رواد التقرير المصور .. تاريخ التصوير الضوئي .. كتاب التصوير الضوئي
رواد التقرير المصور
أصبح التصوير وسيلة للاتصال منذ 120 سنة تقريباً عندما نشرت جريدة (أخبار لندن المصورة) صوراً منقوشة مأخوذة عن صور ملتقطة على
جبهة حرب القرم .
كان أول مصوّر يرافق الحملات الحربية هو روجيه فنتون الذي كان يتنقل في ساحات القتال في القرم في عربة بائع خمر كان قد حولها ووضع فيها سريراً وفرناً وغذاء لنفسه ولثلاثة خيول وخمس آلات فوتوغرافية و700 صفيحة زجاجية وخيمة وأدوات ومواد كيماوية و 366 حقيبة . كانت شروط العمل في القرم لا تحتمل بسبب الحرارة الشديدة . كان فنتون مجتاحاً من قبل الذباب والغبار ومهدداً بالكوليرا وبالمدافع الروسية التي كانت لها العربة هدفاً معيناً . غالباً ما تأفف فنتون من الصعوبة التي كان يواجهها باستعمال صفائح بالكولوديون الرطب الكبيرة في شروط رهيبة كهذه وكان قد صرح فيما بعد : ( ما كنت أغلق باب عربتي حتى كان العرق يخرج من كل مسام جلدي ) كان الكولوديون يجف حتى قبل مدة على الصفيحة ولم يكن فنتون يستطيع العمل إلا بين الفجر والساعة العاشرة صباحاً ولكنه رغم ذلك نجح في التقاط 360 صورة خلال الحرب وكانت أغلبها صوراً غير مباشرة تمثل جماعات من الجنود أو مناظر غير مؤثرة : لأن مستخدميه في الجريدة ما كانوا يريدون تعكير القراء بمشاهد القتال في ساحات المعركة !.
عندما أصيب فنتون بالكوليرا عاد إلى انكلترا واستبدل بجيمس روبنسون وبمساعدة فيليس بياتو : اللذان كانا يهتمان بصور الجنود أقل من اهتمامهما بنتائج خراب بلا كلافا . حتى عام 1880 ما كانوا يعرفون كيف ينقشون الصور الفوتوغرافية مباشرة وما كانوا يستطيعون إلا صنع نقوش على الخشب حسب الصور الفوتوغرافية التي نسخت هكذا في مجلة أخبار لندن المصورة . أحياناً للسرعة في الانتاج كانت الصور تنقش عدة مرات من قبل ناقشين مختلفين .
كان رائد المراسلين المصورين الحربيين الأميركي ماتيو برادي ، وجه أسطوري تقريباً . كان برادي مصور وجوه على طريقة داغير وأحس في نفسه حاجة الريبورتاج الفوتوغرافي : فحول مجموعة من 20 مصوراً لتسجيل وقائع الحرب الأهلية الأميركية . كان يُعتقد أنه مصور الحروب الوحيد وهذا شيء خاطيء تماماً : فقد كان هناك آخرون بعضهم أفضل منه . إن مساعديه الكسندر غارنر وتيموتي اوسوليفان مثلاً التقطا صوراً رائعة ورهيبة بينها الصورة الشهيرة التي تدعى ( حصاد الموت . كانا يعملان طبيعياً على الكولوديون الرطب بقياس كبير : مما كان يتطلب وقفات تدوم 10 ثواني أو أكثر . فيما عدا المشاكل التقنية التي لم يكن بالإمكان تجنبها كانت الصفائح بطيئة جداً وكبيرة جداً لكي تسمح بالصور الفورية التي ما
أصبحت ممكنة إلا عندما اخترعت الصفائح الجافة .
