تاريخ تكوين الكهف يرجع إلى العصر الأيوسينى الأوسط
كهف «وادي سنور».. تحفة جيولوجية فريدة في جوف الأرض
كتب:
رضوى هاشم
الخميس 11 يوليو 2024م
المصادفة وحدها كانت وراء اكتشاف جيولوجى استثنائى أصبح وجهة للعلماء والمتخصصين، إنه كهف وادى سنور شرقى محافظة بنى سويف، من أهم المحميات الطبيعية الجيولوجية المتفردة فى مصر والعالم.
مؤلف «محميات مصر»: الكهف يضم تكوينات كريستالية تحملنا في رحلة إلى 40 مليون عام
يقول الكاتب خالد مبارك، المتخصص فى البيئة، ومؤلف كتاب «محميات مصر»، إن «كهف وادى سنور يعد مثالاً استثنائياً لكيفية تحول الاكتشافات العفوية إلى كنوز علمية وسياحية، بفضل تكويناته الجيولوجية النادرة وقيمته العلمية العالية، فهذا الكهف تحفة طبيعية فريدة تستحق الاستكشاف والتقدير، وكانت رحلتنا له مغامرة العمر، حيث يحتاج الدخول إليه الهبوط من أعلى منحدر لما يقرب 30 متراً عبر ثلاثة سلالم مثبتة فى الجبل، ومنه استطعنا الدخول لتستقبلنا التكوينات الجيولوجية والكريستالية المبهرة».
ويعد «سنور»، وفقاً لـ«مبارك»، «نموذجاً استثنائياً لتكوينات الصواعد والهوابط، وهى رواسب تتدلى من سقف الكهف وتتشكل بفعل تسرب المياه الجوفية الغنية بالمعادن على مدار ملايين السنين، وتُزين هذه التكوينات الجدران والأرضيات بأشكال بديعة ومتنوعة، تذكرنا بمنحوتات طبيعية نحتتها يد الزمن بمهارة فائقة».
وعن قصة اكتشافه، قال «مبارك»: «فى ثمانينات القرن الماضى، وبينما كان عمال المحاجر يبحثون عن خام الألباستر، أدى تفجير فى أحد مواقع التنقيب إلى فتح فجوة غير متوقعة، سرعان ما أدركوا أن هذه الفجوة هى بوابة لدخول كهف هائل يمتد فى أعماق الأرض، هكذا وبشكل مصادف، جرى الكشف عن كهف وادى سنور، ليُصبح تحفة جيولوجية فريدة من نوعها، ونظراً لأهميته العلمية، تم إعلان كهف وادى سنور محمية طبيعية عام 1992، وتُسهم هذه المحمية فى حماية هذا الموقع الفريد».
تاريخ تكوين كهف وادى سنور يرجع إلى العصر الأيوسينى الأوسط، أى قبل حوالى 40 مليون سنة، خلال تلك الحقبة، كانت المنطقة مغطاة ببحر ضخم، تاركاً وراءه رواسب هائلة من الكالسيوم. بمرور الوقت، تسربت المياه الجوفية عبر هذه الرواسب، مشبعةً بالمعادن، لتبدأ رحلة تكوين الصواعد والهوابط التى نراها اليوم.
وتُعدّ تكوينات كهف وادى سنور مصدراً مهماً للمعلومات العلمية، إذ تُقدم لمحة عن الظروف البيئية التى سادت فى العصور السحيقة، كما تُساعد دراسة هذه التكوينات على فهم العمليات الجيولوجية التى أدت إلى تشكلها، مما يُتيح للعلماء إمكانية التنبؤ بوجود موارد طبيعية جديدة فى المنطقة.