عمال لا يعرفون العيد.
كنت نشرت هذه التدوينة سنة 2013 وأعيد نشرها وهي لتمثال يكرم عمال النظافة بوضع نصب تذكاري لهم وتم طلاء هذه النصب بلون ذهبي ، أي بلون ملكي تقديرا لجهودهم ،ومثل هذه التماثيل موجودة في الصين وفي إيران وبلدام أخرى.
ففي اليابان يسمونهم بمهندسي النظافة ، وفرنسا أيضا كرمتهم بتخصيص حفل عشاء على شرفهم من طرف الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك ، وفي سنة 2013 ارتأت جامعة تونسية أن تكرم عاملات النظافة في اليوم العالمي للمرأة ، أما عندنا فيسمى بالزبال ، أي نقيض الاسم أو الصفة التي ينعتونها به في الدول الأخرى ،، وكل النعوت السيئة والذميمة نلصقها بعامل النظافة ، فأي شخص قام بعمل قبيح ننعته ببوزبال ، وحتى السلسة الكارتونية التي أخرجها محمد نصيب وكان لها انتشار واسع لم تخل من هذا النعت " بوزبال" ...
فإلى متى تبقى عقليتنا تلتصق بما هو قبيح ، فلنحسن لغتنا وألفاظنا من درن الكلام ، وأن لا نقول للمخطيء أنك مخطيء بل أنت لست على صواب ، فسماعه للصواب أفضل بكثير من سماعه لكلمة الخطأ ، وأن لا نضرب بعنف كل ما هو لذيذ ، فاستمعت بنوم مريح ليس هو "ضربتها بنعسة مزيانة" ، أو أخذت حماما بدل" ضربتها بتحميمة أو تحمحيمة" ، واستمتعت بأكل تفاحة بدل" ضربت تفاحة" ...وإلى أن يتوقف هذا الضرب أترككم تستمتعون بيوم سعيد ودون عنف لفظي .وتحية لهؤلاء العمال الذين لا يعرفون معنى العيد.