ملتقى الشارقة الدولي للراوي يسلط الضوء على حكايات الطيور
الدورة الجديدة الرابعة والعشرون تحتفي بموريتانيا وتستضيف أكثر من 32 دولة.
الأربعاء 2024/08/28
الملتقى يعد ببرنامج مميز
تتشارك الشعوب في فعل ثقافي واجتماعي هام، هو روي القصص، وقد كان رواة القصص يلهبون المشاعر والمخيلات ويصنعون بقصصهم المروية مشافهة وجدان الأفراد منذ الصغر. وتؤكد رواية القصص على المشترك الكبير بين الشعوب، ومن هذا المنطلق تمكن ملتقى الرواية الذي ينظم سنويا بالشارقة من أن يصبح أهم التظاهرات العالمية التي تحتفي بالرواة والثقافة الشعبية.
أعلن معهد الشارقة للتراث عن تفاصيل الدورة الجديدة رقم 24 من دورات ملتقى الشارقة الدولي للراوي، والتي ستقام خلال الفترة من الثامن عشر وحتى الثاني والعشرين من شهر سبتمبر المقبل.
وقال الدكتور عبدالعزيز المسلم، رئيس معهد الشارقة للتراث، ورئيس اللجنة العليا للملتقى، في مؤتمر صحفي، إن الدورة الرابعة والعشرين من الملتقى ستقام تحت شعار “حكايات الطيور”، وسيشارك فيها 145 راويا وخبيرا وباحثا ينتمون إلى أكثر من 32 دولة.
إحياء التراث
أكد المسلم أن الملتقى يمثل منصة لاستعراض ثراء وتنوع الثقافة الشعبية وأهمية التراث الشفهي في حفظ الهوية الوطنية والثقافية. وأصبح قبلة يؤمها حملة التراث الشعبي من كل حدب، مشيرا إلى أن الشارقة عودتنا على الاحتفاء بالكنوز البشرية الحية من مختلف بلدان العالم لنقل تجاربهم وتفاعلها مع تجارب الآخرين بما يؤكد على مكانة الراوي وأهميته وقيمته.
وأكد رئيس معهد الشارقة للتراث، ورئيس اللجنة العليا للملتقى، أن الملتقى يعد واحدا من أهم الفعاليات الثقافية التي يحتفي بها معهد الشارقة للتراث سنويا، وأن اختيار شعار “حكايات الطيور” لهذا العام جاء بهدف تسليط الضوء على دور الطيور في الحكايات الشعبية وما تمثله من معان رمزية وإشارات ثقافية في مختلف المجتمعات، تعزيزا للوعي الثقافي وزيادة الفهم للتراث المشترك.
وشدد على أن أهمية هذا الملتقى الدولي تكمن في دوره البارز في الحفاظ على التراث الشفوي من خلال تجميع الحكايات والروايات الشعبية التي تعكس ثراء وتنوع الثقافات الإنسانية وتوثيق هذه الحكايات ونقلها إلى الأجيال الجديدة ما يساهم في حفظ التراث الثقافي والهوية الشعبية.
هذا وبحسب تصريحات المسلم، فقد تم اختيار موريتانيا (بلاد شنقيط) لتكون ضيف شرف الملتقى هذا العام، وذلك نظرا لما تتمتع به من رصيد كبير وغني بالتقاليد المروية والمكتوبة وتقديرا لما تمتلكه من إرث عريق في عالم الرواة والحكايات، ممثلة في الدكتور موسى ولد أبنو الشخصية الفخرية، والراوي الراحل يحي ولد الراجل الشخصية الاعتبارية، كما سيتم الاحتفاء بالتراث الحكائي الموريتاني والجهود المبذولة على المستويين الفردي والمؤسسي لحفظه من خلال الجلسة الافتتاحية للملتقى.