كان اوسوليفان مصوراً رائداً : لقد ذهب إلى المكسيك الجديدة ( نيو مكسيكو ) وإلى أريزونا وكولورادو وتبع الفرقة التاسعة والأربعين إلى نيفادا حيث صور مناجم كوموستوك لود الشهيرة بواسطة وميض المغنيزيوم . هنالك أراض واسعة لم تكن تعرف إلا من قبل الهنود الحمر حتى أتى إليها كشافون خاصون أو مرسلون من قبل الحكومة لزيارتها مثل اوسوليفان مع حملهم الثقيل من الصفائح بالكولوديون الرطب والآلات النحاسية . أما المصور الفرنسي أوغوست بيسون فقد صعد إلى قمة جبل مون بلان مع آلات ثقيلة ساعده في حملها 25 حمالاً . وعندما وصل إلى القمة على ارتفاع 4810 أمتار وبعد أن تحدّى الانهيارات والبرد القارص التقط ثلاث كليشيهات ظهرها ثم غسلها في الثلج الذائب . في عام 1864 صور الانكليزي صموئيل بورن منطقة جبال الهملايا في كشمير وكانت ترافقه فرقة كبيرة من الخدم وستة مساعدين . وكانت النتيجة الحصول على 500 كليشيه .
كان ناشرو الكتب المصورة يطلبون صوراً كبيرة مسحوبة بالتماس ثم ملصقة على صفحات الكتاب . وبما أن التكبير كان مستحيلاً فإن قياس الصور كان هو نفسه قياس الكليشيه التي كان عليها بالطبع أن تكون ذات مقاييس كبيرة . إن فرانسيس فريت مثلا قد التقط كليشيهات في مصر بآلة تستخدم صفائح 40 × 50 سم فوقها كان يظهر الكولوديون وهو يغلي تحت حرارة دلتا النيل القوية . في هذا الوقت البطولي من الريبورتاج المصور كان على الرواد أن يكونوا شجعاناً ومثابرين ومتحمسين لعملهم .
مصور حربي على عربة :
روجيه فنتون أول مصور للحروب على عربته كان يستخدمها قبله بائع للخمر التي اجتاز بها ساحات القتال في كريميه . مستخدم في مجلة ( أخبار لندن المصورة ) تخصص في المناظر الطبيعية وفي مجموعات المقاتلين لأنه كان قد تلقى أمراً بعدم التقاط صور تخيف القراء وتروّعهم .
نتائج المعركة :
صورة التقطت عام 1855 من قبل مصور مجلة أخبار لندن المصورة جيمس روبرتسون ومساعده فيليس بياتو خلال حرب القرم .
رواد التقرير المصور
أصبح التصوير وسيلة للاتصال منذ 120 سنة تقريباً عندما نشرت جريدة (أخبار لندن المصورة) صوراً منقوشة مأخوذة عن صور ملتقطة على
جبهة حرب القرم .
كان أول مصوّر يرافق الحملات الحربية هو روجيه فنتون الذي كان يتنقل في ساحات القتال في القرم في عربة بائع خمر كان قد حولها ووضع فيها سريراً وفرناً وغذاء لنفسه ولثلاثة خيول وخمس آلات فوتوغرافية و700 صفيحة زجاجية وخيمة وأدوات ومواد كيماوية و 366 حقيبة . كانت شروط العمل في القرم لا تحتمل بسبب الحرارة الشديدة . كان فنتون مجتاحاً من قبل الذباب والغبار ومهدداً بالكوليرا وبالمدافع الروسية التي كانت لها العربة هدفاً معيناً . غالباً ما تأفف فنتون من الصعوبة التي كان يواجهها باستعمال صفائح بالكولوديون الرطب الكبيرة في شروط رهيبة كهذه وكان قد صرح فيما بعد : ( ما كنت أغلق باب عربتي حتى كان العرق يخرج من كل مسام جلدي ) كان الكولوديون يجف حتى قبل مدة على الصفيحة ولم يكن فنتون يستطيع العمل إلا بين الفجر والساعة العاشرة صباحاً ولكنه رغم ذلك نجح في التقاط 360 صورة خلال الحرب وكانت أغلبها صوراً غير مباشرة تمثل جماعات من الجنود أو مناظر غير مؤثرة : لأن مستخدميه في الجريدة ما كانوا يريدون تعكير القراء بمشاهد القتال في ساحات المعركة !.
