التصميم فن يجمع المشاعر والعلم ليخلق حياة جديدة
التونسية هدى الكشو: التصميم الجرافيكي أحد أهم لغات الحوار بين الشعوب.
الاثنين 2024/08/12
ShareWhatsAppTwitterFacebook
المصمم هو مخطط ذو إحساس بالجمالية
استفاد فن التصميم من التكنولوجيا وخلق علاقة وطيدة بينها وبين الفن التشكيلي، ليكون نقطة التقاء هامة جعلت منه فنا له فاعليته وتأثيره الكبيران في الواقع المعاصر. “العرب” التقت الأكاديمية والفنانة التونسية هدى الكشو في حديث حول فن التصميم وواقعه.
هدى الكشو أكاديمية وفنانة تشكيلية تونسية، وجهت تجربتها في فن التصميم – وهو فن بنائي يجمع بين الفنون التشكيلية والتصميم الرقمي – وأجادت في ذلك الفن الذي يعد من الفنون قليلة الظهور بالساحة الفنية في تونس والعالم العربي.
وتسعى الكشو، من خلال تجربتها مع فن التصميم لإيجاد حلول تصميمية لبناء تكوين تصميمي متزن يجمع بين فن التصميم والفن التشكيلي، وتقديم رؤية جديدة ومنهج عقلي في بناء التصميمات التشكيلية من خلال التطور الشكلي للعناصر المختلفة الموجودة في الطبيعة وصياغتها بشكل جديد قائم على التحول والتطور الشكلي لها، من خلال عمليات الحذف والاضافة والتبسيط والتعقيد والقص والتشفير.
فن التصميم
تدرس الأكاديمية والفنانة التونسية المتخصصة بالتصميم والفن التشكيلي، الطبيعة وما تحتويه من نظم وتراكيب بنائية مختلفة، لتقدم أعمالا فنية تحتوي على أشكال ذات طبيعة عضوية وهندسية تتميز بتشابك علاقاتها وتنوع اتجاهاتها وخطوطها، مثل نظام حركة الأشكال الذي يوحي بالاستمرارية.
اجتماع الفن بالعلم في موضوع واحد يصبح ثقافة وكل ثقافة، كما ترى هدى الكشو، يجب تعميمها ونشرها
كما تركز على ما تتميز به الطبيعة من مواد، مثل تطور مادة الخشب التي تتحول لتصاميم تشكيلية مثل اللوحات والمنحوتات عبر الحفر الرقمي/القص/التشفير والنحت.
والتصميم في لوحات هدى الكشو – التي تعمل أستاذة بالمعهد العالي للفنون والحرف بصفاقس- هو فن الشكل الوظيفي، حيث إن لكل تصميم وظيفة، وكل وظيفة لها علم وأصول، وكل تصميم له أصول وجذور وفروع وأسرار علمية وتكنولوجية، بحسب قولها.
ومن هذا المنطلق، فإن التصميم في أعمالها ليس فنا فقط، بل هو فن وعلم، وعلى ذلك فإن اجتماع الفن بالعلم في موضوع واحد يصبح ثقافة، وكل ثقافة – وفقا للأكاديمية والفنانة التونسية هدى الكشو – يجب تعميمها ونشرها.
ولأن أعمالها الفنية تدور في فلك الطبيعة، فإنها تؤمن بأن اكتشاف تصاميم الطبيعة ليست ميزة يتفرد بها العلماء فقط، وأن كل ما نحتاج إليه لاكتشاف ذلك هو عين ثاقبة، وقليل من الخيال، وبعض من التقدير للجمال والأشكال. وقد نحتاج أيضا أن نلقي نظرة عن كثب إلى الأشياء المألوفة التي ربما لم نعيرها انتباهنا من قبل.
ولهدى الكشو، ولكل فنان، أسباب روحية تدفعه للتعبير عن ذاته بين الجمود والوجود، أو بين العزلة والتحرر، وبين التقليد والتجديد واختيار طرق فنية خاصة تختلف من فنان إلى آخر.
الفن الجرافيكي التشكيلي يسلط الضوء على العالم وعلاقته بالوعي والتحولات الاجتماعية ووسائل استخدامها لتعزيز الثقافة البصرية
وتبين الكشو أن المصمم هو مخطط ذو إحساس بالجمالية، حيث يعمل على تحسين شكل الأشياء الطبيعي، وترى أن فن التصميم مثل الابتكار أو الإبداع لأشياء جميلة وممتعة ونافعة للإنسان، كالتصميم في إنتاج بعض الحرف مثل النسيج، الطباعة، المعادن، النجارة، الخزف، النحت، وتصاميمها هي تنظيم وتنسيق لمجموع العناصر وخلق تناسق يجمع ما بين الجانب الجمالي والجانب النفعي في آن.
