المصورون الأوائل - ١ - تاريخ التصوير الضوئي .. كتاب التصوير الضوئي
أمنع تسرب نور النهار إلى غرفة ما مع السماح لحزمة ضوئية من الدخول عبر ثقب قطره يساوي قطر قلم الرصاص . وضع صفيحة من الورق الأبيض على بعد 20 سنتمتراً تقريباً وبشكل عمودي على الفتحة : يرتسم المنظر الخارجي على الورقة ويعطي صورة مقلوبة وغير واضحة ولكنها معروفة المعالم تماماً . هذه الطريقة لتشكيل الصور ( بالستينوبيه ) قد تحدث عنها أرسطو لأول مرة في القرن الرابع قبل الميلاد . وقد عرفت فيما بعد تحت اسم « أوبسكورا » وهو لفظ أدخله الإيطاليون ويعني ( الغرفة المظلمة ) .
بما أن بإمكان النور أو الضوء أن يشكل صوراً فمن الجائز أن تكون القوانين الطبيعية المتعلقة بفن التصوير قد لوحظت قديماً من قبل الإنسان البدائي . كان إنسان ما قبل التاريخ يعيش في كهوف صغيرة حجرية تعمل عمل الغرفة السوداء الطبيعية . شعاع نور وهو يتسرب من خلال صدع حاصل بين حجرين يشكل طيفاً على الجدار المقابل أو على الأرض : طيف أو صور الأشجار ، صور الأشخاص في الخارج أو حتى صورة الشمس . كانت الصورة المشكلة بصورة مقلوبة تزيد من سرّ هذه الظاهرة وغموضها في وقت كانت أغلبية مظاهر الحياة غامضة وتبعث على التساؤل .
الغرفة السوداء القابلة للحمل :
لقد رأى البروفسور الألماني أتاناسيوس كيرشير غرفة مظلمة بينما كان مسافراً في ألمانيا عام 1640 . ولقد رسمها لمجلة « الفنون الكبرى » عام 1646 ( فوق ) . كانت الغرفة بمقاس كوخ صغير ولكن خفيفة يسهل حملها من قبل شخصين ، على الأغلب كان أحد هذين الشخصين الرسام الذي كان يدخل من شق في الأسفل . كانت مؤلفة من الخشب مع جدران من القماش . كانت هناك علبة ثانية داخلية لها وجوه شبه شفافة يرسم عليها الفنان خطوط الصور المقلوبة المعروضة عليها ( إلى اليسار ) .
غرفة مظلمة متطورة :
هذه الغرفة - الخيمة ( عام 1820 تقريباً ) المحمولة على ثلاثة أرجل تتضمن عند الرأس عدسة ثنائية التقعير ومرآة عاكسة .
تنعكس الصورة نحو الأسفل وكأن الفنان يخط رسمها على مستوى أفقى .
لقد انتبه الناس منذ غابر الأزمان إلى الظواهر الملحوظة كالخيال ( السيلوويت ) الذي ترسمه أشعة الشمس على مساحة صخرية عند المغيب ولاحظوا الدقة في رسم الأشياء على سطح مستو . لقد لاحظوا بدون شك أن خيال بعض الأشياء يبقى مسجلاً . على الركيزة إذا ما سلطت عليها أشعة .
الشمس القوية : مقطع ورقة شجر على قشرة تفاحة ناضجة هو مثال بين أمثلة كثيرة . يمكنك أن تلمس هذه الظاهرة إذا ما وضعت أي شيء مفتاح مثلاً على قطعة من الورق ووضعتهما تحت أشعة الشمس لمدة من الوقت . عندما تحرك المفاتيح تلاحظ أن خطوطه قد رسمت على الورقة .
تبدأ المرحلة الأولى الكبرى لتاريخ التصوير مع استعمال الغرفة المظلمة من قبل الفنانين الإيطاليين في القرن السادس عشر ومن الجائز أن يكون أكثر الرسامين المشهورين في عصر النهضة الإيطالية قد استعملوها .
هذا بالتأكيد هو حال غاردي وكاناليتو في مناظرهما الفينيسية . أما ليوناردو دافنشي فقد لاحظ إمكانات الغرفة المظلمة في عام 1490 عندما أوصى بمراقبة المشاهد المضيئة التي ترتسم داخل غرفة مظلمة للأشياء الخارجية والتي تتكون بفعل أشعة الشمس التي تمر عبر ثقب في جدار الغرفة . عبر السنين الخمسين التي أعقبت ذلك أدخل جيروم كاردان في عام 1550 على هذا المبدأ الأساسي العدسة البصرية التي كانت تستعمل لتصليح أخطاء النظر . وكانت هذه العدسات محدبة الوجهين . التحسين الثاني الذي طرأ على المبدأ هو إدخال الحدقة ( الديافراجم ) الذي يعتقد أنه من اختراع دانييل بربارو في عام 1530 . وقد أضيفت هاتان الآليتان ( العدسة والحدقة ( إلى الغرفة المظلمة لزيادة وضوح الصور .
عندما فهم الفنانون أن الغرفة المظلمة كانت تستطيع مساعدتهم في حل مشكلة المردود الصعب للمنظور ولالتقاط التشابه بين المشاهد والأشياء على سطح ذي بعدين بدأوا يفكرون بالحصول على غرفة مظلمة قابلة للحمل . إن تطوير الغرفة القابلة للحمل هي المرحلة الأساسية التي أوصلت إلى الآلة الفوتوغرافية التي تتضمن العناصر الأساسية ، العدسة والحدقة والسطح الذي تتشكل عليه الصورة .
