الفنان محمد عبيد لـ"العرب": أحاول تقديم حارات دمشق القديمة بكثير من الواقعية
تصوير عفوي ينقل تفاصيل الأحياء السورية بحرفية.
الجمعة 2024/08/16
ShareWhatsAppTwitterFacebook
فنان يجتهد لترك بصمة مميزة
تحضر الحارات الدمشقية القديمة كعنصر أساسي في الأعمال الفنية للفنان التشكيلي محمد عبيد الذي يسعى لتوثيقها متأثرا بطفولته وذكرياته في الأزقة والحارات الضيقة، حيث يطمح ليكون موثقا للجمال المعماري السوري، ولتراث وطنه، إلى جانب طموحه في أن يكون الفن التشكيلي في العالم العربي أكثر نضجا وحرفية.
يتميز الفنان التشكيلي محمد عبيد برؤية فنية فريدة وإبداعات تشد الانتباه بألوانها وأشكالها. من خلال مسيرته الفنية، قدم عبيد أعمالا تتجاوز حدود الرسم التقليدي، لتعكس رؤيته للعالم وتجاربه الشخصية. وفي لقاء جمعنا به، كشف لنا الفنان السوري الذي تتلمذ على أيدي أكبر الفنانين السوريين مفهومه للفن، والرسائل التي يسعى إلى إيصالها من خلال لوحاته، بالإضافة إلى مسيرته وتحدياته كفنان في هذا المجال.
شارك محمد عبيد في أول معرض له أقيم في صالة الشعب بدمشق من قبل وزارة الثقافة، وقد حصل عمله على الجائزة الأولى في المعرض وهو بعنوان “شجرة السنديان”.
بدأ الفنان التشكيلي السوري مشاركته في أول معرض سنوي أقيم في دمشق برعاية وزارة الثقافة ويضم أغلب الفنانين في سوريا من كافة الاختصاصات، شارك عبيد بلوحة عن دمشق القديمة بعنوان “سوق ساروجة” التي تصور واحدا من الأحياء الدمشقية العريقة ببنائها التاريخي القديم وأزقتها الضيقة ونوافذها المتعانقة بحميمية الماضي. وهذه المشاركة كانت أول اعتراف بأنه فنان تشكيلي من قبل الوزارة.
ويقول الفنان السوري لـ”العرب”، “أنا دمشقي، تربيت وكبرت في هذه الأحياء وتفاعلت معها بكل مكوناتها وتفاصيلها وأزقتها، وتأثرت كثيرا بهذا البناء المتعانق وتلك النوافذ التي تطل على بعضها البعض، وانعكاسات ضوء الشمس التي تترامى على الجدران فتعطيها لونا ترابيا يأخذك إلى الماضي الجميل، وأحاول في أعمالي أن أجسد صورة الحي الدمشقي العريق بشكل واقعي وبتصوير عفوي، لأنقل إلى المتلقي تفاصيله بكل أمانة وحرفية”.
ويشير عبيد إلى أن الجمهور الذي يتابع هذه الأعمال هو جمهور واسع وخاصة المغتربين خارج سوريا الذين يتوقون إلى السير في هذه الأحياء واسترجاع ذكريات الطفولة. ويوضح “أجد التشجيع الكبير من الذين يتابعون أعمالي على وسائل التواصل الاجتماعي والذين في غالبيتهم يقتنون الكثير من لوحاتي”.
ويؤكد أن الفن التشكيلي يضم الكثير من المدارس القديمة والحديثة وكلها مهمة وتكمل بعضها البعض، والفنان سواء كان واقعيا أو يتبع مدرسة تشكيلية أخرى فهو يحاول أن ينقل فكرته أو ما يجول في خاطره بطريقته الخاصة، لكنه يستدرك بالقول “طبعا المدرسة الواقعية هي أساس الفن التشكيلي لأن الفنان من خلالها ينمي مهاراته ويوظف كل أدواته لخدمة العمل”.
◙ الفنان التشكيلي محمد عبيد يتميز برؤية فنية فريدة وإبداعات تشد الانتباه بألوانها وأشكالها
ويرى الفنان السوري أن الحركة الفنية في سوريا شهدت تطورا كبيرا منذ الثمانينات من القرن الماضي ولا تزال تحافظ على رونقها من خلال المعارض الكثيرة التي ترعاها وزارة الثقافة، والتي أنتجت مجموعة كبيرة من الفنانين التشكيليين السوريين الذين اشتهروا بأعمالهم في الوطن العربي والعالم.
ويتابع التشكيلي عبيد حديثه قائلا “لقد تتلمذت منذ التسعينات من القرن الماضي على يد أكثر من فنان من الرعيل الأول للفنانين السوريين منهم ميلاد الشايب، والدكتور فاتح المدرس رحمهما الله، ومن الفنانين العالميين رمبرانت الفنان الهولندي الذي كان معروفا باستحضار الأفكار العميقة لموضوعاته وإظهار الضوء على ملامح شخصياته لتظهر عمق الانفعالات”. وأضاف “هناك تقنيات عملت على توظيفها في أعمالي باستخدام أدوات ومواد متعددة لتخدم العمل كالرسم بالسكين مع عجينة لونية دسمة”.
