"رياض نحاس" .. القدرة التقنية في تجسيد الحالة الدرامية

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • "رياض نحاس" .. القدرة التقنية في تجسيد الحالة الدرامية


    "رياض نحاس" .. القدرة التقنية في تجسيد الحالة الدرامية
    • إياد شاكر
    • 20 شباط 2014


    دمشق
    لم ينشأ في بيت ذي علاقة بالفن، لكن خاله "أديب محيش" كان المحفز الأول له للمضي في هذا الدرب، بحكم عضويته في جمعية الفنون الجميلة ما حدا به ورفاقه إلى تشكيل رابطة ثقافية انطلقت منها شرارة البدء.

    الفنان "رياض نحاس" الذي التقته مدونة وطن "eSyria" بتاريخ 10 شباط 2014؛ لتسلط الضوء على مسيرة طويلة من العطاء الفني، قال في مستهلِّ اللقاء: «كانت طفولتي الأولى عادية إلى أن أتت مرحلة الدراسة الثانوية التي احتضنت بدايات مشروعي الفني، ففي خمسينيات القرن الماضي كان للنوادي الثقافية سطوة كبيرة في حركة المجتمع وخاصة على الصعيد الفني، ففيها يُلقى الشعر وتُقدم الأغاني والمسرحيات ويتم نقدها من قبل الأصدقاء، وفي مدرستنا الثانوية تشكلت رابطة "النهضة الثقافية" التي قدمنا فيها المحاضرات والندوات النقدية وتم عرض الكثير من الأفلام السينمائية، إضافة إلى المسرحيات التي اضطررنا إلى تقديمها في منازلنا مراراً لتعذُّر إيجاد المكان، فكانت تلك المرحلة هي التي زرعت في نفسي أولى بذور الفن إلى أن حصلت على الشهادة الثانوية عام 1958، ودخلت كلية الآداب لدراسة اللغة الإنكليزية، وهناك التقيت الأستاذ "بارما" الذي قدِم من الهند لتدريسنا وكان مهتماً بالمسرح ويدرِّس الدراما في بريطانيا، ويقدم في كل سنة عرضاً مسرحياً لشكسبير، ويجسد شخصيات العرض طلابٌ من ذات القسم، فكانت آنذاك مشاركتي الأولى في مسرحية "تاجر البندقية" بدور خادم اليهودي "شايلوك"؛ وذلك زمن الوحدة بين "سورية ومصر"، ومن بين من حضروا هذه المسرحية الرئيس الراحل "جمال عبد الناصر"، وأذكر أن الأستاذ "بارما" قال لي بعد العرض: "إن لم تكن أفضل من كل الممثلين البريطانيين الذين أدوا هذا الدور، فأنت بمستواهم"، فكانت هذه الجملة هي الدافع الأساسي لي إلى التوجه فعلياً نحو الفن، وفي السنة الرابعة دعاني الدكتور "رفيق الصبان" للانضمام إلى "ندوة الفكر والفن" التي ضمت آنذاك ثلة من مثقفي العصر، وقدمنا فيها عدة عروض مسرحية "عطيل"، "يوليوس قيصر"، "رجل الأقدار"».
    للفنان "رياض نحاس" شخصية جميلة جداً يحسن استثمارها في تشخيص الأدوار، وهو إنسان ملتزم ومضحٍ ويعتبر من حجارة الأساس للمسرح القومي

    وتابع: «بعد التخرج ذهبت إلى "السعودية" بقصد التدريس لمدة عامين، وحين عدت وجدت الدكتور "الصبان" قد أنشأ فرقة الفنون الدرامية للإذاعة والتلفزيون فانضممت إليهم في العام 1963، وقدمت معهم الكثير من العروض، ومن هذه العروض "الحضيض" لـ"مكسيم غوركي"، "المعطف لـ"غوغول"، "الإسكافية الحسناء" لـ"لوركا".


    من مسلسل "حرب السنوات الأربع" 1984

    ثم قامت وزارة الثقافة بضم هذه الفرقة إلى المسرح القومي، وهناك قدمت ما يزيد على مئة عرض مسرحي لا مجال لذكرهم، وذلك تزامناً مع عملي في الإذاعة وتصوير السهرات والمسلسلات التلفزيونية والبرامج التعليمية الدرامية، وأبرز هذه الأعمال: "جدار الزمان، أبجد هوز، مسلسل الجرح القديم"، وكل ذلك بالأبيض والأسود إلى أن دخل التلفزيون الملون في الثمانينيات حياتنا، وبدأت معه رحلة طويلة حافلة بالأعمال التي أذكر منها: "حمام القيشاني، هجرة القلوب إلى القلوب، المحكوم، بصمات على جدار الزمن، أبناء القهر، سقف العالم"، إلى أن بلغ عدد الأعمال المقدمة في التلفزيون تقريباً مئة عمل».

    أما في الإذاعة فالرصيد أكبر من أن يحصى، ويخبرنا عنه مستكملاً: «تعد إذاعة "دمشق" بيتاً حقيقياً لكل من عمل في الفن، فقد كانت لي آلاف الساعات الإذاعية التي تتنوع بين مسلسلات وبرامج ثقافية وتعليمية، أذكر منها مسلسل "حكم العدالة" الذي جسدت شخصية النائب العام في نصف حلقاته تقريباً، ومن البرامج نذكر: "آفاق مسرحية، حكايات من بلدي، ظواهر مدهشة، شخصيات روائية".


    من مسرحية "تاجر البندقية" 1960

    وفي مجال الدوبلاج كانت له أيضاً مشاركتان في مسلسلي "دموع الورد"، و"وادي الذئاب"».

    وللوقوف على آراء زملاء العمل التقينا الفنان "بسام لطفي" إذ قال: «للفنان "رياض نحاس" شخصية جميلة جداً يحسن استثمارها في تشخيص الأدوار، وهو إنسان ملتزم ومضحٍ ويعتبر من حجارة الأساس للمسرح القومي».


    مع عبد اللطيف فتحي في مسرحية "الأرملة والمليون"

    كما كان لنا لقاء مع المخرجة الإذاعية "سميرة بلوط" التي أضافت: «من خلال الأعمال التي جمعتنا في الإذاعة، رأيت فيه أستاذاً للجميع في الأداء واللغة السليمة والتواضع، عدا قدرته التقنية في تجسيد الحالة الدرامية الإذاعية بكل مؤثراتها وهذا ليس بالأمر السهل؛ إذ يتطلب حصر كل الإمكانات الفنية في الصوت فقط».

    بقي أن نذكر أن الفنان "رياض نحاس" من مواليد مدينة "دمشق"، عام 1938، متزوج من الفنانة "أميمة الطاهر"، وأب لابن وحيد اسمه "عَمْرو" وهو جدّ لثلاثة أحفاد.

    تم تكريمه مرات كثيرة من قبل كل من: وزارة الثقافة، نقابة الفنانين، الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون، ونقابة السينمائيين اللبنانيين عن مجمل الأعمال التي أغنى بها الفن السوري.
    شاركغرّدأرسلأرسل
يعمل...
X