ميلانى يتأمل إحدى لوحاته الواقعية
رسومه أقرب إلى التصوير الفوتوغرافى
مـيلانى.. فنان الواقعـــية المفرطـة
الجمعة 20 من محرم 1446 هــ 26 يوليو 2024 السنة 148 العدد 50271
*نسرين مهران
من هنا كانت فلسفة فابيانو ميلانى، ذلك الفنان العميق والبسيط معا، صاحب أسلوب السهل الممتنع، الذى ينتمى إلى مدرسة الواقعية المفرطة الجديدة، والذى يعد واحدا من أشهر فنانى الواقعية الفائقة التى احتار النقاد فى تسميتها «الترا» أو «سوبر» رياليزم؛ وتعنى الانشغال بأدق تفاصيل اللوحة كأنها صورة فوتوجرافية بعدسات دقيقة على فيلم عالى الحساسية حيث ينقل من الفوتوجرافى إلى سطح اللوحة.
ولد «ميلانى» عام 1981 فى ساو باولو، بالبرازيل. حيث بدأ حياته المهنية بدراسة الفنون الجميلة وفى سن الثامنة عشرة بدأ بتدريس دورات فنية. غير أن المشاكل الإدارية فى مجال التدريس دفعته إلى الخروج عن هذا الطريق، واتجاهه إلى طريق الإبداع الحر.
ويعتبر «ميلانى» أن العمل المفضل لديه هو العمل الذى لم يرسمه بعد، فهو فى معركة لا تنتهى أبدًا من الإبداع، يسعى إلى التوافق مع نفسه ورسم شيء أعظم مما فعله من قبل. فوفقا لرؤيته: «بمجرد الانتهاء من القطعة، لم تعد ذات أهمية بالنسبة لي».
ومن المعروف عن «ميلانى» أنه يختار الموضوع دون التمسك بمزاج معين. فعندما يرسم، يسير مع التيار، حتى يصل إلى النقطة التى قرر الاتفاق معها. العنصر الأساسى فى تكوين جيد لميلانى هو تكوين وجهة نظر المتفرج. علما بأنه تأثر بفنانين مثل الفنانة البرازيلية ليجيا فيدلر والتى تأخذ أعمالها جزءًا من حياته اليومية.. فهى تتفانى فى عملها وهو ما يفتقده الكثير من فنانى اليوم. يرى »ميلاني« أن ما يهم هو الحب والتفانى فى الامتثال والقيام بما يفعله الشخص بشكل أفضل. «إذا تمكنا جميعًا من مواجهة حياتنا اليومية مثل طفل يدخل مدينة الملاهي، فسنكون جميعًا ناجحين وسعداء».
فبالنسبة لميلاني، فإن المثل القديم المتمثل فى المشى ضد التيار يبدو منطقيًا. يتغير اتجاه المد دائمًا، وفى مرحلة ما، سيتمكن المرء من اللحاق بالموجة. التفانى والجهد والعاطفة لما يفعله المرء أمر ضروري. الممارسة هى الشيء الرئيسى لتحقيق الهدف.
ميلانى يرسم على القماش حيث يعيد إنتاج وجه الشخص أو الزهرة بشكل واقعي. علاوة على ذلك ، لوحاته كبيرة ولاتستطيع أن تستوعب اللوحة كاملة إلا إذا رجعت إلى الخلف لكى تستطيع مشاهدتها بالكامل. حازت أعماله على مكانة مرموقة فى المجتمع الفنى العالمي، خاصة بعد التحاقه بدورة الرسم المعاصر للفنان الشهير إديجار كافالهيرو. ومع جريان الإبداع فى عروقه، نال فن »ميلاني« شهرة كبيرة. وفى بحثه عن الواقعية، رسم العديد من الجداريات واللوحات الفنية المستوحاة من تجاربه اليومية.
تجدر الإشارة هنا إلى أن بعض النقاد رأوا فى لوحات الواقعية المفرطة هدرا للوقت والجهد تغنى عنه كاميرا حديثة فى لحظات. كما أنها تشبه التقارير الموضوعية التى لا تعبر عن مشاعر الفنان وعواطفه ولا تعكس رؤيته الشخصية للعالم. بالطبع هذه الانتقادات لم تمنع الإعجاب المتزايد بهذه اللوحات.
