مواضيع إنسانية متنوعة في مهرجان طرابلس الدولي للأفلام
منظمو المهرجان اختاروا أن تركز الأفلام المشاركة على المواضيع الإنسانية، خاصة التي تحمل رسائل الأمل والتشبث بالحياة والتغلب على الصعوبات والتحديات.
السبت 2024/08/24
ShareWhatsAppTwitterFacebook
"الأجسام أقرب مما تبدو" ينافس ضمن الأفلام القصيرة
طرابلس (لبنان) - تنعقد الدورة الحادية عشرة من مهرجان طرابلس الدولي للأفلام هذا العام بمشاركة 50 فيلما من 20 بلدا عربيا وأجنبيا، ستعرض أمام الجمهور اللبناني، مؤكدة على جهود المهرجان في الاستمرار رغم الأوضاع الاقتصادية والسياسية الحرجة.
وستحتضن مدينة طرابلس اللبنانية، من 19 حتى 25 سبتمبر المقبل، فعاليات المهرجان الذي تتنافس الأفلام المشاركة فيها على جوائز: “الفيلم الروائي الطويل”، و”الفيلم الوثائقي الطويل”، و”الفيلم الدولي القصير”، و”الفيلم العربي القصير”، و”الفيلم اللبناني القصير”، و”فيلم التحريك”.
واختار منظمو المهرجان أن تركز الأفلام المشاركة على المواضيع الإنسانية، خاصة التي تحمل رسائل الأمل والتشبث بالحياة والتغلب على الصعوبات والتحديات.
كما يهدف المهرجان إلى دعم صناع السينما، بما يعكس روح التعاون الإنساني والثقافي الذي يمثل جزءا مهما من تلاحم المجتمع الفني في لبنان وخارجه.
وتنقسم الأفلام المشاركة في المهرجان إلى 6 فئات هي: فئة الفيلم الروائي الطويل، وتشمل 9 أفلام من البرازيل واليابان والجزائر والأردن والسودان وقيرغزستان وتونس وفرنسا. فئة الفيلم الوثائقي الطويل، وتضم 7 أفلام من لبنان ومصر وإيطاليا وفرنسا وفلسطين وكندا.
أما فئة الفيلم الدولي القصير فتشمل 13 فيلما من اليونان وبريطانيا وإيران وفرنسا والهند ورومانيا. وتضم فئة الفيلم العربي القصير 6 أفلام من البحرين ومصر وسلطنة عُمان والجزائر والأردن، في حين أن فئة الفيلم اللبناني القصير تضم 5 أفلام، وكذلك فئة فيلم التحريك التي تقدم 8 أفلام من إيران ولبنان والولايات المتحدة وكوريا الجنوبية ومصر والسعودية.
ومن بين الأفلام المشاركة في المهرجان ضمن فئة الأفلام الروائية العربية القصيرة فيلم “عذرٌ أجمل من ذنب” لهاشم شرف من البحرين، و”الأجسام أقرب مما تبدو عليه” لأحمد صبحي من مصر، و”البنجري” لموسى ناصر الكندي من سلطنة عمان، و”مادونا” لجون فريد من مصر، و”نية” لإيمان عيادي من الجزائر، و”سكون” لدينا ناصر من الأردن.
وتشارك أيضا خمسة أفلام روائية قصيرة لبنانية هي “يرقة” لميشيل ونويل كسرواني، و”بتتذكّري” لداليا نمليش، و”صورة” لرحمة ريشوني، و”ملح البحر” لليلى بسمة، و”إلغاء المهمة” لأوسيان زهرة.
وفي بيان صحفي قال مدير المهرجان إلياس خلاط إن “مهرجان طرابلس للأفلام يعد منبرا للتضامن مع الإبداع وتعزيز الفن السابع، ونشر قيم الثقافة، مؤكدا أهمية استمرار إقامة الفعاليات الفنية والسينمائية في كل الظروف، باعتبار أن الفن ينتصر بكل حالاته للحياة، وأن المخرجين يعملون على إيصال رسائلهم بشكل واقعي وحقيقي وجذاب، على الرغم من كل التحديات التي يواجهونها، لاسيما في ما يتعلق بتحديد مواعيد إقامة هذه المهرجانات في معظم الأحيان، بسبب الظروف السياسية المحيطة بالمنطقة”.