ومن جانبها، أكدت مديرة مركز التراث العربي التابع للمعهد المنسق العام لملتقى الشارقة الدولي للراوي عائشة الحصان الشامسي أن هذا الحدث الثقافي المتميز أصبح محطة سنوية مهمة تجمع بين التراث والحكاية وتجسد التفاعل بين الأجيال المختلفة لنقل تراثنا الثقافي والشفهي الغني وقد اختير شعار “حكايات الطيور” ليكون موضوعا لهذه الدورة لما تحمله الطيور من رمزية عميقة في ثقافات الشعوب حول العالم حيث تمثل الطيور رموزا للحرية وللسلام وللحكايات التي تسافر عبر الأزمان والحدود تحمل في أجنحتها قصصا من الماضي والحاضر لتصل بها إلى المستقبل.
وأشارت إلى أننا في ملتقى الشارقة الدولي للراوي نؤمن بأهمية الحفاظ على التراث الشفهي ونقله إلى الأجيال القادمة ومن خلال هذه الدورة نسعى إلى تسليط الضوء على حكايات الطيور التي تروي قصصا من مختلف الثقافات وتسهم في تعزيز التفاهم والتواصل بين الشعوب، مضيفة أن الملتقى هذا العام يشهد مشاركة نخبة من الحكواتيين والخبراء من مختلف دول العالم الذين سيقدمون لنا تجاربهم الفريدة وسيسهمون في إحياء هذا التراث العالمي كما سيكون هناك العديد من الورش والندوات التي تهدف إلى تنمية مهارات الحكواتيين وتعزيز قدراتهم في نقل الحكايات بأساليب مبتكرة وجذابة.
فعاليات وضيوف
روي الحكايات تراث يجمع الشعوب
كشف المؤتمر الصحفي أن الدورة الـ24 من الملتقى، ستشهد إضافات جديدة تتمحور حول ثلاث نقاط رئيسة تتسق مع جوهر الملتقى فكرة ومضمونا وهي: بطاقة الكنز البشري الحي، والتي سيتم توزيعها على الرواة المكرمين تنفيذا لبرنامج الكنوز البشرية الحية في اليونسكو وقاعة الحكاية التفاعلية مغامرة سعيد والبومة (أم كنتْ) وحديث التراث (لقاء الأجيال) وكرنفال الراوي، وهو عبارة عن مسيرة احتفالية تجوب مباني المعهد الثلاثة بمشاركة ساردي الحكايات ومنظمي الورش وطلبة المدارس.
وسوف يحتفي البرنامج الفكري بالمعارف الشعبية وحملة الموروث الثقافي وحكايات الطيور من خلال مقاربات جادة تسعى إلى استكشاف كنوز التراث ومكنوناته الزاخرة ومنافشة موضوعات علمية رصينة وثيقة الصلة بحكايات الطيور في الإمارات والخليج العربي والعالم العربي، بالإضافة إلى 37 ورشة والعديد من الفعاليات والبرامج والأنشطة المتنوعة التي تؤكد كلها أهميةَ الإسهام في رعاية الرواة وإعادة الاعتبار لهم والإيمان بقدراتهم وإمكاناتهم، وتعبر عن التقدير والوفاء لما قدموه للوطن وللأجيال الجديدة.
وتشارك في ملتقى الشارقة الدولي للراوي كل من دولة الإمارات واليمن والسودان وكينيا والنمسا وجزرالقمر والبحرين والأردن والعراق وتركيا وإنجلترا إضافة إلى الكاميرون والسعودية وفلسطين ومصر وقيرغيزستان وإسكتلندا وعمان وسوريا وتونس وإيطاليا وفنلندا والكويت والمغرب والجزائر وإسبانيا وسريلانكا وقطر وموريتانيا والصين وأستراليا والهند.
وستحلق الدورة الجديدة في فضاءات الحكايات والسرود الشعبية من خلال المجاورة الحكائية التي تعود هذا العام محملة بأفكار جديدة وشخصيات فريدة وطرائق عديدة في السرد الحكائي.
كما يصاحب هذه الدورة، التي يشارك فيها عدد من المنظمات والمراكز الثقافية والجامعات والمعاهد والجهات الحكومية، معرض حكايات الطيور في التراث الإماراتي والعربي فالعالمي بالإضافة إلى أكثر من 35 عنوانا متنوعا تسلط الضوء على شعار الدورة وما تشتمل عليه من ثراء وتنوع، وسيتم توقيعها ضمن إصدارات الملتقى.