ويطمح الفنان السوري محمد عبيد إلى “أن يكون الفن التشكيلي في الوطن العربي أكثر نضجا وحرفية، وأن تسعى المؤسسات الثقافية لتنظيم معارض جماعية لكل الفنانين العرب لنقدم للعالم إرثنا الثقافي بأبهى صوره”.
ويرى التشكيلي السوري أن “لكل فنان رسالة وقضية يؤمن بها ويناضل من أجلها، وقضيتي ورسالتي منذ أن أيقنت أنني فنان أنه يجب علي أن أحمل شعلة نور تضيء للآخر دربه في مجال الفن والجمال بالمحبة والسلام، دائما هناك هدف لأي مبدع في هذا العالم، والرسم هو كباقي الفنون وأكثر الفنون توثيقا وتأريخا للحياة وتفاصيلها بكل ما يحصل من خلق وإبداع وتطوير بحلوها ومرها، بفرحها وحزنها، أسعى دائما إلى ترك بصماتي أينما حللت ليكون الفن رسالة محبة وسلام في حياتنا وبعدها”.
وختم قائلا “أحاول أن أوثق حارات دمشق القديمة، وأنوي أن أقيم معارض في عدة دول أوروبية لأنقل التراث الدمشقي، سأرسم دمشق بكل أسواقها لأقدمها بصيغة جميلة للمتلقي الغربي، هذه هي خططي المستقبلية”.
يذكر أن الفنان محمد عبيد ولد في العاصمة السورية دمشق وتحديدا في منطقة “المزة” عام 1966. بدأت موهبته منذ الطفولة، كان الرسم بالنسبة له موهبة لا علاقة لها بالعلم أو التعليم، وكان أول معرض فردي له في مدرسة “نجدي البغدادي” وضم خمسة وأربعين عملا بالألوان المائية وأقلام الرصاص.
خلال دراسته في المرحلة الإعدادية، حاول الفنان أن يطور نفسه وموهبته في الرسم، فالتحق بدورات تعليمية خاصة عند مجموعة من الرسامين باحثا عن فرصة لتحقيق الانطلاقة الأولى، وفرض اسمه كرسام في البداية وليس كفنان تشكيلي محترف. ثم حين أنهى مرحلة التعليم الثانوي دخل كلية الفنون الجميلة، وهناك صقل موهبته أكاديميا وتغيرت نظرته للفن التشكيلي.
◙ انبهار واضح بالمعمار السوري
ShareWhatsAppTwitterFacebook
عمر شريقي
إعلامي سوري
تصوير عفوي ينقل تفاصيل الأحياء السورية بحرفية.
الجمعة 2024/08/16
ShareWhatsAppTwitterFacebook
فنان يجتهد لترك بصمة مميزة
تحضر الحارات الدمشقية القديمة كعنصر أساسي في الأعمال الفنية للفنان التشكيلي محمد عبيد الذي يسعى لتوثيقها متأثرا بطفولته وذكرياته في الأزقة والحارات الضيقة، حيث يطمح ليكون موثقا للجمال المعماري السوري، ولتراث وطنه، إلى جانب طموحه في أن يكون الفن التشكيلي في العالم العربي أكثر نضجا وحرفية.
يتميز الفنان التشكيلي محمد عبيد برؤية فنية فريدة وإبداعات تشد الانتباه بألوانها وأشكالها. من خلال مسيرته الفنية، قدم عبيد أعمالا تتجاوز حدود الرسم التقليدي، لتعكس رؤيته للعالم وتجاربه الشخصية. وفي لقاء جمعنا به، كشف لنا الفنان السوري الذي تتلمذ على أيدي أكبر الفنانين السوريين مفهومه للفن، والرسائل التي يسعى إلى إيصالها من خلال لوحاته، بالإضافة إلى مسيرته وتحدياته كفنان في هذا المجال.
شارك محمد عبيد في أول معرض له أقيم في صالة الشعب بدمشق من قبل وزارة الثقافة، وقد حصل عمله على الجائزة الأولى في المعرض وهو بعنوان “شجرة السنديان”.
بدأ الفنان التشكيلي السوري مشاركته في أول معرض سنوي أقيم في دمشق برعاية وزارة الثقافة ويضم أغلب الفنانين في سوريا من كافة الاختصاصات، شارك عبيد بلوحة عن دمشق القديمة بعنوان “سوق ساروجة” التي تصور واحدا من الأحياء الدمشقية العريقة ببنائها التاريخي القديم وأزقتها الضيقة ونوافذها المتعانقة بحميمية الماضي. وهذه المشاركة كانت أول اعتراف بأنه فنان تشكيلي من قبل الوزارة.
ويقول الفنان السوري لـ”العرب”، “أنا دمشقي، تربيت وكبرت في هذه الأحياء وتفاعلت معها بكل مكوناتها وتفاصيلها وأزقتها، وتأثرت كثيرا بهذا البناء المتعانق وتلك النوافذ التي تطل على بعضها البعض، وانعكاسات ضوء الشمس التي تترامى على الجدران فتعطيها لونا ترابيا يأخذك إلى الماضي الجميل، وأحاول في أعمالي أن أجسد صورة الحي الدمشقي العريق بشكل واقعي وبتصوير عفوي، لأنقل إلى المتلقي تفاصيله بكل أمانة وحرفية”.
