انتحار كلب...
حكاية
يحكى ان:-
لدى العالم السيكولوجي توماس من جامعة فلوريدا، اعتقاد كبير في إن الحيوانات تشعر وتتألم ، وتدفعها الغرائز لإنقاذ انفسها من الألم بالانتحار!!،لكنّ ذلك لايمنع من وجود حالات تشذ عن هذه القاعدة، حيث نشرتْ مجلة أنباء لندن في عام 1845 مقالة تتحدث عن انتحار كلب أسود من نوع النيو فاونلاند، ، كلب جميل وثمين ومدلل ، ولا يمتلك مشاكل في الحياة لكنّه اقدم على الانتحار!!،ويبدو أن الانتحار عند الحيوانات لم يقتصر على العصر الحديث، لأن الفيلسوف أرسطو طاليس ذكر لنا قصة الحصان الذي انتحر لأنه اكتشف أن البشر أجبروه على تلقيح أمه. ويُذكر أيضاً أن بغلاً لمجموعة من البيشمركة كان يمر معهم على طريق جبال وعرة وهم يجبروه على حمل أثقال كبيرة، وعند أحد المنعطفات ألقى البغل بنفسه من فوق الجبل ليسقط ويتخلص من عناءه بسبب تحميله اكثر من طاقته.
( القصة )
في سفري البعيد خارج الحدود، وجدت ان البشرهناك مختلفون،طباعهم هادئة ،يتمتعون بالنشاط والحيوية في حركتهم ، وجوههم مبتسمة، يتحدثون بلا عُقَد ، يتفاعلون في مشاعرهم بلا كذب او زيف ، ترافق اغلبهم كلاب جميلة المنظر، حيثما ذهبوا، يتراءى للناظر اليها انّها تبتسم ، تتودد ، تبدوا على ملامحها مظاهر الالفة والحب، وهناك مؤسسات تهتم بها ، وتشرف على رعايتها.
امريكيون حالهم في بلدانهم كما وصفناهم آنفا،وما ان وطأت اقدامهم ارض بلادنا ، حتّى تبدّل كلّ شيء ، وجوههم تجدها مكفهرّة ، كلابهم شرسة ، سلوكهم عدواني ، اغلب تصرفاتهم رعناء ، ولانجد تفسيرا لذلك،لكننا نذهب الى احتمالين :إما بسبب تطبعهم العسكري هم، أولأمور تتعلّق فينا نحن ، انفسنا ؟، طبيعة ارضنا؟ ، اجواؤنا ، أو نوع كلابنا ؟
كلابُنا سائبة، قذرة ، رائحتها نتنة ، تتهارش فيما بينها ، لاتجيد سوى النباح !!،بسبب او بدون سبب ، ذكر لي احد نزلاء سجن ابي غريب بعد اطلاق سراحه ، ان كلبا من كلابنا تقرّب الى سياج السجن ، كان ينظر الى الكلب الامريكي وعلامات التعجّب ماثلة في نظراته ، شعره نظيف ، جسمه معطّر ، الطعام والشراب يوضع له في اوانٍ نظيفه، يحتوى طعامه على شرائح اللحم،وانواع من الخلطات بدت له لذيذة ، حتى سال لعابه ، ولم يحتمل نفسه ، ركض باتجاه السياج ، باقصى سرعته ، حاول التسلّق وعبور الاسلاك الشائكة ، كانت اللحظات ، هي التي تفصل بينه وبين ردّة فعل الجندي الامريكي ، لحظات في سباقه مع الموت، وصلت الى الصّفر، فاخترقت الرصاصات قلبه ورأسه.
القاص والناقد العراقي
اسماعيل آل رجب
حكاية
يحكى ان:-
لدى العالم السيكولوجي توماس من جامعة فلوريدا، اعتقاد كبير في إن الحيوانات تشعر وتتألم ، وتدفعها الغرائز لإنقاذ انفسها من الألم بالانتحار!!،لكنّ ذلك لايمنع من وجود حالات تشذ عن هذه القاعدة، حيث نشرتْ مجلة أنباء لندن في عام 1845 مقالة تتحدث عن انتحار كلب أسود من نوع النيو فاونلاند، ، كلب جميل وثمين ومدلل ، ولا يمتلك مشاكل في الحياة لكنّه اقدم على الانتحار!!،ويبدو أن الانتحار عند الحيوانات لم يقتصر على العصر الحديث، لأن الفيلسوف أرسطو طاليس ذكر لنا قصة الحصان الذي انتحر لأنه اكتشف أن البشر أجبروه على تلقيح أمه. ويُذكر أيضاً أن بغلاً لمجموعة من البيشمركة كان يمر معهم على طريق جبال وعرة وهم يجبروه على حمل أثقال كبيرة، وعند أحد المنعطفات ألقى البغل بنفسه من فوق الجبل ليسقط ويتخلص من عناءه بسبب تحميله اكثر من طاقته.
( القصة )
في سفري البعيد خارج الحدود، وجدت ان البشرهناك مختلفون،طباعهم هادئة ،يتمتعون بالنشاط والحيوية في حركتهم ، وجوههم مبتسمة، يتحدثون بلا عُقَد ، يتفاعلون في مشاعرهم بلا كذب او زيف ، ترافق اغلبهم كلاب جميلة المنظر، حيثما ذهبوا، يتراءى للناظر اليها انّها تبتسم ، تتودد ، تبدوا على ملامحها مظاهر الالفة والحب، وهناك مؤسسات تهتم بها ، وتشرف على رعايتها.
امريكيون حالهم في بلدانهم كما وصفناهم آنفا،وما ان وطأت اقدامهم ارض بلادنا ، حتّى تبدّل كلّ شيء ، وجوههم تجدها مكفهرّة ، كلابهم شرسة ، سلوكهم عدواني ، اغلب تصرفاتهم رعناء ، ولانجد تفسيرا لذلك،لكننا نذهب الى احتمالين :إما بسبب تطبعهم العسكري هم، أولأمور تتعلّق فينا نحن ، انفسنا ؟، طبيعة ارضنا؟ ، اجواؤنا ، أو نوع كلابنا ؟
كلابُنا سائبة، قذرة ، رائحتها نتنة ، تتهارش فيما بينها ، لاتجيد سوى النباح !!،بسبب او بدون سبب ، ذكر لي احد نزلاء سجن ابي غريب بعد اطلاق سراحه ، ان كلبا من كلابنا تقرّب الى سياج السجن ، كان ينظر الى الكلب الامريكي وعلامات التعجّب ماثلة في نظراته ، شعره نظيف ، جسمه معطّر ، الطعام والشراب يوضع له في اوانٍ نظيفه، يحتوى طعامه على شرائح اللحم،وانواع من الخلطات بدت له لذيذة ، حتى سال لعابه ، ولم يحتمل نفسه ، ركض باتجاه السياج ، باقصى سرعته ، حاول التسلّق وعبور الاسلاك الشائكة ، كانت اللحظات ، هي التي تفصل بينه وبين ردّة فعل الجندي الامريكي ، لحظات في سباقه مع الموت، وصلت الى الصّفر، فاخترقت الرصاصات قلبه ورأسه.
القاص والناقد العراقي
اسماعيل آل رجب