وقد نجحت الأكاديمية والفنانة التشكيلية التونسية في أن تخرج بهذه التجربة من إطارها الكلاسيكي نحو البحث عن أساليب تعبيرية متجددة في تطوير الرسوم البيانية التي تتحول بدورها إلى لوحات ومنحوتات تشكيلية بتعاضد الشكل مع المضمون للحصول على منتوج لديه العديد من الأبعاد منها الجمالي والغرضي.
وحول رؤيتها للعلاقة بين الفنون البصرية وفن التصميم، تقول الكشو إن “هناك خطا رفيعا يفصل بينهما، وإنه كثيرا ما يكون هناك جدال حول الفرق بين فن التصميم والفنون البصرية/التشكيلية، وذلك بسبب تقارب كليهما في الأدوات وبسبب التزامهما بمبادئ الفن الأساسية كالألوان والاشكال والمساحات وغيرها، إلى جانب أن المصمم قد يحتاج أحيانا إلى وسائل الفن التقليدية مثل الرسم لإخراج التصميم بشكل جيد”.
وتشير إلى أن الفن هو مفهوم شامل يضم نتاج الإنسان الإبداعي، وهو لون من ألوان الثقافة الإنسانية، والفنون المرئية البصرية مجموعة الفنون التي تهتم أساسا بإنتاج أعمال فنية تحتاج إلى تذوقها إلى الرؤية البصرية المحسوسة على اختلاف الوسائط المستخدمة في إنتاجها مثل الفنون المرئية البصرية الجرافيكية على عكس الفنون الجميلة فهي الفنون التي ترتبط بالجمال والحس المرهف اللازم لتذوقها.
التكنولوجيا والاقتصاد
حضور أنثوي بامتياز
تنوه إلى أن التصميم إنتاج عمل فني من الطبيعة ويصاغ بصياغة جديدة أي يُشكل تشكيلا جديدا، وهذا ما نطلق عليه كلمة “التشكيل الجرافيكي”.
وأما الفنون التطبيقية فترى بأنها هي الأعمال التصميمية الهندسية التي تنتج أعمالا تتصف بالجمال وتحتاج إلى الحس الفني والمهارة الهندسية لإنتاجها، مثل التصميم الصناعي الذي يجمع ما بين الرسم البياني والإنتاجية، وما بين التصميم الجرافيكي للمنتج والتعامل مع المنتج بالشكل المبتكر الذي يحقق الغرض منه.
وتؤكد الكشو على أن التصميم الجرافيكي أحد أهم لغات الحوار بين الشعوب والمجتمعات التي تعزز التفاعل الحضاري عن طريق الانفتاح على العالم الآخر بما لديه من إبداعات ثقافية وفنية لها دور أساسي في تشكيل البيئة الفنية والثقافية للمجتمع، بالإضافة إلى دورها الوظيفي كأداة اتصال مجتمعي لها صفة الجماهيرية.
وتضيف بأنه في عالم تسوده الأفكار على اختلافها، يكون للتصميم الجرافيكي دور فعال في التنمية، وأدوار أخرى تقع ضمن باب التطوير والتأثير في الفرد والمجتمع مع تطور الحاجات والضرورات، فتكون هناك استجابة تستدعيها الضرورة التصميمية المعاشية على نحو يعزز المفهوم الفكري حسب خصوصيته وتفرده، بتقاليده وموروثه، وهنا تأتي أهمية القدرة على إيصال ما ينطوي عليه العمل الفني من أفكار ورؤى ومعان إلى المتلقي باستعمال مهارات المصمم وخياله الخصب وخبرته في إبداع وصياغة موضوعات وخبرات جمالية يقدمها للآخرين، ليكون فن التصميم الجرافيكي – هنا – هو جسر الاتصال ما بين المصمم وجمهوره المتلقي.
وتشدد الكشو على أنه عندما يتحول فن التصميم الجرافيكي إلى الفن التشكيلي تولد علاقة وطيدة بين الفنون، لتصبح أحد أهم لغات الحوار بين الشعوب والمجتمعات التي تعزز التفاعل الحضاري عن طريق الانفتاح على العالم الآخر بما لديه من إبداعات ثقافية وفنية لها دور أساسي في تشكيل البيئة الفنية والثقافية للمجتمع، بالإضافة إلى دورها الوظيفي كأداة اتصال مجتمعي لها صفة الجماهيرية.
