صورة للطيار رودولف أندرسون الإبن
بفضل طيار فقد حياته.. نجا العالم من حرب نووية
الطيار الأميركي رودولف أندرسون الابن نال بشكل رمزي عقب وفاته وسام صليب القوات الجوي
العربية.نت – طه عبد الناصر رمضان
نشر في: 12 يونيو ,2024: 11:55 ص GSTآخر تحديث: 12 يونيو ,2024: 12:40 م GST
استمع للمقالالنص المسموع تلقائي ناتج عن نظام آلي
4:36
x1
3 دقائقللقراءة
خلال العام 1962، عاش العالم على وقع أزمة الصواريخ الكوبية التي كادت أن تتسبب في اندلاع حرب عالمية ثالثة، وفي خضم هذه الأزمة التي استمرت ما بين 16 و28 تشرين الأول/أكتوبر 1962، تزايدت حدة التوتر بين الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة الأميركية، خلال فترة الحرب الباردة، عقب اكتشاف طائرات الاستطلاع الأميركية لمنصات صواريخ سوفيتية بالأراضي الكوبية.
العرب والعالمروسيا: بدء مناورات نووية تكتيكية مشتركة مع بيلاروسيا
وأثناء هذه الأزمة، تابع العالم عن كثب حادثة إسقاط الدفاعات الجوية السوفيتية بكوبا لطائرة تجسس أميركية من نوع يو 2 (U 2)، ومع تزايد حدة التوتر، استعد الجميع لرد أميركي ضد كوبا واندلاع الحرب بين السوفييت والأميركيين.
حادثة مقتل أندرسون
خلال فترة الأزمة الكوبية، طالب الطيار الأميركي رودولف أندرسون الابن (Rudolf Anderson Jr) بإضافة المهمة 3127 لجدول أعماله يوم 27 تشرين الأول/أكتوبر 1962، فضمن عملية المقبض النحاسي التي وضعها البنتاغون، تمثلت المهمة 3127 في القيام بعملية استطلاعية فوق الأراضي الكوبية.
وفي الأثناء، كانت هذه العملية محفوفة بالمخاطر حيث أكد المسؤولون بالبنتاغون على أن صواريخ أرض جو السوفيتية قد أصبحت جاهزة للخدمة بكوبا تزامنا مع تسارع وتيرة الأحداث وإمكانية اندلاع الحرب.
صورة للطياررودولف أندرسون الإبن الذي قتل بالأجواء الكوبية
بعد مضي فترة وجيزة من دخول طائرة يو 2، غير المسلحة والتي تواجد على متنها أندرسون، الأجواء الكوبية، ظهرت إشارة على الرادارات السوفيتية بكوبا. وأثناء تتبعهم لها، تخوف السوفييت من إمكانية بلوغ هذه الطائرة لمواقع الأسلحة النووية قرب قاعدة غوانتانامو الأميركية.
وبعد فترة من التردد، أطلقت المضادات السوفيتية صاروخين أرض جو انفجر أحدهما بالقرب من طائرة أندرسون التي سرعان ما هوت من على ارتفاع 72 ألف قدم متسببة في مقتله.
صورة للرئيس الأميركي جون كينيدي
1 من 2
نهاية الأزمة
بعد مضي ساعات قليلة عن الحادثة، علم المسؤولون بالبيت الأبيض بحادثة إسقاط السوفييت للطائرة يو 2. وأمام هذا الوضع، خيمت حالة من التوتر على المسؤولين المتواجدين بالبيت الأبيض. وبأغلبية ساحقة، حث المسؤولون العسكريون الرئيس الأميركي جون كينيدي على الرد عن طريق شن غارات جوية مكثفة على الدفاعات الجوية السوفيتية المتمركزة بكوبا.
إلى ذلك، فضّل الرئيس الأميركي جون كينيدي عدم الانسياق وراء مطالب القادة العسكريين والحفاظ على الدور الدبلوماسي مؤكدا في الآن ذاته على عدم إصدار القائد السوفيتي نيكيتا خروتشوف لأوامر مباشرة باستهداف الطائرة الأميركية فوق الأجواء الكوبية.
عقب الحادثة، أحس نيكيتا خروتشوف أن الأزمة ستخرج قريبا عن السيطرة. وفي المقابل، أكد كينيدي أن أي ضربة انتقامية ستؤدي بشكل مباشر لاندلاع حرب شاملة.
صورة من جنازة رودولف أندرسون الإبن
خلال الليلة الفاصلة بين يومي 27 و28 تشرين الأول/أكتوبر 1962، أرسل الرئيس الأميركي جون كينيدي شقيقه روبرت كينيدي للقاء السفير السوفيتي بواشنطن عارضا عليه حلا سلميا للأزمة. وبهذا الحل الذي وافق عليه السوفييت، قبلت بموسكو بإزالة صواريخها من كوبا مقابل تعهد الأميركيين بسحب الصواريخ النووية متوسطة المدى من تركيا وعدم غزو كوبا.
بفضل حادثة مقتل الطيار أندرسون، مالت موسكو وواشنطن للحوار ليتم بذلك التوصل لاتفاق جنّب العالم حربا نووية. وعقب تصنيفه بالضحية الوحيدة بالأزمة الكوبية، نال أندرسون بشكل رمزي وسام صليب القوات الجوية وهو أعلى وسام بعد وسام الشرف