وعن استمرار المهرجان رغم الأوضاع السياسية الحرجة في كل من الجنوب اللبناني وفلسطين، أوضح منظمو المهرجان أن “أفلامنا تحمل رسالة أمل وصمود تعكس الحقيقة الصعبة التي يعيشها لبنان وفلسطين”.
المهرجان يدعم صناع السينما بما يعكس روح التعاون الإنساني والثقافي الذي يمثل جزءا مهما من تلاحم المجتمع الفني
وأشار المنظمون إلى أن “تعزيز التضامن والدعم لصنّاع السينما يعكس روح التعاون الإنساني والثقافي الذي يمثل جزءًا مهمًا من تلاحم المجتمع الفني في منطقتنا الشرق أوسطية. لذلك نعبر عن تضامننا ودعمنا الكامل لصنّاع الأفلام في الجنوب وما بعد الجنوب – فلسطين المحتلة، ونقدر التحديات التي يواجهونها ونثمن جهودهم الكبيرة في تقديم الفن والابتكار رغم الظروف الصعبة”.
وتابعوا “نؤيد بشدّة استمرار تنظيم وإقامة المهرجانات السينمائية في المنطقة التي تعمل بإخلاص واجتهاد على تقديم الأعمال الفنية”، موجهين التحية “إلى كل من يسهم في صناعة سينما عربية في ظل هذه الأحداث، وتضامننا الكامل من القدس إلى رام الله، ومن حيفا إلى غزة، تحية وسلام”.
وكان منظمو المهرجان قد دعموا الحملة الرافضة لإلغاء التظاهرات الثقافية والفنية في طرابلس على خلفية الوضع الأمني في الجنوب اللبناني والحرب على غزة، وعبروا في بيان عن رفضهم “بشدّة أن تكون طرابلس مدينة غير آمنة لأي نشاط أو عمل فني أو ثقافي”.
كما شددوا في البيان -الذي دعوا المهنيين والعاملين في السينما إلى مشاركته في صفحاتهم والتوقيع عليه- على أنّ “إلغاء مهرجان سينمائي بسبب ادعاء مجموعة غير رسمية أنّه يروّج لأجندات معيّنة ويتعارض مع قيم المدينة، هو تصرف لا يمكن تبريره، خاصةً أنّ المهرجان قد حصل على موافقة الأمن العام اللبناني لعرض كافة أفلامه”.
وجاء في نص البيان “نحن كمجموعة تنتمي إلى مدينة طرابلس، وخاصةً في ظل مناسبة طرابلس عاصمة الثقافة العربية لهذا العام، نودّ التشديد على أنّ ثقافة القمع والإلغاء لا تشبهنا ولا تشبه مدينتنا، وأنّ التعبير الفني والوصول إليه حق غير مشروط للجميع، وأنّ حماية العاملين في القطاع وروّاد الأنشطة الفنية والثقافية وصون حقهم في تنظيم هذه الأنشطة أو حضورها، فوق كلّ اعتبار، ونحمّل الجهات الرسمية مسؤولية حمايتهم من أيّ أعمال قمعية من هذا النوع قد يتعرّضون لها”.
وتابع “نحن نؤمن بأنّ التعبير الفني له دور أساسي في تحريرنا من كلّ أنواع القمع الذي نرفضه بكل أشكاله الرسمية وغير الرسمية، ونطالب بتحرير الثقافة والفن في طرابلس من كافة أشكال الإلغاء والتجاذبات السياسية، وندعو العاملين والعاملات في هذا القطاع، مؤسسات وأفرادا، إلى العمل معا لخلق بنية تحتية تمكّننا من التضامن في وجه محاولات إلغاء التنوّع في مدينتنا، لتكون المساحات الثقافية في طرابلس مساحات آمنة للحوار وتقبّل الآخر، إذ أننا جميعا، بكل اختلافاتنا، نشكّل نسيج هذه المدينة”.
ShareWhatsAppTwitterFacebookالعدد كامل