وتلفت إلى أن العمل الفني الجرافيكي التشكيلي يهدف إلى تسليط الضوء على العالم وعلاقته بالوعي وبالتحولات الاجتماعية ووسائل استخدامها في تعزيز الثقافة البصرية، حيث أنه شكل من أشكال التواصل البصري لتبادل المعلومات، والأفكار، والاستجابة للقضايا المحلية والعالمية وتعزيز المنتجات والخدمات، وهو يعتبر أكثر أشكال الفن المعاصر قوة وأكثرها تأثيرا.
التصميم في لوحات هدى الكشو هو فن الشكل الوظيفي، حيث إن لكل تصميم وظيفة، وكل وظيفة لها علم وأصول، وكل تصميم له أصول وجذور وفروع وأسرار علمية وتكنولوجية
وهكذا فقد جاءت الفنون الجرافيكية في تصميمات هدى الكشو لتضفي شكلا بصريا جديدا ومبتكرا للعرض في صورة جذابة من المسـتحدثات التكنولوجية بأسلوب جديد وشيق، في مزج بين التصميم الرسومي والأشكال والصور والرموز معا لتمكين وتحقيق التعلم البصري بطريقه أسهل وأسرع في الادراك والفهم.
ولعل ذلك يرجع بحسب الكشو إلى أن التصميمات “الأنفوجرافيكية” توفر أساليب وتقنيات مختلفة من حيث طريقة عرض المعلومات، منها العرض الثابت والمتحرك والتفاعلي، وبناء عليه يمكن توظيف الأنفوجرافيك التفاعلي في تنمية مهارات الإدراك البصري وتنمية إدراك وتفسير المفاهيم والبيانات المعقدة، وذلك عن طريق ابتكار تصميمات أنفوجرافيك تفاعلية غير تقليدية ذات تقنيات وطرق حديثة تزيد من كفاءة الفرد لتلقي المفاهيم والمعلومات المختلفة.
وحول حضور المرأة في مجال فن التصميم، تقول الفنانة هدى الكشو إن إستراتيجية الفن وممارسته ليس فيها تمييز بين رجل وامرأة، في الخلق والإبداع أيا كان جنسه وعمره، وإن الموهبة يمكن لها أن تظهر وتصقل وتتطور عند المرأة والرجل على حد سواء.
وتتابع بالقول إن فن التصميم، أو فن الليزر– الذي يستخدم غالبا في نحت الأخشاب – من أحدث الفنون حيث يجمع بين التكنولوجيا والتشكيلي. وأن الحركة النسوية المعاصرة دفعت الكثير من الفنانات النساء للبحث عن طرق جديدة للتعبير الفني، مثل ممارستها لأنواع فنون جديدة مثل فن الليزر للتخلص من الهيمنة الذكورية ذات التاريخ الطويل في فن الرسم والنحت التقليديين. لذلك أدخلت الكثير من الفنانات النسويات أدوات وخامات مرتبطة بالمرأة في أعمالهن الفنية، خاصة النسيج المرتبط ذهنيا وتاريخيا بالنساء، ومزجه مع الفنون التكنولوجية، كما في أعمال الفنانات غونتا ستولزل وشيلا هيكس.
وتعتقد الكشو أن الفنون قادرة على إنعاش الوضع الاقتصادي للدولة، وتحسين المستوى المعيشي لمواطنيها، وذلك من خلال خلق فرص عمل جديدة، والحد من تفشي ظاهرة البطالة في المجتمع، بالإضافة إلى دعم قطاع السياحة وجذب السياح الشغوفين بها، والذين عادة ما يمكثون فترات أطول ويكونون أكثر استعدادا للإنفاق من غيرهم من السياح.
كما تعتقد أن الفنون تعتبر دعامة مهمة من دعامات الاقتصادات القوية المتقدمة، وعنصرا مؤثرا في ميزانيات الدول ومعدلات نموها الاقتصادية، ولعل أبرز دليل على ذلك – وفقا لقولها – ما كشفت عنه تقارير المسح السنوية للعديد من الدول المهتمة بأمور الفن والفنانين على اختلافها أن مجموع الأرباح السنوية العائدة من هذا القطاع مرتفعة وتساهم في دعم اقتصاد الدولة والدخل المعيشي للأفراد.