عندما أصيب فنتون بالكوليرا عاد إلى انكلترا واستبدل بجيمس روبنسون وبمساعدة فيليس بياتو : اللذان كانا يهتمان بصور الجنود أقل من اهتمامهما بنتائج خراب بلا كلافا . حتى عام 1880 ما كانوا يعرفون كيف ينقشون الصور الفوتوغرافية مباشرة وما كانوا يستطيعون إلا صنع نقوش على الخشب حسب الصور الفوتوغرافية التي نسخت هكذا في مجلة أخبار لندن المصورة . أحياناً للسرعة في الانتاج كانت الصور تنقش عدة مرات من قبل ناقشين مختلفين .
كان رائد المراسلين المصورين الحربيين الأميركي ماتيو برادي ، وجه أسطوري تقريباً . كان برادي مصور وجوه على طريقة داغير وأحس في نفسه حاجة الريبورتاج الفوتوغرافي : فحول مجموعة من 20 مصوراً لتسجيل وقائع الحرب الأهلية الأميركية . كان يُعتقد أنه مصور الحروب الوحيد وهذا شيء خاطيء تماماً : فقد كان هناك آخرون بعضهم أفضل منه . إن مساعديه الكسندر غارنر وتيموتي اوسوليفان مثلاً التقطا صوراً رائعة ورهيبة بينها الصورة الشهيرة التي تدعى ( حصاد الموت . كانا يعملان طبيعياً على الكولوديون الرطب بقياس كبير : مما كان يتطلب وقفات تدوم 10 ثواني أو أكثر . فيما عدا المشاكل التقنية التي لم يكن بالإمكان تجنبها كانت الصفائح بطيئة جداً وكبيرة جداً لكي تسمح بالصور الفورية التي ما
أصبحت ممكنة إلا عندما اخترعت الصفائح الجافة .
كان اوسوليفان مصوراً رائداً : لقد ذهب إلى المكسيك الجديدة ( نيو مكسيكو ) وإلى أريزونا وكولورادو وتبع الفرقة التاسعة والأربعين إلى نيفادا حيث صور مناجم كوموستوك لود الشهيرة بواسطة وميض المغنيزيوم . هنالك أراض واسعة لم تكن تعرف إلا من قبل الهنود الحمر حتى أتى إليها كشافون خاصون أو مرسلون من قبل الحكومة لزيارتها مثل اوسوليفان مع حملهم الثقيل من الصفائح بالكولوديون الرطب والآلات النحاسية . أما المصور الفرنسي أوغوست بيسون فقد صعد إلى قمة جبل مون بلان مع آلات ثقيلة ساعده في حملها 25 حمالاً . وعندما وصل إلى القمة على ارتفاع 4810 أمتار وبعد أن تحدّى الانهيارات والبرد القارص التقط ثلاث كليشيهات ظهرها ثم غسلها في الثلج الذائب . في عام 1864 صور الانكليزي صموئيل بورن منطقة جبال الهملايا في كشمير وكانت ترافقه فرقة كبيرة من الخدم وستة مساعدين . وكانت النتيجة الحصول على 500 كليشيه .
كان ناشرو الكتب المصورة يطلبون صوراً كبيرة مسحوبة بالتماس ثم ملصقة على صفحات الكتاب . وبما أن التكبير كان مستحيلاً فإن قياس الصور كان هو نفسه قياس الكليشيه التي كان عليها بالطبع أن تكون ذات مقاييس كبيرة . إن فرانسيس فريت مثلا قد التقط كليشيهات في مصر بآلة تستخدم صفائح 40 × 50 سم فوقها كان يظهر الكولوديون وهو يغلي تحت حرارة دلتا النيل القوية . في هذا الوقت البطولي من الريبورتاج المصور كان على الرواد أن يكونوا شجعاناً ومثابرين ومتحمسين لعملهم .
مصور حربي على عربة :
روجيه فنتون أول مصور للحروب على عربته كان يستخدمها قبله بائع للخمر التي اجتاز بها ساحات القتال في كريميه . مستخدم في مجلة ( أخبار لندن المصورة ) تخصص في المناظر الطبيعية وفي مجموعات المقاتلين لأنه كان قد تلقى أمراً بعدم التقاط صور تخيف القراء وتروّعهم .
نتائج المعركة :
صورة التقطت عام 1855 من قبل مصور مجلة أخبار لندن المصورة جيمس روبرتسون ومساعده فيليس بياتو خلال حرب القرم .
تعليق