نشأة الأجناس الأدبية وتطورها.
لعل أول ظهور للأجناس الأدبية كان عند اليونان القدامى الذين قسموا الفنون اللسانية المحكية إلى قسمين:
شعر ونثر
فكان الشعر عندهم يرتبط بالملاحم وقصص الأبطال والأساطير والآلهة، أما النثر فكان يرتبط ارتباطًا وجيهًا بالخطابة.[١]
وقد استبعدوا المسرح من سياق النثر إذ كان يعد فنًا تمثيليًا.
وقد قسّم أرسطو الأجناس الأدبية إلى شعر ونثر وملحمة، فكانت الملحمة عبارة عن قصائد شعرية طويلة، تحكي قصة بطل أسطوري ما له قدرات عجيبة.
[١] القصة القصيرة:
تعدّ القصة القصيرة جنسًا أدبيًا حديثًا، ظهر في أوروبا في القرن الثامن عشر، وهو يقوم على حدث وقضية واحدة، وتمتاز القصة القصيرة بقصر حجمها وقلة شخصياتها، وقد كانت في بدايتها تعالج قضية رومانسية، أو قصة عاطفية، ومن ثم تطورت وأخذت طابعًا واقعيًا، فصار كتّاب القصة القصيرة يهتمون بالجانب الواقعي.[٢]
ثم أصبحت القصة القصيرة موضوعًا يطرق بابها غير قليل من الكتّاب، ذلك لكونها فتحت المجال للتعبير بطريقة جديدة غير الشعر، بالإضافة إلى كونها تشد الانتباه أكثر، وتترك المجال للمبدع بحرية الكتابة والتعبير متخلصًا من قيد الوزن والقافية.
[٢] الرواية:
تعد الرواية صنفًا أدبيًا اشتق من فن الملحمة، وصورة جديدة أكبر وأوسع من القصة القصيرة، فالرواية تشابهها في بعض شكلياتها مع الملحمة الشعرية، وهي تختلف عن الرواية بأنها كلام منظوم أي أنها شعر كان يقال في العصور القديمة، وكانت الملحمة تحكي قصصًا أسطورية خيالية ممعنة في المبالغة، مع ذكر العجائب والغرائب إلى حدّ تأليه البطل، وإسقاط صفات خارقة عليه.
[٣] ولعل التقاطع بين كلا الفنين الرواية والملحمة جاء من ناحية الشكل أكثر من المحتوى والموضوع، فكلا الفنين كانا يتصفان بالإطالة، والتوسع الزمني للأحداث، وحضور الخيال بشكل ما، وتوظيف بطل يقوم بأحداثهما، ووجود معوقات تمنعه من الوصول إلى هدفه أو تحول دون ذلك.
[٤] لكن لا بد من الإشارة إلى أنّ الرواية تختلف بالجوهر والمضمون بشكل كلي عن الملحمة، فالرواية نص نثري واقعي أبطالها بشر عاديون لا يمتلكون صفات الآلهة، أما الملحمة فهي شعر منظوم، تمتاز بحضور الخيال المغرق، ويحضر فيها الإبداع البلاغي.
[٥] فنخلص إلى أنّ الرواية الحديثة كانت تقوم في بعض جوانبها على الملحمة، من ناحية الشكل والإطالة، لكنها كانت تستمد أصولها أيضًا من الحكايات البدائية التي كانت سائرة بين الناس لأغراض التسلية، وهي في العادة ليست واقعية، وإنما تنبع أحداثها من خيال الناس الذين يحكونها.
[٦] المقالة:
تعد المقالة من الأجناس الأدبية المهمة التي ظهرت في سياق الأدب، وذلك لأنّها أصبحت فنًا كثير الاستعمال في كثير من الأمور الأدبية والاجتماعية والسياسية، فالمقالة فن أدبي نثري قصير، يعالج قضية واحدة بأسلوب واضح، ولغة سهلة.
[٧] صنّفت والمقالة حسب استعمالها إلى مقالة أدبية أو علمية أو سياسية، فهي غطّت غير قليل من المواضيع التي تمس حياتنا، وهي مفضلة في الاستعمال في الحديث عن الأمور الجادّة؛ ذلك لأنا تحمل الكاتب على التكثيف في العبارة، والإسراع في الكشف عن الفكرة والموضوع المراد طرحه.
[٧] السيرة:
تعد السيرة من الأجناس الأدبية الحديثة التي ظهرت في العصر الحديث، وقد كان بعض النقاد يخلطون بينها وبين الرواية لتقارب أسلوبيهما الأدبي، لكن السيرة تتميز عن الرواية بوصفها تعالج قسمًا من حياة المؤلف أو المُؤَلَّف عنه. فهي أحداث حصلت حقيقة في الواقع، أما الرواية أحداثها خيالية، قد يكون لها ارتباط واقعي لكنها نتاج فكر الراوي، الذي أبدعها، ولا بد من الإشارة إلى أنّ السيرة قسمت إلى سيرة ذاتية وغيرية، فالذاتية تحكي سيرة الكاتب نفسه، أمّا الغيرية فتحكي سيرة رجل آخر.
