الحركة التشكيلية اللبنانية في كتاب جديدللكاتبة نهى فران

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الحركة التشكيلية اللبنانية في كتاب جديدللكاتبة نهى فران

    الحركة التشكيلية اللبنانية في كتاب جديدللكاتبة نهى فران

    يرصد جدلية العلاقة بين التراث والحداثة في الفن


    يقدّم كتاب التراث والحداثة والفن التشكيلي في عيون لبنانية (الدار العربية للعلوم ناشرون)، النتاج الفكري الأول، للفنانة التشكيلية نهى فران، تصوراً شاملاً لواقع الحداث مززة والتراث يهدف إلى اكتشاف أثر الحداثة في الغرب على الحركة الفنية التشكيلية في لبنان، وإنتاج حوار ومعرفة حول التحديات والإشكاليات والآفاق التي يطرحها واقع هذا الفن في لبنان في ظلال العولمة وإشكاليات عدّة منها إشكالية التحوّل الثقافي والتناثر المعرفي والهوية والانتماء . وبالتالي التأكيد على وجود علاقة بين الموروث الثقافي في الشرق والحداثة في الغرب .

    الكتاب يشكّل رصداً تاريخياً للحركات الفنية التشكيلية في لبنان منذ بدايات القرن العشرين إلى العام 1975 . تطرقت فرّان في البحث التشكيلي إلى مجموعة من الفنانين وأثرهم في النشأة التشكيلية بعرض السير الذاتية لهؤلاء مع تحليل موضوعي لأعمالهم . ومن أبرز جيل الرواد: داوود القرم، حبيب سرور، خليل الصليبي ويوسف الحويك . . . إلى جيل الانطباعية، باعث الحداثة في لبنان، يبرز قيصر الجميل، مصطفى فروخ وعمر الأنسي . . إضافة إلى مجموعة فناني مرحلة ما بعد الاستقلال ومن الجيل المعاصر .

    تقول الكاتبة عن تحديدها للفترة الزمنية إن بداية العام 1920 تعتبر بداية التحولات والتطورات في حركة الفنون التشكيلية في لبنان، وهي الفترة التي حصل فيها احتكاك مباشر مع الغرب من خلال الإرساليات والمنح الدراسية لبعض الفنانين في لبنان الذين سافروا إلى الخارج وما نهلوا من علومهم وأفادوا تجربتهم الشرقية وعادوا إلى لبنان ليسهموا في إغناء الساحة التشكيلية الفنية وإدخال الحداثة إلى الفن في لبنان . وليس التوقف عند العام ،1975 سوى أنه العام الذي بدأت فيه الحرب الأهلية في لبنان، مما ترك الساحة الفنية غير واضحة المعالم ضمن السياق الفكري الذي رزح تحته لبنان بكل أشكاله الفنية والفكرية .

    تشير فرّان إلى انه لا يمكن الحديث عن الحداثة وما بعد الحداثة، في لبنان بشكل منفرد دون الحديث عن الشرق ككل . وإذا كانت الحركة التشكيلية الفنية اللبنانية خطت خطوات واسعة في هذا مجال إلاّ أن ذلك لم يخلق مجتمعاً يستوعب الحداثة بكل منجزاتها، وإنما بقي عند أشخاص قلائل، لأن الموروث الثقافي المتأصل لا يمكن استبداله بسهولة، لذلك وجد الفنانون أنفسهم أمام عملية مزج بين الموروث القديم والحركة الجديدة ما أدّى إلى تغليف أعمالهم تحت شعار إحياء التراث أو استلهام التراث، وهذا أمر لم يؤد إلى تغيير في المسار المعرفي للمجتمعات في الشرق، كما ان أصحاب التراث لم يقدموا نماذج تشكل محوراً في الفن التشكيلي وإنما شكّل هروباً من مصادمة مجتمعاتهم المغلقة، وبقي الحداثيون خجولين، ولم يضعوا بصماتهم بشكل واسع

    بالتالي هل جرى تطويع الحداثة خدمة للموروث التراثي التشكيلي؟ . تجيب الكاتبة لا شك أن للفنان والعلاقة بمجتمعه أثرها، وهو لم يتغرب ليمارس الاستيراد العشوائي للمفاهيم العربية والنسخ الببغائي لأساليب الفن الغربي . هذا الفنان الملتصق ببيئته ويحكي همومها ومشاعرها، هو ينطلق من التراث كقاعدة ثابتة إلى المستقبل وإضافة الجهد المعاصر من تقنيات وأساليب حديثة ليتكامل مع التراث . ولا يجب أن ننسى أن الحداثة الفنية جاءت من جهود المستشرقين من جهة ومن أساليب ومفاهيم الفن التشكيلي الغربي الحديث الذي قام على استلهام الفنون الشرقية والإسلامية من جهة أخرى . هنا من الطبيعي أن يتأثر الفنان مع وجوب إضافة نظرته الخاصة وهموم المجتمع وبيئته بأسلوب خاص .

    في إشكالية الهوية الفنية التي طالما كانت موضع إشكالية بين مؤيد ومعارض؟ . تشير الكاتبة: إن تحديد الهوية بالنسبة للفن التشكيلي في لبنان تبدو دائماً محفوفة بالإشكاليات والصعوبات . وبالتالي من الواضح، أنه لا يوجد إجماع على تحديد هويتنا اللبنانية الأصلية على ضوء الظروف التاريخية وتعدد الطوائف والإثنيات . من خلال الكتاب، حاولت التوصّل إلى نتيجة لسؤال هل الهوية هي فكرية، أم عبارة عن انتساب جغرافي؟ . . في الحالة الأولى، الهوية هي لإنسان يفكر ويعتقد واستفاد من التجربة في الغرب لكون الحداثة أطلقت حرية الإنسان والفرد في الغرب من دون أن تفرض عليه قواعد وأطر تحدّ من إمكاناته وإبداعاته الفكرية . وفي الثانية، الهوية تحدد الشخص ضمن بقعة مكانية ليس أكثر . بالتالي بعض الفنانين ممن أشير إليهم في الكتاب استطاعوا الوصول من خلال أعمالهم إلى العالمية، وتكلموا من خلال فنهم بلغة انسانية عالمية تخاطب الناس كلهم
يعمل...
X