حجاج سلامة
كاتب مصري
الدورة الجديدة الرابعة والعشرون تحتفي بموريتانيا وتستضيف أكثر من 32 دولة.
الأربعاء 2024/08/28
الملتقى يعد ببرنامج مميز
تتشارك الشعوب في فعل ثقافي واجتماعي هام، هو روي القصص، وقد كان رواة القصص يلهبون المشاعر والمخيلات ويصنعون بقصصهم المروية مشافهة وجدان الأفراد منذ الصغر. وتؤكد رواية القصص على المشترك الكبير بين الشعوب، ومن هذا المنطلق تمكن ملتقى الرواية الذي ينظم سنويا بالشارقة من أن يصبح أهم التظاهرات العالمية التي تحتفي بالرواة والثقافة الشعبية.
أعلن معهد الشارقة للتراث عن تفاصيل الدورة الجديدة رقم 24 من دورات ملتقى الشارقة الدولي للراوي، والتي ستقام خلال الفترة من الثامن عشر وحتى الثاني والعشرين من شهر سبتمبر المقبل.
وقال الدكتور عبدالعزيز المسلم، رئيس معهد الشارقة للتراث، ورئيس اللجنة العليا للملتقى، في مؤتمر صحفي، إن الدورة الرابعة والعشرين من الملتقى ستقام تحت شعار “حكايات الطيور”، وسيشارك فيها 145 راويا وخبيرا وباحثا ينتمون إلى أكثر من 32 دولة.
إحياء التراث
أكد المسلم أن الملتقى يمثل منصة لاستعراض ثراء وتنوع الثقافة الشعبية وأهمية التراث الشفهي في حفظ الهوية الوطنية والثقافية. وأصبح قبلة يؤمها حملة التراث الشعبي من كل حدب، مشيرا إلى أن الشارقة عودتنا على الاحتفاء بالكنوز البشرية الحية من مختلف بلدان العالم لنقل تجاربهم وتفاعلها مع تجارب الآخرين بما يؤكد على مكانة الراوي وأهميته وقيمته.
وأكد رئيس معهد الشارقة للتراث، ورئيس اللجنة العليا للملتقى، أن الملتقى يعد واحدا من أهم الفعاليات الثقافية التي يحتفي بها معهد الشارقة للتراث سنويا، وأن اختيار شعار “حكايات الطيور” لهذا العام جاء بهدف تسليط الضوء على دور الطيور في الحكايات الشعبية وما تمثله من معان رمزية وإشارات ثقافية في مختلف المجتمعات، تعزيزا للوعي الثقافي وزيادة الفهم للتراث المشترك.
وشدد على أن أهمية هذا الملتقى الدولي تكمن في دوره البارز في الحفاظ على التراث الشفوي من خلال تجميع الحكايات والروايات الشعبية التي تعكس ثراء وتنوع الثقافات الإنسانية وتوثيق هذه الحكايات ونقلها إلى الأجيال الجديدة ما يساهم في حفظ التراث الثقافي والهوية الشعبية.
الحدث يشهد مشاركة نخبة من الحكواتيين والخبراء من مختلف دول العالم سيقدمون تجاربهم ويحيون هذا التراث العالمي
هذا وبحسب تصريحات المسلم، فقد تم اختيار موريتانيا (بلاد شنقيط) لتكون ضيف شرف الملتقى هذا العام، وذلك نظرا لما تتمتع به من رصيد كبير وغني بالتقاليد المروية والمكتوبة وتقديرا لما تمتلكه من إرث عريق في عالم الرواة والحكايات، ممثلة في الدكتور موسى ولد أبنو الشخصية الفخرية، والراوي الراحل يحي ولد الراجل الشخصية الاعتبارية، كما سيتم الاحتفاء بالتراث الحكائي الموريتاني والجهود المبذولة على المستويين الفردي والمؤسسي لحفظه من خلال الجلسة الافتتاحية للملتقى.