ShareWhatsAppTwitterFacebook
حجاج سلامة
كاتب مصري
التونسية هدى الكشو: التصميم الجرافيكي أحد أهم لغات الحوار بين الشعوب.
الاثنين 2024/08/12
ShareWhatsAppTwitterFacebook
المصمم هو مخطط ذو إحساس بالجمالية
استفاد فن التصميم من التكنولوجيا وخلق علاقة وطيدة بينها وبين الفن التشكيلي، ليكون نقطة التقاء هامة جعلت منه فنا له فاعليته وتأثيره الكبيران في الواقع المعاصر. “العرب” التقت الأكاديمية والفنانة التونسية هدى الكشو في حديث حول فن التصميم وواقعه.
هدى الكشو أكاديمية وفنانة تشكيلية تونسية، وجهت تجربتها في فن التصميم – وهو فن بنائي يجمع بين الفنون التشكيلية والتصميم الرقمي – وأجادت في ذلك الفن الذي يعد من الفنون قليلة الظهور بالساحة الفنية في تونس والعالم العربي.
وتسعى الكشو، من خلال تجربتها مع فن التصميم لإيجاد حلول تصميمية لبناء تكوين تصميمي متزن يجمع بين فن التصميم والفن التشكيلي، وتقديم رؤية جديدة ومنهج عقلي في بناء التصميمات التشكيلية من خلال التطور الشكلي للعناصر المختلفة الموجودة في الطبيعة وصياغتها بشكل جديد قائم على التحول والتطور الشكلي لها، من خلال عمليات الحذف والاضافة والتبسيط والتعقيد والقص والتشفير.
فن التصميم
تدرس الأكاديمية والفنانة التونسية المتخصصة بالتصميم والفن التشكيلي، الطبيعة وما تحتويه من نظم وتراكيب بنائية مختلفة، لتقدم أعمالا فنية تحتوي على أشكال ذات طبيعة عضوية وهندسية تتميز بتشابك علاقاتها وتنوع اتجاهاتها وخطوطها، مثل نظام حركة الأشكال الذي يوحي بالاستمرارية.
اجتماع الفن بالعلم في موضوع واحد يصبح ثقافة وكل ثقافة، كما ترى هدى الكشو، يجب تعميمها ونشرها
كما تركز على ما تتميز به الطبيعة من مواد، مثل تطور مادة الخشب التي تتحول لتصاميم تشكيلية مثل اللوحات والمنحوتات عبر الحفر الرقمي/القص/التشفير والنحت.
والتصميم في لوحات هدى الكشو – التي تعمل أستاذة بالمعهد العالي للفنون والحرف بصفاقس- هو فن الشكل الوظيفي، حيث إن لكل تصميم وظيفة، وكل وظيفة لها علم وأصول، وكل تصميم له أصول وجذور وفروع وأسرار علمية وتكنولوجية، بحسب قولها.
ومن هذا المنطلق، فإن التصميم في أعمالها ليس فنا فقط، بل هو فن وعلم، وعلى ذلك فإن اجتماع الفن بالعلم في موضوع واحد يصبح ثقافة، وكل ثقافة – وفقا للأكاديمية والفنانة التونسية هدى الكشو – يجب تعميمها ونشرها.
ولأن أعمالها الفنية تدور في فلك الطبيعة، فإنها تؤمن بأن اكتشاف تصاميم الطبيعة ليست ميزة يتفرد بها العلماء فقط، وأن كل ما نحتاج إليه لاكتشاف ذلك هو عين ثاقبة، وقليل من الخيال، وبعض من التقدير للجمال والأشكال. وقد نحتاج أيضا أن نلقي نظرة عن كثب إلى الأشياء المألوفة التي ربما لم نعيرها انتباهنا من قبل.
ولهدى الكشو، ولكل فنان، أسباب روحية تدفعه للتعبير عن ذاته بين الجمود والوجود، أو بين العزلة والتحرر، وبين التقليد والتجديد واختيار طرق فنية خاصة تختلف من فنان إلى آخر.
الفن الجرافيكي التشكيلي يسلط الضوء على العالم وعلاقته بالوعي والتحولات الاجتماعية ووسائل استخدامها لتعزيز الثقافة البصرية
وتبين الكشو أن المصمم هو مخطط ذو إحساس بالجمالية، حيث يعمل على تحسين شكل الأشياء الطبيعي، وترى أن فن التصميم مثل الابتكار أو الإبداع لأشياء جميلة وممتعة ونافعة للإنسان، كالتصميم في إنتاج بعض الحرف مثل النسيج، الطباعة، المعادن، النجارة، الخزف، النحت، وتصاميمها هي تنظيم وتنسيق لمجموع العناصر وخلق تناسق يجمع ما بين الجانب الجمالي والجانب النفعي في آن.