رابط دائم:
انشرFacebookTwitterWhatsAppTelegramLinkedIn
كلمات البحث:
فابيانو ميلانى | الواقعية | الفنون الجميلة | التدريس | الإبداع | ساو باولو | البرازيل
ميلانى يتأمل إحدى لوحاته الواقعية
رسومه أقرب إلى التصوير الفوتوغرافى
مـيلانى.. فنان الواقعـــية المفرطـة
الجمعة 20 من محرم 1446 هــ 26 يوليو 2024 السنة 148 العدد 50271
*نسرين مهران
من هنا كانت فلسفة فابيانو ميلانى، ذلك الفنان العميق والبسيط معا، صاحب أسلوب السهل الممتنع، الذى ينتمى إلى مدرسة الواقعية المفرطة الجديدة، والذى يعد واحدا من أشهر فنانى الواقعية الفائقة التى احتار النقاد فى تسميتها «الترا» أو «سوبر» رياليزم؛ وتعنى الانشغال بأدق تفاصيل اللوحة كأنها صورة فوتوجرافية بعدسات دقيقة على فيلم عالى الحساسية حيث ينقل من الفوتوجرافى إلى سطح اللوحة.
ولد «ميلانى» عام 1981 فى ساو باولو، بالبرازيل. حيث بدأ حياته المهنية بدراسة الفنون الجميلة وفى سن الثامنة عشرة بدأ بتدريس دورات فنية. غير أن المشاكل الإدارية فى مجال التدريس دفعته إلى الخروج عن هذا الطريق، واتجاهه إلى طريق الإبداع الحر.
ويعتبر «ميلانى» أن العمل المفضل لديه هو العمل الذى لم يرسمه بعد، فهو فى معركة لا تنتهى أبدًا من الإبداع، يسعى إلى التوافق مع نفسه ورسم شيء أعظم مما فعله من قبل. فوفقا لرؤيته: «بمجرد الانتهاء من القطعة، لم تعد ذات أهمية بالنسبة لي».
ومن المعروف عن «ميلانى» أنه يختار الموضوع دون التمسك بمزاج معين. فعندما يرسم، يسير مع التيار، حتى يصل إلى النقطة التى قرر الاتفاق معها. العنصر الأساسى فى تكوين جيد لميلانى هو تكوين وجهة نظر المتفرج. علما بأنه تأثر بفنانين مثل الفنانة البرازيلية ليجيا فيدلر والتى تأخذ أعمالها جزءًا من حياته اليومية.. فهى تتفانى فى عملها وهو ما يفتقده الكثير من فنانى اليوم. يرى »ميلاني« أن ما يهم هو الحب والتفانى فى الامتثال والقيام بما يفعله الشخص بشكل أفضل. «إذا تمكنا جميعًا من مواجهة حياتنا اليومية مثل طفل يدخل مدينة الملاهي، فسنكون جميعًا ناجحين وسعداء».
فبالنسبة لميلاني، فإن المثل القديم المتمثل فى المشى ضد التيار يبدو منطقيًا. يتغير اتجاه المد دائمًا، وفى مرحلة ما، سيتمكن المرء من اللحاق بالموجة. التفانى والجهد والعاطفة لما يفعله المرء أمر ضروري. الممارسة هى الشيء الرئيسى لتحقيق الهدف.
ميلانى يرسم على القماش حيث يعيد إنتاج وجه الشخص أو الزهرة بشكل واقعي. علاوة على ذلك ، لوحاته كبيرة ولاتستطيع أن تستوعب اللوحة كاملة إلا إذا رجعت إلى الخلف لكى تستطيع مشاهدتها بالكامل. حازت أعماله على مكانة مرموقة فى المجتمع الفنى العالمي، خاصة بعد التحاقه بدورة الرسم المعاصر للفنان الشهير إديجار كافالهيرو. ومع جريان الإبداع فى عروقه، نال فن »ميلاني« شهرة كبيرة. وفى بحثه عن الواقعية، رسم العديد من الجداريات واللوحات الفنية المستوحاة من تجاربه اليومية.
تجدر الإشارة هنا إلى أن بعض النقاد رأوا فى لوحات الواقعية المفرطة هدرا للوقت والجهد تغنى عنه كاميرا حديثة فى لحظات. كما أنها تشبه التقارير الموضوعية التى لا تعبر عن مشاعر الفنان وعواطفه ولا تعكس رؤيته الشخصية للعالم. بالطبع هذه الانتقادات لم تمنع الإعجاب المتزايد بهذه اللوحات.
رابط دائم:
انشرFacebookTwitterWhatsAppTelegramLinkedIn
كلمات البحث:
فابيانو ميلانى | الواقعية | الفنون الجميلة | التدريس | الإبداع | ساو باولو | البرازيل