الفنون الشعبية الإماراتية تستقطب زوار موسم طانطان الثقافي
الفرق المشاركة عرضت باقة متنوعة من الفنون الفلكلورية والأدائية التقليدية بإتقان عال، لترسم لوحة فنية إبداعية.
السبت 2024/06/29
ShareWhatsAppTwitterFacebook
صورة عن التراث الإماراتي
طانطان (المغرب) - استقطبت الفنون الشعبية والتراثية في جناح دولة الإمارات بموسم طانطان بالمملكة المغربية المقام خلال الفترة من 26 إلى 30 يونيو الجاري، أعداداً كبيرة من الزوار، للتعرف على التنوع الثقافي الأًصيل الذي تزخر به الدولة. وعرضت الفرق المشاركة باقة متنوعة من الفنون الفلكلورية والأدائية التقليدية بإتقان عال، لترسم في مجملها لوحة فنية إبداعية تعكس صورة حقيقية وواقعية عن التراث الإماراتي.
وتقدم فرق الفنون الشعبية يومياً خلال المهرجان عدداً من اللوحات الجماعية والفردية أبرزها فن العيالة، كما تقدم الفرق الشعبية في الساحة المتوسطة للجناح الإماراتي فن إلقاء شعر المدح والفخر واستنهاض الهمم، المعروف باسم “العازي” الذي يُعد من فنون الشعر الشعبي القديمة والشهيرة في الإمارات، وأحد أبرز الفنون التراثية التي عرفها المجتمع الإماراتي. كما يقدم الجناح العديد من الفنون الشعبية الأصيلة وتتمثل في الأهلة والرزفة (الحربية)، النهمة البحرية، الجلسة الشعبية، ومن فنون الأداء الفردية المنكوس، التغرودة، الونّة، الردح، الشلة.
ويُعد فن المنكوس أحد ألحان الشعر النبطي الطويلة، أما التغرودة فهي أحد أنواع الشعر البدوي الشعبي الذي يؤلفه الشعراء، ويؤديه الرجال الرُحل على ظهور الإبل، حيث يقوم المؤدي الرئيسي بغناء البيت الأول، ثم تردّ عليه المجموعة الأبيات الأخرى، وقد تُنشد هذه القصائد أثناء حفلات السمر في المناسبات الاجتماعية المختلفة، دون استخدام أيّ نوع من الآلات الموسيقية.
◙ دولة الإمارات تشارك بمجموعة كبيرة من التراث الشعبي وعناصر التراث المعنوي حيث أن هناك تراثا مشتركا مع تراث طانطان والأقاليم الصحراوية
في ما يُعد فن الحداء من التعابير الشفهية التقليدية المستخدمة في بعض مناطق الجزيرة العربية للتواصل بين الإبل وراعيها، ويُتغنى بأشعار ذات أوزان خفيفة وألحان تتفاعل معها الإبل، أما اليوم فبات نوعاً من الفن الذي يستعرض في المهرجانات التراثية من أجل استدامته وتوريثه للأجيال القادمة.
ورأى عبدالله القبيسي، مدير جناح الإمارات العربية المتحدة، أن “موسم طانطان” الذي تشارك فيه دولة الامارات العربية المتحدة منذ 2014 يشكل محطة مهمة بالنسبة إلى هيئة أبوظبي للثقافة والتراث من أجل التعبير والترويج للتراث الإماراتي، مضيفا أن دولة الإمارات تشارك بمجموعة كبيرة من التراث الشعبي وعناصر التراث المعنوي حيث أن هناك تراثا مشتركا مع تراث طانطان والأقاليم الصحراوية يتمثل في مجال الإبل والفنون الشعبية والشعر وغيرها من عناصر التراث.
ويعرف برنامج دورة هذه السنة تنظيم العديد من الأنشطة الغنية والمتنوعة منها عروض تقليدية، وإقامة معارض للحرف اليدوية الأصيلة، وعروض فلكلورية (سباقات الإبل، فن التبوريدة)، إضافة إلى معارض تراثية تبرز التراث الحي الذي تزخر به المنطقة، وكذلك مسابقة الألعاب الشعبية التقليدية، إلى جانب تنظيم كرنفال استعراضي، فضلا عن جلسات شعرية. كما سيتم تنظيم ندوة حول فرص الاستثمار في جهة كلميم وادي نون والعمق الأفريقي للثقافة الحسانية، بمشاركة خبراء وباحثين ومهتمين، والتي ستناقش العناصر التراثية والأبعاد الاقتصادية كما ستمزج الندوة بين التنمية الثقافية والأفق الاقتصادي وكذلك العمق الأفريقي للثقافة الحسانية، إلى جانب بحث آفاق وسبل الاستثمار في المنطقة.
ويعد “موسم طانطان” الذي تم إدراجه من طرف منظمة اليونسكو ضمن التراث الشفهي غير المادي والإنساني عام 2005، والمسجل ضمن القائمة الممثلة للتراث الثقافي غير المادي والإنساني عام 2008، نقطة تجمع سنوي لأكثر من ثلاثين قبيلة للرحل يلتقون قصد التبادل في ما بينهم ومن أجل صون تراثهم الثقافي، خصوصا في ما يتعلق بالموسيقى والرقص والحرف اليدوية والعادات التقليدية.
وأشار محمد فاضل بنيعيش، رئيس مؤسسة “ألموكار” المنظمة للفعاليات، إلى أن “موسم طانطان” مرت عليه 20 سنة بعد أن قرر العاهل المغربي الملك محمد السادس سنة 2004 إحياء هذا الموسم الذي توقف خلال سنوات السبعينات من القرن الماضي، ليتقرر بعد ذلك في سنة 2014 إنشاء مؤسسة “ألموكار” بهدف الحفاظ على التراث الحساني الأصيل وحمايته من الاندثار.