نجيب محفوظ بيقول في أحدى البرامج التلفزيونية أنه كان كل ما يهدي صديقه الشاعر والكاتب كامل الشناوي رواية له كان يأخدها منه ولا يقرأها لحد ما ذاع صيت نجيب وهنا كامل بدأ يقرأ روايات نجيب وبعدين جاله واعتذر له وقاله أنا آسف اني مكنتش بأقرأ روايتك فنجيب قاله ليه فكامل قاله لأني متوقعتش إن شخص مثلك ممكن يطلع منه إبداع فنجيب أستغرب من كلامه لكن كامل أكمل حديثه وقاله معظم المبدعين متمردين بطبيعتهم لكن انت شخص منضبط وملتزم بمواعيد الشغل جداً _ساعتها الأستاذ نجيب كان موظف في وزارة الأوقاف _ فقولت في نفسي مش معقول البدلة اللي قدامي ديه يطلع منها أي إبداع.. فيما بعد نجيب محفوظ حصل على جائزة نوبل للأدب ليكون المصري الوحيد اللي حصل عليها في الأدب.
المخرج الكبير صلاح أبو سيف كان بيدرس في معهد السينما وبيقول إن كان عنده طالب علي طول سرحان وعلي طول تايه كأنه بيدور علي حاجة وبيكمل وبيقول إن الطالب ده مكنتش متوقع له إنه يكون مخرج جيد أو حتي يكمل في المجال لأنه _علي حسب وصف ابوسيف _ كان تحصيله ضعيف أو أنا كنت فاكر كده لكن المفاجأة إن الطالب ده يبقي عاطف الطيب اللي فيما بعد وصف بأنه أحد مؤسسي الواقعية الحديثة وبيقول صلاح ابو سيف أنه لما شاف فيلم سواق الاتوبيس كان بالنسبة له صدمة لما يحمله من جماليات صورة وإمكانيات مخرج لكن أنا اتعلمت إني محكمش علي مخرج من عمل واحد ولكن من عدة أعمال وفي الحقيقة أن عاطف الطيب كان بيبهرني من عمل لآخر.. عاطف الطيب رغم عمره الفني القصير إلا إن له ٣ أفلام في قائمة أفضل فيلم مصري من ضمنهم فيلم سواق الاتوبيس اللي بيحتل المركز الثامن.
نحن الآن بالدنمارك بإحدى الجامعات حيث تقدم أحد الطلاب بتظلم الي جامعته لأنه رسب في امتحان الفيزياء وهنا تعقد لجنة لدراسة تظلم الطالب ويتم الإطلاع علي ورقة ذلك الطالب ليجدوا توصية من استاذ المادة برسوب الطالب وأنه لا يستحق التخرج من الجامعة والسبب في ذلك هو سؤال عن حساب ارتفاع ناطحة سحاب باستخدام الباروميتر _جهاز قياس الضغط الجوي _ فكانت إجابة الطالب إنه يصعد فوق ناطحة السحاب ثم يربط الباروميتر بحبل ويدلي بالحبل من فوق ناطحة السحاب إلي أن يمس الأرض ثم يتم قياس طول الحبل وكانت تلك الإجابة مستفزة لأستاذ الفيزياء والذي أقر بأنها إجابة صحيحة ولكن صاحبها ليس علي علم بأي قاعدة من قواعد الفيزياء لذا أوصي برسوبه.
حضر الطالب المتظلم للجنة التظلم وهناك سألوه نفس السؤال وهو :- "كيف تحسب ارتفاع ناطحة سحاب باستخدام الباروميتر".
حك الطالب ذقنه وقال هناك ثلاثة اجابات لهذا السؤال :-
* يمكن إلقاء الباروميتر من أعلى ناطحة السحاب على الأرض، ويقاس الزمن الذي يستغرقه الباروميتر حتى يصل إلى الأرض ، وبالتالي يمكن حساب ارتفاع الناطحة باستخدام قانون الجاذبية الأرضية.
* إذا كانت الشمس مشرقة، يمكن قياس طول ظل الباروميتر وطول ظل ناطحة السحاب فنعرف ارتفاع الناطحة من قانون التناسب بين الطولين وبين الظلين. أو الحل الاسهل وهو أن اذهب لحارس العقار واهدي له الباروميتر واسأله عن ارتفاع الناطحة ولكن هناك حل أكثر تعقيداً وهو أن اقيس الضغط الجوي عند سطح الأرض ثم اصعد الي أعلي ناطحة السحاب واقيس الضغط الجوي فوقها ثم أحسب فرق الضغط فيكون لدي ارتفاع الناطحة.. هذا الطالب هو عالم الفيزياء الحائز على جائزة نوبل في الفيزياء نيلز بور.. نيلز بور كان يرى أن الحلول البسيطة والسهلة هي أفضل الاشياء التي ممكن أن تقوم بها لحل اي مشكلة وليس استعراض قدراتك العقلية.
لو تأملنا القصص الثلاثة هتلاقي أن في الثلاثة قصص كان متوقع فشل أصحابها ولكن مع ذلك لم يلتفتوا لكلام ونظرات الناس لهم ولكن واصلوا سعيهم لحد ما حققوا طموحاتهم لكن لو توقفوا عند كلام الناس مكنتش سمعت عن اي حد منهم.. بالمناسبة كون أن نجيب محفوظ يفضل فاكر الواقعة ويحكيها بعد حصوله علي جائزة نوبل فده يقولك أنها كانت دافع له في أنه يقدم أفضل ما عنده عشان كده خلي كلام الناس السلبي دافع لك مش عليك.