ومن جانبها، أكدت مديرة مركز التراث العربي التابع للمعهد المنسق العام لملتقى الشارقة الدولي للراوي عائشة الحصان الشامسي أن هذا الحدث الثقافي المتميز أصبح محطة سنوية مهمة تجمع بين التراث والحكاية وتجسد التفاعل بين الأجيال المختلفة لنقل تراثنا الثقافي والشفهي الغني وقد اختير شعار “حكايات الطيور” ليكون موضوعا لهذه الدورة لما تحمله الطيور من رمزية عميقة في ثقافات الشعوب حول العالم حيث تمثل الطيور رموزا للحرية وللسلام وللحكايات التي تسافر عبر الأزمان والحدود تحمل في أجنحتها قصصا من الماضي والحاضر لتصل بها إلى المستقبل.
وأشارت إلى أننا في ملتقى الشارقة الدولي للراوي نؤمن بأهمية الحفاظ على التراث الشفهي ونقله إلى الأجيال القادمة ومن خلال هذه الدورة نسعى إلى تسليط الضوء على حكايات الطيور التي تروي قصصا من مختلف الثقافات وتسهم في تعزيز التفاهم والتواصل بين الشعوب، مضيفة أن الملتقى هذا العام يشهد مشاركة نخبة من الحكواتيين والخبراء من مختلف دول العالم الذين سيقدمون لنا تجاربهم الفريدة وسيسهمون في إحياء هذا التراث العالمي كما سيكون هناك العديد من الورش والندوات التي تهدف إلى تنمية مهارات الحكواتيين وتعزيز قدراتهم في نقل الحكايات بأساليب مبتكرة وجذابة.
فعاليات وضيوف
روي الحكايات تراث يجمع الشعوب
كشف المؤتمر الصحفي أن الدورة الـ24 من الملتقى، ستشهد إضافات جديدة تتمحور حول ثلاث نقاط رئيسة تتسق مع جوهر الملتقى فكرة ومضمونا وهي: بطاقة الكنز البشري الحي، والتي سيتم توزيعها على الرواة المكرمين تنفيذا لبرنامج الكنوز البشرية الحية في اليونسكو وقاعة الحكاية التفاعلية مغامرة سعيد والبومة (أم كنتْ) وحديث التراث (لقاء الأجيال) وكرنفال الراوي، وهو عبارة عن مسيرة احتفالية تجوب مباني المعهد الثلاثة بمشاركة ساردي الحكايات ومنظمي الورش وطلبة المدارس.
وسوف يحتفي البرنامج الفكري بالمعارف الشعبية وحملة الموروث الثقافي وحكايات الطيور من خلال مقاربات جادة تسعى إلى استكشاف كنوز التراث ومكنوناته الزاخرة ومنافشة موضوعات علمية رصينة وثيقة الصلة بحكايات الطيور في الإمارات والخليج العربي والعالم العربي، بالإضافة إلى 37 ورشة والعديد من الفعاليات والبرامج والأنشطة المتنوعة التي تؤكد كلها أهميةَ الإسهام في رعاية الرواة وإعادة الاعتبار لهم والإيمان بقدراتهم وإمكاناتهم، وتعبر عن التقدير والوفاء لما قدموه للوطن وللأجيال الجديدة.
وتشارك في ملتقى الشارقة الدولي للراوي كل من دولة الإمارات واليمن والسودان وكينيا والنمسا وجزرالقمر والبحرين والأردن والعراق وتركيا وإنجلترا إضافة إلى الكاميرون والسعودية وفلسطين ومصر وقيرغيزستان وإسكتلندا وعمان وسوريا وتونس وإيطاليا وفنلندا والكويت والمغرب والجزائر وإسبانيا وسريلانكا وقطر وموريتانيا والصين وأستراليا والهند.
وستحلق الدورة الجديدة في فضاءات الحكايات والسرود الشعبية من خلال المجاورة الحكائية التي تعود هذا العام محملة بأفكار جديدة وشخصيات فريدة وطرائق عديدة في السرد الحكائي.
كما يصاحب هذه الدورة، التي يشارك فيها عدد من المنظمات والمراكز الثقافية والجامعات والمعاهد والجهات الحكومية، معرض حكايات الطيور في التراث الإماراتي والعربي فالعالمي بالإضافة إلى أكثر من 35 عنوانا متنوعا تسلط الضوء على شعار الدورة وما تشتمل عليه من ثراء وتنوع، وسيتم توقيعها ضمن إصدارات الملتقى.
حجاج سلامة
كاتب مصري