نافذة:صورة و حكاية بقلم: مسلم الطعان.مطعم شانديز الإيراني بمنطقة فيرفيلد بمدينة سيدني

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • نافذة:صورة و حكاية بقلم: مسلم الطعان.مطعم شانديز الإيراني بمنطقة فيرفيلد بمدينة سيدني


    اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	FB_IMG_1718753821105.jpg 
مشاهدات:	4 
الحجم:	112.3 كيلوبايت 
الهوية:	219970
    نوافذ مسافاتيّة:
    ( نوافذُنا مُشرَعةٌ لنسيمِ المَحّبَةِ و عطور ورود الجمال...!)
    نافذة: صورة و حكاية
    بقلم: مسلم الطعان

    بمناسبة ودون مناسبة إعتدت الذهاب إلى مطعم شانديز الإيراني في منطقة فيرفيلد في مدينة سيدني الكبيرة عاصمة ولاية نيوساوث ويلز /العاصمة التجارية والسياحيّة لأستراليا، عندما كنت أشعر برغبة شديدة تجعلني أتوق لحياة المطاعم. عشت في عواصم كثيرة منها بغداد و صنعاء وطرابلس الغرب و عمّان و دمشق و مررت بمدن كثيرة في بلدان العالم، ولم تبقَ ايَّة صور محفورة في الذاكرة الا صور المطاعم والمقاهي، خاصّة إذا كانت هناك مفارقة أو صدفة جميلة تجمعك بصديق قديم، أو أكلة قديمة تمر بشريط الذاكرة، فتدفعك قدماك قبل بطنك للذهاب إلى هناك، علّكَ تمسك بخيط من خيوط ذكرى قديمة.في ثاني أيّام عيد الأضحى المبارك جئت لهذا المطعم وحيداً فريداً وجلست في المكان الذي اعتدت أن أجلس فيه مع زوجتي و ولدي الأصغر علي. سلّم النادل و قال لي: تنتظر المدام والولد؟ قلت: لا أنا وحدي هذه المرة. فغر الرجل فمه متعجباً، و كأنَّه راح بعيداً بخياله. كسرت جدار مخياله قائلاً: لا هما الآن بعيدان عني، بقيا في العراق لمراجعة الطبيب هناك، و أنا رجعت بشحمي ولحمي سالماً غانماً لكي أتناول وجبة ( القوزي) في مطعمكم. إبتسم النادل مجاملةً لأنَّه لم يفهم عبارتي الأخيرة التي رميتها متعمدّاً في وجهه باللهجة العراقية. في هذا المطعم الإيراني أكثر وجبة أعشقها هي التمَّن المطعّم بالزعفران، هم بارعون بطبخه ولايضاهي مطبخهم أي مطبخ في العالم، أقصد بطبخ التمّن لأنَّ ( التمّن سيد الحبوب والتشريب يا بعد روحي...: تلك حكاية أخرى سنحكيها في نافذة قادمة إن شاء الله)، هم فعلاً أسياد بطبخ التمَّن ونحن أسياد ( التشريب يا بعد روحي...!). فضلاً عن كسر رتابة الأكل المنزلي، كنت أذهب للمطاعم لعلّي أصطاد سمكة مفارقة لطيفة بسنّارة المصادفة. في إحدى المرات جئت إلى ذات المطعم و كان هناك شاب لم يتعدَّ العشرين من عمره يعمل لأول مرة، وعندما قدَّمَ لي قائمة المأكولات طلبت ( تمَّن و قوزي) وقلت له: أريد ( مرقة باميا)مع التمّن. جلب التمَّن و معه مرقة فاصوليا. تقبلت الموضوع برحابة ( بطن)، أقصد برحابة صدر و تجاوزت أن أضعه في قفص الإحراج، لكنّي قلت مع نفسي هذا الفرخ أثول...!)، وعندما حكيت لأولادي الموقف لم يصدقّوني في بادئ الأمر. جاءت مناسبة أخرى وذهبت مع اولادي حسين و عقيل لنفس المطعم، و بالصدفة كان العامل ( الأثول) موجوداً. كررنا ذات الطلب مع إختلاف في نوع ( ماعون المرق). قال أحد أولادي لهذا العامل: أريد ( مرق فاصوليا) عاد العامل و بيده (ماعون مرق باميا)، ضحك ولداي بهدوء و نظرا اليّ، فقلت لهما: ( ها هسه صدگتوا هذا الفرخ أثول لو لا....؟!)، اليوم أجلس وحدي، بلا زوجتي ولا أولادي، و حتى العامل الأثول لم أعثر له على أي أثر، ( يعني فص ملح و ذاب). أجلس وحدي، أتناول وجبتي المفضّلة بدون مقبّلات أيّة مفارقة أو موقف طريف يجعلني اكتب عنه حكايتي القادمة....!

    *الصورة في مطعم شانديز بعدسة عامل إيراني آخر.

    الثلاثاء المصادف 18/6/2024
    الساعة الخامسة
    مساء سيدني
يعمل...
X