وقد نجحت الأكاديمية والفنانة التشكيلية التونسية في أن تخرج بهذه التجربة من إطارها الكلاسيكي نحو البحث عن أساليب تعبيرية متجددة في تطوير الرسوم البيانية التي تتحول بدورها إلى لوحات ومنحوتات تشكيلية بتعاضد الشكل مع المضمون للحصول على منتوج لديه العديد من الأبعاد منها الجمالي والغرضي.
وحول رؤيتها للعلاقة بين الفنون البصرية وفن التصميم، تقول الكشو إن “هناك خطا رفيعا يفصل بينهما، وإنه كثيرا ما يكون هناك جدال حول الفرق بين فن التصميم والفنون البصرية/التشكيلية، وذلك بسبب تقارب كليهما في الأدوات وبسبب التزامهما بمبادئ الفن الأساسية كالألوان والاشكال والمساحات وغيرها، إلى جانب أن المصمم قد يحتاج أحيانا إلى وسائل الفن التقليدية مثل الرسم لإخراج التصميم بشكل جيد”.
وتشير إلى أن الفن هو مفهوم شامل يضم نتاج الإنسان الإبداعي، وهو لون من ألوان الثقافة الإنسانية، والفنون المرئية البصرية مجموعة الفنون التي تهتم أساسا بإنتاج أعمال فنية تحتاج إلى تذوقها إلى الرؤية البصرية المحسوسة على اختلاف الوسائط المستخدمة في إنتاجها مثل الفنون المرئية البصرية الجرافيكية على عكس الفنون الجميلة فهي الفنون التي ترتبط بالجمال والحس المرهف اللازم لتذوقها.
التكنولوجيا والاقتصاد
حضور أنثوي بامتياز
تنوه إلى أن التصميم إنتاج عمل فني من الطبيعة ويصاغ بصياغة جديدة أي يُشكل تشكيلا جديدا، وهذا ما نطلق عليه كلمة “التشكيل الجرافيكي”.
وأما الفنون التطبيقية فترى بأنها هي الأعمال التصميمية الهندسية التي تنتج أعمالا تتصف بالجمال وتحتاج إلى الحس الفني والمهارة الهندسية لإنتاجها، مثل التصميم الصناعي الذي يجمع ما بين الرسم البياني والإنتاجية، وما بين التصميم الجرافيكي للمنتج والتعامل مع المنتج بالشكل المبتكر الذي يحقق الغرض منه.
وتؤكد الكشو على أن التصميم الجرافيكي أحد أهم لغات الحوار بين الشعوب والمجتمعات التي تعزز التفاعل الحضاري عن طريق الانفتاح على العالم الآخر بما لديه من إبداعات ثقافية وفنية لها دور أساسي في تشكيل البيئة الفنية والثقافية للمجتمع، بالإضافة إلى دورها الوظيفي كأداة اتصال مجتمعي لها صفة الجماهيرية.
وتضيف بأنه في عالم تسوده الأفكار على اختلافها، يكون للتصميم الجرافيكي دور فعال في التنمية، وأدوار أخرى تقع ضمن باب التطوير والتأثير في الفرد والمجتمع مع تطور الحاجات والضرورات، فتكون هناك استجابة تستدعيها الضرورة التصميمية المعاشية على نحو يعزز المفهوم الفكري حسب خصوصيته وتفرده، بتقاليده وموروثه، وهنا تأتي أهمية القدرة على إيصال ما ينطوي عليه العمل الفني من أفكار ورؤى ومعان إلى المتلقي باستعمال مهارات المصمم وخياله الخصب وخبرته في إبداع وصياغة موضوعات وخبرات جمالية يقدمها للآخرين، ليكون فن التصميم الجرافيكي – هنا – هو جسر الاتصال ما بين المصمم وجمهوره المتلقي.
وتشدد الكشو على أنه عندما يتحول فن التصميم الجرافيكي إلى الفن التشكيلي تولد علاقة وطيدة بين الفنون، لتصبح أحد أهم لغات الحوار بين الشعوب والمجتمعات التي تعزز التفاعل الحضاري عن طريق الانفتاح على العالم الآخر بما لديه من إبداعات ثقافية وفنية لها دور أساسي في تشكيل البيئة الفنية والثقافية للمجتمع، بالإضافة إلى دورها الوظيفي كأداة اتصال مجتمعي لها صفة الجماهيرية.
