بجسده الطويل الممشوق وقمصانه الزاهية التي صنعت شهرته الواسعة، لا يزال «باتيه أو» مصمم الأزياء الإفريقي صاحب 70 عاما يتحلى بالتواضع الشديد برغم شهرته العالمية الكبيرة التي وصل إليها ودفعت أشهر دور الأزياء العالمية للاستفادة من خبراته العريقة على رأسها ديور الفرنسية.
«باتيه أو» من مزارع الكاكاو إلى ديور الفرنسية
بدأ «باتيه أو» رحلته إلى العالمية، كمهاجر فار من الفقر المدقع إلى ساحل العاج في عمر 19، وسعى جاهدا للعمل في مزارع الكاكاو إلا أن جسده الهزيل تسبب في رفده سريعا ليقرر التوجه إلى أبيدجان، والعمل كخياط في مشغل صغير وسط الأحياء الشعبية استأجره مقابل بضعة فرنكات.
وعلى مدار سنوات تمكن الخياط الموهوب من ثقل موهبته والتسلح بالصبر للوصول للشهرة والنجاح ليحصد ثماره الأولى بعد فوزه بمسابقة محلية تحمل اسم «سيزو دور» عام 1987.
ويتحول بعدها «باتيه أو» لخياط رؤساء دول إفريقيا بعد ارتداء الرئيس الجنوب إفريقي الراحل نيلسون مانديلا قميصاً من تصميم «باتيه أو» خلال زيارة رسمية لفرنسا، ليتهافت على تصميماته الملايين باعتبارها رمز النضال ضد نظام الفصل العنصري.
لتضم بعدها قائمة زبائن «باتيه أو» أشهر زعماء وأثرياء إفريقيا بينهم العاهل المغربي محمد السادس، والرئيس الرواندي بول كاغامي، ورجل الأعمال النيجيري اليكو دانغوتي إلى جانب نجوم الفن، بفضل تصميماته الاستثنائية ودقة الصناعة اليدوية التي اشتهر بها المصمم الإفريقي.
ويحتفل «باتيه أو» حالياً، بالذكرى الـ50 لإطلاق علامته التجارية الموجودة في نحو 10 بلدان إفريقية ويعمل بها ما يزيد على 60 شخصاً.