أمنع تسرب نور النهار إلى غرفة ما مع السماح لحزمة ضوئية من الدخول عبر ثقب قطره يساوي قطر قلم الرصاص . وضع صفيحة من الورق الأبيض على بعد 20 سنتمتراً تقريباً وبشكل عمودي على الفتحة : يرتسم المنظر الخارجي على الورقة ويعطي صورة مقلوبة وغير واضحة ولكنها معروفة المعالم تماماً . هذه الطريقة لتشكيل الصور ( بالستينوبيه ) قد تحدث عنها أرسطو لأول مرة في القرن الرابع قبل الميلاد . وقد عرفت فيما بعد تحت اسم « أوبسكورا » وهو لفظ أدخله الإيطاليون ويعني ( الغرفة المظلمة ) .
بما أن بإمكان النور أو الضوء أن يشكل صوراً فمن الجائز أن تكون القوانين الطبيعية المتعلقة بفن التصوير قد لوحظت قديماً من قبل الإنسان البدائي . كان إنسان ما قبل التاريخ يعيش في كهوف صغيرة حجرية تعمل عمل الغرفة السوداء الطبيعية . شعاع نور وهو يتسرب من خلال صدع حاصل بين حجرين يشكل طيفاً على الجدار المقابل أو على الأرض : طيف أو صور الأشجار ، صور الأشخاص في الخارج أو حتى صورة الشمس . كانت الصورة المشكلة بصورة مقلوبة تزيد من سرّ هذه الظاهرة وغموضها في وقت كانت أغلبية مظاهر الحياة غامضة وتبعث على التساؤل .
الغرفة السوداء القابلة للحمل :
لقد رأى البروفسور الألماني أتاناسيوس كيرشير غرفة مظلمة بينما كان مسافراً في ألمانيا عام 1640 . ولقد رسمها لمجلة « الفنون الكبرى » عام 1646 ( فوق ) . كانت الغرفة بمقاس كوخ صغير ولكن خفيفة يسهل حملها من قبل شخصين ، على الأغلب كان أحد هذين الشخصين الرسام الذي كان يدخل من شق في الأسفل . كانت مؤلفة من الخشب مع جدران من القماش . كانت هناك علبة ثانية داخلية لها وجوه شبه شفافة يرسم عليها الفنان خطوط الصور المقلوبة المعروضة عليها ( إلى اليسار ) .
غرفة مظلمة متطورة :
هذه الغرفة - الخيمة ( عام 1820 تقريباً ) المحمولة على ثلاثة أرجل تتضمن عند الرأس عدسة ثنائية التقعير ومرآة عاكسة .
تنعكس الصورة نحو الأسفل وكأن الفنان يخط رسمها على مستوى أفقى .
لقد انتبه الناس منذ غابر الأزمان إلى الظواهر الملحوظة كالخيال ( السيلوويت ) الذي ترسمه أشعة الشمس على مساحة صخرية عند المغيب ولاحظوا الدقة في رسم الأشياء على سطح مستو . لقد لاحظوا بدون شك أن خيال بعض الأشياء يبقى مسجلاً . على الركيزة إذا ما سلطت عليها أشعة .
الشمس القوية : مقطع ورقة شجر على قشرة تفاحة ناضجة هو مثال بين أمثلة كثيرة . يمكنك أن تلمس هذه الظاهرة إذا ما وضعت أي شيء مفتاح مثلاً على قطعة من الورق ووضعتهما تحت أشعة الشمس لمدة من الوقت . عندما تحرك المفاتيح تلاحظ أن خطوطه قد رسمت على الورقة .
تبدأ المرحلة الأولى الكبرى لتاريخ التصوير مع استعمال الغرفة المظلمة من قبل الفنانين الإيطاليين في القرن السادس عشر ومن الجائز أن يكون أكثر الرسامين المشهورين في عصر النهضة الإيطالية قد استعملوها .
هذا بالتأكيد هو حال غاردي وكاناليتو في مناظرهما الفينيسية . أما ليوناردو دافنشي فقد لاحظ إمكانات الغرفة المظلمة في عام 1490 عندما أوصى بمراقبة المشاهد المضيئة التي ترتسم داخل غرفة مظلمة للأشياء الخارجية والتي تتكون بفعل أشعة الشمس التي تمر عبر ثقب في جدار الغرفة . عبر السنين الخمسين التي أعقبت ذلك أدخل جيروم كاردان في عام 1550 على هذا المبدأ الأساسي العدسة البصرية التي كانت تستعمل لتصليح أخطاء النظر . وكانت هذه العدسات محدبة الوجهين . التحسين الثاني الذي طرأ على المبدأ هو إدخال الحدقة ( الديافراجم ) الذي يعتقد أنه من اختراع دانييل بربارو في عام 1530 . وقد أضيفت هاتان الآليتان ( العدسة والحدقة ( إلى الغرفة المظلمة لزيادة وضوح الصور .
عندما فهم الفنانون أن الغرفة المظلمة كانت تستطيع مساعدتهم في حل مشكلة المردود الصعب للمنظور ولالتقاط التشابه بين المشاهد والأشياء على سطح ذي بعدين بدأوا يفكرون بالحصول على غرفة مظلمة قابلة للحمل . إن تطوير الغرفة القابلة للحمل هي المرحلة الأساسية التي أوصلت إلى الآلة الفوتوغرافية التي تتضمن العناصر الأساسية ، العدسة والحدقة والسطح الذي تتشكل عليه الصورة .
تعليق