وتلفت إلى أن العمل الفني الجرافيكي التشكيلي يهدف إلى تسليط الضوء على العالم وعلاقته بالوعي وبالتحولات الاجتماعية ووسائل استخدامها في تعزيز الثقافة البصرية، حيث أنه شكل من أشكال التواصل البصري لتبادل المعلومات، والأفكار، والاستجابة للقضايا المحلية والعالمية وتعزيز المنتجات والخدمات، وهو يعتبر أكثر أشكال الفن المعاصر قوة وأكثرها تأثيرا.
التصميم في لوحات هدى الكشو هو فن الشكل الوظيفي، حيث إن لكل تصميم وظيفة، وكل وظيفة لها علم وأصول، وكل تصميم له أصول وجذور وفروع وأسرار علمية وتكنولوجية
وهكذا فقد جاءت الفنون الجرافيكية في تصميمات هدى الكشو لتضفي شكلا بصريا جديدا ومبتكرا للعرض في صورة جذابة من المسـتحدثات التكنولوجية بأسلوب جديد وشيق، في مزج بين التصميم الرسومي والأشكال والصور والرموز معا لتمكين وتحقيق التعلم البصري بطريقه أسهل وأسرع في الادراك والفهم.
ولعل ذلك يرجع بحسب الكشو إلى أن التصميمات “الأنفوجرافيكية” توفر أساليب وتقنيات مختلفة من حيث طريقة عرض المعلومات، منها العرض الثابت والمتحرك والتفاعلي، وبناء عليه يمكن توظيف الأنفوجرافيك التفاعلي في تنمية مهارات الإدراك البصري وتنمية إدراك وتفسير المفاهيم والبيانات المعقدة، وذلك عن طريق ابتكار تصميمات أنفوجرافيك تفاعلية غير تقليدية ذات تقنيات وطرق حديثة تزيد من كفاءة الفرد لتلقي المفاهيم والمعلومات المختلفة.
وحول حضور المرأة في مجال فن التصميم، تقول الفنانة هدى الكشو إن إستراتيجية الفن وممارسته ليس فيها تمييز بين رجل وامرأة، في الخلق والإبداع أيا كان جنسه وعمره، وإن الموهبة يمكن لها أن تظهر وتصقل وتتطور عند المرأة والرجل على حد سواء.
وتتابع بالقول إن فن التصميم، أو فن الليزر– الذي يستخدم غالبا في نحت الأخشاب – من أحدث الفنون حيث يجمع بين التكنولوجيا والتشكيلي. وأن الحركة النسوية المعاصرة دفعت الكثير من الفنانات النساء للبحث عن طرق جديدة للتعبير الفني، مثل ممارستها لأنواع فنون جديدة مثل فن الليزر للتخلص من الهيمنة الذكورية ذات التاريخ الطويل في فن الرسم والنحت التقليديين. لذلك أدخلت الكثير من الفنانات النسويات أدوات وخامات مرتبطة بالمرأة في أعمالهن الفنية، خاصة النسيج المرتبط ذهنيا وتاريخيا بالنساء، ومزجه مع الفنون التكنولوجية، كما في أعمال الفنانات غونتا ستولزل وشيلا هيكس.
وتعتقد الكشو أن الفنون قادرة على إنعاش الوضع الاقتصادي للدولة، وتحسين المستوى المعيشي لمواطنيها، وذلك من خلال خلق فرص عمل جديدة، والحد من تفشي ظاهرة البطالة في المجتمع، بالإضافة إلى دعم قطاع السياحة وجذب السياح الشغوفين بها، والذين عادة ما يمكثون فترات أطول ويكونون أكثر استعدادا للإنفاق من غيرهم من السياح.
كما تعتقد أن الفنون تعتبر دعامة مهمة من دعامات الاقتصادات القوية المتقدمة، وعنصرا مؤثرا في ميزانيات الدول ومعدلات نموها الاقتصادية، ولعل أبرز دليل على ذلك – وفقا لقولها – ما كشفت عنه تقارير المسح السنوية للعديد من الدول المهتمة بأمور الفن والفنانين على اختلافها أن مجموع الأرباح السنوية العائدة من هذا القطاع مرتفعة وتساهم في دعم اقتصاد الدولة والدخل المعيشي للأفراد.
ShareWhatsAppTwitterFacebook
حجاج سلامة
كاتب مصري