لعل أول ظهور للأجناس الأدبية كان عند اليونان القدامى الذين قسموا الفنون اللسانية المحكية إلى قسمين:
شعر ونثر
فكان الشعر عندهم يرتبط بالملاحم وقصص الأبطال والأساطير والآلهة، أما النثر فكان يرتبط ارتباطًا وجيهًا بالخطابة.[١]
وقد استبعدوا المسرح من سياق النثر إذ كان يعد فنًا تمثيليًا.
وقد قسّم أرسطو الأجناس الأدبية إلى شعر ونثر وملحمة، فكانت الملحمة عبارة عن قصائد شعرية طويلة، تحكي قصة بطل أسطوري ما له قدرات عجيبة.
[١] القصة القصيرة:
تعدّ القصة القصيرة جنسًا أدبيًا حديثًا، ظهر في أوروبا في القرن الثامن عشر، وهو يقوم على حدث وقضية واحدة، وتمتاز القصة القصيرة بقصر حجمها وقلة شخصياتها، وقد كانت في بدايتها تعالج قضية رومانسية، أو قصة عاطفية، ومن ثم تطورت وأخذت طابعًا واقعيًا، فصار كتّاب القصة القصيرة يهتمون بالجانب الواقعي.[٢]
ثم أصبحت القصة القصيرة موضوعًا يطرق بابها غير قليل من الكتّاب، ذلك لكونها فتحت المجال للتعبير بطريقة جديدة غير الشعر، بالإضافة إلى كونها تشد الانتباه أكثر، وتترك المجال للمبدع بحرية الكتابة والتعبير متخلصًا من قيد الوزن والقافية.
[٢] الرواية:
تعد الرواية صنفًا أدبيًا اشتق من فن الملحمة، وصورة جديدة أكبر وأوسع من القصة القصيرة، فالرواية تشابهها في بعض شكلياتها مع الملحمة الشعرية، وهي تختلف عن الرواية بأنها كلام منظوم أي أنها شعر كان يقال في العصور القديمة، وكانت الملحمة تحكي قصصًا أسطورية خيالية ممعنة في المبالغة، مع ذكر العجائب والغرائب إلى حدّ تأليه البطل، وإسقاط صفات خارقة عليه.
[٣] ولعل التقاطع بين كلا الفنين الرواية والملحمة جاء من ناحية الشكل أكثر من المحتوى والموضوع، فكلا الفنين كانا يتصفان بالإطالة، والتوسع الزمني للأحداث، وحضور الخيال بشكل ما، وتوظيف بطل يقوم بأحداثهما، ووجود معوقات تمنعه من الوصول إلى هدفه أو تحول دون ذلك.
[٤] لكن لا بد من الإشارة إلى أنّ الرواية تختلف بالجوهر والمضمون بشكل كلي عن الملحمة، فالرواية نص نثري واقعي أبطالها بشر عاديون لا يمتلكون صفات الآلهة، أما الملحمة فهي شعر منظوم، تمتاز بحضور الخيال المغرق، ويحضر فيها الإبداع البلاغي.
[٥] فنخلص إلى أنّ الرواية الحديثة كانت تقوم في بعض جوانبها على الملحمة، من ناحية الشكل والإطالة، لكنها كانت تستمد أصولها أيضًا من الحكايات البدائية التي كانت سائرة بين الناس لأغراض التسلية، وهي في العادة ليست واقعية، وإنما تنبع أحداثها من خيال الناس الذين يحكونها.
[٦] المقالة:
تعد المقالة من الأجناس الأدبية المهمة التي ظهرت في سياق الأدب، وذلك لأنّها أصبحت فنًا كثير الاستعمال في كثير من الأمور الأدبية والاجتماعية والسياسية، فالمقالة فن أدبي نثري قصير، يعالج قضية واحدة بأسلوب واضح، ولغة سهلة.
[٧] صنّفت والمقالة حسب استعمالها إلى مقالة أدبية أو علمية أو سياسية، فهي غطّت غير قليل من المواضيع التي تمس حياتنا، وهي مفضلة في الاستعمال في الحديث عن الأمور الجادّة؛ ذلك لأنا تحمل الكاتب على التكثيف في العبارة، والإسراع في الكشف عن الفكرة والموضوع المراد طرحه.
[٧] السيرة:
تعد السيرة من الأجناس الأدبية الحديثة التي ظهرت في العصر الحديث، وقد كان بعض النقاد يخلطون بينها وبين الرواية لتقارب أسلوبيهما الأدبي، لكن السيرة تتميز عن الرواية بوصفها تعالج قسمًا من حياة المؤلف أو المُؤَلَّف عنه. فهي أحداث حصلت حقيقة في الواقع، أما الرواية أحداثها خيالية، قد يكون لها ارتباط واقعي لكنها نتاج فكر الراوي، الذي أبدعها، ولا بد من الإشارة إلى أنّ السيرة قسمت إلى سيرة ذاتية وغيرية، فالذاتية تحكي سيرة الكاتب نفسه، أمّا الغيرية فتحكي سيرة رجل آخر.