دجن فيها الحيوانات والنباتات البرية في تل «المريبط»، وتل «أبو هريرة».
كما ابتدع الإنسان القديم الذي عاش في هذه المنطقة صناعة الفخار في تل أسود على نهر البليخ.
كما يعرّف الكتاب مواقع المحافظة التي كانت لها مساهمتها في نشوء مراكز مدنية هي الأولى من نوعها في التاريخ، وبشكل معاصر لمدن جنوب بلاد الرافدين، كما في (تل حبوبة)، و(تل قناص)، و(تل حمام التركمان)، و(جبل عرودة).
الإثنين, 02-09-2024
| مصعب أيوب
بعد تعثر تقييم الوضع الراهن للمواقع الأثرية في مدينة الرقة إلا ما كانت تورده مصادر أهلية ومحلية للمديرية العامة للآثار والمتاحف لاسيما أن المنطقة لا تزال غير آمنة تماماً، صدر حديثاً عن الهيئة العامة السورية للكتاب دراسة علمية للباحث الآثاري الدكتور عمار عبد الرحمن بعنوان «الرقة _الأوابد والآثار» مقدماً من خلاله أهم الاكتشافات الأثرية التي توصلت إليها البعثات العالمية في منطقة الرقة في فترة ما قبل الحرب.
أهمية عالية
الموقع الإستراتيجي لمحافظة الرقة جعلها ذات أهمية عالية، لاسيما أنها تقع على مفترق طرق تجارة العالم القديم المتجهة من بلاد الرافدين إلى البحر المتوسط ومن سورية إلى الأناضول وهو ما جعلها مركزاً حضارياً ومحطة تجارية مهمة، وذلك بعد توافر التربة الخصبة والمياه الوفيرة.
كما عرفت الرقة باحتضانها لكثير من الأوابد منذ العصور القديمة وخلال العصر الإسلامي، ولعل ما دفع مؤلف هذه الدراسة إلى تقديمها هو ما أحدثته الحرب القذرة من فوضى وتدمير وسرقة ونهب لآثار تلك المنطقة ما أحدث الكثير من الأضرار الجسيمة.
أضرار ونهب
اقتصرت الدراسة على المواقع التي أجريت فيها أعمال تنقيب منهجي وتوفرت عنها تقارير ودراسات لها أهميتها البحثية والعلمية بمعطياتها ومعلوماتها بالغة الأهمية، فقدم الكتاب المواقع وفقاً لموقعها الجغرافي بدءاً من الحدود الإدارية للرقة، عند دخول النهر إليها من محافظة حلب، من ثم مواقع حوض البليخ، بدءاً من الحدود التركية وصولاً إلى مصبه بالفرات.
كما أشار الكتاب إلى تعرض التراث الثقافي المادي السوري للأضرار والتدمير، فاندثر بعضها نتيجة خروجه عن سيطرة الدولة السورية فأصاب الأذى مواقع المحافظة ومتحفها الوطني بعد أن نهبت محتوياته بالكامل، إضافة إلى نهب محتويات متحف جعبر، موضحاً أن هذه المواقع لا تزال تتعرض للتخريب والتدمير والنهب الممنهج حتى اليوم، في الوقت الذي لا يوجد فيه مسح شامل ودقيق لحجم الأذى والضرر، لتقوم هذه الدراسة بدورها بتوثيق جزء مهم وغني من تراثنا الثقافي السوري في الرقة والتعريف به، والاعتماد عليه في تقويم حال المواقع الأثرية، ومعرفة ما اندثر ونهب، وما بقي سليماً، وما يحتاج إلى أعمال ترميم وصيانة وإعادة تأهيل.
مرجع بحثي مهم
وقد استعرض الكتاب مجموعة مواقع المحافظة التي وضع بعضها على الخريطة المرفقة وفق موقعها الجغرافي، وليس وفق العصر الذي ينتمي له كل موقع، وهي كما يأتي: نهر الفرات، نهر البليخ، جبل بشري، الشويحات، تل شمس الدين، تل ممباقة، تل العبد، تل عناب السفينة، تل الشيخ حسن، تل خلاوة، تل مريبط، موقع دبسي فرج، تل فراي، تل أبو هريرة، قلعة جعبر، تل سورا، موقع هرقلة، الرقة، تل البيعة، تل جدلة، تل أسود، تل سخلان، موقع مدينة الفار، تل صبي أبيض، خربة الشنف، تل الدامشلية، تل حمام التركمان، تل مفيش، تل خويرة، موقع خراب سيار، موقع الرصافة.
وقد ذاعت شهرة المدينة بصناعة الخزف وإليها ينسب نوع معروف ومهم من الخزف الإسلامي، إضافة إلى رواج صناعة الزجاج، وهو ما جعل صناعها في المدينة يتنافسون في الإتقان والإبداع في رسوماتهم وكتاباتهم وألوانهم وأشكالهم، وللخزف أنواع عديدة منها ذو البريق المعدني وذو الزخارف والأواني.
يبرز الكتاب الأهمية التاريخية والأثرية للرقة ويعتبر بمنزلة مرجع للمهتمين والباحثين، مؤكداً مساهمة الكثير من الجهات في إنقاذ التراث السوري وحمايته وصونه، وتأتي أهمية هذه الدراسة من كون الإنسان الأول استقر بداية في منطقة الرقة وتأسست القرى الزراعية فيها منذ نشأت التاريخ، كما دجن فيها الحيوانات والنباتات البرية في تل «المريبط»، وتل «أبو هريرة».
كما ابتدع الإنسان القديم الذي عاش في هذه المنطقة صناعة الفخار في تل أسود على نهر البليخ.
كما يعرّف الكتاب مواقع المحافظة التي كانت لها مساهمتها في نشوء مراكز مدنية هي الأولى من نوعها في التاريخ، وبشكل معاصر لمدن جنوب بلاد الرافدين، كما في (تل حبوبة)، و(تل قناص)، و(تل حمام التركمان)، و(جبل عرودة).