نورة المزروعي
نورة المزروعي تبحث التشافي بالموسيقى
5 يونيو 2024م
الموسيقى إيقاع الحياة النفسية بأفراحها وأحزانها وآمالها وآلامها. لا يمكن أن نتخيل الحياة دون سمفونيات وألحان موسيقية. الموسيقى لها قدرة فائقة على مخاطبة أرواحنا وتحويل مزاجيتنا، يقول سمير الحاج: «إن الذين تهزهم الأنغام يحتوون على بذور الفضائل الرفيعة. أما الذين لا يتأثرون بها فينبغي أن يوصفوا بأنهم صخور وأحجار»، ويقول أبو حامد محمد الغزالي: «من لم يحرّكه الربيعُ وأزهاره، والعودُ وأوتاره، فهو فاسدُ المزاج ليس له علاج». كما يقول ابن سينا: «خير تمارين العافية الموسيقى والغناء».
ركزت الباحثة د. نورة المزروعي في كتابها «التشافي بالموسيقى» على تاريخ استخدامات التشافي بالموسيقى عبر العصور، وبيّنت أهمية الموسيقى وطرائق استخدامها في الحضارات القديمة، في المدارس والمعابد، والمستشفيات والقصور...الخ.
عبر فصول كتابها تقدّم الدكتورة نورة المزروعي إضافة معرفية مهمة تسلط الضوء على تاريخ الموسيقى ومكانتها في العلاج عبر الحضارات القديمة وصولاً إلى العصر الحديث، مروراً بالعصور الذهبية للحضارة العربية الإسلامية. تدرجت الباحثة لتبين أهمية الموسيقى في العصور اللاحقة التي أخذت منحى بين الصعود والهبوط في العالم العربي وهذا التأرجح أثر في الاعتراف بعلم الموسيقى بوصفه أحد الوسائل العلاجية في المستشفيات العربية واقتصر دور الموسيقى على الجانب الترفيهي، بينما أدرجت الدول الغربية، العلاج بالموسيقى في المستشفيات الغربية إضافة إلى تعدد الوسائل الفنية في مستشفياتهم.يحمل الكتاب رسالة التوعية بأهمية ومكانة الموسيقى في الحياة، ترفيهاً، وإسعاداً، وراحة، وتشافياً، كما يجسّد بما يحتويه من معلومات قيّمة، السعي المعرفي الحثيث للباحث الإماراتي في تأصيل المعارف الموسيقية، لا في العزف فقط، بل في تأريخ الحراك الموسيقي ومشهد ذلك الفن الحافل بالشخصيات العبقرية الملهمة التي تركت أثراً خالداً للإنسانية جمعاء. وهي تسهم بذلك في إثراء المكتبة العربية بمؤلَّف رصين. يقول الفنان نصير شمه: «من تجاربي في الموسيقى، علماً وعملاً، أستطيع القول إن إضافة هذا الكتاب إلى المكتبة العربية، سيكون إسهاماً في زيادة الانتباه لعلم العلاج بالموسيقى، فلعلّ هذا الكتاب فاتحة أمل لتأخذ الموسيقى العربية مكانها الطبيعي في مجال العلاج