ويشير عبيد إلى أن الجمهور الذي يتابع هذه الأعمال هو جمهور واسع وخاصة المغتربين خارج سوريا الذين يتوقون إلى السير في هذه الأحياء واسترجاع ذكريات الطفولة. ويوضح “أجد التشجيع الكبير من الذين يتابعون أعمالي على وسائل التواصل الاجتماعي والذين في غالبيتهم يقتنون الكثير من لوحاتي”.
ويؤكد أن الفن التشكيلي يضم الكثير من المدارس القديمة والحديثة وكلها مهمة وتكمل بعضها البعض، والفنان سواء كان واقعيا أو يتبع مدرسة تشكيلية أخرى فهو يحاول أن ينقل فكرته أو ما يجول في خاطره بطريقته الخاصة، لكنه يستدرك بالقول “طبعا المدرسة الواقعية هي أساس الفن التشكيلي لأن الفنان من خلالها ينمي مهاراته ويوظف كل أدواته لخدمة العمل”.
◙ الفنان التشكيلي محمد عبيد يتميز برؤية فنية فريدة وإبداعات تشد الانتباه بألوانها وأشكالها
ويرى الفنان السوري أن الحركة الفنية في سوريا شهدت تطورا كبيرا منذ الثمانينات من القرن الماضي ولا تزال تحافظ على رونقها من خلال المعارض الكثيرة التي ترعاها وزارة الثقافة، والتي أنتجت مجموعة كبيرة من الفنانين التشكيليين السوريين الذين اشتهروا بأعمالهم في الوطن العربي والعالم.
ويتابع التشكيلي عبيد حديثه قائلا “لقد تتلمذت منذ التسعينات من القرن الماضي على يد أكثر من فنان من الرعيل الأول للفنانين السوريين منهم ميلاد الشايب، والدكتور فاتح المدرس رحمهما الله، ومن الفنانين العالميين رمبرانت الفنان الهولندي الذي كان معروفا باستحضار الأفكار العميقة لموضوعاته وإظهار الضوء على ملامح شخصياته لتظهر عمق الانفعالات”. وأضاف “هناك تقنيات عملت على توظيفها في أعمالي باستخدام أدوات ومواد متعددة لتخدم العمل كالرسم بالسكين مع عجينة لونية دسمة”.
ويطمح الفنان السوري محمد عبيد إلى “أن يكون الفن التشكيلي في الوطن العربي أكثر نضجا وحرفية، وأن تسعى المؤسسات الثقافية لتنظيم معارض جماعية لكل الفنانين العرب لنقدم للعالم إرثنا الثقافي بأبهى صوره”.
ويرى التشكيلي السوري أن “لكل فنان رسالة وقضية يؤمن بها ويناضل من أجلها، وقضيتي ورسالتي منذ أن أيقنت أنني فنان أنه يجب علي أن أحمل شعلة نور تضيء للآخر دربه في مجال الفن والجمال بالمحبة والسلام، دائما هناك هدف لأي مبدع في هذا العالم، والرسم هو كباقي الفنون وأكثر الفنون توثيقا وتأريخا للحياة وتفاصيلها بكل ما يحصل من خلق وإبداع وتطوير بحلوها ومرها، بفرحها وحزنها، أسعى دائما إلى ترك بصماتي أينما حللت ليكون الفن رسالة محبة وسلام في حياتنا وبعدها”.
وختم قائلا “أحاول أن أوثق حارات دمشق القديمة، وأنوي أن أقيم معارض في عدة دول أوروبية لأنقل التراث الدمشقي، سأرسم دمشق بكل أسواقها لأقدمها بصيغة جميلة للمتلقي الغربي، هذه هي خططي المستقبلية”.
يذكر أن الفنان محمد عبيد ولد في العاصمة السورية دمشق وتحديدا في منطقة “المزة” عام 1966. بدأت موهبته منذ الطفولة، كان الرسم بالنسبة له موهبة لا علاقة لها بالعلم أو التعليم، وكان أول معرض فردي له في مدرسة “نجدي البغدادي” وضم خمسة وأربعين عملا بالألوان المائية وأقلام الرصاص.
خلال دراسته في المرحلة الإعدادية، حاول الفنان أن يطور نفسه وموهبته في الرسم، فالتحق بدورات تعليمية خاصة عند مجموعة من الرسامين باحثا عن فرصة لتحقيق الانطلاقة الأولى، وفرض اسمه كرسام في البداية وليس كفنان تشكيلي محترف. ثم حين أنهى مرحلة التعليم الثانوي دخل كلية الفنون الجميلة، وهناك صقل موهبته أكاديميا وتغيرت نظرته للفن التشكيلي.
◙ انبهار واضح بالمعمار السوري
ShareWhatsAppTwitterFacebook
عمر شريقي
إعلامي سوري